شموع النهار

الأوراد/ الورد الحادي عشر (٢٤٠-٢٥٨)

هذا ملخص يتضمن أهم النقاط الرئيسية والأفكار المهمة؛ لذا هو لا يغني عن الكتاب، صممناه لكم بشكل مريح يساعد على ترتيب المعلومة وفهمها

  • بسم الله الرحمن الرحيـم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, وبعد: نستكمل الحديث عن الاعتراضات التي قُدِمت على الدليل العقلي الثاني الدال على وجود الله -تبارك وتعالى- وهو دليل الإتقان والرعاية والإحكام, والمُؤسَّس على مقدمتين ونتيجة, وهي أن ظاهرة الإتقان والرعاية والإحكام ظاهرة للعيان يستطيع الإنسان أن يتأملها في جميع خلق الله -تبارك وتعالى- . المعطى الثاني : أن هذا الإتقان والرعاية يستدعي وجود فاعل عليم حكيم، والله -عز وجل- هو ذلك العليم الحكيم الذي خلق الكون على هذه الهيئة المتقنة. ذكرنا في الكلمة الماضية أهم الاعتراضات التي وُجهت للمقدمة الثانية ونستكمل ذكر تلك الاعتراضات بالاعتراض الثاني, وهي فكرة حديثة وجديدة وهي حالة من حالات الهروب الإلحادي إلى معنى آخر مُغيَّب هربًا من الإيمان بوجوده -تبارك وتعالى- وهي (فكرة الأكوان المتعددة) وشرحت صورة هذا الإشكال؛ أنهم يدَّعون دعوى يقولون: إذا عندي عدد من الأكوان اللانهائية أو شبه اللانهائية في عددها فاحتمالية أن يكون أحد هذه الأكوان يُصادف أن يكون أحد هذه الأكوان يصادف أن يكون أحد هذه الأكوان متقنًا هو متحقق وموجود. يعني بمعنى آخر يقولون: إذا عندنا عدد لا نهائي من الأكوان وكل الاحتمالات والفرضيات الممكنة التي يتخيلها الإنسان موجودة في أحد هذه الأكوان فسيكون هنالك كون من هذه الأكوان متقن ومحكم, والحقيقة أن هذا التصوير فيه إشكاليات وفيه مغالطات متعددة يعني مغالطات على المستوى العلمي الطبيعي التجريبي وهذا ما سعيت إلى مناقشة النماذج العلمية الطبيعية التجريبية التي قدمها هؤلاء في محاولة تقديم تفسير لهذه الظاهرة التي يتحدثون عنها وهذه الفكرة الفرضية الخيالية التي يتحدثون عنها. المعطى الأساسي والذي يتعلق بهذه القضية: أن مع فكرة الأكوان المتعددة فيتحدثون عن ضرورة وجود نظام محكم لتوليد هذه الأكوان المتعددة وبالتالي هو مجرد ترحيل للإشكال من منطقة إلى منطقة أخرى. دعنا نتنزل جدلًا ونقول: استطعتم أن تفسروا ظاهرة الإتقان والرعاية والإحكام الموجودة في الكون الذي نحن فيه لأننا أمام عدد لا نهائي من الأكوان وصادف أن نكون في الكون الذي هو كون متقن. فينتقل السؤال: طيب ما الذي ولّد هذا الكون المتقن؟ بل ما الذي ولّد هذه الأكوان؟ لا بد أن يكون هناك نظام ما وهذا مايدّعيه كثير من علماء الطبيعة والتجريب وبالتالي سينتقل السؤال إلى ذلك النظام المتقن الآخر. طبعًا الإشكالية الأساسية التي حاولت أن أبينها: أن طرد هذا النموذج أو هذا النمط من أنماط التفكير يخلق إشكاليات متعددة وكثيرة جدًا وينقل الإنسان إلى حالة من حالات السفسطة وهذا ما سعيت إلى شرحه في ثنايا الكتاب والذي أود أن أختم هذا الاعتراض بذكره أن القضية من الواضح تمامًا لأي مطالع أنه هو مجرد انتقال لفرضية خيالية لا يساندها لا علم طبيعي تجريبي ولا يساندها عقل ولا يساندها فلسفة وإنما الذي حملهم على ذلك هو حالة التنكر لوجود الله -تبارك وتعالى- والتعلق بالقشة من أجل التمحّل معترضًا على وجوده -تبارك وتعالى- ولا شك أن مثل هذا الموقف يدل على مكابرة كبيرة وعظيمة ويدل على حالة نفسية متأزمة فعلًا من الإيمان بوجود الله -تبارك وتعالى- وأن الإنسان انتقل -كما يُقال- إلى خيار هو من أسوأ الخيارات عقليًا وفلسفيًا ويلزم -كما ذكرت- أن يقع الإنسان في مطبات السفسطة كل ذلك هربًا من الإيمان بوجود الله -تبارك وتعالى- الذي يُمثل الخيار الأسهل والأقرب للفطرة والأقرب للمعقول. هذا أهم ما أحببت أن أُعلِّق عليه على هذا الاعتراض وأؤكد -كما أكدت مرارًا في الكلمات الماضية- أن الكتاب يشتمل على مناقشة هذه الاعتراضات على نحو أكثر تفصيلًا من هذه الكلمات المختصرة التي يُقصد منها فقط إيجاد نوع من أنواع المدخل لهذه الأوراد. أسأل الله -عز وجل- لي ولكم جميعًا التوفيق والله يحفظكم ويرعاكم.
    تعليق على الورد الحادي عشر

    بصوت الكاتب

    1
    4
    00:00
    تحميل
بسم الله الرحمن الرحيـم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, وبعد:
نستكمل الحديث عن الاعتراضات التي قُدِمت على الدليل العقلي الثاني الدال على وجود الله -تبارك وتعالى- وهو دليل الإتقان والرعاية والإحكام, والمُؤسَّس على مقدمتين ونتيجة, وهي أن ظاهرة الإتقان والرعاية والإحكام ظاهرة للعيان يستطيع الإنسان أن يتأملها في جميع خلق الله -تبارك وتعالى- .
المعطى الثاني : أن هذا الإتقان والرعاية يستدعي وجود فاعل عليم حكيم، والله -عز وجل- هو ذلك العليم الحكيم الذي خلق الكون على هذه الهيئة المتقنة.
ذكرنا في الكلمة الماضية أهم الاعتراضات التي وُجهت للمقدمة الثانية ونستكمل ذكر تلك الاعتراضات بالاعتراض الثاني, وهي فكرة حديثة وجديدة وهي حالة من حالات الهروب الإلحادي إلى معنى آخر مُغيَّب هربًا من الإيمان بوجوده -تبارك وتعالى- وهي (فكرة الأكوان المتعددة) وشرحت صورة هذا الإشكال؛ أنهم يدَّعون دعوى يقولون: إذا عندي عدد من الأكوان اللانهائية أو شبه اللانهائية في عددها فاحتمالية أن يكون أحد هذه الأكوان يُصادف أن يكون أحد هذه الأكوان يصادف أن يكون أحد هذه الأكوان متقنًا هو متحقق وموجود. يعني بمعنى آخر يقولون: إذا عندنا عدد لا نهائي من الأكوان وكل الاحتمالات والفرضيات الممكنة التي يتخيلها الإنسان موجودة في أحد هذه الأكوان فسيكون هنالك كون من هذه الأكوان متقن ومحكم, والحقيقة أن هذا التصوير فيه إشكاليات وفيه مغالطات متعددة يعني مغالطات على المستوى العلمي الطبيعي التجريبي وهذا ما سعيت إلى مناقشة النماذج العلمية الطبيعية التجريبية التي قدمها هؤلاء في محاولة تقديم تفسير لهذه الظاهرة التي يتحدثون عنها وهذه الفكرة الفرضية الخيالية التي يتحدثون عنها.
المعطى الأساسي والذي يتعلق بهذه القضية: أن مع فكرة الأكوان المتعددة فيتحدثون عن ضرورة وجود نظام محكم لتوليد هذه الأكوان المتعددة وبالتالي هو مجرد ترحيل للإشكال من منطقة إلى منطقة أخرى. دعنا نتنزل جدلًا ونقول: استطعتم أن تفسروا ظاهرة الإتقان والرعاية والإحكام الموجودة في الكون الذي نحن فيه لأننا أمام عدد لا نهائي من الأكوان وصادف أن نكون في الكون الذي هو كون متقن. فينتقل السؤال: طيب ما الذي ولّد هذا الكون المتقن؟ بل ما الذي ولّد هذه الأكوان؟ لا بد أن يكون هناك نظام ما وهذا مايدّعيه كثير من علماء الطبيعة والتجريب وبالتالي سينتقل السؤال إلى ذلك النظام المتقن الآخر.
طبعًا الإشكالية الأساسية التي حاولت أن أبينها: أن طرد هذا النموذج أو هذا النمط من أنماط التفكير يخلق إشكاليات متعددة وكثيرة جدًا وينقل الإنسان إلى حالة من حالات السفسطة وهذا ما سعيت إلى شرحه في ثنايا الكتاب والذي أود أن أختم هذا الاعتراض بذكره أن القضية من الواضح تمامًا لأي مطالع أنه هو مجرد انتقال لفرضية خيالية لا يساندها لا علم طبيعي تجريبي ولا يساندها عقل ولا يساندها فلسفة وإنما الذي حملهم على ذلك هو حالة التنكر لوجود الله -تبارك وتعالى- والتعلق بالقشة من أجل التمحّل معترضًا على وجوده -تبارك وتعالى- ولا شك أن مثل هذا الموقف يدل على مكابرة كبيرة وعظيمة ويدل على حالة نفسية متأزمة فعلًا من الإيمان بوجود الله -تبارك وتعالى- وأن الإنسان انتقل -كما يُقال- إلى خيار هو من أسوأ الخيارات عقليًا وفلسفيًا ويلزم -كما ذكرت- أن يقع الإنسان في مطبات السفسطة كل ذلك هربًا من الإيمان بوجود الله -تبارك وتعالى- الذي يُمثل الخيار الأسهل والأقرب للفطرة والأقرب للمعقول.
هذا أهم ما أحببت أن أُعلِّق عليه على هذا الاعتراض وأؤكد -كما أكدت مرارًا في الكلمات الماضية- أن الكتاب يشتمل على مناقشة هذه الاعتراضات على نحو أكثر تفصيلًا من هذه الكلمات المختصرة التي يُقصد منها فقط إيجاد نوع من أنواع المدخل لهذه الأوراد.
أسأل الله -عز وجل- لي ولكم جميعًا التوفيق والله يحفظكم ويرعاكم.
لا يوجد مناقشات
لا يوجد اقتباسات
لا يوجد استفسارات