شموع النهار

الأوراد/ الورد الثامن (١٧٥-١٩٨)

هذا ملخص يتضمن أهم النقاط الرئيسية والأفكار المهمة؛ لذا هو لا يغني عن الكتاب، صممناه لكم بشكل مريح يساعد على ترتيب المعلومة وفهمها

  • بِسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين, وبعد: فوردنا اليوم - بإذن الله عزوجل- هو الورد الثامن, وهو استكمال وبيان لصورة الدليل ، الدليل الثاني من الأدلة العقلية الدالة على وجود الله -تبارك وتعالى - وهو دليل: العناية والرعاية والإحكام والتصميم . طبعاً هذا الدليل -كما لاحظتم- يقوم على مقدمتين ونتيجة : •المقدمة الأولى : أن الكون الذي نعيش فيه ونشاهده فيه صنعةٌ متقنة ، وأن مظاهر العناية والرعاية فيه ظاهرة . •والمقدمة الثانية : أن هذا الإتقانَ والإحكامَ يستدعي ضرورةً وجود عليمٍ حكيمٍ فاعلٍ لهذا الإتقان . •والنتيجة: أن الله -تبارك وتعالى- هو ذلك الخالق العليم الحكيم الذي خلق الكون على هذه الهيئة المُحكمة . طبعًا نحتاج للبرهنة على هذا المقدمات, فالبرهنة على المقدمة الأولى (أن الكون متقنٌ مُحكم) : أنه من خلال الملاحظة والحس، والحقيقة أن مُجرد التأمل والتفكر الذاتي في خلق الله -تبارك وتعالى- يكشف عن عُمق مظاهر الإتقان والرعاية والجلالة الموجودة في هذا الخلق، وكلما ازداد الإنسان درايةً ومعرفةً بمعطيات الطبيعة ومعطيات مايشاهده صار أقدر على ممارسة عبودية التفكر في خلق الله - تبارك وتعالى - لاستخراج مظاهر العناية الربانية في هذا الكون . ولذا فقد ذكرتُ في خضم بحث هذه المقدمة عددًا من الاحتجاجات العلمية أو الاستعارات في مجال العلوم الطبيعية التجريبية ما يؤكد على حالة الإتقان الموجود في هذا الكون . فذكرت مفهوم (المُعايرة الدقيقة لهذا الكون) وأن الكون ليس متقناً على مستوى أحيائه ونُظمه البيولوجية بل أنه منتِظمٌ حتى على مستوى السنن والقوانين المنظمة لهذا الكون, بل على مستوى الثوابت الكونية، هنالك مجموعة من الأعداد ومن الأرقام التي ضُبطت بعناية شديدة ولولا هذه العناية الشديدة في ضبط تلك الأرقام لكان الكون الذي نحن فيه مختلفًا عن هيئته التي هو عليها بشكل هائل، بل لو لم تُضبط تلك الأرقام لكان الكون غير مَقدور على وجوده . طبعًا هذا الواقع لهذا الإتقان إما أن يُقال فيه أن هنالك حتميةً سُننيةً استلزمت وجوده وهذا ماسعيت لبيان بطلانه وأنه ليست ثمة مايلزم أن تكون هذه الأرقام والأعداد مثلاً على هذا الضبط والمُعايرة المُعينة ، أو أن تكون آتيةً نتيجة صدفة وبينت أن احتمالات أن يقع ذلك صدفةً مما يستحيل أن يكون واقعاً فلم يبقَ إلا أن يكون ذلك نتاج حكيمٍ عليم . ثم استرسلت طبعاً في ذكر عدد من الحقائق العلمية الأخرى ،مثل: مفهوم (التعقيد غير القابل للتبسيط) ، والجانب المعلوماتي الموجود في هذا الكون وغيرها من المُعطيات العلمية . فالشاهد: أن المقدمة الأولى البرهنة عليها من خلال المُلاحظة والحس والإنسان يستطيع أن يستشرف مظاهر الإتقان الموجودة فيما حوله من خلق الله -تبارك وتعالى- بل في نفسه كما قال الله -تبارك وتعالى - : { وفي أنفسكم أفلا تُبصرون } . البرهنة على المقدمة الثانية (أن الإتقان والإحكام يستدعي وجود فاعل عليم حكيم ) : فدليلها هو الضرورة العقلية المُتمثل في مبدأ السببية, وأن لمثل هذه المظاهر ، مظاهر الإتقانِ والرعايةِ لا بد أن تكون ناشئة عن سبب وأن هذا السبب لا بد أن يكون متصفاً بجملة من الصفات الدالة التي نستطيع أن نستلهمها من خلال مظاهر الإتقان؛ كالإرداة, كالفاعلية, كالعلم, كالحكمة, وغيرها من الصفات المتعلقة بذلك السبب ، وذلك السبب - بلاشك - هو الله -تبارك وتعالى- . هذا ما تيسر ذكره مما يتعلق ويتصل بهذا الورد وأظن أني قد استغرقت في الحديث شيئًا ما في الكلام عما في الورد التالي ولكن جرّ الكلام بعضه بعضًا . أسأل الله -عزوجل- لي ولكم التوفيق والسداد والله يحفظكم ويرعاكم .
    تعليق على الورد الثامن

    بصوت الكاتب

    1
    4
    00:00
    تحميل
بِسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين, وبعد:


فوردنا اليوم - بإذن الله عزوجل- هو الورد الثامن, وهو استكمال وبيان لصورة الدليل ، الدليل الثاني من الأدلة العقلية الدالة على وجود الله
-تبارك وتعالى - وهو دليل: العناية والرعاية والإحكام والتصميم .

طبعاً هذا الدليل -كما لاحظتم- يقوم على مقدمتين ونتيجة :

•المقدمة الأولى :
أن الكون الذي نعيش فيه ونشاهده فيه صنعةٌ متقنة ، وأن مظاهر العناية والرعاية فيه ظاهرة .

•والمقدمة الثانية :
أن هذا الإتقانَ والإحكامَ يستدعي ضرورةً وجود عليمٍ حكيمٍ فاعلٍ لهذا الإتقان .

•والنتيجة:
أن الله -تبارك وتعالى- هو ذلك الخالق العليم الحكيم الذي خلق الكون على هذه الهيئة المُحكمة .

طبعًا نحتاج للبرهنة على هذا المقدمات, فالبرهنة على المقدمة الأولى (أن الكون متقنٌ مُحكم) :
أنه من خلال الملاحظة والحس، والحقيقة أن مُجرد التأمل والتفكر الذاتي في خلق الله -تبارك وتعالى- يكشف عن عُمق مظاهر الإتقان والرعاية والجلالة الموجودة في هذا الخلق، وكلما ازداد الإنسان درايةً ومعرفةً بمعطيات الطبيعة ومعطيات مايشاهده صار أقدر على ممارسة عبودية التفكر في خلق الله - تبارك وتعالى - لاستخراج مظاهر العناية الربانية في هذا الكون .

ولذا فقد ذكرتُ في خضم بحث هذه المقدمة عددًا من الاحتجاجات العلمية أو الاستعارات في مجال العلوم الطبيعية التجريبية ما يؤكد على حالة الإتقان الموجود في هذا الكون .

فذكرت مفهوم (المُعايرة الدقيقة لهذا الكون) وأن الكون ليس متقناً على مستوى أحيائه ونُظمه البيولوجية بل أنه منتِظمٌ حتى على مستوى السنن والقوانين المنظمة لهذا الكون, بل على مستوى الثوابت الكونية، هنالك مجموعة من الأعداد ومن الأرقام التي ضُبطت بعناية شديدة ولولا هذه العناية الشديدة في ضبط تلك الأرقام لكان الكون الذي نحن فيه مختلفًا عن هيئته التي هو عليها بشكل هائل، بل لو لم تُضبط تلك الأرقام لكان الكون غير مَقدور على وجوده .

طبعًا هذا الواقع لهذا الإتقان إما أن يُقال فيه أن هنالك حتميةً سُننيةً استلزمت وجوده وهذا ماسعيت لبيان بطلانه وأنه ليست ثمة مايلزم أن تكون هذه الأرقام والأعداد مثلاً على هذا الضبط والمُعايرة المُعينة ، أو أن تكون آتيةً نتيجة صدفة وبينت أن احتمالات أن يقع ذلك صدفةً مما يستحيل أن يكون واقعاً فلم يبقَ إلا أن يكون ذلك نتاج حكيمٍ عليم .

ثم استرسلت طبعاً في ذكر عدد من الحقائق العلمية الأخرى ،مثل: مفهوم (التعقيد غير القابل للتبسيط) ، والجانب المعلوماتي الموجود في هذا الكون وغيرها من المُعطيات العلمية .

فالشاهد: أن المقدمة الأولى البرهنة عليها من خلال المُلاحظة والحس والإنسان يستطيع أن يستشرف مظاهر الإتقان الموجودة فيما حوله من خلق الله -تبارك وتعالى- بل في نفسه كما قال الله -تبارك وتعالى - : { وفي أنفسكم أفلا تُبصرون } .

البرهنة على المقدمة الثانية (أن الإتقان والإحكام يستدعي وجود فاعل عليم حكيم ) :
فدليلها هو الضرورة العقلية المُتمثل في مبدأ السببية, وأن لمثل هذه المظاهر ، مظاهر الإتقانِ والرعايةِ لا بد أن تكون ناشئة عن سبب وأن هذا السبب لا بد أن يكون متصفاً بجملة من الصفات الدالة التي نستطيع أن نستلهمها من خلال مظاهر الإتقان؛ كالإرداة, كالفاعلية, كالعلم, كالحكمة, وغيرها من الصفات المتعلقة بذلك السبب ، وذلك السبب - بلاشك - هو الله -تبارك وتعالى- .

هذا ما تيسر ذكره مما يتعلق ويتصل بهذا الورد وأظن أني قد استغرقت في الحديث شيئًا ما في الكلام عما في الورد التالي ولكن جرّ الكلام بعضه بعضًا .

أسأل الله -عزوجل- لي ولكم التوفيق والسداد والله يحفظكم ويرعاكم .

هو ثابت فيزيائي له الرمز hوهو يستخدم لوصف الكوانتا "أصغر مقدار للطاقة" فهو بذلك يلعب الدور الرئيسي في ميكانيك الكم. يعود اكتشافه إلى العالم الألماني ماكس بلانك عام 1900م. [موقع ويكيبيديا]

البروتون من مكونات الذرة وله شحنة كهربية موجبة مقدارها 1.6 × 10−19 كولوم [موقع ويكيبيديا]

كتلته تساوي تقريبًا كتلة البروتون، يوجد في أنوية الذرات. [موقع ويكيبيديا]

يكون (المبدأ الإنساني (بالإنجليزيةAnthropic principle)) أو االمبدأ الأنثروبي: عبارة عن أطروحة تقول بأن الكون حتمي حيث تكون معادلاته وقوانينه الطبيعية مناسبة لظهور أنواع حياة ذكية، حيث أنه لو كانت الجسيمات الأولية مثل الإلكترون و البروتون ليست بصفاتها الموجودة (مثل مقدار الشحنة ونوعها وكتلة كل منهما) والقوانين التي تحكمها، لكان من غير الممكن نشأة الحياة على الأرض بما فيها نشأة الإنسان نفسه. والإنسان هو المخلوق الوحيد الذي بمقدوره وصف الكون ومراقبته وتحليله فيزيائيًا. [موقع ويكيبيديا]

لا يوجد مناقشات
لا يوجد اقتباسات
لا يوجد استفسارات