استراتيجيات تساعدك لتقرأ دومًا

لقراءة المزيد، اضغط على العنوان:

  1. ارسم هدفك
  2. ابتكر أسلوب قراءتك
  3. أعلن عن انطلاقتك
  4. شارك ما تقرأ
  5. قوّم قراءتك
  6. اصعد مستمتعًا
  7. حدِّث عما تقرأ
  8. انقد ما تقرأ
  9. طبِّق ما تقرأ
  10. كرر نجاحك
  11. تبِّت سلوكك
  12. جدّد حماسك 


1. ارسم هدفك

ماذا تقرأ:
هو السؤال الأول الذي يراودك عند بدء تخطيطك للقراءة، ومنه تبدأ رحلتك القرائية التي قد تكون خصبة سهلة ممتعة أو مثيرة مليئة بالدهشة. وكلا الطريقين بما يحملان من حيرة وبحث ووصول، تبنيهما عدة عوامل بناء على تصوراتك الشخصية. وذلك هو المميز في القراءة، أنها عملية قابلة للتكوين حسب تصوراتك ورغباتك، عملية مرنة للغاية يشكلها كل شخص حسب احتياجه الشخصي منها.
كيف ذلك؟
  • طريقتك الخاصة في تعريف القراءة كعادة أو ممارسة هو ما يحدد اختياراتك منها والمواضيع التي ينبغي أن تبدأ بها أو تضمنها خطتك القرائية.
ابدأ بسؤال نفسك، عمّا يثير فضولك؟ ما هي التساؤلات التي تملأ عقلك ووقتك الآن وتريد أن تتجه بها إلى العمق والوصول؟ ما هي أولوياتك في هذه الفترة من حياتك؟
إن شكل حياتك الآن تحديدًا هي محور هام في توجيهك للقراءة الصحيحة التي تناسب مرحلتك، وتضيف لك قيمة حقيقية تبني لك تجارب تشبهك تماما فلا يكن للملل نصيب في الدخول لقراءتك أو إشعارك بأنك لست في المكان الصحيح.
إذا:
  • ابدأ من فضولك، كلما اتسع فضولك كلما اتسعت ذائقتك القرائية واخذت بك إلى العناوين الأكثر تطابقا مع خصائصك.
  • حدد أهم أولوياتك في اللحظة الحالية، أي جانب في حياتك ينمو ويكتمل بمعرفتك الواضحة به، والمعرفة تثريها القراءة في الجانب ذاته. ستحب القراءة أكثر إذا بدأت باختيار عناوين تشبه مرحلتك .
  • كل معرفة ستقودك لمعرفة أعمق وأكبر، كلما عرفت شيئا واحدا كلما كبر تعطشك للمزيد من المحتوى الذي يُكمل سابقه ويغلق جهلك، وبالتالي لن تستطيع إيقاف هذه الرحلة، ستحب حياتك أكثر، ستتعلم كيف تتعامل معها ومع نفسك وكل اهتماماتك، لوجود مرجع يقودها ويثريها ويتطور سريعا دون توقف.
  • نوّع بين من تقرأ لهم، كل كاتب يمتلك طرقا عدة خاصة لمنحك ما تريد ضمن ارتباط يحقق أهدافه وأهدافك، وبعض المواد قابلة للتغيّر والتطور وبعض منها يتفرق بين العقول ليكن دورك هو جمعه وربطه وتشكيله حسب معرفتك الخاصة.
  • دائما ستجد ما تقرأه، وتلتقي به مع ذاتك مهما تعددت أو تغيرت اهتماماتك وميولك أو تنوعت أهدافك، لذلك اختر لكل منهم ما ينسجم معه ويحفزك على المواصلة. 

 


2. ابتكر أسلوب قراءتك

لأنك في وقت لا تنحصر فيه القراءة بشكل واحد أو كيفية محددة، فإن أسلوبك الشخصي هو الفاصل، طريقتك المفضلة في استقبال المعلومات وتحليلها تحدد طريقة قراءتك. ويظل الهدف الأساسي هو كيف تقرأ بفهم تام واستمتاع، كيف تقرأ باستمتاع، مع تحقيق وصول الأفكار دون خلل أو مقاطعات. تكونت منذ وقت طويل فكرة أن القراءة مرتبطة بالهدوء ووجود محفزات التركيز والانفراد بالكتب دون أي دخيل آخر في نفس الوقت، وأن القراء أصدقاء الأضواء الخافتة والأكواب الساخنة. ومنا من يجد صلة وثيقة بين القراءة والمواسم، فتحلو القراءة في صقيع البرد ودفء الضوء ورائحة الحطب المشتعل ليلا. فصارت للقراءة هوية زمانية وماهية محددة لها جمهورها ومحبيها. ومع مرور الوقت صارَ الناس عامة يولون اهتماما بكل شيء يتسق ويتكامل مع تغيراتهم المستمرة وأسلوب حياتهم، فأوجدوا لكل إشكالية أو سلبية حلولا تمكنهم من تحقيق أكثر من هدف في وقتٍ واحد. وابتكروا أشكالا عديدة من كل شيء، وبالطبع للقراءة ونمطها نصيب. فلم تعد قاصرة على طريقة واحدة، فصرنا نلخصها صوتيا فيما يسمى (بودكاست) ونتغذى بالكتب سمعيا في أي وقت ومكان وحتى عند الانشغال بدنيًا بمهام أخرى، وأُنتجت الكتب الإلكترونية لتتلائم مع محبي التقنية. واهتمت بعض من المرافق العامة بعوامل الهدوء لتعزل القراء في جوهم الخاص من ضجيج العالم وتداخلات الأصوات.

ومع تعدد طرق وأنماط القراءة، إليك نصائح علمية مساندة لتقرأ بشكل أفضل:

  • اعرف نمطك الخاص في القراءة (مكانيا، زمانيا)
  • حدد شكل قالب المادة المفضل لك (كتب، بودكاست، ملخصات)
  • اهتم بالمحتوى (أساليبك الخاصة تكثف متعة القراءة لكنها لا تحسن من محتوى منخفض الجودة أو محتوى لا يتناسب مع حاجتك)
  • اجعلها قراءة مركزة مهما كانت أهدافك منها (دوّن فائدتك أو شاركها)
  • انتبه لحواسك! (حافظ على مستوى إضاءة لا تضر بعينيك أثناء القراءة)
  • اطلع على مراجعات الكتب التي ستقرأها.
  • نوّع في طقوسك حتى لا تصاب بالملل أو تأدية القراءة كغاية أو عملية مفروضة. 

 


3. أعلن عن انطلاقتك

مهما كانت المحفزات التي ستجعلك تستمر في قراءاتك وتجديد اختياراتك ومشاركة ما تقرأ، فإن إعلانك عن انطلاقتك هو بمثابة صوت يحرّك دافعك ويحثك على المواصلة. لأنك تقول أنا هنا وقادر على الاستمرار. بإذن الله وأتحمل مسؤولية هذا الإعلان
وهذه الخطوات ستساعدك في مرحلة انطلاقتك وما بعدها:

  • حدد أهدافك من هذه الانطلاقة، وكن واثقا مما تريده منها، ففي القراءة لن تكون مضطرا للتماشي مع أهداف لا تنتمي إليك أو لا تشعرك بجدوى ما تفعل، لذلك ستكون أهدافك أنت فقط هي ما يحفزك للانطلاقة والوصول. 
  • تعرف على المجموعات القرائية والأندية الثقافية في منطقتك وحولك أو فضاء الانترنت الواسع.
  • حدد مجموعات تنضم إليها بناء على ما يثير اهتمامك أو يعطيك قيم مضافة لما تملك.
  • كوّن مجتمعك الخاص في حال لم تناسبك الخيارات المتاحة، إنها انطلاقتك الخاصة فاصنعها كما تحب. 
  • حدد كتب بسيطة في محتواها للانطلاق من خلالها، وابدأ بخفض مستوى البساطة والولوج لما هو أعمق بالتدرج الذي يناسب وتيرتك القرائية أو سرعتك.
  • نظم وقتك واجعل للقراءة ساعات مرنة تستطيع الالتزام بها.
  • اجعل انطلاقتك سهلة ميسرة ومزودة بكل ما يجعلها مليئة بالمتعة والدهشة.
  • لا تنحصر بما تعرفه فقط، تعرف على كتب لم تقرأها من قبل أو محاور لم يسبق لك الخوض فيها، الجديد قد يجعل انطلاقتك أمتع مما خططت وأكثر فائدة مما تتوقع.
  • التزم بما يساعدك على الالتزام قدر المستطاع (أصدقاء يشاركونك الرحلة أو أنشطة تلهمك وتثريك).

قد تكون الانطلاقة سهلة حتى بعدم وجود هذا كله، لكنها تصبح ذات جدوى ومعنى عندما تستند على أهداف واضحة ونابعة من قرار ذاتي بالتغيير والخروج عن المألوف، وفي كل مرحلة منها تستطيع عيش شعورك الخاص وأجوائك المتفردة، والتجديد وكسر الجمود، وأي شيء تصنعه بمكوناتك الخاصة وأسلوبك الذي تحب سيكون قابلا للبقاء لأطول مدة أكثر من غيره، إنها انطلاقتك الخاصة فاستمتع بالتجربة ووثّق كل الفوائد التي ستجنيها فيها.


 


4. شارك ما تقرأ

قدر كبير مما نتملك اليوم في مخيلتنا، ذاكرتنا وأيامنا، وضعته في دواخلنا مشاركة من حولنا به، فإما يبقى بتأثير ممتد إلى أبعد مدى أو ينطوي مع صفحات الوقت إذا ما حلت مكانه أشياء أخرى، وهذا تحديدا هو تأثير المشاركة، فصلتنا بكل شيء مبنية عليها. ولربما حان الوقت لنُرجع الشيء بمثله ونشارك العالم والحياة ما لدينا، لنعمق إداركنا للمعرفة أكثر، ونُلهم من يبحث عنها. فالمشاركة بكل أشكالها تسهم في صناعة تأثيرين أساسيين وهما:
أنها ترسخ وتثبت ما قرأناه واستنبطناه، وتوسّع فهمنا و وعينا به أكثر، وتمنحنا القدرة على تبسيطه وتعريفه بأكثر من أسلوب، فتتنوع مفرداتنا ونتعرف على مصطلحات أخرى تكون أصح معنى وجدارة مما نعرف، ونعرف موضع كل معلومة والأسلوب الأنسب لمشاركتها ومَن يحتاجها أكثر من غيره.
والأمر الآخر، أن المشاركة تُلهم وتؤثر وتصنع لك مجتمع يشبهك في فكرك وذائقتك ويشاركك اهتماماتك و وقتك. ومن ثم تصل للمرونة في سماع أراء متنوعة ومختلفة عن موضوع أو محور واحد، وتقيس مدى قابليتك لقبول هذه الاختلافات الطبيعية وتقييمها أو قد تضيف لك ما نقص منك في قراءتك وتعطيك أكثر مما تعلمت وشاركت. تعلمك المشاركة الاتصال بأشخاص وأشياء تثري حياتك وخبراتك، وتسوّق لهويتك الشخصية تسويقا إيجابيا ذا جهد قليل ومردود وفير.
وتضيف لك مشاركة ما تقرأ، هذه المزايا وأكثر! :

  • تمضي وقتا مثريا يعود عليك بالنفع للمدى الطويل.
  • تتعرف على نفسك وتكتشف مرئياتك ودوافعك المختلفة.
  • تحقق حاجتك لبناء بذاتك واستكمال جوانب القصور فيها.
  • تقوي مهارات التعبير والكتابة والتواصل لديك.
  • تصلك بأهدافك وتمهد لك الطريق لتحقيق أحلامك.
  • ترتقي بدائرة الأشخاص حولك ومحيطك الاجتماعي.
  • الشخصية المعطاءة تتمتع بجاذبية عالية وتتلقى اهتماما خاصا.
  • تتعرف على اهتمامات جديدة تثير انتباهك.
  • تصنع أراء شخصية ورؤى متفردة عن الأشياء. 
     

5. قوّم قراءتك

هل للقراءة طريقة صحيحة وأخرى خاطئة؟
هل هناك أسلوب فعال وأسلوب غير مجدي؟
وهل هي عملية قابلة للتقويم والتطوير؟
رغم أن الكثير من القراء يصنفونها على أنها من أساليب الترويح عن النفس والمتعة، إلا أنها في النهاية مهمة معرفية تقوي معارف الإنسان وتطور مفاهيمه وتثري تجاربه وتغذي عقله. لذلك جدير به أن يمارسها بأي شكل يحقق له هذه الأهداف والمتطلبات منها. ويتعرف على طريقته المفضلة التي تناسب نمطه الخاص للقراءة بشكل صحيح والاستفادة القصوى منها.
كيف يكون ذلك؟

  • تذكر المعلومات الراسخة بعقلك، ما الذي فعلته لتبقيها في عقلك فترة أطول؟ وتلك التي لم تعد تمر عليك ما الذي ساهم في طيها وتجاهلها؟
  • اقرأ في مجالات تثريك وتنفعك وتحفزك، وقم بتقييم المواضيع التي قرأتها مسبقا، هل كان لها تأثير إيجابي أو سلبي عليك؟
  • تعرف على خلفيات وسِيَر الكتّاب الذين تقرأ لهم، واقرأ بوعي وفهم لطبيعة ونفسية الكاتب، فحياته مؤثر كبير فيما يكتب، ومالم تنطبق مبادئهم مع القيم والمبادئ الصحيحة  فسيؤثر ذلك على قيمك الشخصية.
  • اقرأ للفائدة كما تقرأ للمتعة، اقرأ لتجد جوابا أو تكتشف معرفة جديدة وليس لمجرد تمضية وقتك.
  • حدد أهداف ذاتية واضحة من القراءة، أهداف تستطيع من خلالها تقويم ذاتك، وتجعل لك مؤشرات تقيس من خلالها.
  • كن متأكدا أنك تقرأ في النهاية لأجلك، وليس لتواكب مجموعة ما أو تحقق رغبات لا تشبهك.
  • الانتقاء السليم للكتب والمواضيع، يصحح جوانب كثيرة من حياتك وقد تقوّم جانب واحد فتستقيم معه كافة حياتك، فأحسن الاختيار.
  • استبعد التصنيفات التي يصعب عليك فهمها في الوقت الحالي، واختر كتبا بتصنيفات تناسب مستوى وعيك الحالي أو مرحلتك الحالية كي لا تصاب بالاحباط.
  • اجعل تقويمك ذاتيا فأنت أعلم الناس بنفسك. 

 


6. اصعد مستمتعًا

الملل، شعور متوقع قد يراودك في أي خطة تسير من خلالها. قد تشعر بالإحباط أو عدم جدوى قراءاتك أو من تكرارك للقراءة كنشاط ذهني يمتلك حيزا من وقتك. داوم واصعد مستمتعا من مكانك الحالي وزاويتك الخاصة ورؤيتك الفريدة.
نماذج تحفزك على الصعود باستمتاع في رحلتك:

  • نوّع ما بين تصنيفات الكتب التي تقرأها.
  • وازن بين مستويات الكتب التي في متناول يديك، مثل أن تقرأ اثنين من مستويين مختلفين في نفس الفترة (كتاب خفيف يناسب المستوى المبتدئ من القراءة وآخر من العيار الثقيل).
  • تدرّج في صعودك من كتب بسيطة إلى كتب أعمق منها.
  • تواصل مع كتابك المفضلين، اسألهم عما يثير فضولك، وتحاور معهم في اهتماماتكم المشتركة.
  • لا حدود للمعرفة، أو شكل واحد، خذها أينما وُجدت واستفد منها.
  • واصل قراءاتك ونجاحاتك وصحح أخطائك.
  • اعرف مستوى قراءتك الحالي وعزز منه حتى تصل للمستوى الأعلى.
  • اجعل لك أدوات بسيطة محفزة في كل فترة، تحثك على المواصلة.
  • صاحب القراء، استلهم من تجاربهم وتعرف على ذائقتهم.
  • حدد جدولة قرائية مرنة تلتزم بها.
    إن الصعود مهمة حيوية مستمرة ومتدرجة، لا تصل معها إلى نقطة محددة ينتهي معها كل شيء، بل الممتع أنها كذلك تتغير وتتجدد معك من حيث ما كنت تستطيع أن تكمل وتواصل.

 


7.  حدِّث عما تقرأ

 لكل المرات التي شعرت بها بعدم قدرتك على الخوض في حديث إيجابي وسط مجتمع ما، أو استطعت فتح حوار يوسع الافاق ويجذب الاهتمام ممن حولك ويثريك ويثريهم. للمرات التي شعرت بحاجة ماسة لاثبات حججك أو استنادك لأدلة وبراهين علمية موثوقة وقواعد ثابتة، لكل ذلك، تحدّث بما تقرأ!  القراءة ستكون بمثابة لسانك في مختلف الحالات، ومنقذك في أغلبها، ومساندك في التحاور بمنطق وعقلانية وهدوء. فتحدث بما تقرأ لا تخبئ وتحجب علمك الذي قد يكون فيه إثبات لقيمك ومبادئك وهويتك. 

وللحديث مشوق وذا مردود نافع ننصحك بالآتي: 

  • تعلم متى وأين تتحدث، فالموضع الصحيح يعطي انطباعا رائعا عن خلفيتك القرائية ويكون دقيقا في تحقيق أهداف الحوار أو النقاش.
  • احرص على عدم التعصب لآرائك أو محصولك الثقافي ما أمكن.
  • كن ملما بما تتحدث به إلماما يكفيك لأن تتحدث بثقة وطلاقة.
  • كن مرنا ومنفتحا للآراء المختلفة، مالم تكن مصادمة لمسلماتك الدينية أو الأخلاقية، وتوقع ردود الأفعال المخالفة لك.
  • كن مرنا لتغيّر بعض الأمور القابلة للأخذ وعدمه من المعلومات والمعارف التي حصلت عليها.
  • تحدث عما تقرأ لدى مَن يهمه الأمر ويتفاعل معه أكثر من غيره.
  • طوّر أسلوبك في الحديث، تعلم متى تبدأ وأين تقف.
  • تفاعل في الأحاديث التي تشمل خلفيتك ومعلوماتك، وكن منفتحا على ما لا تتقن من المهارت.
  • نوع في حديثك حسب المكان والزمان والأشخاص. 

حديثك عما تقرأ يصبح مع الوقت مدخل للتعرف عليك ويجعلك قالبًا موثوقًا لتلك المعارف. لذلك كن دقيقا فيما تقرأ وتتحدث به، وواثقا بأهميته وصحته وتأثيره العام، لتصبح مرجعا مهما فيه، فمعظم مشاعرنا بأهمية ما نتحدث به ومسؤوليتنا تجاهه تنطلق من خلال حديثنا بما يقع على عاتقنا مما نهلناه طيلة الوقت من صفحات الكتب، وكيف نقدمه للآخرين واضحا مقبولا ومفهوما. وقد تصبح بحديثك مصححا لبعض المعلومات التي يشاع فهمها بشكل خاطئ أو تفسر بشكل محدود ودليلا لمعرفتها بالشكل الصحيح. 

 


8. انقد ما تقرأ

لأنك كُرّمت بعقلٍ خلّاب، سيستمر معك طيلة حياتك، فإنك تستحق أن تغذيه بقناعات صحيحة ترجع إليك بقرارات وأحداث إيجابية، وتمنع عنك الحشو السلبي الذي يجعلك فارغا من رؤية خاصة تمثلك وتؤثر في حياتك وأوضاعك المتغيرة. إن تقييمك لما تقرأ وتستقبل بوعي عملية حساسة للغاية، فالإنسان كائن هش متغيّر سريع التأثر، مالم تكن له وجهات نظره الخاصة وقناعاته الراسخة المبنية على أسس ثابتة، وهنا يأتي دور المرونة في كبح صرامة الإنسان بالتمسك بما لديه وغلق عقله عما لدى الآخرين إن كان مالديه ليس مبنيًا على قواعد صحيحة، ودور الموازنة فيما هو صحيح وما ليس بذلك. انقد ما تقرأ إن لم يوافق مبادئك ، نقد يحتوي الشقين: السلبي والإيجابي. فالنقد البناء هو ما يشير ويعزز للإيجابيات ويدل على السلبيات في المواضيع المقروءة والطرح. النقد عملية جيدة لتمكين الإنسان من التعرف على ذاته وأفكاره وميوله والجوانب الناضجة فيه والبارزة، وتحفيز عقله على التفكير بموضوعية وقدرته على التقييم السليم للأفكار التي يقرأها فلا يترك نفسه مسلمة لكل ما تقرأ أو معرضة إعراضا تاما. 
هل تتفق مع فكرة أو تختلف معها بحسب معتقداتك، وتجاربك العامة ؟

كن مبدعا حتى في نقدك وركز على مهاراتك الخاصة فيه.

 


9. طبِّق ما تقرأ

لقراءة أكثر انتفاعا وتأثيرا، طبّق ما تقرأ.
إليك خطوات تساعدك على تحقيق أهدافك من القراءة وتطبيق ما قرأت:

  • اقرأ في المجالات التي تود النمو والتطور بها، لتساعدك على تطبيق قراءتك.
  • لخص ما تقرأ بأسلوبك، لتثبيت فهمك وتركيز المعلومة في ذهنك ونمط حياتك.
  • استفسر عما يشكل عليك فهمه لتطبيقه بشكل صحيح.
  • تعرّف على شخصيات ذات اهتمام بما تقرأ للاستلهام من كيفية تطبيقهم لما قرأوا.
  • وزّع مفاهيمك التي استنبطتها على أولوياتك ونظام حياتك المعتاد.
  • جرّب قياس تطبيقك وقم بعمل تقييم ذاتي لنفسك.
  • تعرف على تأثير المواضيع التي ألممت بها على حياتك.

ما الفائدة التي ستحصل عليها عند تطبيقك لما تقرأ؟

  • تركيزك أكثر على الجانب العملي من المعرفة، فمعرفة دون تجربة تسبب خمول معلوماتي هائل.
  • الاستيعاب بشكل أوسع.
  • رفع وعيك ورصيد تجاربك في الحياة.
  • ثبات المعرفة وسهولة نقلها للآخرين.
  • تصبح مصدر إلهام رائع لمن حولك.

 


10. كرر نجاحك

النجاح، غاية محفوفة بالتحديات، ومواصلته لا يعني أن كل شيء سيظل قائما مثلما كان، لكن الأهم هو معناه بالنسبة لك وتحديدك لمؤشر خاص بك تقيس من خلاله نجاحك، وألا يكون مبني على نجاحات الآخرين من وجهة نظرهم التي قد لا تتناسب معك. 
ولتكراره بداية تحتاج للإجابة على هذه الأسئلة:

  • ما هي أول عقبة واجهتك عند انطلاقتك؟ 
  • هل لاحظت وجود مشاكل أو تداخلات أخلت بخططك القرائية؟
  • هل كنت مستمتعا ومتحمسا لإكمال ما بدأت؟
  • ما هو سر النجاح أو التكرار برغم العوائق؟ 

بعد أن تجيب عليها تأكد أنه في كل مرة ستتطور وتتحسن تجربتك القرائية أيا كان ما مررت به، بدءً من طريقتك في اختيار ما تقرأ وأسلوبك وتجربتك في البحث عن المواضيع والتعرف على المؤلفين وانتقائهم، وتكوين بيئتك المناسبة للقراءة والمجتمعات المعرفية التي انضممت إليها وحتى الأسلوب الذي تفضل فيه استخلاص قراءتك ومشاركتها من حولك. وتيسيرك لكل شيء يجعلك تقبل على الاطلاع والقراءة بشغف. 

إنك لن تعي مدى تقدمك في هذا كله مالم تحث نفسك على المواصلة وتكرار نجاحك. التكرار الواعي الذي يتضمن إعادة تعريفك للقراءة وإعادة اكتشافك لميولك القرائية واهتماماتك السابقة والجديد الذي صار يلفت انتباهك أكثر مع تقدمك في القراءة والتوسع في محاولة الوصول لأجوبة التساؤلات التي تراودك في كل مرة تتعلم فيها شيئا جديدا.

دوّن الإيجابيات والسلبيات بالنسبة لك وأهم المحفزات التي ساعدتك على الاستمرار، وقيّم قدراتك لتحدد مستوى القراءة الذي أنت عليه الآن (مبتدئ، متوسط، متقدم) وما هي المجالات والمحاور التي تفضلها أكثر من غيرها أو التي تخطط للخوض بها واستكشافها، تساعدك هذه الطريقة على تقييم تجربتك قبل أن تقرر التكرار، لتكررها بحب وهمة. وللحفاظ على مستوى حماس متوازن، لا تسمح بأن يصيبك الملل من الاندفاع الملزم والصارم للمداومة على ما بدأت به.


11. ثبِّت سلوكك

 بعد فترة غزيرة من التجربة تصل إلى حد تعرف فيه نفسك وسلوكك معرفة حقيقية، تكون متأكدا فيها من كل ما يناسبك من أجواء ومحفزات لتواصل في خطتك القرائية، عند وصولك لهذه المرحلة افخر بنفسك وثبت سلوكك.

  • كيف أثبت سلوكي؟
    استعن بالله ثم بالمحفزات لضمان الاستمرارية.
    حدد السلوكيات الإيجابية التي تود تثبيتها والسلوكيات التي تدفعك للإنتاجية والإنجاز.


  • هل بإمكاني تبديل سلوكياتي وإدخال سلوكيات جديدة؟
    إن المرونة وفهم طبيعة النفس واحتياجاتها وما يناسبها من سلوكيات، عامل مهم في ضمان التثبيت والمداومة، لذلك يمكنك التعامل بسلالة مع سلوكياتك للحفاظ على نشاطك القرائي.

  • كيف أعرف أني في الطريق الصحيح؟
    على الأغلب بأن السلوك الذي سيمنحك شعورا إيجابيا ومختلفا سيجر خلفه انطباعا واضحا بأنك في الطريق الصحيح بل وسيفتح لك المجال لسلوكيات أخرى اكثر جمالا و وقعا عليك لتثبت سلوكك.
  • كيف أكافئ ذاتي بهذا الإنجاز؟
    كن ملهما لمن حولك وشاركهم توثيقك لإنجازك، فلربما تسهم في تكوين مجتمع قرائي فخور بسلوكه ومداوم عليه، ولتكن هذه مكافأتك، احظى ببعض الأدوات الجديدة المساعدة على القراءة (كتب، فواصل، أكواب وغيرها..)
  •  

12. جدّد حماسك

 الحماس وقود المتعة والديمومة، الحماس هو أول محفز للقيام بشيء ما، ودافعه هو التجدد، فكيف تجدد حماسك وتحافظ عليه؟ وتلتزم بخطة قرائية مرنة ودائمة؟ 

  • وسع دائرة معارفك من القراء والكتاب. 
  • تعرف على دوافعك الداخلية ومحفزاتك للمواصلة. 
  • جدد مجموعاتك القرائية وطور طرق التواصل معهم وآليات النقاش. 
  • اقرأ في مجالات غير التي اعتدت عليها، والمجالات التي تدعم تنقلات حياتك ونموك وتجددك. 
  • غيّر من طريقتك المعتادة في القراءة (طقوس، أماكن، أوقات) 
  • تواصل مع كتابك المفضلين وناقشهم في الاهتمامات المشتركة فيما بينكم، كل نقاش يفتح افاقك ويدفعك للقراءة أكثر في كتب أخرى جديدة. 
  • زر مكتبات لم تزرها من قبل، وتعرف على تصنيفات الكتب المتاحة فيها. 
  • حوّل معرفتك لفن، اتقنها، طبقها، تأملها. 
  • أعد تعريفك لمفهوم القراءة بالنسبة لك.
  • أضف المتعة على قراءاتك، ناقش عقول جديدة في كتب سابقة، أو كتب قادمة تخطط لقراءتها.
  • تعرف على وجهات نظر القراء عمّا قرأت وتابع مراجعاتهم.
  • كن منفتحا على الجديد من العلوم المتجددة. 
آخر تعديل: الإثنين 09 سبتمبر 2019