-
تعليق على الورد الرابع عشر والخامس عشر (١)
بصوت الكاتبة
1600:00
خطورة القول بلا علم
من: 326 — إلى: 326
قال ابن القيم في (إعلام الموقعين): “وقد حرم الله سبحانه القول عليه بغير علم في الفتيا والقضاء، وجعله من أعظم المحرمات، بل جعله في المرتبة العليا منها، فقد رتب الموبقات وبدأ بأخفها بالنسبة لما بعدها، وختم بأعظمها فقال: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}”. الأعراف:33
وقد اقتدى الصحابة في هذا بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان صلى الله عليه وسلم يقول: (لا أدري) فيما ليس له به علم، ولم يأتِ به إليه وحي وعلى هذا المنهج نهج الصحابة رضوان الله عليهم
- فتأتي الجَدة إلى الصديق رضي الله عنه تسأله عن ميراثها فيقول: "أما في كتاب الله فلا أجد لكِ شيئًا، وأما في السُنة فلا أعلم شيئًا"، فيقوم المغيرة بن شعبة رضي الله عنه فيقول: فرض لها النبي صلى الله عليه وسلم السدس أو أعطاها السدس، فيقول الصديق: من يشهد معك؟ فيقوم محمد بن مسلمة رضي الله عنه فيؤكد مقولة المغيرة.
- ويأتي ابن عمر رجل فيسأله عن شيء فيقول: لا أدري.
- وهذا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه (يفتي رجلًا في السوق فلما دخل الرجل في غمار الناس واختفى أثره تفطن أبو هريرة إلى خطئه فدخل في السوق فالتفت يمنة ويسرة يبحث عنه، فلما يئس من العثور عليه نادى في السوق يا أهل السوق من لكم عن أبي هريرة أنه أفتى بكذا فقد أخطأ، وها أنا ذا راجع على أسماعكم).
- فهذا هو الدين، وهذا هو الورع، وعلى هذا درج أئمة الإسلام، فالإمام ابن تيمية على جلالة قدره وعلى علو كعبه ورفعة منزلته في العلوم العقلية والنقلية كان يتوقف عما لا يعلم، ولا يفتي بغير علم.
- والإمام الذهبي توقف في عُمر سلمان الفارسي رضي الله عنه، وقال: "فمن كان عنده علم يفيدنا". وأيضًا سار على هذا أئمة الدين وعلى رأسهم أئمة المذاهب المتبوعة.
فمن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والآثار السلفية ينبغي لطالب العلم أن يأخذ منها العلم والأدب، وأن يعرف خطورة القول على الله بلا علم وأن لا يتردد أو يتحرج إذا أخطأ أن يقول: أخطأتُ، وإذا خالف الدليل أن يقول: خالفتُ الدليل، فهذا من الديانة؛ بل من أعظم القربات... ولهذا كان السلف رحمهم الله يورثون طلابهم قول: لا أدري
ملخص من كتاب: وقفات منهجية تربوية دعوية من سير الصحابة، د. عبدالعزيز محمد السدحان
أمرنا ديننا الحنيف بكل خلق جميل ونهانا عما ينافي ذلك مثل الكذب فهو خلق ذميم، وتعمد الكذب يقود إلى نشر الباطل لا سيما إذا كانت الكذبة مما يُلبس على الناس أمرراً متعلقاً بدينهم ومعتقدهم لذلك نهى الله عزوجل عنه
ونهانا الرسول صلّ الله عليه وسلم عن الكذب حتى وقت الهزل
وعن عبد الله بن مسعود ( حديث مرفوع للنبي عليه الصلاة والسلام ) قال:( لا يصلح الكذب في جد ولا في هزل ...)رواه البخاري في الأدب المفرد