العلمانيون والقرآن الكريم
المشاهدات 
2509
التقييمات 
0
عن الكتاب

جعل الله لهذا العقل حدوداً لا يمكن أن تتجاوز عالم الشهادة وزوده بأدوات تمكنه من سلوك الطريق الذي يفضي به إلى الحق، عندما ينتهي العقل إلى الشك والعدمية فإنه يصبح وحشاً جامحاً لا يمكن أن يقف في طريق أهوائه شيء. وكان يفترض أن تكون التجربة الغربية درساً وعبرة لنا نحن المسلمين ؛ لأن ديننا في الوقت الذي مجد فيه العقل وأكد على دوره في عالم الشهادة وعالم المحسوسات، بين لنا ما لا يمكن للعقل أن يخوض فيه أو يقتحمه من عوالم الغيبيات. هذه التاريخية سلك إليها الخطاب العلماني مسالك يستأنس بها المسلمين، فاستخدم مفاهيم إسلامية مفرغة من مضامينها الحقيقية، ومجردة من ضوابطها الأساسية. فأصبح المرجع والحاكم في الحياة هو الإنسان والواقع، أما القرآن فهو مجرد غطاء للتبرير، عليه أن يبارك الواقع. ويرى الكاتب أن البحوث الأكاديمية الفلسفية في أقسام الدراسات الإسلامية تولي اهتماماً لدراسة التراث أكثر من اهتمامها بدراسة الواقع المعاصر، وقد ترتب على ذلك أن تركت الساحة للخطاب العلماني يسد الثغرة، ويملأ الفراغ، وكان لذلك انعكاسات خطيرة على الفكر والعلم والواقع.

لا يوجد آراء
لا يوجد مناقشات
المدينة دار التوزيع الهواتف الموقع الإلكتروني حساب التوتير