شموع النهار

الأوراد/ الورد الخامس (١٠٩-١٢٦)

هذا ملخص يتضمن أهم النقاط الرئيسية والأفكار المهمة؛ لذا هو لا يغني عن الكتاب، صممناه لكم بشكل مريح يساعد على ترتيب المعلومة وفهمها

  • بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأجمعين وبعد.. نقدم ملخصًا للورد الخامس ولا يخفاكم أنه لازال الكلام موصولًا بالدليل الأول من الأدلة العقلية الدالة على وجود الله، وذكرنا أن فكرة الدليل المركزية هو: دليل الإيجاد والخلق والحدوث, وهو قائم على مقدمتين ونتيجة؛ أن الحوادث موجودة والحادث يفتقر إلى سبب، الله -عز وجل- هو السبب الذي أوجد الحوادث. وذكرنا أن ثمة مستويين من معالجة هذا الدليل. المستوى الأول: الاستدلال بحدوث الحوادث المعانية المشاهَدة, وهذا ما سبق الحديث عنه في الورد الماضي. المستوى الثاني من دليل الحوادث والاختراع وهو: الاستدلال على حدوث الكون بكل ما فيه. الاستدلال بحدوث كل ماسوى الله -تبارك وتعالى, الاستدلال بكل حادث سواءً كان واقعًا تحت الحس والمشاهدة أو لم يكن واقعًا. ونفس القضية نفس المقدمتين, أن كل ما له بداية فلا بد من سبب, الآن نقول الكون له بداية فلا بد له من سبب. الله -عز وجل- هو السبب الذي أحدث وجود الكون. ذكرنا أن هذا الدليل مشهور يعبر عنه بالدليل الكلامي والدليل الكوني والدليل الكوزمولوجي وغيره من أنماط التدليل. ومثل ما سعينا في المرة الماضية للحديث عن الأدلة الدالة على المقدمة الأولى والأدلة الدالة على المقدمة الثانية فنفس القضية، نستطيع أن نقدم البرهنة والتدليل على كلتا المقدمتين لتفضي إلى النتيجة. فكل ما له بداية لا بد له من سبب. هذه المقدمة الأولى. ما هو الدليل على صحة هذه المقدمة؟ الدليل على صحة هذه المقدمة: البداهة العقلية, أن من المعاني البدهية الضرورية: اعتقاد أن لكل أمر حادث سبب, وقد بينت من كلام الإمام ابن حزم -لعلكم ستقرأونه- ما يؤكد على بداهة هذه القضية. فالتعويل على البرهنة على المقدمة الأولى = التعويل على الضرورة الفطرية البدهية العقلية التي لا تفتقر إلى الاستدلال الخاص. أما البرهنة على المقدمة الثانية وهو أن الكون له بداية فبالتالي كل ما هو مشتمل عليه الكون له بداية أيضًا, فذكرت جملة من المفاهيم العلمية المؤكدة على هذه الفكرة. أهم المفاهيم التي سقتها قضتين أساسيتين؛ المفهوم الأول: ظاهرة تمدد الكون. يعني الفكرة الأساسية لظاهرة تمدد الكون وهي ناشئة عن فكرة الانفجار الكبير، أن الكون الذي نحن فيه يتمدد ولا زال يتمدد, فإذا رجع الإنسان زمنيا وتأريخيا إلى الوراء فإن الكون سيكون منكمشًا كما هو عليه الآن, فإذا زاد رجوعه ورجوعه فسينتهي في نهاية المطاف أشبه إلى النقطة التي انبثق عنها وجود الكون، فإذا وصلنا إلى هذه المرحلة فمعناته في حقيقة الأمر -وهذا ما يعترف به عامة المختصين في مجال الفيزياء والكونيات- أن الكون الذي نحن فيه له بداية في مادته وطاقته بل والزمان والمكان, لم يكن الكون كله موجود ثم حدث الكون وفق ما يُعبَّر عنه الانفجار الكبير, وشرحت النظرية هذه بشكل مختصر, ونستثمر هذه النظرية العلمية لأنها تشكل حالة من حالات القناعة حتى الأطراف الملحدة لمعالجة هذه القضية. يعني كثير من معطيات العلوم الطبيعية التجريبية خففت عنا عبء التدليل والبرهنة للمخالف أن الكون الذي نحن فيه ليس كونًا أزليًا وإنما كون له بداية. فأحد المفاهيم العلمية التي يمكن الاستدلال بها والبرهنة علميًا وطبيعيًا وتجريبيًا على أن الكون هذا الذي نحن فيه بكل ما فيه حادث بعد لم يكن, ظاهرة التمدد الكوني, وأحد الأدلة الدالة على هذا الحدوث هي نظرية أو فرضية الانفجار الكبير. المفهوم الثاني: ما يعبَّر عنه القانون الثاني من قوانين الديناميكا الحرارية. وفكرة القانون: أن الظواهر الطبيعية تطلب حالة من حالات التعادل, فمثلاً إذا وُضِع ماء ساخن داخل ماء بارد فإن مجموع المائين في حالة الامتزاج يتطلبان حالتان من حالات التعادل بحيث أن الحرارة تنتقل من الحار إلى البارد بحيث يصلون جميعًا إلى مستوى حراري واحد. فالفكرة الأساسية التي يمكن الاعتماد على هذا المفهوم العلمي للبرهنة على أن الكون الذي نحن فيه حادث: أنه لو قُدر أن الكون أزلي لوصلنا إلى حالة من حالات التعادل الحراري في سائر أرجاء الكون ومع ذلك الذي نلاحظه ونشاهده أن الكون متفاوت حراريًا بما يدل على أنه ليس أزلي. العشوائية -على سبيل المثال- أن الفرضية أو النظرية القانون الثاني من قوانين الديناميك الحرارية تفترض أن الظواهر والأشياء الموجودة تنتقل من حالة الانتظام إلى حالة الفوضى والعشوائية فنعني بالشيء نقول الآن الكون الذي نحن فيه لازال منتظمًا فلو كان أزليًا لكان في وضعه الحالي الآن ليس في حالة الانتظام بل في حالة العشوائية؛ لأن عنده زمن أزلي يمكن من خلاله الانتقال من حالة الانتظام إلى حالة العشوائية, فإذا كان الوضع الذي نحن فيه ليس عشوائيًا هذا يدل على أن الكون له بداية وليس كما يقال كون أزلي. هذه المفاهيم العلمية شرحتها بشكل أوضح في الكتاب وهذا تعبير مخلص عن هذه الفكرة. انتقل البحث بعدها الورد إلى صفحة 126 فسيقتصر الكلام على الدخول على الاعتراضات التي أوردت على دليل الخلق والإيجاد، ومقسمة الاعتراضات على اعتراضات على المقدمة الأولى، الاعتراضات على المقدمة الثانية، الاعتراضات على النتيجة أو بمعنى إفضاء المقدمتين إلى النتيجة، فأهم اعتراض وُجِّه إلى المقدمة الأولى فنذكر أن كل ما له بداية فلا بد له من سبب. أهم اعتراض وجه لهذه القضية هو: التشكيك في هذه البديهية العقلية، أهم اعتراض وجه إليه: التشكيك في بداهة هذه القضية وضرورتها وادعاء بعضهم أنه لا يلزم بالضرورة أن يكون للأمر الحادث سبب، وحامل لواء هذه الدعوة التشكيكية من أشهر الفلاسفة الغربين الذي دعا إلى هذه القضية وتأثر به كثير من رواد الخطاب الإلحادي ديفيد هيوم, وبينتُ الدلائل التي حاول أن يستدل بها ديفيد هيوم من أجل إبطال الضرورة العقلية المتمثلة في مبدأ السببية, وبينتُ الاعتراضات التي أوردت على الرجل وبينتُ أن حتى موقف ديفيد هيوم لهذه القضية فيها نوع من أنواع الاضطراب. فالشاهد أن أهم اعتراض وجه إلى المقدمة الأولى هو ادعاء عدم بداهتها وضروريتها من جهة, وأنه يمكن أن تكون أمور حادثة من غير سبب, وأن الكون الذي نحن فيه وإن كان له بداية بحسب دعوى -حتى الملاحدة- فلا يلزم بالضرورة أن يكون له سبب.
    تعليق على الورد الخامس

    بصوت الكاتب

    6
    6
    00:00
    تحميل
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأجمعين وبعد..
نقدم ملخصًا للورد الخامس ولا يخفاكم أنه لازال الكلام موصولًا بالدليل الأول من الأدلة العقلية الدالة على وجود الله، وذكرنا أن فكرة الدليل المركزية هو: دليل الإيجاد والخلق والحدوث, وهو قائم على مقدمتين ونتيجة؛ أن الحوادث موجودة والحادث يفتقر إلى سبب، الله -عز وجل- هو السبب الذي أوجد الحوادث.
وذكرنا أن ثمة مستويين من معالجة هذا الدليل.
المستوى الأول: الاستدلال بحدوث الحوادث المعانية المشاهَدة, وهذا ما سبق الحديث عنه في الورد الماضي.
المستوى الثاني من دليل الحوادث والاختراع وهو: الاستدلال على حدوث الكون بكل ما فيه. الاستدلال بحدوث كل ماسوى الله -تبارك وتعالى, الاستدلال بكل حادث سواءً كان واقعًا تحت الحس والمشاهدة أو لم يكن واقعًا. ونفس القضية نفس المقدمتين, أن كل ما له بداية فلا بد من سبب, الآن نقول الكون له بداية فلا بد له من سبب. الله -عز وجل- هو السبب الذي أحدث وجود الكون.
ذكرنا أن هذا الدليل مشهور يعبر عنه بالدليل الكلامي والدليل الكوني والدليل الكوزمولوجي وغيره من أنماط التدليل.
ومثل ما سعينا في المرة الماضية للحديث عن الأدلة الدالة على المقدمة الأولى والأدلة الدالة على المقدمة الثانية فنفس القضية، نستطيع أن نقدم البرهنة والتدليل على كلتا المقدمتين لتفضي إلى النتيجة.
فكل ما له بداية لا بد له من سبب. هذه المقدمة الأولى.
ما هو الدليل على صحة هذه المقدمة؟ الدليل على صحة هذه المقدمة: البداهة العقلية, أن من المعاني البدهية الضرورية: اعتقاد أن لكل أمر حادث سبب, وقد بينت من كلام الإمام ابن حزم -لعلكم ستقرأونه- ما يؤكد على بداهة هذه القضية.
فالتعويل على البرهنة على المقدمة الأولى = التعويل على الضرورة الفطرية البدهية العقلية التي لا تفتقر إلى الاستدلال الخاص.
أما البرهنة على المقدمة الثانية وهو أن الكون له بداية فبالتالي كل ما هو مشتمل عليه الكون له بداية أيضًا, فذكرت جملة من المفاهيم العلمية المؤكدة على هذه الفكرة.
أهم المفاهيم التي سقتها قضتين أساسيتين؛
المفهوم الأول: ظاهرة تمدد الكون. يعني الفكرة الأساسية لظاهرة تمدد الكون وهي ناشئة عن فكرة الانفجار الكبير، أن الكون الذي نحن فيه يتمدد ولا زال يتمدد, فإذا رجع الإنسان زمنيا وتأريخيا إلى الوراء فإن الكون سيكون منكمشًا كما هو عليه الآن, فإذا زاد رجوعه ورجوعه فسينتهي في نهاية المطاف أشبه إلى النقطة التي انبثق عنها وجود الكون، فإذا وصلنا إلى هذه المرحلة فمعناته في حقيقة الأمر -وهذا ما يعترف به عامة المختصين في مجال الفيزياء والكونيات- أن الكون الذي نحن فيه له بداية في مادته وطاقته بل والزمان والمكان, لم يكن الكون كله موجود ثم حدث الكون وفق ما يُعبَّر عنه الانفجار الكبير, وشرحت النظرية هذه بشكل مختصر, ونستثمر هذه النظرية العلمية لأنها تشكل حالة من حالات القناعة حتى الأطراف الملحدة لمعالجة هذه القضية. يعني كثير من معطيات العلوم الطبيعية التجريبية خففت عنا عبء التدليل والبرهنة للمخالف أن الكون الذي نحن فيه ليس كونًا أزليًا وإنما كون له بداية.
فأحد المفاهيم العلمية التي يمكن الاستدلال بها والبرهنة علميًا وطبيعيًا وتجريبيًا على أن الكون هذا الذي نحن فيه بكل ما فيه حادث بعد لم يكن, ظاهرة التمدد الكوني, وأحد الأدلة الدالة على هذا الحدوث هي نظرية أو فرضية الانفجار الكبير.
المفهوم الثاني: ما يعبَّر عنه القانون الثاني من قوانين الديناميكا الحرارية. وفكرة القانون: أن الظواهر الطبيعية تطلب حالة من حالات التعادل, فمثلاً إذا وُضِع ماء ساخن داخل ماء بارد فإن مجموع المائين في حالة الامتزاج يتطلبان حالتان من حالات التعادل بحيث أن الحرارة تنتقل من الحار إلى البارد بحيث يصلون جميعًا إلى مستوى حراري واحد.
فالفكرة الأساسية التي يمكن الاعتماد على هذا المفهوم العلمي للبرهنة على أن الكون الذي نحن فيه حادث: أنه لو قُدر أن الكون أزلي لوصلنا إلى حالة من حالات التعادل الحراري في سائر أرجاء الكون ومع ذلك الذي نلاحظه ونشاهده أن الكون متفاوت حراريًا بما يدل على أنه ليس أزلي.
العشوائية -على سبيل المثال- أن الفرضية أو النظرية القانون الثاني من قوانين الديناميك الحرارية تفترض أن الظواهر والأشياء الموجودة تنتقل من حالة الانتظام إلى حالة الفوضى والعشوائية
فنعني بالشيء نقول الآن الكون الذي نحن فيه لازال منتظمًا فلو كان أزليًا لكان في وضعه الحالي الآن ليس في حالة الانتظام بل في حالة العشوائية؛ لأن عنده زمن أزلي يمكن من خلاله الانتقال من حالة الانتظام إلى حالة العشوائية, فإذا كان الوضع الذي نحن فيه ليس عشوائيًا هذا يدل على أن الكون له بداية وليس كما يقال كون أزلي.
هذه المفاهيم العلمية شرحتها بشكل أوضح في الكتاب وهذا تعبير مخلص عن هذه الفكرة.
انتقل البحث بعدها الورد إلى صفحة 126 فسيقتصر الكلام على الدخول على الاعتراضات التي أوردت على دليل الخلق والإيجاد، ومقسمة الاعتراضات على اعتراضات على المقدمة الأولى، الاعتراضات على المقدمة الثانية، الاعتراضات على النتيجة أو بمعنى إفضاء المقدمتين إلى النتيجة، فأهم اعتراض وُجِّه إلى المقدمة الأولى فنذكر أن كل ما له بداية فلا بد له من سبب. أهم اعتراض وجه لهذه القضية هو: التشكيك في هذه البديهية العقلية، أهم اعتراض وجه إليه: التشكيك في بداهة هذه القضية وضرورتها وادعاء بعضهم أنه لا يلزم بالضرورة أن يكون للأمر الحادث سبب، وحامل لواء هذه الدعوة التشكيكية من أشهر الفلاسفة الغربين الذي دعا إلى هذه القضية وتأثر به كثير من رواد الخطاب الإلحادي ديفيد هيوم, وبينتُ الدلائل التي حاول أن يستدل بها ديفيد هيوم من أجل إبطال الضرورة العقلية المتمثلة في مبدأ السببية, وبينتُ الاعتراضات التي أوردت على الرجل وبينتُ أن حتى موقف ديفيد هيوم لهذه القضية فيها نوع من أنواع الاضطراب.
فالشاهد أن أهم اعتراض وجه إلى المقدمة الأولى هو ادعاء عدم بداهتها وضروريتها من جهة, وأنه يمكن أن تكون أمور حادثة من غير سبب, وأن الكون الذي نحن فيه وإن كان له بداية بحسب دعوى -حتى الملاحدة- فلا يلزم بالضرورة أن يكون له سبب.

هي النظرية الهندسية في الجاذبية نشرها ألبرت آينشتاين عام 1915 وتُمثل الوصف الحالي للجاذبية في الفيزياء الحديثة. [ويكيبيديا، الموسوعة الحرة]

رقم ثابت أضافه آينشتاين إلى قانون النسبية لأن حساباته قادته إلى كون غير مستقر في حجمه وهو عكس ما كان معتقدًا في ذلك الوقت ثم اضطر للتنازل عن رأيه عندما اكتشف "هابل" أن المجرات تتنائى عنا. [كتاب (فمن خلق الله ) للدكتور سامي العامري من اصدارات مركز تكوين.]

ظاهرة فلكية تتمثل في زيادة طول الموجة الكهرومغناطيسية للجرم السماوي أو تحولها إلى اللون الأحمر في آخر المجال الطيفي بسبب سرعة ابتعاده عنا. [كتاب (فمن خلق الله) للدكتور سامي العامري من إصدارات مركز تكوين.]

أشعة كهرومغناطيسية منتشرة في الكون يقدر العلماء أنها أثر الانفجار الكوني الحراري الأول. [كتاب (فمن خلق الله) للدكتور سامي العامري من اصدارات مركز تكوين.]

هي التي تقرر أن الكون قد بدأ بانفجار عظيم حدث منذ بلايين السنين وبهذا الانفجار ظهر المكان ومعه الزمان. [كتاب (فمن خلق الله) للدكتور سامي العامري من إصدارات مركز تكوين.]

قانون كوني يعبر عنه بصيغ مختلفة من أهمها أن الحرارة في عالم مغلق تنتقل دومًا من الأعلى الى الأدنى نحو النفاذ. [كتاب (فمن خلق الله) للدكتور سامي العامري من إصدارات مركز تكوين.]

هي المدرسة التي تجعل الحس وحده مصدرًا للمعرفة. [مدخل لفهم نظرية المعرفة محاضرة للشيخ عبد الله العجيري https://www.youtube.com/watch?v=cfUwlQqJ3eA]

استيعاب جميع جزيئات أو أجزاء الشيء موضوع البحث. [ضوابط المعرفة وأصول الاستدلال والمناظرة عبد الرحمن حنبكة الميداني]

لا يوجد مناقشات
لا يوجد اقتباسات
  • أحمد
    أحمد

    عند النقاش مع الملحدين عن حدوث الكون ندخل في متاهة الأكوان المتعددة وأنه لماذا يكون الله -سبحانه- هو الأزلي وليس الكون!
    كيف نخرج من متاهة هذا النقاش ؟

    0
    • أ.عبدالله بن صالح العجيري
      أ.عبدالله بن صالح العجيري

      هذا سيأتي عليه الجواب مفصلاً -بإذن الله عز و جل- عند إيراد اعتراض الملاحدة على أحد أدلة وجود الله -عز و جل- وهو دليل الإتقان والرعاية والعناية والتصميم؛ سيأتي مفصلًا الجواب لهذا السؤال والمعطى الأساسي هو قضية أن الظواهر الموجودة في هذا الكون لا يستقيم تفسيرها باعتبار أزلي إلا الله -عز و جل-، أن ثمة فاعل مريد مختار حكبم عليم هو الذي يقف خلف خلق هذا الكون وأن ظواهر الكون القطعية تدل على وجوده -تبارك وتعالى-، وكما ذكرت أن هذه المسألة سيأتي تفصيل الكلام عليها -بإذن الله عز و جل- في الدليل الثاني من الأدلة العقلية برهنة وتدليلًا ودفعًا لمثل هذا الاعتراض.
      والله أعلم.

      0
    • أظهر المزيد من الردود
  • منيرة الغامدي
    منيرة الغامدي

    نظریة الانفجار الكبیر ألا تعارض كون االله -تعالى- خلق السماوات والأرض في ستة أیام؟

    0
    • أ.عبدالله بن صالح العجيري
      أ.عبدالله بن صالح العجيري

      وجهة نظري أنها لا تعارض ولا توافق بالضرورة، مثل ما ذكرت سابقًا أنه لا صلة وعلاقة بين نظرية الانفجار الكبير وما تكلم الله -عز و جل- عنه في خلق السماوات والأرض؛ لأن خلق السماوات والأرض قضية أكثر عمومية من مجرد خلق الكون الذي نحن فيه؛ الكون الذي نحن فيه ليس عندنا ذلك الإدراك و الدراية مفصّلة عن طبيعة السماوات ومدى تعلقها بالكون المعاش فيه، وظاهر النصوص الشرعية أنه أمر أعظم وأجلّ وأكبر وهي تمثّل عوالم خارجة عن العالم الذي نحن فيه, وبالتالي لا يستطيع الإنسان أن يلتزم أن القوانين الفيزيائية المطبقة على هذا الكون هي مما يسري ماديًا وعلميًا -كما يقال- إلى بقية السماوات فضلًا عن العوالم الأخرى التي خلقها الله –تعالى-، فلا ينبغي للإنسان أن يقيم معارضة و في المقابل لا ينبغي أن يقيم موافقة تامة بين القضيتين.
      فلا يظهر لي أن ثمة حالة تعارض، قد يكون وجه التعارض عند السائلة الذي هو قضية الستة الأيام، هذه الستة أيام المتكلَّم عنها في القرآن الكريم ليست المقصود بها ستة أيام يعني -كما يقال- الأيام الأرضية ٢٤ ساعة؛ لأن هذه الساعات والأيام مرتبطة بهذه الظاهرة الطبيعية في دوران الأرض حول الشمس أو دوران الأرض حول محورها وهذه الساعات ظاهرة مرتبطة مرتبطة بقضية الشمس والشمس لم تُخلق أصلًا وليس غريبًا في الاستعمال القرآني استعمال الأيام على خلاف الأيام المعتادة بالنسبة لزماننا الأرضي -كما يقال- وبالتالي ليس عندنا ذلك الإدراك التفصيلي بتلك المُدَد الزمانية، مع التأكيد أنه ليس المقصود أن الإنفجار حصل في ستة أيام، المسألة هذه الله -عز و جل- أعلم بها إن صحت النظرية أصلًا.

      0
    • أظهر المزيد من الردود
  • رغد محمد الفراج
    رغد محمد الفراج

    كيف يمكنني حال قراءة طرح ما أو مناقشة أمر ما تحليله إلى مقدمة أو أكثر وإلى نتائج؟ وكيف أحدد منهجية استدلال صاحب القضية؟ وكيف أركز على أن الأمر يمكن أن يشتمل على أكثر من مقدمة وأكثر من نتيجة؟ باختصار كيف يمكن اكتساب مهارة التحليل للنص أو للمسألة ؟

    0
    • أ.عبدالله بن صالح العجيري
      أ.عبدالله بن صالح العجيري

      أول ملحظ مهم أساسي أنه لما يقرأ الإنسان يراعي هذه القضية، أنه يحاول الإنسان أن يفتش في ثنايا ما يقرأه عن البنية الاستدلالية وهي قضية تأتي بالمران و الدُّربة -كما يقال– أن يستعرض الإنسان بعض النصوص التي فيها قدر من الصعوبة فيحاول أن يفكك هذه النصوص ويحللها ويستكشف ما هي المقدمات التي بنى عليها الكاتب لهذا النص عملية الاستدلال؟ وما هي طبيعة النتائج التي توصل إليها من خلال تلك المقدمات، ثم يلاحظ هل قام هذا المؤلف أو الكاتب بالبرهنة والتدليل على المقدمات أم أنه افترضها وادعاها بمجرد دعوى ؟ من خلال الممارسة يستطيع الإنسان أن يتوصل لهذه القضية.
      من المعينات -بطبيعة الحال- الاطلاع على بعض الكتابات الموجودة في هذا الإطار؛ الشيخ سلطان العميري عنده محاضرة موجودة مميزة باليوتيوب عن القراءة الفكرية وفيها حديث جيد عن ما يتعلق بهذه القضية على وجه الخصوص. لي ورقة منشورة في كتاب قام بتحريرها الشيخ سلطان العميري بعنوان [صناعة التفكير العقدي] عنوان ورقتي [صناعة الاستدلال العقدي] وفيها الإشارة إلى بعض المضامين المتعلقة بهذا السؤال، أنصح بالرجوع إليه عسى ولعل فيها الجواب.

      0
    • أظهر المزيد من الردود
  • غيداء الغامدي
    غيداء الغامدي

    لو عرفتم ببعض الكتب المشابهة لكتابكم التي تخدم نفس الموضوع سواءً كانت للمبتدئين أو المتقدمين؟

    0
    • أ.عبدالله بن صالح العجيري
      أ.عبدالله بن صالح العجيري

      من الكتابات للمبتدئين: هناك كتاب للمؤلف هشام عزمي [الإلحاد] كتاب مفيد فيه بعض القضايا المتعلقة بالملف الإلحادي إضافة على ذكر -بشكل مبسط وسريع- أهم البرهنة والتدليل على وجود الله -عز و جل- .
      من الكتب المطولة في هذه القضية و الجديدة والصادرة عن مركز دلائل: [اختراق عقل] مفيد ويتقاطع مع بعض الأبحاث الموجودة في كتابي وقد يزيد ببعض الأبحاث الأخرى .
      من الكتابات المهمة التي أعتقد أنها ممتازة وجليلة خصوصًا فيما يتعلق بالدليل الأول من أدلة وجود الله -عز و جل- العقلية، دليل الخلق والإيجاد كتاب [فمن خلق الله ؟] للدكتور سامي عامري، كتاب رائع و مهم جدًا وهو من إصدارات مركز تكوين للدراسات و الأبحاث.

      0
    • أظهر المزيد من الردود
  • هند أحمد
    هند أحمد

    نرجو التوضيح كيف أنّ في فرضية تمدد الكون هناك تعارض المعطيين المذكورين مع نظرية أنيشتاين في النسخة الأولى وتوضيح معنى الثابت الكوني الذي أضافه من أجل أن يتوافق مع النموذج الذي وضعه سابقًا ؟

    0
    • أ.عبدالله بن صالح العجيري
      أ.عبدالله بن صالح العجيري

      ببساطة شديدة أنيشتاين كان يعتمد الفرضية السائدة على المجتمع الفيزيائي في زمانه: أنّ الكون الذي نحن فيه هو كون أزلي و أنّ هذا الكون الأزلي جزء من طبيعته غير متمدد. فلما وصل إلى قضية النسبية كانت معطيات المعادلات التي أمامه تفترض كونًا متمددًا وأنه كان واقع تحت سطوة الفرضية العلمية السائدة : أن الكون أزلي وغير متمدد، فاضطر أنه يضيف في معادلاته ثابتًا سماه (الثابت الكوني) من أجل أن تستقيم المعادلة وتكون المعادلة صحيحة في ظل كونٍ غير متمدد, ثم لما طلب منه هابل أن ينظر من خلال منظاره إلى الظاهرة الطبيعية -ظاهرة الانزياح نحو اللون الأحمر وما يتعلق بالقضية هذه- استيقن أنيشتاين بعدها أن الكون يتمدد وأنه اعترف بوقوع الخطأ الكبير منه حين افترض وجود ذلك الثابت الكوني وأنه كانت المعادلات من غيره مستقيمة أصلًا، وكان يعترف أنيشتاين بعد هذا أنّ أكبر خطأ وقع فيه هو افتراض الثابت الكوني في معادلاته.

      0
    • أظهر المزيد من الردود
  • سارة
    سارة

    أرجو التوضيح كيف دل القانون الثاني من قوانين الديناميكا الحرارية على وجود الله -سبحانه وتعالى- ؟

    0
    • أ.عبدالله بن صالح العجيري
      أ.عبدالله بن صالح العجيري

      هو لا يدل على وجود الله -سبحانه وتعالى- هو أحد الأدوات العلمية المبرهنة لأحد مقدمات الدليل؛ الدليل يقوم على فكرتين:
      الفكرة الأولى : أن كل ما له من بداية لا بد له من سبب. الدليل على هذه الحقيقة و هذه المقدمة: هو المبدأ العقل الضروري ( مبدأ السببية العامة ) أن كل أمر حادث، لا بد له من سبب أحدثه .
      المقدمة الثانية: الكون الذي نحن فيه له بداية. والبرهنة على هذه: يستطيع الإنسان أن يقدم برهنة وتدليلاً فلسفية -كما يقال- ويستطيع الإنسان أن يسعى في إقامة البرهنة والتدليل العلمي الطبيعي التجريبي, فأحد الأدوات المستخدمة للبرهنة على المقدمة الثانية وهي: أن الكون الذي نحن فيه له بداية = (نظرية الانفجار الكبير) ومن الأدوات المستعملة كذلك = من القوانين الطبيعية القانون الثاني من قوانين الديناميكا الحرارية.
      الفكرة التي ذكرناها باختصار: أنّ الكون الذي نحن فيه لو كان كونًا أزليًا لوصل إلى حالة من حالات التعادل, يعني -كما ذكرنا- أنّ ثمة توزيع حراري موجود في الكون الذي نحن فيه، هذا التوزيع الحراري يرشدنا على أن الكون الذي نحن فيه له بداية وأنه لم يستنفد الزمن ليصل إلى حالة التعادل الحراري، لو كان الكون الذي نحن فيه كونًا أزليًا لاستطاع في ظل هذه المدة الزمنية غير المتناهية -كون أزلي ليس له بداية- أن يصل إلى حالة التعادل الحراري.
      مثلًا هم يتحدثون أنّ الظواهر الطبيعية تنتقل من حالة الانتظام إلى حالة العشوائية والفوضى. هذه الفكرة التي تقولها, طيب في ظل أزلية الكون سيكون عندنا وقت زمني متاح لينتقل الكون من حالة الانتظام إلى حالة الفوضوية, كم المدة الزمنية؟ المدة الزمنية غير متناهية, كون أزلي وبالتالي المفترض أن نكون نحن في كون عشوائي غير منتظم، والواقع يقول أنه لا زالت مظاهر الانتظام حاضرة في هذا الكون، فهذا يرشدنا على أن الكون الذي نحن فيه ليس كونًا أزليًا أو - بتعبير آخر - أن الكون الذي نحن فيه له بداية، هذا باختصار شديد.

      0
    • أظهر المزيد من الردود
  • مريم إبراهيم
    مريم إبراهيم

    لو افترضنا مع تقدم العلوم أن فرضية الانفجار الكبير ليست صحيحة، فهل سيقدح ذلك في صحة استدلالنا بها أو صحة إسقاطها على الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية الشريفة ؟

    0
    • أ.عبدالله بن صالح العجيري
      أ.عبدالله بن صالح العجيري

      هنا ملحوظتان أساسيتان:
      القضية الأولى: أنا أظن أني نبهت في الأوراق وفي الكتاب إلى مسألة في غاية الأهمية, وهو: أن استثمارنا لدليل الانفجار الكبير لتقرير مقدمة (أن الكون له بداية) هو محاولة التوافق الموجود بيننا وبين الخطاب الإلحادي في بداية الكون وبالتالي صار الإنسان في مثل ضوء هذا الدليل مستغنٍ عن .... الفلسفي الكلامي الموجود داخل إطار الفلسفي والكلامي حول قضية أزلية الكون أم حدوثه, يعني أكبر مسألة خلافية بين الفلاسفة وبين المسلمين هي: قضية هل الكون أزلي كما يرى الفلاسفة أم أن الكون حادث بعد أن لم يكن؟ و ثمة جدليات واقعة تتعلق بهذا الإطار .
      واختصارًا لهذا الجدل خصوصًا في ظل النزعة العلموية وفي ظل غلبة المزاج العلمي الطبيعي التجريبي على السجال الإلحادي المعاصر. هو الاستغناء عن التدليل المفصل في هذه القضية لحالة التوافق والإلتزام الموجود من كلا الطرفين المتدين والملحد فيما يتعلق بحدوث العالم ثم استثمار القرار بحالة الاعتراف بحدوث العالم للاستدلال لوجود الله -سبحانه وتعالى- كونه محدثًا لهذا العالم.
      بالتالي هذه هي القضية ليس القدح في هذه النظرية العلمية بقادح في التصور العقدي الذي نتبناه، نحن نتبناه دينيًا وعقديًا باعتبارات متعددة؛ اعتبارات دينية واعتبارات عقلية, وهذه النظرية الأخذ بها والاستدلال هو معضد للموقف الديني لكنه ليس مؤسسًا لهذا الموقف الديني بحيث لو انهارت هذه النظرية فسينهار تبعًا لها الموقف الديني.
      هذه الإشارة أشرت لها في ثنايا الأوراق وإلا من المعاني التي أكدّت عليها أن الانفجار الكبير نظرية تتعلق بهذا الكون الذي نحن فيه، والمسلم -بطبيعة الحال- يعتقد بوجود عوالم متعددة خارجة عن إطار هذا الكون المعاش فيه؛ عالم الملائكة وعالم الجن، عالم الجنة والنار والكرسي والعرش -الذي هو سابق أصلاً لوجود هذا العالم- وبالتالي تصورنا الديني العقدي أوسع مجالاً ودائرةً من مجرد حدوث هذا الكون المعين الذي نعيش فيه.
      المعطى الثاني في السؤال: صحة الإسقاط على الآيات أو الأحاديث النبوية الشريفة
      أنا في البحث حرصت على تجنب مثل هذا اللون من ألوان الإسقاط وإلا فالكثير من المتمسكين بقضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم يجعلون من الانفجار الكبير تفسيرًا معجزًا من قول الله -تبارك وتعالى-: { أو لم ير الذين كفروا أن السماوات و الأرض كانتا رتقًا ففتقناهما و جعلنا من المآء كل شيء حيٍّ أفلا يؤمنون } بالنسبة لي على المستوى الشخصي فأنا أعتقد أن إسقاط هذه النظرية العلمية على هذه الآية القرآنية ليس صحيحًا وأن الآية القرآنية تتحدث عن مجال أوسع من الحدوث مما تفترضه نظرية الانفجار الكبير.
      لما يقول الله -عز وجل-: { أو لم ير الذين كفروا أن السماوات و الأرض كانتا رتقًا } فالسماوات المتحدث بها في الآية هي أوسع من الأرض الذي نعيش فيه، وبالتالي عملية الإسقاط ابتداءً أو تنزيل الآية على هذه النظرية العلمية ليس أمرًا صوابًا ابتداءً، هي غير واردة في البحث ابتداءً و بالتالي حتى لو بطلت صح تفسير الآية القرآنية بغير النظرية العلمية .

      0
    • أظهر المزيد من الردود