ينبوع الغواية الفكرية

الأوراد/ الورد السابع (١٩٩-٢٣١)

هذا ملخص يتضمن أهم النقاط الرئيسية والأفكار المهمة؛ لذا هو لا يغني عن الكتاب، صممناه لكم بشكل مريح يساعد على ترتيب المعلومة وفهمها

- ( وأما القول بأن السلف بشر غير معصومين فكيف نلزم باتباعهم؟! ) - فجوابه/ أن العصمة للمنهج لا للأفراد، فالأفراد غير معصومين، أما المنهج الذي ساروا عليه فهو المعصوم الذي لا يدخله خلل، ولا يعتريه نقص لأن الأمة لا تجتمع على ضلالة، وملخص منهجهم اتباع الكتاب والسنة وعدم معارضتهما بآراء الرجال واعتماد لغة العرب أساسا في فهم هذين الأصلين. [بدعة إعادة فهم النص – المنجد]

- هو ذلك النِّظام الَّذي يقوم على الملكيَّة الجماعيَّة لوسائل الإنتاج، وتحكم الدَّولة في إدارة، وممارسة النَّشاط الاقتصاديِّ من خلال التَّخطيط المركزيِّ. [ الاقتصاد الإسلامي مدخل ومنهج ]

- وجود المتشابه في القرآن لا يُنافي الحكمة من إنزاله، وهو الهدايةُ النورُ والبينةُ وإقامةُ الحجةِ على الخلق؛ فالله جعل في أصل الحكمةِ من الخَلْق ابتلاءَ الناس واختبارهم، والابتلاء على نوعين: - أولاً: ابتلاءُ الأبدان بالآلام والأسقام، والجروح والقتل، وغيرها. - ثانياً: ابتلاءُ الأذهان -وهي العقول والقلوب - بشهواتها ونزواتها وأطماعها. - وجعل لكل ابتلاء أسباباً تُمكّن له، ومن هذا ابتلاءُ الله للعقول بالمتشابهات ومدى ثبات النفوس وميلها مع وضوح المحكمات البينات؛ ليختبر الله الصادق من المنافق. [ التفسير والبيان - الطريفي (٥٧٩/٢) ]

- قال ابن عباس - رضي الله عنه -: "التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله تعالى ذكره. والله سبحانه وتعالى أعلم". - الشرح: - إذًا هذه أربعة أقسام: تفسير تعرفه العرب من كلامها، وهو ما يعرف في اللغة مثل: الكهف والعرش والسرر ومنضودة والطلح وما أشبه ذلك، والثاني تفسير لا يعذر أحد بجهالته وهو تفسير ما يجب اعتقاده أو العمل به، كتفسير قوله تعالى: (أقيموا الصلاة) فيجب علينا أن نعرف معنى إقامة الصلاة التي أمرنا بها، وكذلك ما يجب علينا اعتقاده كالإيمان بالرسل ونحوهم، فإنه لا يعذر أحد بجهالته، والثالث تفسير يعلمه العلماء مثل العام والخاص والمطلق والمقيد والناسخ والمنسوخ وما يتعلق بذلك من الأحكام، فإن هذا ليس كل أحد يعرفه، وليس واجبًا على كل أحد بل هو فرض كفاية، وتفسير لا يعلمه إلا الله، فمن ادعى علمه فهو كاذب، كما جاء في بعض ألفاظ الأثر مثل العلم بحقائق صفات الله عز وجل وكيفيتها، وكذلك العلم بحقائق ما أخبر الله به عن اليوم الآخر وعن الجنة والنار وما أشبه ذلك مما لا يمكننا إدراكه، فهذا من ادعى علمه فإنه كاذب، لأنه لا يعلمه إلا الله. [ شرح مقدمة التفسير لابن تيمية – العثيمين ]

- أن فهم هذه الآيات إنما يكون عبر فهم اللغة التي حملت هذه الآيات، فمن خلال اللغة العربية لغة القرآن يعرف الإنسان مراد الله ومراد النبي ﷺ، فمن وضوحها وجلائها أنها لا تتطلب من الإنسان أي وسائل إضافية لفهم مراد الله سوى فهم اللغة التي أنزل بها القرآن، فاللغة هي حامل هذه الأوامر والنواهي والأخبار فلا يمكن فهم المقصود منها دون معرفة هذه اللغة. - "وإنما بدأت بما وصفت من أن القرآن نزل بلسان العرب دون غيره لأنه لا يعلم من إيضاح جمل علم الكتاب أحد جهل سعة لسان العرب، وكثرة وجوهه، وجماع معانيه وتفرقها، ومن علمه انتفت عنه الشبه التي دخلت على من جهل لسانها". (الإمام الشافعي رحمه الله في الرسالة) - وبناءً عليه: "فمن طلبه بغير ما أداة له ضل عن فهمه وتقول على الله ورسوله فيه". (الإمام الشاطبي رحمه الله في الموافقات) - ولهذا كان التقصير في فهم اللغة من أسباب الضلال والانحراف عن فهمه، وهو من أسباب الإحداث في دين الله، كما قال الشاطبي بعد استقراء أسباب الإحداث في دين الله: "فالجميع أربعة أنواع، وهي: الجهل بأدوات الفهم، والجهل بالمقاصد، وتحسين الظن بالعقل، واتباع الهوى". [ التسليم للنص الشرعي والمعارضات الفكرية المعاصرة- العجلان، ص٧٤، بتصرف يسير ] - والمقصود بفهمهم: "ما علمه وفقهه واستنبطه الصحابة والتابعون وأتباعهم من مجموع النصوص الشرعية أو أفرادها مرادًا لله ولرسوله ﷺ مما يتعلق بمسائل الدين العلمية والعملية مما أثر عنهم بقول أو فعل أو تقرير، وهذا يقتضي إجماعهم أو إطباق جمهورهم على تلك المسائل أو انتشار قول آحادهم وظهوره مع عدم وجود مخالف منهم لذلك القول". (فهم السلف الصالح للنصوص الشرعية - الدميجي ص٣٤) - ففهم السلف حجة يشهد له النقل والعقل: "ولهذا كان معرفة أقوالهم في العلم والدين وأعمالهم خيرًا وأنفع من معرفة أقوال المتأخرين وأعمالهم في جميع علوم الدين وأعماله؛ كالتفسير وأصول الدين وفروعه والزهد والعبادة والأخلاق والجهاد وغير ذلك، فإنهم أفضل ممن بعدهم كما دل عليه الكتاب والسنة، فالاقتداء بهم خير من الاقتداء بمن بعدهم، ومعرفة إجماعهم ونزاعهم في العلم والدين خير وأنفع من معرفة ما يذكر من إجماع غيرهم ونزاعهم، وذلك أن إجماعهم لا يكون إلا معصومًا وإذا تنازعوا فالحق لا يخرج عنهم". (ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى) [ التسليم للنص الشرعي والمعارضات الفكرية المعاصرة - العجلان ص٧٦، بتصرف يسير ]

يقرِّر أصحاب هذه المدرسة أنَّ النص الشرعي كتابًا وسنةً هو نصٌّ ظنيُّ الدِّلالة بصفة مطلَقة؛ فهو لا يحتمل معنى واحدًا فقط، بل هو مفتوحٌ على احتمالات لأكثر من معنى من المعاني، فلا يحقّ لأحد الادِّعاء بأنَّ ما توصَّل إليه من فهم هو الصحيح دونَ غيرِه، حتى لو كان هذا الفهمُ انعقد عليه إجماعُ الأمةِ. وبالغ بعضهم في القول فرأى أنَّ من حق غير المسلمين الذين يعيشون في المجتمع الإسلامي أن يفسِّروا القرآن بما يوافق ثقافتهم ومعتقداتهم! - ولذلك يقول أركون: " إنَّ القراءةَ التي أحلم بها هي قراءةٌ حرةٌ إلى درجة التَّشرُّد والتَّسكُّع في كلِّ الاتجاهات؛ إنها قراءةٌ تجدُ فيها كلُّ ذاتٍ بشريةٍ نفسَها ". ( الفكر الأصولي واستحالة التأصيل لأركون صـ ٧٦ ) - وأنصار هذه المدرسة يرفعون شعار " النص مقدَّس، والتأويل حُرٌّ "، من حقِّ كل مسلم أن يتعامل مع النص بالطريقة التي يراها؛ فكلمةُ الجيب في قوله تعالى: ( ولْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ على جُيُوبِهِنَّ ) من الممكن أن يَفهم منها شخصٌ معنى، وغيرُه معنى آخر، ولكلٍّ قراءتُه، وفَهمُ السلف هو قراءةٌ من هذه القراءات غير الملزمة. - فشحرور مثلًا يَفهم منها أنَّها تعني ما كان مكوَّنًا مِن طبقتين، وعليه فحجاب المرأة الشرعي بات مقصورًا وفقًا للمذهب الشحروري على الفرج والثديين والإبطين فقط!! ( الكتاب والقرآن صـ ٦٠٤ ) فالتي ترتدي لباسًا إلى أنصاف الفخذين، وتستر ما تحت الثديين والإبطين هي امرأةٌ محجَّبةٌ تنعم برضا الله وتنفيذ أوامرِه! - ولو سِرْنا على منهج هذه المدرسة في تفسير النُّصوص فسيؤولُ بنا الأمرُ إلى فوضى من الآراء التي لا حدَّ لها. - وإذا كان القرآن كتابًا مفتوحًا على جميع المعاني، فما الفائدة من إنزالِه ليكون منهاجًا وسبيلًا للمؤمنين ؟! وبالمقابِل، هل يحقُّ لأيِّ إنسانٍ أن يَفهَم نصوصَ علم الطب والهندسة وغيرهما حسبَ فهمه، وأن يمارس هذه الأنشطة عمليًا في أرض الواقع إلى درجة التشرُّد والتَّسكُّع في كلِّ الاتِّجاهات ؟! انتهى - بتصرُّف - [ بدعة إعادة فهم النص - المنجِّد صـ ٣٩، ٤٦ ]

- الفرق بين: (تأويل التحريف) و (تأويل التفسير): - أن الأول ممتنع وقوعه في الخبر والطلب، والثاني يقع فيهما. - ذكر الله سبحانه (التحريف) وذمه وذكر (التفسير) وذكر (التأويل). - (فالتفسير): هو إبانة المعنى وإيضاحه قال الله تعالى (وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً) [الفرقان33] وهذا غاية الكمال أن يكون المعنى في نفسه حقا والتعبير عنه أفصح تعبير وأحسنه وهذا شأن القرآن وكلام الرسول. - و(التحريف): العدول بالكلام عن وجهه وصوابه إلى غيره وهو نوعان: تحريف لفظه وتحريف معناه والنوعان مأخوذان من الأصل عن اليهود، فإنهم حرفوا كثيرا من ألفاظ التوراة، وما غُلبوا عن تحريف لفظه، حرفوا معناه ولهذا وُصفوا بالتحريف في القرآن دون غيرهم من الأمم. [ الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة - ابن قيم الجوزية ] - وحين يبدو في النص شيء مشتبه فلا بد قبل تأويله ومخالفة ظاهره من تحقق شروط ثلاثة: ١- وجود الدليل الصارف للمعنى عن ظاهره. ٢- أن يرجع التأويل لمعنى صحيح في الاعتبار، وأن يكون متفقًا عليه في الجملة. ٣- وأن يكون اللفظ المؤول قابلًا لهذا التأويل في سياقه، وأن يكون متعينًا حمله على هذا المعنى الذي يخالف ظاهره. [ التسليم للنص الشرعي والمعارضات الفكرية المعاصرة - العجلان ص٨٧ ]

العلمانية: مذهب جديد، وحركة فاسدة تهدف إلى فصل الدين عن الدولة، والانكباب على الدنيا، والانشغال بشهواتها وملذاتها، وجعلها هي الهدف الوحيد في هذه الحياة، ونسيان الدار الآخرة والغفلة عنها، وعدم الالتفات إلى الأعمال الأخروية. [ الاسلام سؤال وجواب ]

-ميتافيزيقيّ، الميتافيزيقيا: متعلّق بالغيبيَّات، وهو فرع من علم الفلسفة. - (علم ما بعد الطبيعة) وهو العلم الذي يتأمل الموجودات المحسوسة والماورائية. - والميتافيزيقيا هي أيضا معرفة الأشياء في ذاتها، لا معرفة الظواهر التي تتجلى من خلالها هذه الأشياء، وهي دراسة الأشياء من حيث هي جواهر وماهيات ثابتة وأزلية، لا من حيث هي متغيرة وزائلة. [ قاموس المعجم الوسيط ] [ معجم المصطلحات والشواهد الفلسفية لـجلال الدين سعيد: 460 ]

- السفسطة: عند الفلاسفة : هي الحكمة المموّهة. - وعند المنطقيين: هي القياس المركب من الوهميات، والغرض منه تغليط الخصم وإسكاته. [ معجم المصطلحات والشواهد الفلسفية لـجلال الدين سعيد:245 ]

- الليبرالية: كلمة ليست عربية، وترجمتها الحرية. - جاء في الموسوعة الميسرة: - "الليبرالية: مذهب رأسمالي ينادي بالحرية المطلقة في الميدانين الاقتصادي والسياسي". - ولها تعريفات مرتكزها: التحرر التام من كل أنواع الإكراه الخارجي، سواء كان دولة أم جماعة أم فردا، والانطلاق والانفلات نحو الحريات بكل صورها. [ الإسلام سؤال وجواب ]

الديمقراطية: نظام مخالف للإسلام؛ حيث يجعل سلطة التشريع للشعب ، أو من ينوب عنهم (كأعضاء البرلمان) ، وعليه : فيكون الحكم فيه لغير الله تعالى ، بل للشعب ، ونوابه ، والعبرة ليست بإجماعهم ، بل بالأكثرية ، ويصبح اتفاق الأغلبية قوانين ملزمة للأمة ، ولو كانت مخالفة للفطرة ، والدين ، والعقل ، ففي هذه النظم تم تشريع الإجهاض ، وزواج المثليين ، والفوائد الربوية ، وإلغاء الأحكام الشرعية ، وإباحة الزنا وشرب الخمر. [ الإسلام سؤال وجواب ]

- مفهوم النظام الاشتراكي: هو ذلك النِّظام الَّذي يقوم على الملكيَّة الجماعيَّة لوسائل الإنتاج، وتحكم الدَّولة في إدارة، وممارسة النَّشاط الاقتصاديِّ من خلال التَّخطيط المركزيِّ. [ الاقتصاد الإسلامي مدخل ومنهج ]

لا يوجد مناقشات
الوحي -كما أخبر الله تعالى- فيه النص المحكم الذي يجب التزامه والنص المتشابه الذي يجب رده إلى المحكم، فإن غاب عن الباحث قاعدة المحكم والمتشابه فلن يتميز له المراد الإلهي وسيبقى مترددًا متذبذبًا يقفز مع كل أطروحة ويربكه كل اعتراض.


ينبوع الغواية الفكرية، عبدالله العجيري، ص٢١١
لا يوجد استفسارات