ينبوع الغواية الفكرية

الأوراد/ الورد الخامس (١٣٦-١٦٥)

هذا ملخص يتضمن أهم النقاط الرئيسية والأفكار المهمة؛ لذا هو لا يغني عن الكتاب، صممناه لكم بشكل مريح يساعد على ترتيب المعلومة وفهمها

- السالفة: (صفحة العنق)، وكنى بذلك عن القتل لأن القتيل تنفرد مقدمة عنقه. - وقال الداودي: المراد الموت أي حتى أموت وأبقى منفردًا في قبري. ويحتمل أن يكون أراد أنه يقاتل حتى ينفرد وحده في مقاتلتهم. [ فتح الباري شرح صحيح البخاري ]

- " فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِك إِذْ جَاءَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ مِنْ خُزَاعَةَ وَكَانُوا (عَيْبَةَ نُصْحِ) رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " - ( والعيبة: ما توضع فيه الثياب لحفظها أي أنهم موضع النصح له والأمانة على سره , كأنه شبه الصدر الذي هو مستودع السر بالعيبة التي هي مستودع الثياب..وفى رواية: وكانت خُزاعة عَيبَة رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلُمها ومشركُها لا يُخفون عليه شيئاً كان بمكة ). [ فتح الباري لابن حجر ]

- ليس من اللازم أن يكون "الأحابيش"، هم كلهم من حبش إفريقيا، بل كانوا عربًا وقومًا من العبيد والمرتزقة ممن امتلكهم أهل مكة. - قال ابن إسحاق: والأحابيش: ‏‏بنو الحارث بن عبد مناة بن كنانة، والهون بن خزيمة بن مدركة، وبنو المصطلق من خزاعة. - قال ابن هشام:‏‏ تحالفوا جميعًا، فسموا الأحابيش - لأنهم تحالفوا بواد يقال له الأحبش بأسفل مكة - للحلف. [ السيرة النبوية لابن هشام ]

المتأمل في قصة عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وموقفه (يوم الحديبية) يرى نموذجاً لخوف الأخيار؛ فهو حين تأثر لظاهر شروط الصلح، وراجع النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم راجع أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ إنما حملته الغيرة لدين الله ومحارمه، ومع ذلك وحين تبين له أن الخير فيما اختاره الله لرسوله -صلى الله عليه وسلم-، وكان هذا الصلح فتحاً مبيناً ـ كما أنزل القرآن ـ حينها تأثَّر عمر ـ مرة أخرى ـ وخاف أن يلحقه شيءٌ من الإثم، فعوّض عن ذلك بعمل الصالحات كما قال: «فما زلت أصوم وأتصدق، وأعتق من الذي صنعت مخافة كلامي الذي تكلمت به يومئذ، حتى رجوت أن يكون خيراً». [ أ.د.سليمان العودة ]

لا يوجد مناقشات
لا يوجد اقتباسات
  • هند أحمد
    هند أحمد

    بالنسبة لحادثة صلح الحديبية، تأخر الصحابة في تحللهم من العمرة حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم وتحلل و هل يعتبر تأخرهم مخالفة لمبدأ التسليم ؟ وقد يكون ذلك مأخذاً للمخالفين على الصحابة، فما هو الرد عليهم ؟

    0
    • أ.عبدالله بن صالح العجيري
      أ.عبدالله بن صالح العجيري

      هناك عدة ملاحظات:
      1/ أن بعض المظاهر التي قد توهم أنه لم يتحقق قدر التسليم المطلوب للنبي صلى الله عليه وسلم من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم , يأتي مناقشة هذه الشبهة مفصلة في الكتاب في أواخر المزالق، (يمكن المزلق السابع) وكنتُ قد عنونتُ له بعنوان: ( مشكلة السؤال والاستشكال) وعرضتُ لما قد يُتَوهم من بعض الممارسات التي جرت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتحقق منهم التسليم المطلوب، وبالتالي كيف تطالبوننا بما لم يطالب النبي صلى الله عليه وسلم صحابته به، فهذه المسألة تأتي مناقشتها تفصيلياً بإذن الله عز وجل في ثنايا الكتاب.
      لكن من المعطيات الأخرى هو مثلما ذكرت في الكتاب : عندنا ثمرة نهائية .. منتج نهائي وهو( أن الصحابة قد تحقق لهم من مقامات التسليم مالم يتحقق لأجيال إسلامية تالية ).
      فرض السؤال / لماذا حصل للصحابة هذا المقام الرفيع، في حين لم يحصل لمن أتى بعدهم؟
      كان أحد الجوابات الأساسية المتعلقة بهذه القضية أن الصحابة قد مُورس عليهم تربية بالأحداث، تربية بالقدوة، تربية بالقصص، بالأخبار ، تربية بالترغيب والترهيب من قبل النبي صلى الله عليه وسلم مالم يحصل لمن بعدهم.
      فكان لما ذكرْتُ صلح الحديبية لم أكره أصالةً في مقام الحديث عن تسليم الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم
      بقدر ما كنت أتحدث عن أن هذا أحد الدورات التدريبية الكبيرة والهائلة بل لعله أكبر عملية تربوية مورست على صحابة النبي صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بتأسيس عبودية التسليم، فمن الطبيعي أنه فيه قدر من المجاذبة، لكن الأمر كما يقال ليس عائد الحكم فيه إلى مباديء الأمر وإنما إلى نهاياته، كيف آل حال صحابة النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلح الحديبية. فنعم التأثر الذي وقع من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم في الإنقياد لأمر النبي صلى الله عليه وسلم كان مذموماً , والنبي صلى الله عليه وسلم قد دخل على زوجه أم سلمة رضي الله عنها وأرضاها (مغضباً) بما يدل على أن ما وقع من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم يتضمن قدراً من التقصير الموجب لغضبه عليه السلام، وإن كانوا متأولين في ذلك غير قاصدين متعمدين لعدم الإتيان بأمره عليه الصلاة والسلام، كان بعضهم يؤمل أن يُحدث الله عز وجل في مجال القدر ما يقلب الطاولة كما يُقال على صلح الحديبية وقد تنفرج الأزمة وقد يعتمرون بعد ذلك ولكن الأمر كما يقال أمر الله عز وجل والنبي عليه السلام قد أمرهم أمراً بيناً صريحاً فكان واجباً عليهم الالتزام وترك مثل ذلك التأويل.
      لكن المهم / هل استمر الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم على هذه الحال أم أن حالهم بعد ذلك حال الكمال فيما يتعلق بمقام التسليم، وأنهم قد وعوا الدرس جيداً، وقد ذكرت في ثنايا الكتاب أن ثمرة هده الحادثة عظيمة تتجلى ــ مثلاً ــ في عبارة سهل بن حنيف ــ رضي الله عنه ــ التي تدل على حجم الوعي بالدرس يوم الحديبية، حين قال : (اتهموا الرأي فقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره لرددته والله ورسوله أعلم) فاستبان له كما يقال الحق فيما يتعلق بهذه القضية وما عاد أمر الصحابة بعد ذلك كحالهم قبلها وبالتالي يجب أن نحكم فيما يتعلق بهذه القضية على حالهم في ( منتهى أمرهم ) لا في بداياته عندما كانوا مادةً وموضعاً للتربية على هذا المبدأ.
      أسأل الله عز وجل لي ولكم التوفيق والسداد والله يحفظكم ويرعاكم.

      0
    • أظهر المزيد من الردود