شموع النهار

الأوراد/ الورد السابع (١٥٠-١٧٥)

هذا ملخص يتضمن أهم النقاط الرئيسية والأفكار المهمة؛ لذا هو لا يغني عن الكتاب، صممناه لكم بشكل مريح يساعد على ترتيب المعلومة وفهمها

  • بِسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . وبعد: في البدء أرحب مجددًا بالأخوات الكريمات في هذه المجموعة الطيبة المباركة, ونمضي في مذاكرتنا وتدارسنا في الكتاب المختار في هذا البرنامج وهو كتاب [شموع النهار]. توقفنا عند النقطة الأخيرة المتعلقة بالدليل العقلي الأول من الأدلة الدالة على وجود الله - تبارك وتعالى- وهو: دليل الخلق والإيجاد. والمبني على مقدمتين؛ المقدمة الأولى: أن الحوادث موجودة. وأن الحادث يفتقر إلى سبب موجب لحدوثه. والله -عز وجل- هو السبب الموجود لوجود الحوادث. وذكرنا جملة من الاعتراضات التي يوردها الملاحدة على هذا الدليل, ثم توقفنا عند الاعتراض الخامس وهو الاعتراض الأخير من الاعتراضات التي قدِّمت على هذا الدليل وهو اعتراض شهير ويعرض على كثير من النفوس وهوالسؤال الشائع الشهير وهو ( إذا كان الله قدخلق كل شيئ فمن خلق الله؟ ) والحقيقة أن هناك جملة من الملاحظات المتعلقة بهذه القضية، وسأسعى لتقديم رؤية مختصرة لما يتعلق بهذه القضية وإلا فالرؤية مفصلة لكثير من المسائل المتعلقة بهذه المسألة في ثنايا الكتاب. القضية الأولى : نوع من طمأنة النفس لمن يعرض له هذا السؤال، فالسؤال يعرض لكثير من النفوس وكثير من الناس قد تعرض لهم هذه القضية بل صحابة النبي صلى الله عليه وسلم جاءوا للنبي صلى الله عليه وسلم يشكون أنه يعرض في نفوسهم أمر لئن يخر أحدهم من شاهق أحب إليه من أن يتحدث به, ولما كافحوا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : "ذلك صريح الإيمان" والمقصود بذلك أن حالة المجاهدة والمدافعة وحالة السُّخط من عروض هذا السؤال على النفس تدل على وجود حالة إيمانية مرتفعة, والنبي صلى الله عليه وسلم قد بين -كما ذكرت- في عدد من الروايات المتعلقة بهذا السؤال أنه لا يزال الناس يتساءلون من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقولوا: من خلق الله؟ فإذا وجد أحدكم ذلك ... فبين النبي صلى الله عليه وسلم جملة من الإرشادات المتعلقة بالتعاطي مع هذا السؤال ، وأهم هذه الإرشادات تتلخص في خمسة مسائل أساسية : ١- الإستعاذة بالله -تعالى-. ٢- قول آمنت بالله ورسله. ٣- أن يقرأ الإنسان سورة الإخلاص. ٤- أن يتفل عن يساره. ٥- أن ينتهي عن هذا الوسواس. فهذه القضية الأولى. القضية الثانية الأساسية: أن هذا السؤال حينما يسأله الملحد ويقول: إذا كان الله -عز وجل- قد خلق الموجودات فمن خلق الله عز وجل؟ أو إذا كان لكل موجود سبب فما السبب الموجب لوجود الله؟ هذا النمط من الاستشكال ينم عن نمط من مغالطة أساسية وكبيرة جدًا يقع فيها الملحد في عدم تفهم الحجة الإيمانية الموجبة لوجود الله -تبارك وتعالى- وهو دليل الخلق والإيجاد. نحن لم نقل أن لكل موجود موجِد, وإنما قلنا: لكل أمر حادث أو لكل أمر مبتَدَأ لا بد أن يكون له سبب أما الله -عز وجل- خارج عن هذه المعادلة كونه - تبارك وتعالى- ليس حادثًا. المعطى الثالث : أن هذا السؤال الاسترسال معه يلزم منه التسلسل، بمعنى أنا لو قلنا جدلاً أن ثمة من خلق الله -عز وجل- فمن خلق من خلق الله؟ ثم سيرد ذات السؤال على هذا الخالق الثاني وهكذا, والتسلسل في الفاعلين -كما يعبر أهل العلم- شيئ ممتنع, تسلسل ممتنع ، وقد بينت في ثنايا الكتاب سبب الامتناع المتعلق بهذا النمط من أنماط التسلسل، وأذكر أنه لعل في جواب أحد السؤالات تعرضت لهذه القضية ونبهت عليها وبينت وجه بطلان وامتناع التسلسل في الفاعلين وأنه يستحيل أن يكون لكل خالق خالق إلى ما لا نهاية, وأن من لازم ذلك الضروري أن لا يكون الكون موجودًا فلما عقلنا أن الكون موجودٌ لزم ضرورة أن ثمة خالق أول خلق هذا الكون, وذكرت فيما يتعلق بالجواب على هذا الاعتراض جملة من المعطيات الأخرى. وبعد ذلك فيما يتعلق باستكمال هذا الورد هو دخول وتمهيد للدلالة العقلية الثانية الدالة على وجود الله -تبارك وتعالى- وهو: دليل النظم والإحكام . وهذا الدليل له عدد كبير من المسميات منها: دليل العناية والرعاية والتصميم والإحكام والتخصيص والإتقان والتسوية والغاية والتدبير وغيره من الأسماء وكلها تدور حول معنى واحد وهو: أن هذا الكون الذي نعيش فيه، فيه صَنعة متقنة. وأن هذه الصنعة المتقنة تستدعي وجود فاعل عليم حكيم خلقه على هذه الهيئة من الإتقان, وأننا ندعي أن الله -تبارك وتعالى- هو ذلك الحكيم العليم الذي خلق الكون على هذه الهيئة من مظاهر الإتقان والإحكام. هذا دخول سريع فيما يتعلق بهذه القضية, ومن أجمل الكلمات التي توقفت عليها في الكتابة التراثية فيما يتعلق في تقديم الجواب أو بناء الرؤية الدلالية المتعلقة بهذا الدليل كلام جميل لابن رشد الفيلسوف يقول فيه: ( فأما الطريقة التي سلكها الشرع في تعليم الجمهور أن العالم مصنوع لله -تبارك وتعالى- فإنه إذا تؤملت الآيات التي تضمنت هذا المعنى وُجدت تلك الطريق هي طريق العناية وهي إحدى الطرق التي قلنا إنها دالة على وجود الخالق -تعالى- وذلك أنه كما أن الإنسان إذا نظر إلى شيئ محسوس فرآه قد وضع بشكل ما وقدر ما ووضع ما موافقًا في جميع ذلك المنفعة الموجودة في ذلك الشيئ المحسوس والغاية المطلوبة حتى يعترف أنه لو وُجد بغير ذلك الشكل أو بغير ذلك الوضع أو بغير ذلك القدر لم توجد فيه تلك المنفعة, عَلِم على القطع أن لذلك الشيئ صانعًا صنعه ولذلك وافق شكله ووضعه وقدره تلك المنفعة وأنه ليس يمكن أن تكون موافقة اجتماع تلك الأشياء لوجود المنفعة بالاتفاق...) ثم ذكر مثالاً وتستطيعون مواصلة هذا الاقتباس الجميل في ثنايا الكتاب. هذا ما تيسر عرضه مما يتعلق بهذا الورد ، أسأل الله عز وجل أن يكتب لي ولكم التوفيق والله يحفظكم ويرعاكم .
    تعليق على الورد السابع

    بصوت الكاتب

    5
    6
    00:00
    تحميل
بِسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . وبعد:

في البدء أرحب مجددًا بالأخوات الكريمات في هذه المجموعة الطيبة المباركة, ونمضي في مذاكرتنا وتدارسنا في الكتاب المختار في هذا البرنامج وهو كتاب [شموع النهار].
توقفنا عند النقطة الأخيرة المتعلقة بالدليل العقلي الأول من الأدلة الدالة على وجود الله - تبارك وتعالى- وهو: دليل الخلق والإيجاد. والمبني على مقدمتين؛
المقدمة الأولى: أن الحوادث موجودة.
وأن الحادث يفتقر إلى سبب موجب لحدوثه.
والله -عز وجل- هو السبب الموجود لوجود الحوادث.
وذكرنا جملة من الاعتراضات التي يوردها الملاحدة على هذا الدليل, ثم توقفنا عند الاعتراض الخامس وهو الاعتراض الأخير من الاعتراضات التي قدِّمت على هذا الدليل وهو اعتراض شهير ويعرض على كثير من النفوس وهوالسؤال الشائع الشهير وهو ( إذا كان الله قدخلق كل شيئ فمن خلق الله؟ )
والحقيقة أن هناك جملة من الملاحظات المتعلقة بهذه القضية، وسأسعى لتقديم رؤية مختصرة لما يتعلق بهذه القضية وإلا فالرؤية مفصلة لكثير من المسائل المتعلقة بهذه المسألة في ثنايا الكتاب.

القضية الأولى : نوع من طمأنة النفس لمن يعرض له هذا السؤال، فالسؤال يعرض لكثير من النفوس وكثير من الناس قد تعرض لهم هذه القضية بل صحابة النبي صلى الله عليه وسلم جاءوا للنبي صلى الله عليه وسلم يشكون أنه يعرض في نفوسهم أمر لئن يخر أحدهم من شاهق أحب إليه من أن يتحدث به, ولما كافحوا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : "ذلك صريح الإيمان" والمقصود بذلك أن حالة المجاهدة والمدافعة وحالة السُّخط من عروض هذا السؤال على النفس تدل على وجود حالة إيمانية مرتفعة, والنبي صلى الله عليه وسلم قد بين -كما ذكرت- في عدد من الروايات المتعلقة بهذا السؤال أنه لا يزال الناس يتساءلون من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقولوا: من خلق الله؟ فإذا وجد أحدكم ذلك ...
فبين النبي صلى الله عليه وسلم جملة من الإرشادات المتعلقة بالتعاطي مع هذا السؤال ، وأهم هذه الإرشادات تتلخص في خمسة مسائل أساسية :

١- الإستعاذة بالله -تعالى-.
٢- قول آمنت بالله ورسله.
٣- أن يقرأ الإنسان سورة الإخلاص.
٤- أن يتفل عن يساره.
٥- أن ينتهي عن هذا الوسواس.

فهذه القضية الأولى.
القضية الثانية الأساسية: أن هذا السؤال حينما يسأله الملحد ويقول: إذا كان الله -عز وجل- قد خلق الموجودات فمن خلق الله عز وجل؟ أو إذا كان لكل موجود سبب فما السبب الموجب لوجود الله؟
هذا النمط من الاستشكال ينم عن نمط من مغالطة أساسية وكبيرة جدًا يقع فيها الملحد في عدم تفهم الحجة الإيمانية الموجبة لوجود الله -تبارك وتعالى- وهو دليل الخلق والإيجاد.
نحن لم نقل أن لكل موجود موجِد, وإنما قلنا: لكل أمر حادث أو لكل أمر مبتَدَأ لا بد أن يكون له سبب أما الله -عز وجل- خارج عن هذه المعادلة كونه - تبارك وتعالى- ليس حادثًا.

المعطى الثالث :
أن هذا السؤال الاسترسال معه يلزم منه التسلسل، بمعنى أنا لو قلنا جدلاً أن ثمة من خلق الله -عز وجل- فمن خلق من خلق الله؟ ثم سيرد ذات السؤال على هذا الخالق الثاني وهكذا, والتسلسل في الفاعلين -كما يعبر أهل العلم- شيئ ممتنع, تسلسل ممتنع ، وقد بينت في ثنايا الكتاب سبب الامتناع المتعلق بهذا النمط من أنماط التسلسل، وأذكر أنه لعل في جواب أحد السؤالات تعرضت لهذه القضية ونبهت عليها وبينت وجه بطلان وامتناع التسلسل في الفاعلين وأنه يستحيل أن يكون لكل خالق خالق إلى ما لا نهاية, وأن من لازم ذلك الضروري أن لا يكون الكون موجودًا فلما عقلنا أن الكون موجودٌ لزم ضرورة أن ثمة خالق أول خلق هذا الكون, وذكرت فيما يتعلق بالجواب على هذا الاعتراض جملة من المعطيات الأخرى.

وبعد ذلك فيما يتعلق باستكمال هذا الورد هو دخول وتمهيد للدلالة العقلية الثانية الدالة على وجود الله -تبارك وتعالى- وهو: دليل النظم والإحكام .
وهذا الدليل له عدد كبير من المسميات منها: دليل العناية والرعاية والتصميم والإحكام والتخصيص والإتقان والتسوية والغاية والتدبير وغيره من الأسماء وكلها تدور حول معنى واحد وهو:
أن هذا الكون الذي نعيش فيه، فيه صَنعة متقنة.
وأن هذه الصنعة المتقنة تستدعي وجود فاعل عليم حكيم خلقه على هذه الهيئة من الإتقان, وأننا ندعي أن الله -تبارك وتعالى- هو ذلك الحكيم العليم الذي خلق الكون على هذه الهيئة من مظاهر الإتقان والإحكام.
هذا دخول سريع فيما يتعلق بهذه القضية, ومن أجمل الكلمات التي توقفت عليها في الكتابة التراثية فيما يتعلق في تقديم الجواب أو بناء الرؤية الدلالية المتعلقة بهذا الدليل كلام جميل لابن رشد الفيلسوف يقول فيه: ( فأما الطريقة التي سلكها الشرع في تعليم الجمهور أن العالم مصنوع لله -تبارك وتعالى- فإنه إذا تؤملت الآيات التي تضمنت هذا المعنى وُجدت تلك الطريق هي طريق العناية وهي إحدى الطرق التي قلنا إنها دالة على وجود الخالق -تعالى- وذلك أنه كما أن الإنسان إذا نظر إلى شيئ محسوس فرآه قد وضع بشكل ما وقدر ما ووضع ما موافقًا في جميع ذلك المنفعة الموجودة في ذلك الشيئ المحسوس والغاية المطلوبة حتى يعترف أنه لو وُجد بغير ذلك الشكل أو بغير ذلك الوضع أو بغير ذلك القدر لم توجد فيه تلك المنفعة, عَلِم على القطع أن لذلك الشيئ صانعًا صنعه ولذلك وافق شكله ووضعه وقدره تلك المنفعة وأنه ليس يمكن أن تكون موافقة اجتماع تلك الأشياء لوجود المنفعة بالاتفاق...) ثم ذكر مثالاً وتستطيعون مواصلة هذا الاقتباس الجميل في ثنايا الكتاب.

هذا ما تيسر عرضه مما يتعلق بهذا الورد ، أسأل الله عز وجل أن يكتب لي ولكم التوفيق والله يحفظكم ويرعاكم .

كلمة كلاسيكي تعني أن شيئًا ما يُعتبر مثالاً تامًا على نمط معين، وأنه شيء يتميز بقيمة دائمة أو جودة أبدية. [موقع ويكيبيديا]

لا يوجد مناقشات
الإشكالية عند الملاحدة ليست مع نمط التدين ولا في مستوى التنازلات التي يمكن أن تقدم وإنما هو مع التدين ذاته أيا كانت طبيعته
شموع النهار ، ص ١٤٤
التعبير الإيماني العميق عن قوة تفسيرية مغيية متمثلة في العلم الطبيعي يعزل صاحبه عن أية إمكانية للبرهنة والتدليل على وجود الله.
شموع النهار، ص145، بتصرف.
  • رغد محمد الفراج
    رغد محمد الفراج

    ما هي الإجابة التي تنصحوني بها لطفل في سن العاشرة على سؤال من خلق الله؟

    0
    • أ.عبدالله بن صالح العجيري
      أ.عبدالله بن صالح العجيري

      طبعًا لا أخفيكم أن السؤال يحتاج إلى معرفة قوية جيدة بحيث يستطيع الإنسان أن يراعي ميزان وعقلية الطفل في جواب السؤال المتعلق بهذه القضية، لكن مما أراه ممكن أن يستعمل يعني كجزء من مكونات هذا الجواب أن يُطلب من الطفل أن يرسم دائرة مثلًا مربعة، أو مثلًا يتصور قضية يجتمع فيها النقيضين، أو قضية على خلاف ما هي عليه، يرسم دائرة مربعة مثلًا، لو طلب منه هذا الطلب، بطبيعة الحال سيقف موطن من مواطن الإشكال في هذا السؤال وهو كيف أستطيع أن أرسم دائرة مربعة؟ لأن الدائرة لا يمكن أن تكون مربعة لأن المربعة لها طبيعة معينة مباينة تمامًا لطبيعة الدائرة. ورسم القضيتين من قبيل حقيقة الجمع بين النقيضين وانقلاب على المفهوم ذاته، الدائرة لها محدد معين، فإذا حاز عليها الإنسان لتحويلها إلى المربع فهو ينقلب على مفهوم الدائرة. فنبين له أن الله عز وجل كذلك، الله تبارك وتعالى هو خالق كل شيء سبحانه وتعالى، وبالتالي تبين للطفل أنك تسأله سؤالًا من خلق الذي لم يُخلق؟ فإذا عُرِضَ عليه هذا السؤال بهذه الصيغة من خلق الذي لم يُخلق؟ سيَستبين الطرف المقابل أن ثمة إشكال حقيقي في طبيعة السؤال الذي أورده وأنه لا يلزم بالضرورة أن يكون كل سؤالٍ مما يصح أن يكون له جواب، بمعنى أنه لو سئل الطفل حتى يتوضح له أن رجلًا مثلًا فاز بسباق الجري على سبيل المثال فلو سأل سائلٌ قال: من الذي وصل قبله في السباق، فبطبيعة الحال السؤال يتضمن مغالطة، الآن أقول لك هو الذي وصل أولًا إلى خط النهاية فأنت تسألني من الذي وصل قبله؟ يعني سيجعله وصول الآخر قبله، ذلك الآخر هو الفائز بالمرتبة الأولى وهذا الثاني، في حين فرضية القضية أن هذا الذي وصل أولًا، وبالتالي نعرف من هذه الأسئلة أنه من الممكن أن يتفهم الطفل وجه المغالطة والإشكال وحالة العزاء عن تقديم الجواب، لا لأن الإنسان عاجز عن تقديم الجواب، لكن لأن السؤال كما يقال غلط، يعني تنبيه الطفل أن سؤال من خلق الله سؤال غلط لا يمكن أن يقدم جوابٌ عليه، لماذا؟ لأن حقيقة السؤال هو سؤال عمن خلق الذي لم يُخلق، هذه يعني جزء مُكون من الجواب، وممكن لو سئل بعض المهتمين بالعقيدة وعملية التربية قد يُفضي إلى جواب أفضل، وأذكر أني اطلعت على كتابٍ يتعلق بـالأسئلة العقائدية للطفل وكيف تقدم الجواب عليها، لا يحضرني عنوانه حقيقة، لكن أظن أنه كتاب سيفيد في هذه القضية وغيرها من المسائل والقضايا.

      0
    • أظهر المزيد من الردود
  • النُّهى
    النُّهى

    ما معنى الحتمیة القانونیة وما الفرق بینها وبین الصدفة؟

    0
    • أ.عبدالله بن صالح العجيري
      أ.عبدالله بن صالح العجيري

      الفكرة باختصار أنّ الظواهر الواقعة في الطبيعة، المعايَنة أو المشاهَدة، أن تكون عائدةً إلى حتميةٍ سُننية قانونية، أو تكون عائدة إلى محض الصدفة. يعني مثلًا لو أخذت حجر النرد على سبيل المثال - ذو ستة أوجه - وألقيته، فسقط على أحد هذه الأوجه، فسألتَني طيب، ما هو الموجِب لسقوطه على هذا الوجه دون هذا الوجه؟ هذا صدفةً، هذا كمثال معبِّر، لكن لو حملت مثلًا قارورة ماء وألقيتها من يدي فبطبيعة الحال سوف تسقط على الأرض، طيب ما الذي أوجب سقوطها على الأرض؟ الذي أوجب سقوطها على الأرض هو قانون الجاذبية ومبدأ الجاذبية/ ظاهرة الجاذبية، وبالتالي قضية السقوط هي محكومة بحتمية القانونية، محكومة بإطار معيَّن، فهذا هو الفرق بين القضيتين:
      أنّ الظواهر الطبيعية إما أن تكون واقعةً بالصدفة، أو تكون السبب الموجِب لوقوع هذه الظاهرة الطبيعية هو القانون الطبيعي، وسبب إيراد هذه القضية أننا نحن أمام ظاهرة للمعايرة الدقيقة الموجودة في هذا الكون، ثمة ثوابت كونية مُبهِرة، ثمة انتقاء عجيب لجملة من الأرقام الموجودة في هذا الكون، لو تغيرت هذه الأرقام بمقدار شعرة لتغير الكون الذي نحن فيه تغيرًا كبيرًا، بل لم يعد صالحًا للوجود ولا صالحًا للحياة. طيب، كيف وُجدت هذه الأرقام؟ هل بالإمكان أن تكون موجودة عن طريق الصدفة؟ بيّنت أنه يستحيل أن تكون هذه الأرقام صدفةً، وبعضهم قد يقول أنّ هذه نشأت عن طريق حتمية قانونية، أنّ في قانون كوني متعالي أوجب وجود مثل هذه الأرقام على هذه على هذه الهيئة، فبينت أنّ كثير من الفيزيائيين يعتقد ويؤمن أنّ ليس ثمة ما يوجب أن تكون هذه الأرقام على الهيئة التي عليها، بمعنى: أنّها ليست ناشئةً عن حتميةٍ سننية قانونية، وذلك بالتالي يلزم أن تكون ناشئةً عن إرادة حكيم عليم، هو الله تبارك وتعالى. وبعضهم ممكن يورد أنه حتى لو قُدّر أن هذه الأرقام نشأت عن طريق حتمية قانونية معينة فسيرِد السؤال: طيب من هو الذي وضع هذا القانون الذي أفرز هذه الأرقام؟ يعني أنت قُصارى ما فعلته أن رحّلت الإشكال من منطقة (أ) وهي منطقة كيف وجدت هذه الثوابت الكونية؟ كيف وجدت هذه الأرقام؟ إلى منطقة (ب) كيف وجد هذا القانون الذي يُفرِز هذه الأرقام؟

      0
    • أظهر المزيد من الردود
  • أحمد
    أحمد

    أرجو منك أ. عبدالله توضیح معنى كلام ابن تیمیة في بطلان السؤال عن أیهما أكمل
    الاستعاذة أو البرهان؟
    ص156

    0
    • أ.عبدالله بن صالح العجيري
      أ.عبدالله بن صالح العجيري

      الفكرة التي أوردَها ابن تيمية أنّ النبي ﷺ قد بين لأمته جملة من المعالجات للوسوسة الطارئة على النفس فيما يتعلق بوجود الله تبارك وتعالى، فكثير من الناس قد ينشأ في نفسه هذا السؤال، النبي ﷺ تنبأ بهذه الحالة مبكرًا لا يزال الناس يتساءلون من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقولوا من خلق الله؟ بل ورد في بعض الروايات أن النبي ﷺ قال: لا تزال أمتك تسأل - يعني أمة النبي ﷺ - من خلق كذا من خلق كذا حتى يقولوا من خلق الله؟ بل السؤال هذا ورد على نفوس صحابة النبي ﷺ وقالوا: إنا لنجد في نفوسنا أمرًا لئن يخر أحدنا من شاهق أحب إليه من أن يُفضِيَ به! فقال النبي ﷺ: وجدتموه؟ قال: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان.. وله شرح وتفسير ..
      المعالجات التي قدمها النبي ﷺ إجمالًا بأن يستعيذ الإنسان من الشيطان الرجيم، يقرأ سورة الإخلاص، وينفث عن يساره ثلاث مرات، وينتهي ويقطع سلسلة الوسوسة والأفكار، فالضالة لما نظرت في هذا الحديث النبوي وطبيعة التوجيهات النبوية، بعضهم ادعى أن المعالجة التي قدمها النبي ﷺ لم تكن مادتها مادةً برهانية، يعني معرفية علمية، بقدر ما كانت محض التجاء واستعاذة بالله سبحانه وتعالى من الشيطان الرجيم، وأنه نوع من أنواع المدافعة الإيمانية المحضة، فهذا توجه. فاعترض بعضهم على هذا التوجه بأنّ الموجِب لهذا الجواب النبوي هو اختصار الطريق فقط، يعني بمعنى آخر أن الإنسان إذا أراد أن يدفع هذه الوسوسة عن النفس فله مسارٌ برهاني وله التجاء إلى الله عز وجل في هذه القضية فبعضهم قال إنّ هذا من جنس أنه إذا اعتدى عليك كلب على سبيل المثال، فإما أن تسعى في مدافعة هذا الكلب بنفسك أو تدعو صاحب هذا الكلب بأن يدفعه عنك.. فالاستعاذة هو لونٌ من ألوان الطلب من الله تبارك وتعالى بأن يدفع شر الشيطان عن النفس، بدل من أن يسعى في مدافعة هذا الشر بذاته عن طريق الحجة والبرهان، فابن تيمية عليه رحمة الله تبارك وتعالى دفع التوجه الأول الذي يرى أنه مجرد مقام إيماني دون أن يتضمن مقامًا برهانيًا، ودفع حتى الوجه الثاني أنه كأن الجواب يسلِّم فعلًا بأنّ الحجة النبوية كانت غير مبنية على اعتبارات برهانية معينة، بيّن ابن تيمية أن الجواب النبوي الذي أورده النبي ﷺ يتضمن معالجةً حقيقية للسؤال على المستوى الإيماني وعلى المستوى الاحتجاجي البرهاني، ولذا يعني تلمّس من جواب النبي ﷺ التأكيد على مغالطة السؤال، ولذا أُمر بالانتهاء وقطع النفس عن الاسترسال مع هذا النمط من أنماط الوساوس، وكذلك فكرة (ولْينتَهي) بنى عليها ابن تيمية - ونقلتها من درء التعارض - أنها تتضمن البرهان لمنع التسلسل من جهة المرض فكان مقصود ابن تيمية أن الجواب النبوي يتضمَّن الجمع بين مقام الاستعاذة الذي يعبِّر عن روح إيمانية معينة بالالتجاء إلى الله تعالى في دفع هذا الخاطر السيء، وكذلك الاحتجاجات البرهانية في تتميم العلاج المتعلِّق بهذه القضية، وأنه لا تعارض بين المقامين، وأنه لا يُشرَع أن يُطرح استشكال أيُّهما أكمل في مقام دفع هذا الإشكال، مجرد الاستعاذة أو البرهان، ابن تيمية يقول أنّ كليهما يُمثِّلان تمام الجواب النبوي.

      0
    • أظهر المزيد من الردود