ينبوع الغواية الفكرية

الأوراد/ الورد السابع عشر (٤٩١-٥٢٢)

هذا ملخص يتضمن أهم النقاط الرئيسية والأفكار المهمة؛ لذا هو لا يغني عن الكتاب، صممناه لكم بشكل مريح يساعد على ترتيب المعلومة وفهمها

- الخُلاصة في العقل والشَّرع: - أولًا: الذي يقول: إن العقل يُقدَّم على الشرع بسبب أن الشرع عُرِفَ بدلالة العقل؛ فيكون حاكمًا عليه. - نقول له: إن العقل حين دلَّنا على الشرع، فإنه دلنا عليه بصفةٍ لازمةٍ فيه، ألا وهي: ( العِصمة من الخطأ والنَّقص )، وفي ذات الوقت فإن العقل لا يعترف لنفسه بهذه العصمة؛ فكيف نُقدِّم المصدر غير المعصوم على المصدر المعصوم؟! - ثانيًا : الأفهام تتفاوت .. فما قد يراه الشخص الذي يعيش في أدغال أفريقيا مخالفًا للعقل، يراه غيره ممن نشأ وتقلَّب في المدنيَّة الحديثة من مقبولات العقل، بل وربما من مُسلَّماتها! - ثالثًا: ضرورة إدراك حدود العقل ، قال الإمام الشاطبي رحمه الله في الاعتصام ٨٣١/١: إن الله جعل للعقول في إدراكها حدًّا تنتهي إليه لا تتعدَّاه، ولم يجعل لها سبيلًا إلى الإدراك في كل مطلوب. - رابعًا: أهمية التفريق بين مَحارات العقول ، وبين مُحالاتها؛ أي: التفريق بين ما يُستبعد عقلًا وبينما يَستحيل عقلًا، فالشريعة قد تأتي بالأمر الذي يُحيِّر العقل، أو يكون مستغربًا، ولكن لا تأتي بما هو مُحال في العقل ولا بما يناقضه! - قال ابن تيمية رحمه الله في الجواب الصحيح ٤٠٠/٤: الأنبياء عليهم السلام قد يُخبرون بما يعجز العقل عن معرفته، لا بما يعلم العقل بُطلانه ، فيُخبرون بمَحارات العقول لا بمُحالات العقول . [ سابغات ص ١٥٩↞١٦١ باختصار ]

ما الذي نفعله إذا تعارض العقل مع النقل https://youtu.be/ixcm7TVzzM4

- كل ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو يوافق العقل والفطرة، ولا يمكن أن يخالف العقل الصحيح النقل الصحيح بحال. وإنما قد يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أحيانًا بما (تحار) فيه العقول ولا تدركه لعجزها وضعفها، لا بما (تحيله) العقول ولا تقبله. - قال ابن تيمية: - ما خالف العقل الصريح فهو باطلٌ. وليس في الكتاب والسنَّةِ والإجماع باطل، ولكن فيه ألفاظ قد لا يفهمها بعضُ النَّاس، أو يفهمون منها معنى باطلاً، فالآفةُ منهم، لا من الكتاب والسُّنَّة " - فمخالفته لصريح العقل: أن يأتي بما يرده العقل ويأباه ، كحديث: ( إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْفَرَسَ فَأَجْرَاهَا فَعَرِقَتْ، فَخَلَقَ نَفَسَهُ مِنْهَا ). - قال السيوطي رحمه الله: - "هَذَا لَا يَضَعُهُ مُسْلِمٌ، بَلْ وَلَا عَاقِلٌ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ كَانَ زَائِغًا فِي دِينِهِ " - أما أن يأتي الحديث الصحيح بما لا سبيل للعقل إليه لنقصه وعجزه ، كأن يأتي ببعض المعجزات النبوية ، أو يأتي ببعض الأخبار الغيبية : فمثل هذا يسمى " محارات العقول " ولا يسمى " محالات العقول " فهو لا يخالف العقل ، ولكن يعجزه ويحيره - وكون النبي صلى الله عليه وسلم يأمر الصحابي أن (يدعو الشجرة) فيدعوها فتنقاد إليه، أو كونه (يمسك الجني) ويخنقه حتى يجد برد لعابه بين أصبعيه : فهذا من دلائل النبوة التي يجب تصديقها عند صحة الخبر بها ، فيزداد بها المؤمن إيمانًا، والكافر كفرانًا؛ وليس في العقول ولا قضاياها ما يحكم باستحالة مثل ذلك، أو يقضي ببطلانه، وإن عجز العقل عن إدراك كيفية ذلك، أو الحكم بها . [ الشيخ محمد صالح المنجد ]

لا يوجد مناقشات
(التعبّد راجع إلى عدم معقولية المعنى) أي أن العقل عاجز عن معرفة الحِكم التفصيلية للعبادة، فهو بذلك أعجز عن استحداث كيفيات للعبادة من عنده، فدلّ على أن قصد الشارع وقوف العقل عند حده لا يتعداه.

ينبوع الغواية الفكرية / ٥٠٤
لا يوجد استفسارات