شموع النهار

الأوراد/ الورد الثاني (٣٩-٥٧)

هذا ملخص يتضمن أهم النقاط الرئيسية والأفكار المهمة؛ لذا هو لا يغني عن الكتاب، صممناه لكم بشكل مريح يساعد على ترتيب المعلومة وفهمها

  • بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،، وبعد : نستكمل بإذن الله -عزوجل- هذه المذاكرة والمدارسة لكتاب شموع النهار وننتقل إلى أحد المباحث المتعلقة بمستويات الدلالة الفطرية على وجود الله -تعالى . وفكرة هذا المبحث باختصار: أنا لما نتحدث عن فطرية معرفة الله -سبحانه وتعالى- فنحن نتحدث عمليًا عن مستويين ومسارين متعلقة بدلالة الفطرة على وجود الله -سبحانه وتعالى . المسار الأول: ما يتعلق بحضور معرفة الله -تبارك وتعالى- في النفس الآدمية والنفس الإنسانية, بمعنى أن لا يحتاج الإنسان للبرهنة والتدليل على معرفة الله -تبارك وتعالى- كما سبق الحديث عنه وأن هذه المعرفة حاصلة حاضرة في النفس أصلَا . المسار الثاني : أن ثمة جملة من المعطيات المتعلقة بالمجال -مجال الفطرة- يستطيع الإنسان استثمارها للدلالة على وجود الله -تبارك وتعالى- بمعنى آخر أن المكون الفطري الذي خلق الله -تبارك وتعالى- الإنسان عليه فيه جملة من المعطيات، من المعطيات الموجودة ما يتعلق بقضايا دينية، ما يتعلق بالإيمان بالله -تبارك وتعالى- بل بالإيمان بوحدانية -سبحانه وتعالى- في ربوبيته، في ألوهيته -سبحانه وتعالى-, معرفة شيء من كمالاته -سبحانه وتعالى- وثمة مسار آخر يتضمنه المكون الفطري وهو: قضايا تتعلق بهذا العبد، وهذا المبحث مخصص لمعالجة هذا المسار الثاني، ما يتعلق بوجود مكونات أخرى داخل إطار الفطرة يستطيع الإنسان أن يستثمرها في الدلالة على وجود الله, مثل ما سيبتدئ الحديث عن المبادئ العقلية الضرورية، والنزعة الأخلاقية الموجودة عند الإنسان، شعور الإنسان الضروري بإرادته الحرة، قضية الغرائز، سؤلات الإنسان الكبرى وغيرها من القضايا الفطرية. أعتذر سلفًا للأخوات من قدر ما قد يواجهونه من الصعوبة فيما يأتي من الكلام؛ لأن طبيعة الموضوع فيه قدر من الوعورة وتعلقه بجملة من المباحث الفلسفية, وسعيت في الكتاب أن أبسط مثل هذه المعطيات بلغة أرجو أن تكون واضحة ومسهِّلة لهذا الموضوع إلى حد ما, ويمكن أن يتم عرض بعض الاستشكالات للمادة في فترة الاستفسارات, وإني لأرجو أن يكون فيما يعقُب مثل هذه المباحث ما هو أكثر سهولة منه لما نشرع بالحديث عن الدلالة العقلية لوجوده -تبارك وتعالى. كما ذكرت أن طبيعة الموضوع يتضمن مثل هذه الإشكالية. المعرفة والعقل هما أداتان يتوصل بهما الإنسان إلى التعرف على الأشياء فإذا سلط الإنسان بوصلة البحث على المعطى المعرفي ذاته فلا شك أن طبيعة الموضوع فيه قدر من الوعورة والصعوبة . المستوى الأول كما ستلاحظون أو لاحظتم من مستويات الدلالة الفطرية على وجود الله -سبحانه وتعالى- هو: مستوى دلالة المبادئ العقلية الأولية عليه -تبارك وتعالى. فكرة هذا المبحث باختصار: إذا نظر الإنسان في المعارف والعلوم الموجودة عنده فيستطيع أن يقسمهما إلى حدّ ما إلى قسمين أساسيين. القسم الأول: يعبر عنه بالمعارف الضرورية. القسم الثاني: المعارف النظرية . المعارف الضرورية تتميز بجملة من الصفات والخصائص، أهم خصيصة مركزية تشكل معارف ضرورية عند الإنسان هي استغناؤها عن البرهنة والنظر والاستدلال الخاص. هي معطيات ينبغي على الإنسان أن يسلم لها تسليمًا, ويجد الإنسان من نفسه حالة من حالات اليقين القطعي بمثل هذه المعطيات وأنها معطيات غير قابلة للتشكيك عنده بخلاف المعطيات أو المعارف النظرية التي يحتاج الإنسان للبرهنة والتدليل عليها إلى معطيات الدلالة والنظر والاستدلال, والعلاقة بين العلوم النظرية وبين العلوم الضرورية هو أن العلوم النظرية تنتهي إلى العلوم الضرورية بمعنى: أن عملية البرهنة والتدليل على العلوم النظرية في نهاية المطاف ينبغي أن تفضي بنا إلى تلك المعارف الضرورية الأولية. وحاولت أني أدلل على هذه الفكرة المركزية في طبيعة المعارف والعلوم أن عندنا قسمين وأن أحد القسمين يحتاج إلى الدلالة والاستدلال، والأخرى لا تحتاج إلى الاستدلال وأن عدم افتقار المنظومة الثانية -التي هي المعارف الضرورية- إلى قضية الاستدلال يفرض سؤالاً مركزيًا محوريًا وهو الذي افضى به البحث، وهو: كيف وجدت هذه المعارف الضرورية في نفس الإنسان أصلا، ومن هنا يشرع الحديث حول دلالة المعارف الأولية، المعارف البدهية، المعارف الفطرية عليه -تبارك وتعالى- وأوردت وجهين أو قضيتين أساسيتين يمكن من خلالهما يتعرف الإنسان من خلال وجود المعارف الضرورية عليه -تبارك وتعالى. السؤال الأول الأساس الذي تفرضه وجود هذه المعارف الضرورية عند الإنسان وهذه المعارف من تمثيلاتها: مبدأ السببية، مبدأ أن الجزء أصغر من الكل، مبدأ -على سبيل المثال- عدم التناقض، فالإنسان لما يقال له -على سبيل المثال- سيارة متحركة وساكنة بنفس الوقت فإنه يجد من نفسه منزعًا ضروريًا بأنه يستحيل أن تكون ثمة سيارة متحركة وساكنة بنفس الوقت أو لا متحركة أو لا ساكنة بنفس الوقت. عندما تحضر طفلًا في غرفة مظلمة ثم يُضرب ضربة على ظهره فإنه لا يشكك مطلقًًا بأن ثمة ضارب, ثمة سبب هو الذي أوجب الوجع الذي لحق به، هذه المعارف الضرورية. السؤال الأول المتعلق بوجود هذه المعارف الضرورية عند الإنسان: من أين تحصّلت النفس عليها؟ من أين أتت هذه المعارف الضروية عند الإنسان ابتداءً؟ هذا السؤال الأول. السؤال الثاني: من أين تكتسب هذه الضروريات العقلية قيمتها الموضوعية المطلقة؟ السؤال الأول هو السؤال الأكثر يُسرًا في الدلالة على وجوده -تبارك وتعالى- يعني الإجابة الموجودة عند الخطاب الديني أن الله عزّ وجل خالق الإنسان، خلق الإنسان وأوجد وأودع في نفسه هذه الفطرة, أودع في نفسه هذه المنظومة المعرفية, أودع في نفسه هذه الأوليات والبدهيات العقلية، فطر الإنسان على خِلقه يستطيع الإنسان من خلالها أن يُدرك أن ربع البرتقالة أصغر من مجموع البرتقالة، أن واحد أصغر من الاثنين، أن الشيء أو الإنسان الواحد لا يمكن أن يكون حيّا وميتًا بنفس الوقت، هذه مما خلق الله -عزّ وجل- الإنسان عليها وبالتالي وجودها في الإنسان... يفرض سؤال كيف وجدت؟ فيُقال: أوجدها الله -سبحانه وتعالى. السؤال الثاني: من أين تكتسب هذه المعارف الأولية بداهتها -سبق شرحها بالتفصيل في البحث الذي ترونه أمامكم " الكتاب "-. أسلوب آخر في عرض هذه الفكرة: نحن أمام رؤيتين كونيتين متباينتين, النظرة الإلحادية تتبنى نظرة مادية للوجود، والخطاب الديني يتبنى رؤية أوسع مدى من الإطار المادي ويتضمن هذه الرؤية وجوده -تبارك وتعالى- بل وجود المعارف المغيبة جميعًا، الإشكالية التي تعصف بالخطابات الإلحادية لما تتبنى رؤيتها المادية، هو ضرورة ترسية والبرهنة والتدليل على وجود كل المعطيات وكل الموجودات في إطار المادة, فيقال الآن مثلًا من التساؤلات و الاستشكالات التي يمكن أن تورد على الخطاب المادي في ظل وجود هذه المعارف الضرورية البدهية: هل هذه المعارف البدهية الضرورية كالجزء أصغر من الكل أو عدم التناقض -على سبيل المثال- أو مبدأ السببية هي قضايا ومعطيات أفرزتها المادة بحيث أنها وجدت مع لحظة وجود المادة, مع لحظة وجود الطاقة, مع لحظة وجود الزمان والمكان؟ أم أنها معطيات يستطيع الإنسان أن يتعقل ويتفهم وجودها بغض النظر عن وجود المادة وعدمها؟ بمعنى آخر سواء وجد الإنسان أو عُدم الإنسان فإن الشيء لا يمكن أن يكون موجودًا معدومًا في نفس الوقت سواء وُجد العالم والكون أو لم يوجد العالم والكون فلا يمكن أن تكون مثل هذه المعطيات متعلقة بهذا الوجود أو عدمه سواءً وجد الكون أو عدم الكون فواحد أصغر من اثنين. فمبدأ السببية حاضر لا يمكن أن يكون ثمة شيء موجود ومعدوم في نفس الوقت, فبالتالي يحتاج الإنسان ضرورة حتى يبنى رؤية فلسفية تعطي لمثل هذه المعارف الضرورية قيمتها الموضوعية الضرورية أن يتجاوز الإنسان الإطار المادي, لا بد للإنسان أن يدخل في مجاله المعرفي قضية خارج إطار المادة, يعني لا بد أن يتبنى نظرة متجاوزة للإطار المادي, هذه النظرة المتجاوزة للإطار المادي هي الموفرة في الخطاب الديني وبالتالي لما يتبنى الإنسان رؤية تتضمن الإيمان بالله -تبارك وتعالى- المتصف -سبحانه وتعالى- بالكمالات فإنه يستطيع أن يتبنى رؤية فلسفية يستحضر من خلالها وجود مثل هذه المعطيات الضرورية ويستطيع الإنسان أن يبني تصورًا فلسفيًا يعترف لمثل هذه الضروريات بقيمتها الموضوعية المستقلة عن وجود الإنسان بل المستقلة عن وجود هذا الكون بأسره . هذا محاولة لتقريب بعض المدلولات المتعلقة بالمادة.
    تعليق على الورد الثاني

    بصوت الكاتب

    19
    12
    00:00
    تحميل
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،، وبعد :

نستكمل بإذن الله -عزوجل- هذه المذاكرة والمدارسة لكتاب شموع النهار وننتقل إلى أحد المباحث المتعلقة بمستويات الدلالة الفطرية على وجود الله -تعالى .
وفكرة هذا المبحث باختصار: أنا لما نتحدث عن فطرية معرفة الله -سبحانه وتعالى- فنحن نتحدث عمليًا عن مستويين ومسارين متعلقة بدلالة الفطرة على وجود الله -سبحانه وتعالى .
المسار الأول: ما يتعلق بحضور معرفة الله -تبارك وتعالى- في النفس الآدمية والنفس الإنسانية, بمعنى أن لا يحتاج الإنسان للبرهنة والتدليل على معرفة الله -تبارك وتعالى- كما سبق الحديث عنه وأن هذه المعرفة حاصلة حاضرة في النفس أصلَا .
المسار الثاني : أن ثمة جملة من المعطيات المتعلقة بالمجال -مجال الفطرة- يستطيع الإنسان استثمارها للدلالة على وجود الله -تبارك وتعالى- بمعنى آخر أن المكون الفطري الذي خلق الله -تبارك وتعالى- الإنسان عليه فيه جملة من المعطيات، من المعطيات الموجودة ما يتعلق بقضايا دينية، ما يتعلق بالإيمان بالله -تبارك وتعالى- بل بالإيمان بوحدانية -سبحانه وتعالى- في ربوبيته، في ألوهيته -سبحانه وتعالى-, معرفة شيء من كمالاته -سبحانه وتعالى- وثمة مسار آخر يتضمنه المكون الفطري وهو: قضايا تتعلق بهذا العبد، وهذا المبحث مخصص لمعالجة هذا المسار الثاني، ما يتعلق بوجود مكونات أخرى داخل إطار الفطرة يستطيع الإنسان أن يستثمرها في الدلالة على وجود الله, مثل ما سيبتدئ الحديث عن المبادئ العقلية الضرورية، والنزعة الأخلاقية الموجودة عند الإنسان، شعور الإنسان الضروري بإرادته الحرة، قضية الغرائز، سؤلات الإنسان الكبرى وغيرها من القضايا الفطرية.
أعتذر سلفًا للأخوات من قدر ما قد يواجهونه من الصعوبة فيما يأتي من الكلام؛ لأن طبيعة الموضوع فيه قدر من الوعورة وتعلقه بجملة من المباحث الفلسفية, وسعيت في الكتاب أن أبسط مثل هذه المعطيات بلغة أرجو أن تكون واضحة ومسهِّلة لهذا الموضوع إلى حد ما, ويمكن أن يتم عرض بعض الاستشكالات للمادة في فترة الاستفسارات, وإني لأرجو أن يكون فيما يعقُب مثل هذه المباحث ما هو أكثر سهولة منه لما نشرع بالحديث عن الدلالة العقلية لوجوده -تبارك وتعالى.
كما ذكرت أن طبيعة الموضوع يتضمن مثل هذه الإشكالية. المعرفة والعقل هما أداتان يتوصل بهما الإنسان إلى التعرف على الأشياء فإذا سلط الإنسان بوصلة البحث على المعطى المعرفي ذاته فلا شك أن طبيعة الموضوع فيه قدر من الوعورة والصعوبة .
المستوى الأول كما ستلاحظون أو لاحظتم من مستويات الدلالة الفطرية على وجود الله -سبحانه وتعالى- هو: مستوى دلالة المبادئ العقلية الأولية عليه -تبارك وتعالى.
فكرة هذا المبحث باختصار: إذا نظر الإنسان في المعارف والعلوم الموجودة عنده فيستطيع أن يقسمهما إلى حدّ ما إلى قسمين أساسيين.
القسم الأول: يعبر عنه بالمعارف الضرورية.
القسم الثاني: المعارف النظرية .
المعارف الضرورية تتميز بجملة من الصفات والخصائص، أهم خصيصة مركزية تشكل معارف ضرورية عند الإنسان هي استغناؤها عن البرهنة والنظر والاستدلال الخاص. هي معطيات ينبغي على الإنسان أن يسلم لها تسليمًا, ويجد الإنسان من نفسه حالة من حالات اليقين القطعي بمثل هذه المعطيات وأنها معطيات غير قابلة للتشكيك عنده بخلاف المعطيات أو المعارف النظرية التي يحتاج الإنسان للبرهنة والتدليل عليها إلى معطيات الدلالة والنظر والاستدلال, والعلاقة بين العلوم النظرية وبين العلوم الضرورية هو أن العلوم النظرية تنتهي إلى العلوم الضرورية بمعنى: أن عملية البرهنة والتدليل على العلوم النظرية في نهاية المطاف ينبغي أن تفضي بنا إلى تلك المعارف الضرورية الأولية. وحاولت أني أدلل على هذه الفكرة المركزية في طبيعة المعارف والعلوم أن عندنا قسمين وأن أحد القسمين يحتاج إلى الدلالة والاستدلال، والأخرى لا تحتاج إلى الاستدلال وأن عدم افتقار المنظومة الثانية -التي هي المعارف الضرورية- إلى قضية الاستدلال يفرض سؤالاً مركزيًا محوريًا وهو الذي افضى به البحث، وهو: كيف وجدت هذه المعارف الضرورية في نفس الإنسان أصلا، ومن هنا يشرع الحديث حول دلالة المعارف الأولية، المعارف البدهية، المعارف الفطرية عليه -تبارك وتعالى- وأوردت وجهين أو قضيتين أساسيتين يمكن من خلالهما يتعرف الإنسان من خلال وجود المعارف الضرورية عليه -تبارك وتعالى.
السؤال الأول الأساس الذي تفرضه وجود هذه المعارف الضرورية عند الإنسان وهذه المعارف من تمثيلاتها: مبدأ السببية، مبدأ أن الجزء أصغر من الكل، مبدأ -على سبيل المثال- عدم التناقض، فالإنسان لما يقال له -على سبيل المثال- سيارة متحركة وساكنة بنفس الوقت فإنه يجد من نفسه منزعًا ضروريًا بأنه يستحيل أن تكون ثمة سيارة متحركة وساكنة بنفس الوقت أو لا متحركة أو لا ساكنة بنفس الوقت. عندما تحضر طفلًا في غرفة مظلمة ثم يُضرب ضربة على ظهره فإنه لا يشكك مطلقًًا بأن ثمة ضارب, ثمة سبب هو الذي أوجب الوجع الذي لحق به، هذه المعارف الضرورية.
السؤال الأول المتعلق بوجود هذه المعارف الضرورية عند الإنسان: من أين تحصّلت النفس عليها؟ من أين أتت هذه المعارف الضروية عند الإنسان ابتداءً؟ هذا السؤال الأول.
السؤال الثاني: من أين تكتسب هذه الضروريات العقلية قيمتها الموضوعية المطلقة؟
السؤال الأول هو السؤال الأكثر يُسرًا في الدلالة على وجوده -تبارك وتعالى- يعني الإجابة الموجودة عند الخطاب الديني أن الله عزّ وجل خالق الإنسان، خلق الإنسان وأوجد وأودع في نفسه هذه الفطرة, أودع في نفسه هذه المنظومة المعرفية, أودع في نفسه هذه الأوليات والبدهيات العقلية، فطر الإنسان على خِلقه يستطيع الإنسان من خلالها أن يُدرك أن ربع البرتقالة أصغر من مجموع البرتقالة، أن واحد أصغر من الاثنين، أن الشيء أو الإنسان الواحد لا يمكن أن يكون حيّا وميتًا بنفس الوقت، هذه مما خلق الله -عزّ وجل- الإنسان عليها وبالتالي وجودها في الإنسان... يفرض سؤال كيف وجدت؟ فيُقال: أوجدها الله -سبحانه وتعالى.
السؤال الثاني: من أين تكتسب هذه المعارف الأولية بداهتها -سبق شرحها بالتفصيل في البحث الذي ترونه أمامكم " الكتاب "-.
أسلوب آخر في عرض هذه الفكرة: نحن أمام رؤيتين كونيتين متباينتين, النظرة الإلحادية تتبنى نظرة مادية للوجود، والخطاب الديني يتبنى رؤية أوسع مدى من الإطار المادي ويتضمن هذه الرؤية وجوده -تبارك وتعالى- بل وجود المعارف المغيبة جميعًا، الإشكالية التي تعصف بالخطابات الإلحادية لما تتبنى رؤيتها المادية، هو ضرورة ترسية والبرهنة والتدليل على وجود كل المعطيات وكل الموجودات في إطار المادة, فيقال الآن مثلًا من التساؤلات و الاستشكالات التي يمكن أن تورد على الخطاب المادي في ظل وجود هذه المعارف الضرورية البدهية: هل هذه المعارف البدهية الضرورية كالجزء أصغر من الكل أو عدم التناقض -على سبيل المثال- أو مبدأ السببية هي قضايا ومعطيات أفرزتها المادة بحيث أنها وجدت مع لحظة وجود المادة, مع لحظة وجود الطاقة, مع لحظة وجود الزمان والمكان؟ أم أنها معطيات يستطيع الإنسان أن يتعقل ويتفهم وجودها بغض النظر عن وجود المادة وعدمها؟ بمعنى آخر سواء وجد الإنسان أو عُدم الإنسان فإن الشيء لا يمكن أن يكون موجودًا معدومًا في نفس الوقت سواء وُجد العالم والكون أو لم يوجد العالم والكون فلا يمكن أن تكون مثل هذه المعطيات متعلقة بهذا الوجود أو عدمه سواءً وجد الكون أو عدم الكون فواحد أصغر من اثنين.
فمبدأ السببية حاضر لا يمكن أن يكون ثمة شيء موجود ومعدوم في نفس الوقت, فبالتالي يحتاج الإنسان ضرورة حتى يبنى رؤية فلسفية تعطي لمثل هذه المعارف الضرورية قيمتها الموضوعية الضرورية أن يتجاوز الإنسان الإطار المادي, لا بد للإنسان أن يدخل في مجاله المعرفي قضية خارج إطار المادة, يعني لا بد أن يتبنى نظرة متجاوزة للإطار المادي, هذه النظرة المتجاوزة للإطار المادي هي الموفرة في الخطاب الديني وبالتالي لما يتبنى الإنسان رؤية تتضمن الإيمان بالله -تبارك وتعالى- المتصف -سبحانه وتعالى- بالكمالات فإنه يستطيع أن يتبنى رؤية فلسفية يستحضر من خلالها وجود مثل هذه المعطيات الضرورية ويستطيع الإنسان أن يبني تصورًا فلسفيًا يعترف لمثل هذه الضروريات بقيمتها الموضوعية المستقلة عن وجود الإنسان بل المستقلة عن وجود هذا الكون بأسره .
هذا محاولة لتقريب بعض المدلولات المتعلقة بالمادة.

هو توقف الشيء على نفسه، أي أن يكون هو علة لنفسه بواسطة أو بغير واسطة. [كتاب (ضوابط المعرفة وأصول الاستدلال والمناظرة) تأليف عبد الرحمن الحنبكة الميداني، الطبعة الرابعة عشرة 2015، إصدار دار القلم ص:323]

أن يحدث قبل كل حادث حادث آخر لا إلى بداية. [كتاب (فمن خلق الله؟) للمؤلف د.سامي العامري من إصدارات مركز تكوين (الطبعة الأولى) 2016 ص:11]

هي عملية فكرية وحسية وقد تستخدم هذه الطريقة التجربة المقصودة والتي هي بمثابة طرح الأسئلة العلمية على الأشياء، لمعرفة مدى استجابتها أو عدم استجابتها أو مدى تأثرها بما طرح عليها وملاحظة كل هذا وتقييده، باعتبارها نتائج قدمتها التجارب [كتاب (ضوابط المعرفة وأصول الاستدلال والمناظرة) تأليف عبد الرحمن الحنبكة الميداني، الطبعة الرابعة عشرة 2015، إصدار دار القلم ص:187]

الذرائعية مذهب فلسفي اجتماعي يقول بأن الحقيقة توجد في جملة التجربة الإنسانية: لا في الفكر النظري البعيد عن الواقع. وأن المعرفة آلة أو وظيفة في خدمة مطالب الحياة، وأن صدق قضية ما: هو في كونها مفيدة للناس، وأن الفكر في طبيعته غائي. [الموسوعة الميسرة في الأديان والفرق والمذاهب – الندوة العالمية للشباب الإسلامي]

فرع من الفيزياء متعلق بدراسة الظواهر المتناهية الصغر لعالم الذرة وما دونه. [كتاب (فمن خلق الله؟) للمؤلف د.سامي العامري من إصدارات مركز تكوين (الطبعة الاولى ) 2016]

لا يوجد مناقشات
إهدار المبادئ العقلية الضرورية، وإلغاء الطبيعة الموضوعية لها هو في حقيقته إهدار لكل عملية عقلية بشرية، وإهدار لإمكانية التواصل والإقناع بين الناس، وإهدار للعلوم الطبيعية التجريبية، فهذه جميعاً لا يمكن أن تقوم إلا على قاعدة تعترف بوجود تلك المبادئ الضرورية، وتقول بقيمتها المتعالية والمتجاوزة للوجود الإنساني.
شموع النهار، ص53
كل المعارف والعلوم هي في الحقيقة فرع عن العلم بالله تعالى؛ فمن لم يدرك وجوده فلن يتمكن فلسفياً وبرهانياً أن يؤسس لنظرية معرفية متماسكة تفسر لنا مبررات وجود هذه المعارف وإمكانية تحصيلها.

كتاب شموع النهار، عبدالله العجيري
ص54.
  • النُّهى
    النُّهى

    أثابكم الله

    هناك جملة في الكتاب في ص٤٤ تقول أن اطراح الثقة في المبادئ العقلية الأولية يُفضِ إلى اطراح الثقة في أدوات الرصد والملاحظة...

    كيف ذلك؟

    0
    • أ.عبدالله بن صالح العجيري
      أ.عبدالله بن صالح العجيري

      القضية باختصار، مثل ما ذكرنا أن المعرفة الإنسانية البشرية تقسم إلى جزئين؛
      الجزء الأول: ما يتعلق بالمعارف النظرية، والجزء الثاني: ما يتعلق بالمبادئ الضرورية ..
      الإنسان لا يستطيع أن يقيم قضيةً نظريةً ما ما لم يكن متكئا على المبادئ العقلية الضرورية، فإذا سقطت المبادئ العقلية الضرورية تهاوى تبعًا لها كل المعرفة البشرية الإنسانية.
      إذا أخذنا خصوصية السؤال: أنها تؤدي إلى اطراح الثقة في أدوات البحث والملاحظة.
      أحد المبادئ العقلية الضرورية هي مبدأ السببية العام: أن كل حادِث لا بد له من محدِث. وأن كل أمر له بداية لا بد له من سبب، كل المعرفة الطبيعية مؤسسة على هذه الفكرة، محاولة التفتيش عن الأسباب التي تقف خلف الظواهر الطبيعية المادية المحسوسة. فإذا اطرح الإنسان الثقة في المبادئ العقلية الضرورية فهو يطّرح الثقة في وجود الأسباب التي تقف خلف الظواهر، وبالتالي يريد أن يرصد ماذا ويلاحظ ماذا؟ إذا تنكر الإنسان لمبدأ السببية وقال: يُحتَمل أن يكون ثمة أمر حادث من غير أن يكون له سبب، فهو يفتش عن ماذا؟ هو لن يفتش عن شيء. وبالتالي تتهاوى المنظومة والأسس التي يتأسس عليها المعارف الطبيعية، وتتهاوى بشكل أكثر عمومية كل المعارف البشرية الإنسانية.

      0
    • أظهر المزيد من الردود
  • سارة
    سارة

    جدلية الإلحاد المعاصر خاصة عند الغرب هل تعتبر من العدوان الفكري على الشرق أدت إلى ظهور حالات إلحادية عند بعض الشباب المسلم ؟ أم هي لقصور التفكير المعرفي عند العرب أدى إلى ضرورة مناقشة مثل هذه القضايا الآن باستفاضة متخصصة؟

    0
    • أ.عبدالله بن صالح العجيري
      أ.عبدالله بن صالح العجيري

      طبعًا للأسف الشديد هناك عبارة لابن خلدون يقول فيها: (الأمة المغلوبة مولعة بتقليد الغالب) فنحن نعيش في زمن هيمنة النموذج الثقافي الغربي وبالتالي كثير من الموضات الفكرية التي تعصف بالمجتمعات الغربية سترِد على المجتمعات العربية الإسلامية إن عاجلاً أو أجلاً، وبالتالي جزء من الاشكالية التي ولدت حالة المجادلة حول قضية الإلحاد بوجود الله -عز وجل-، بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم، بصحة دين الإسلام وغيرها من المعطيات هي ناشئة بحكم التأثر والتأثير الأممي القائم الموجود بحكم هيمنة النموذج الغربي .
      فوجهة نظري أن المعامل الأكبر المتعلق بالتأثر بهذا المعطى عائد إلى اعتبارات نفسية؛ اعتبارات العزة والاعتزاز بالقيم الشرعية وليس الأمر عائدً إلى قصور في التفكير المعرفي عند العرب. لا، ليس المعامل المعرفي هو العامل الحاسم فيما يتعلق بهذه القضايا بقدر ما أن من المؤثرات المركزية والأساسية الموجودة في هذه القضية أن ثمة حالة من حالات الضعف والاستسلام أمام نموذج الحضارة الغربي، وإذا ضعفت النفس من جهة وكان ثمة سطوة وتأثير لمعطيات الحضارة الغربية من جهة أخرى فستتولد مثل هذه النتائج للأسف الشديد.

      0
    • أظهر المزيد من الردود
  • هند أحمد
    هند أحمد

    هل قانون السببية هو نفسه قانون لكل حادث محدث؟

    0
    • أ.عبدالله بن صالح العجيري
      أ.عبدالله بن صالح العجيري

      الذي يظهر أن ثمة حالة من التلازم بين الطرفين. نعم، كل أمر حادِث فلا بد له من محدِث، وهذا ما يُعبَّر عنه بمبدأ السببية العامة؛ ومبدأ السببية العامة: هو أن كل أمر له بداية فلا بد له من سبب أوجب هذه البداية. (كل أمر حادث) بمعنى: كل أمر له بداية حدث بعد أن لم يكن فلا بد له من سبب أوجب حدوثه، أو محدِث، وبالتالي قد يكون مثل هذا التعريف يمكن أن يكون تعريفًا مقبولاً لمبدأ السبيية العام.

      0
    • أظهر المزيد من الردود
  • مريم الغامدي
    مريم الغامدي

    ما هي الوجوه أو مستويات الدلالة الفطرية على الله -تبارك وتعالى-؟

    0
    • أ.عبدالله بن صالح العجيري
      أ.عبدالله بن صالح العجيري

      المبحث الثاني في الكتاب يحاول أن يشرح هذه القضية بتفصيل أن ثمة مستويات متعددة؛ وجود المبادىء العقلية الضرورية عند الإنسان وهي قضايا فطرية تدل على وجوده -تبارك وتعالى-، وجود النزعة الأخلاقية، وجود نزعة التدين، وجود الشعور الضروري بالإرادة الإنسانية الحرة، وجود سؤالات الوجودية الكبرى، وجود الغريزة، كلها مكونات فطرية. وهذه المكونات الفطرية يمكن تلمس أوجه الدلالة منها المتعلقة بإثبات وجود الله -تبارك وتعالى.

      0
    • أظهر المزيد من الردود
  • مريم إبراهيم
    مريم إبراهيم

    ذكر الشيخ أن الفطرة تظهر إذا ما توفرت البيئة الصالحة لها؟
    يعني افترضنا نحن البيئة الصالحة وحددناها وسمينا الصفات التي تظهر في المتأثر بالفطرة فلماذا لا تكون إلا سلوكيات ناتجة عن البيئة لا أكثر كما أن من يعيش في بيئة سلبية يتأثر سلباً؟

    0
    • أ.عبدالله بن صالح العجيري
      أ.عبدالله بن صالح العجيري

      طبعاً ليس القصد البيئة الصالحة، تكون العبارة اكثر دقة ( البيئة الحيادية)، البيئة الصالحة قدر زائد عن البيئة الحيادية.
      الفطرة تظهر مكوناتها ومايقتضيها إذا كان الإنسان سليمًا من التأثير الخارجي، ليس المقصود أنه متأثرًا بالبيئة الصالحة، فبطبيعة الحال إذا كان الإنسان متأثراً بالبيئة الصالحة سيتأثر إيجابًا وإذا كان متأثر بالبيئة السلبية سيتأثر سلبًا، لكن متى يظهر المكون الفطري أو القوة المودعة في النفس التي تدفع الإنسان نحو الحق؟ هي ستظهر تلقائيًا في البيئة المحايدة التي لايكون الإنسان واقعًا فيها تحت سلطة التأثير الإيجابي أو السلبي، ولذا التمثيل الأشهر الذي يُذكر في هذا السياق ماذكرناه سابقاً أن الإنسان لو خلي وحده فسيتوصل إلى معرفة هذه النتائج من غير الاحتياج إلى التأثير الخارجي.

      0
    • أظهر المزيد من الردود
  • شهد ناصر
    شهد ناصر

    هل دور الوحي فقط بيان التشريع؟ أو التأكيد على هذه الفطرة ونقلها لليقينية بوجود الله تعالى ووحدانيته في ربوبيته وألوهيته؟

    0
    • أ.عبدالله بن صالح العجيري
      أ.عبدالله بن صالح العجيري

      دور الوحي أوسع دائرة من مجرد بيان التشريع ، الوحي يبين التشريع العقدي والفقهي بطبيعة الحال، لكن من المعاني التي ينبغي ملاحظتها ومراعاتها فيما يتعلق بطبيعة الوحي أن الوحي أو الدليل الشرعي بشكل عام ينقسم إلى: الدليل العقلي والنقلي الخبري ؛ الدليل العقلي ليس قسيمًا للشرعي بحيث يكون خارجًا عنه وهذه أحد الأوهام المشكلة الموجودة في الفضاء الثقافي الفكري والفضاء العقدي أحيانًا ، توهم المقابلة بين الدليل الشرعي والدليل العقلي؛ الدليل العقلي هو قسم من أقسام الدليل الشرعي، الدليل الشرعي ينقسم إلى قسمين ، وبالتالي أقام الله -عز وجل- في الدليل الوحي وفي دليل النقل أقام فيه الدلائل العقلية المثبتة لوجوده ووحدانيته وربوبيته -تبارك وتعالى- وألوهيته كما أقام الأدلة الخبرية المتعلقة بهذه القضايا، وبالتالي الدليل من الوحي هو مثبت ومؤكد ومفصل لمقتضيات الفطرة وليس مقتصرًا على بيان التشريع فقط.

      0
    • أظهر المزيد من الردود
  • أروى
    أروى

    هل كون أغلبية البشر يعتقدون شيئاً ويشعرون به سببٌ كافٍ للحكم بصحته؟

    0
    • أ.عبدالله بن صالح العجيري
      أ.عبدالله بن صالح العجيري

      إذا تحدثنا عن المبادىء العقلية الأولية فهي متصفة بجملة من الأمور ليست هي معتقَد من قِبل أغلبية البشر، هي حقيقة يعتقدها كل البشر حتى أولئك الذين يتنكرون لها وهم قلة قليلة غير مؤثِّرة حقيقة في إلغاء الحكم المتعلق بهذه القضية لايتعاملون فيمايتعلق في حياتهم بوفق هذا المبدأ من مبادىء التنكر، يعني كل الذين يتنكرون للمبادىء العقلية يتعاملون في حياتهم باعتبار أن هذه أمور حقيقة ولها قيمتها الموضوعية وهي قائمة، وإذا فتح حسابه البنكي يوم من الأيام وجد أنه انتُقِص من حسابه البنكي فلن يقول أن هذا الانتقاص وقع من غير سبب كما يقال لكنه سيجزم أن ثمة من أخذ شيء من حسابه فالشاهد أن ثمة عدة معامِلات ومعطيات هي التي تعطي مثل هذه القضايا قيمتها الموضوعية.
      كخلاصة ثمة مُحكَمات متعددة دالة على القيمة الموضوعية للمبادىء العقلية الضرورية، وليس المعامل الأوحد فيها قضية المجرد؛ مجرد اعتقاد الأكثر من الناس وليس كل الناس في فترة زمنية معينة، ليس من اللازم الضروري أن يعتقد أغلبية البشر شيئًا فيكون ذلك الشيء سببًا كافيًا في صحته، مثل التطور الذي لحق بالمعارف الإنسانية البشرية في العلوم الطبيعية قد يصل البشرية إلى تصور عن الكون ثم يستبين لنا في ضوء التطورات والمعطيات العلمية أن ذلك التصور كان تصورًا مجانبًا للحق، والله أعلم.

      0
    • أظهر المزيد من الردود
  • رغد محمد الفراج
    رغد محمد الفراج

    هل الاستقراء يعتبر من المبادئ العقلية الضرورية؟

    0
    • أ.عبدالله بن صالح العجيري
      أ.عبدالله بن صالح العجيري

      لا، الاستقراء لا يعتبر من المبادئ العقلية الضرورية، الاستقراء هي أحد الأدوات العقلية للتوصل إلى المعارف والعلوم.
      الإنسان يريد أن يتوصل إلى قضية محسوسة معينة أو يتوصل إلى سنة أو قانون يتعلق بالكون فيستقرئ مادة علمية معينة، هذه المادة المستقرأة قد تكون مستقرأة بشكل ناقص فيُلحق الإنسان بها حكمًا يناسب حالة النقص الواقع في المادة المستقرأة و إذا تكون المادة أو العينة المستقرأة كاملة فيكون الاستقراء تامًا، فيعرف الإنسان أن الحكم يتصف به كل عين وقع تحت المادة المستقرأة في هذه الحالة، فالشاهد أن الاستقراء من الأدوات العقلية مثل: أداة القياس أو مثل أدوات التحليل والتركيب وغيرها من الأدوات وليست هي من المبادئ العقلية الأولية، المبادئ العقلية الأولية مثل: مبدأ الهوية، مبدأ السببية العامة، مبدأ عدم التناقض، المرفوع الثالث، الجزء أصغر من الكل، هذه هي المبادئ العقلية الضرورية، أما الاستقراء فليس من هذا اللون.

      0
    • أظهر المزيد من الردود
  • سارة
    سارة

    ماهي طبيعة تصورنا في ظل عقيدتنا الإيمانية عن فيزياء الكم؟

    0
    • أ.عبدالله بن صالح العجيري
      أ.عبدالله بن صالح العجيري

      بوجهة النظر -شرحتها باختصار شديد- أنه لا بد أن نفرق بين معاملين أساسيين، عندنا التجربة وعندنا الآثار الفلسفية المترتبة على هذه التجربة. نعم، ثمة حالة من حالات الغموض الشديد التي تكتنف كثيرًا من القضايا المتعلقة بفيزياء الكم, ولذا رواد وأنصار فيزياء الكم أطلقوا عبارات معينة تدل على هذا المعنى.
      يعني لما يقول القائل منهم: (أن من زعم أنه يفهم في فيزياء الكم، فهو لم يفهم في فيزياء الكم) لأنه ثمة غموض حقيقي قائم موجود.
      عندنا مقارتبتين؛ مقاربة تدعي أن المعرفة التي تحصلنا عليها في فيزياء الكم هي معرفة متكاملة نهائية وبالتالي يجب أن نستسلم للمعطيات والآثار المترتبة على إدراكنا لهذه التناقضات الموجودة داخل إطار فيزياء الكم, ورؤية أخرى تقول: يجب أن نحاسِب ونحاكِم فيزياء الكم إلى المعطيات العقلية الضرورية وأنه لا يصح بحال من الأحوال أن نتنازل عن تلك المعطيات العقلية الضرورية؛ لأنه بتنازلنا عن تلك المعطيات العقلية الضرورية سنتنازل عن فيزياء الكم وغيرها من المعارف الضرورية، فهي التي تفتح لنا كوة إلى مزيد من البحث ومزيد من النظر ومزيد من الاستشراف الفيزيائي المستقبلي بحيث أن ندرك أن ثمة -في مستقبل الأيام- ما سيكشف لنا من هذا الفضاء مايدلنا على أن لا فيزياء الكم ولا فيزياء الكلاسيكية ولا الفيزياء النسبية يمكن أن تتعارض مع المعطيات العقلية الضرورية.

      0
    • أظهر المزيد من الردود