المذاهب الفلسفية الإلحادية الروحية وتطبيقاتها المعاصرة

الأوراد/ الورد الأول (١١ - ٢١)

هذا ملخص يتضمن أهم النقاط الرئيسية والأفكار المهمة؛ لذا هو لا يغني عن الكتاب، صممناه لكم بشكل مريح يساعد على ترتيب المعلومة وفهمها





 

  • بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    نتحدث اليوم بإذن الله عن الجزء المتقرر في تعريف المذاهب وبيان حقيقتها وشيئًا عن نشأتها كمذاهب حديثة من وجه، و قديمة من وجوه، بين يديكم الكتاب وبين يديكم العرض التوضيحي, سأعطي وقفات يسيرة لعلها تساعد في فهم هذا الموضوع . 

    أولها: ماهي الفلسفة؟
    عندما نقول فلسفية ونسمع كثيرًا لفظ الفلسفة اليوم أتمنى أن نعرف حقيقتها بعيدًا عن التعريفات اللغوية والاصطلاحية، أقول الفلسفة بعموم كما أراها هي نظرة شاملة للكون والوجود والإنسان، والعلاقة بينها بعيدًا عن نور الوحي، بعيدًا عن الرسالات،  وبعيدًا عن الكتب السماوية، وإنما بمصادر معرفة مختلفة.
    هذا تعريف يسير وسريع ليس تعريفًا علميًا بقدر ما هو واقع هذه الفلسفة؛ لذلك تفتن كثيرين من الناس إذ تُعطيهم إجابات على الأسئلة الكبرى:
    من أنا؟ من أوجدني ؟ لماذا وُجدت؟ كيف هي بدايتي؟ إلى إين المصير؟ 
    بالتأكيد لا تعطيهم إجابات صحيحة؛ لأنها لم  تعتمد على مصادر صحيحة في الأصل وهي تجيب عن جزء كبير غيبي لا يمكن معرفته إلا من خلال الكتب السماوية، لكن هذا باب واسع على كل حال فالفلسفة شرحها يطول نطلق عليه نظرية  المعرفة، الذي يهمنا في مدارستنا لهذا الكتاب في موضوع الفلسفة أن هذه المذاهب بتطبيقاتها المعاصرة وأديانها الحديثة وأدبياتها فلسفية الطابع، فيها هذا المنطق وهذا الشمول وهذه الرؤية؛ لذلك يفتتن بها كثيرون اليوم، فالشبه الموجهة للكتاب والسنة كمصادر للمعرفة الصحيحة كثيرة جدًا كما تعرفون، وقد صرفت فئام من الناس إلى مصادر المعرفة الباطنية، العرفان الداخلي أو إلى تراث المعرفة الداخلية كما يقال، ومن ثمَّ هي تصرفهم حقيقةً إلى الفلسفة، فهذا ما نقصده بقولنا فلسفية، ونريد كلما مرت علينا فلسفاتها المختلفة تذكرنا هذا

    الوقفة الثانية:
    مع الروحانيات؛ فكلمة الروح تعني بالنسبة لنا الإيمان وهي من صميم ديننا  واهتمامنا، تعني بالنسبة لنا ما يتعلق بالجزء الإيماني منا، ربما ديننا كله موجه للارتقاء بالروح والبدن مع بعضهم البعض وتطهيرهما، لكن لفظة الروحانية  يجب أن  نفهمها في السياق الغربي الذي جاءت منه هذه المذاهب، وهو لا يدل على هذا الذي نتحدث عنه، وإنما يدل على كل ما هو غيب ونشعر بأثره؛ لذلك لو حاولنا أن نعدد ما هي الغيبيات التي نشعر حقيقةً بأثرها؛ سنجد أنه يشمل لديهم ما نسميه في سياقنا الإله، عالم الجن، عالم الملائكة، عالم الروح، بل حتى يجمعون معه أحيانًا الجراثيم وما لا يُرى، الغيب النسبي بما نسميه وغيرها، هذه كلها يجمعونها مع بعضها البعض في أدبياتهم، ويسمونها الطاقة الحيوية أو الطاقة الغامضة أو الطاقة  الكونية، ويقسمونها إلى طاقة إيجابية وطاقة سلبية، وعليها تطبيقات كثيرة جدًا، لعل كثير منكم وصله شيء منها ولا يعرف حقائقها.

    لا بد من الانتباه إذن للمصطلحات والسياقات جيدًا، فالغفلة هي التي مررت مثل هذه العقائد  والمذاهب تحت هذه المصطلحات المجملة المشتبهة، والجهل بعالم الغيب وحقائقه من المصادر الصحيحة، مرر قناعات كثيرة بدعاوى هذه الطاقات، ومن ثمَّ تسللت هذه المذاهب وإن كانت - كما ذكرت كثيرًا وأكرر -  تتسلل تدريجيًا، يعني ليس كل من أخذ تطبيق من هذه التطبيقات يمكن أن نقول بأنه وقع في  العقائد الخطيرة من الإلحاد ووحدة الوجود وغير ذلك، ولكن في حقيقة الأمر هو وضع قدمه على أقل تقدير في الطريق الخطأ، والله سبحانه وتعالى يقول: {وأن  هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}.

    روحانيات هي تؤمن بغيوب ولكن من غير المصدر الحق، تؤمن بشيء ما يؤثر على النفس الإنسانية, لكن لا تسميه عالم جن ولا عالم ملائكة ولا تعرف خصائصه كما أخبرنا بها الكتاب والسنة، وإنما تسميهم طاقات إيجابية طاقات سلبية، تؤمن بشيء وراء هذا الكون قوي قادر لكن لا تسميه الله سبحانه وتعالى ولا تعطيه أسماءه وصفاته التي لا يمكن أن يوصل إليها بالعقل أو بالعرفان الداخلي أو الحدس وغير ذلك، وإنما لا يتوصل إليها إلا بالوحي المعصوم،  فهي تسميه قوة عظمى، طاقة، عقل كلي، وعي... وخلافه من هذه المسميات، هذه هي الروحانيات التي ينبغي ألا تفتنا الكلمة ونظن أن الروحانيات شيء جميل وننساق وراءها، فالجهل والغفلة بالسياقات والمصطلحات هو الذي مرر كثير من القناعات للأسف  لدى كثيرين من الناس اليوم بدعاوى هذه الطاقات، ومن ثمَّ تسللت إليهم أفكار خطيره عقديًّا دون أن يشعروا.

    الوقفة الثالثة والأخيرة:
    عن العقائد البديلة التي تروجها وتمررها هذه المذاهب بتدرج وبتخفي من غير مصادمة للعقائد السماوية بعموم، والعقيدة الصحيحة (الإسلام الباقية على أصلها) بخصوص. يمكن أن نقسمها إلى قسمين:
         ١- عقيدة تأليه الطبيعة.
         ٢- عقيدة تأليه الإنسان.
    وكلاهما صور لوحدة الوجود متنوعة.
    تأليه الطبيعة: الزعم بأن هناك طاقة كونية أو قوة عظمى أو وعي  كامل أو عقل كبير أو شيء من هذا القبيل وراء المادة، وأنه هو كل شيء، وأن كل ما نراه إنما هو انعكاسات لهذا فقط.
    تأليه الطبيعة لها تطبيقات كثيرة وليست هي الحقيقة الوافدة بشكل كبير لدينا، وإن كانت بدأت تظهر على الساحة تقديس مظاهر الطبيعة المختلفة وتقديرها باعتبار أنها كلها دلالات وانطباعات وتشكّلات للعظيم أو القوة وراءها، ومن ذلك ما يظهر اليوم في قضية الماء والاهتمام بالماء ليس لأن الماء عنصر حيوي لا، طاقة الماء وذبذبات الماء وأيونات الماء التي تعطيك سعادة، وتعطيك حكمة، وتعطيك مالًا، وترزقك أولادًا؛ لذلك يهتمون بوضع نافورة الماء في مكان ما ، أو يتأملون بجوار نهر ما, وهكذا؛  لتحصيل هذه الخصائص في هذا المظهر من مظاهر الطبيعة الذي ينطبعُ فيه كل صفات ما وراءه, التي هي القوة العظمى التي يؤمنون بها، وكذلك هناك بعض الدورات وبعض الوصفات اليوم للقمر، وطاقة الأنوثة في القمر، وماذا يعطيك القمر وهكذا... وخصائص المعادن المختلفة باعتبار أن كلها من هذه  الأرض ومن هذا الكون التي انطبعت فيه خصائص الكلي الواحد تعالى الله سبحانه وتعالى، من سياقهم هكذا لن نقول : الله. وإنما نقول الكلي الواحد؛ لأن العقيدة فاسدة من أصلها إلى منتهياتها وهي كلها من سياقاتهم.
    العقيدة الثانية: تأليه الإنسان وهذه التي انتشرت بقوة في بدايات نشر المذاهب الفلسفية هذه مع دورات البرمجة اللغوية العصبية والهندسة النفسية، والتي مفادها أن الإنسان بإمكانه أن يترقى؛ لكي يصبح هو القوة العظمى التي وراء هذا الكون، هناك  قوة عظمى لكن بإمكان هذا الإنسان أن يترقى من  ناسوت إلى لاهوت، كما تفسرها النصرانية مثلًا أو بتعبيرات النصارى، بإمكانه أن يترقى من إنسان صاحب قوى متناغمة يسيرة إلى قوة عظمى مطلقة، وتقدم له رسائل كثيرة وتطبيقات كثيرة لكيفية الترقي هذه وكيفية التطوير، أولها  الشعور بالقوة والشعور بالاستغناء، يجب أن يردد أنا قادر، أنا قوي، يجب أن يستحضر قوته وأؤكد أن هذه الأمور تشتبه أحيانًا بالتربية وأنت قوي، الإسلام والنبي عليه الصلاة والسلام قال: "المؤمن القوي خير وأحب عند الله من المؤمن الضعيف " لا تشتبه عليك هذه الأمور  هذه من سياق وهذه من سياق آخر تمامًا.
    هذا  من سياق المؤمن القوي بالله سبحانه وتعالى، وهذا من سياق الإنسان  المستغني عن كل شيء، والمعتمد على نفسه، والذي يستطيع أن يترقى؛ لكي يقول للأشياء كن فتكون - والعياذ بالله -.
    الإنسان المتأله! الإنسان المستعلي! الإنسان الكافر الملحد بأوصافنا الشرعية.
    معهد إيسالن بكاليفورنيا:
    لو أعطيت لمحه يسيرة عن النشأة:
    هو الذي عمل بقوة على تسهيل نشر هذه  العقائد بقوالب لا تصادم العقيدة الصحيحة لذلك لا تظهر,  أكثر من 15 عام لهذه الدورات ولم يكتشف كثير من الناس ما فيها من سوء مع اعتراف كثير منهم بشيء من الضلالات فيها، لكنهم لا يعرفون كثيرًا من حقيقتها؛ لأنها تخفت بقصد وبدراسة وتصميم، وبطريقة ذكية جدًا في التسويق وفي اختيار الطقوس والتطبيقات وغيرها، بحيث لا تظهر مصادمة للعقائد الدينية الصحيحة وبالتالي يتبناها كثير من الناس دون اعتراض أو دون وعي إلى حقيقة ما يفعلون أو يمارسون.

    تعليق على الورد الأول

    بصوت الكاتبة

    41
    8
    00:00
    تحميل

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نتحدث اليوم بإذن الله عن الجزء المتقرر في تعريف المذاهب وبيان حقيقتها وشيئًا عن نشأتها كمذاهب حديثة من وجه، و قديمة من وجوه، بين يديكم الكتاب وبين يديكم العرض التوضيحي, سأعطي وقفات يسيرة لعلها تساعد في فهم هذا الموضوع . 


أولها: ماهي الفلسفة؟
عندما نقول فلسفية ونسمع كثيرًا لفظ الفلسفة اليوم أتمنى أن نعرف حقيقتها بعيدًا عن التعريفات اللغوية والاصطلاحية، أقول الفلسفة بعموم كما أراها هي نظرة شاملة للكون والوجود والإنسان، والعلاقة بينها بعيدًا عن نور الوحي، بعيدًا عن الرسالات،  وبعيدًا عن الكتب السماوية، وإنما بمصادر معرفة مختلفة.
هذا تعريف يسير وسريع ليس تعريفًا علميًا بقدر ما هو واقع هذه الفلسفة؛ لذلك تفتن كثيرين من الناس إذ تُعطيهم إجابات على الأسئلة الكبرى:
من أنا؟ من أوجدني ؟ لماذا وُجدت؟ كيف هي بدايتي؟ إلى إين المصير؟ 
بالتأكيد لا تعطيهم إجابات صحيحة؛ لأنها لم  تعتمد على مصادر صحيحة في الأصل وهي تجيب عن جزء كبير غيبي لا يمكن معرفته إلا من خلال الكتب السماوية، لكن هذا باب واسع على كل حال فالفلسفة شرحها يطول نطلق عليه نظرية  المعرفة، الذي يهمنا في مدارستنا لهذا الكتاب في موضوع الفلسفة أن هذه المذاهب بتطبيقاتها المعاصرة وأديانها الحديثة وأدبياتها فلسفية الطابع، فيها هذا المنطق وهذا الشمول وهذه الرؤية؛ لذلك يفتتن بها كثيرون اليوم، فالشبه الموجهة للكتاب والسنة كمصادر للمعرفة الصحيحة كثيرة جدًا كما تعرفون، وقد صرفت فئام من الناس إلى مصادر المعرفة الباطنية، العرفان الداخلي أو إلى تراث المعرفة الداخلية كما يقال، ومن ثمَّ هي تصرفهم حقيقةً إلى الفلسفة، فهذا ما نقصده بقولنا فلسفية، ونريد كلما مرت علينا فلسفاتها المختلفة تذكرنا هذا


الوقفة الثانية:
مع الروحانيات؛ فكلمة الروح تعني بالنسبة لنا الإيمان وهي من صميم ديننا  واهتمامنا، تعني بالنسبة لنا ما يتعلق بالجزء الإيماني منا، ربما ديننا كله موجه للارتقاء بالروح والبدن مع بعضهم البعض وتطهيرهما، لكن لفظة الروحانية  يجب أن  نفهمها في السياق الغربي الذي جاءت منه هذه المذاهب، وهو لا يدل على هذا الذي نتحدث عنه، وإنما يدل على كل ما هو غيب ونشعر بأثره؛ لذلك لو حاولنا أن نعدد ما هي الغيبيات التي نشعر حقيقةً بأثرها؛ سنجد أنه يشمل لديهم ما نسميه في سياقنا الإله، عالم الجن، عالم الملائكة، عالم الروح، بل حتى يجمعون معه أحيانًا الجراثيم وما لا يُرى، الغيب النسبي بما نسميه وغيرها، هذه كلها يجمعونها مع بعضها البعض في أدبياتهم، ويسمونها الطاقة الحيوية أو الطاقة الغامضة أو الطاقة  الكونية، ويقسمونها إلى طاقة إيجابية وطاقة سلبية، وعليها تطبيقات كثيرة جدًا، لعل كثير منكم وصله شيء منها ولا يعرف حقائقها.


لا بد من الانتباه إذن للمصطلحات والسياقات جيدًا، فالغفلة هي التي مررت مثل هذه العقائد  والمذاهب تحت هذه المصطلحات المجملة المشتبهة، والجهل بعالم الغيب وحقائقه من المصادر الصحيحة، مرر قناعات كثيرة بدعاوى هذه الطاقات، ومن ثمَّ تسللت هذه المذاهب وإن كانت - كما ذكرت كثيرًا وأكرر -  تتسلل تدريجيًا، يعني ليس كل من أخذ تطبيق من هذه التطبيقات يمكن أن نقول بأنه وقع في  العقائد الخطيرة من الإلحاد ووحدة الوجود وغير ذلك، ولكن في حقيقة الأمر هو وضع قدمه على أقل تقدير في الطريق الخطأ، والله سبحانه وتعالى يقول: {وأن  هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}.


روحانيات هي تؤمن بغيوب ولكن من غير المصدر الحق، تؤمن بشيء ما يؤثر على النفس الإنسانية, لكن لا تسميه عالم جن ولا عالم ملائكة ولا تعرف خصائصه كما أخبرنا بها الكتاب والسنة، وإنما تسميهم طاقات إيجابية طاقات سلبية، تؤمن بشيء وراء هذا الكون قوي قادر لكن لا تسميه الله سبحانه وتعالى ولا تعطيه أسماءه وصفاته التي لا يمكن أن يوصل إليها بالعقل أو بالعرفان الداخلي أو الحدس وغير ذلك، وإنما لا يتوصل إليها إلا بالوحي المعصوم،  فهي تسميه قوة عظمى، طاقة، عقل كلي، وعي... وخلافه من هذه المسميات، هذه هي الروحانيات التي ينبغي ألا تفتنا الكلمة ونظن أن الروحانيات شيء جميل وننساق وراءها، فالجهل والغفلة بالسياقات والمصطلحات هو الذي مرر كثير من القناعات للأسف  لدى كثيرين من الناس اليوم بدعاوى هذه الطاقات، ومن ثمَّ تسللت إليهم أفكار خطيره عقديًّا دون أن يشعروا.


الوقفة الثالثة والأخيرة:
عن العقائد البديلة التي تروجها وتمررها هذه المذاهب بتدرج وبتخفي من غير مصادمة للعقائد السماوية بعموم، والعقيدة الصحيحة (الإسلام الباقية على أصلها) بخصوص. يمكن أن نقسمها إلى قسمين:
     ١- عقيدة تأليه الطبيعة.
     ٢- عقيدة تأليه الإنسان.
وكلاهما صور لوحدة الوجود متنوعة.
تأليه الطبيعة: الزعم بأن هناك طاقة كونية أو قوة عظمى أو وعي  كامل أو عقل كبير أو شيء من هذا القبيل وراء المادة، وأنه هو كل شيء، وأن كل ما نراه إنما هو انعكاسات لهذا فقط.
تأليه الطبيعة لها تطبيقات كثيرة وليست هي الحقيقة الوافدة بشكل كبير لدينا، وإن كانت بدأت تظهر على الساحة تقديس مظاهر الطبيعة المختلفة وتقديرها باعتبار أنها كلها دلالات وانطباعات وتشكّلات للعظيم أو القوة وراءها، ومن ذلك ما يظهر اليوم في قضية الماء والاهتمام بالماء ليس لأن الماء عنصر حيوي لا، طاقة الماء وذبذبات الماء وأيونات الماء التي تعطيك سعادة، وتعطيك حكمة، وتعطيك مالًا، وترزقك أولادًا؛ لذلك يهتمون بوضع نافورة الماء في مكان ما ، أو يتأملون بجوار نهر ما, وهكذا؛  لتحصيل هذه الخصائص في هذا المظهر من مظاهر الطبيعة الذي ينطبعُ فيه كل صفات ما وراءه, التي هي القوة العظمى التي يؤمنون بها، وكذلك هناك بعض الدورات وبعض الوصفات اليوم للقمر، وطاقة الأنوثة في القمر، وماذا يعطيك القمر وهكذا... وخصائص المعادن المختلفة باعتبار أن كلها من هذه  الأرض ومن هذا الكون التي انطبعت فيه خصائص الكلي الواحد تعالى الله سبحانه وتعالى، من سياقهم هكذا لن نقول : الله. وإنما نقول الكلي الواحد؛ لأن العقيدة فاسدة من أصلها إلى منتهياتها وهي كلها من سياقاتهم.
العقيدة الثانية: تأليه الإنسان وهذه التي انتشرت بقوة في بدايات نشر المذاهب الفلسفية هذه مع دورات البرمجة اللغوية العصبية والهندسة النفسية، والتي مفادها أن الإنسان بإمكانه أن يترقى؛ لكي يصبح هو القوة العظمى التي وراء هذا الكون، هناك  قوة عظمى لكن بإمكان هذا الإنسان أن يترقى من  ناسوت إلى لاهوت، كما تفسرها النصرانية مثلًا أو بتعبيرات النصارى، بإمكانه أن يترقى من إنسان صاحب قوى متناغمة يسيرة إلى قوة عظمى مطلقة، وتقدم له رسائل كثيرة وتطبيقات كثيرة لكيفية الترقي هذه وكيفية التطوير، أولها  الشعور بالقوة والشعور بالاستغناء، يجب أن يردد أنا قادر، أنا قوي، يجب أن يستحضر قوته وأؤكد أن هذه الأمور تشتبه أحيانًا بالتربية وأنت قوي، الإسلام والنبي عليه الصلاة والسلام قال: "المؤمن القوي خير وأحب عند الله من المؤمن الضعيف " لا تشتبه عليك هذه الأمور  هذه من سياق وهذه من سياق آخر تمامًا.
هذا  من سياق المؤمن القوي بالله سبحانه وتعالى، وهذا من سياق الإنسان  المستغني عن كل شيء، والمعتمد على نفسه، والذي يستطيع أن يترقى؛ لكي يقول للأشياء كن فتكون - والعياذ بالله -.
الإنسان المتأله! الإنسان المستعلي! الإنسان الكافر الملحد بأوصافنا الشرعية.
معهد إيسالن بكاليفورنيا:
لو أعطيت لمحه يسيرة عن النشأة:
هو الذي عمل بقوة على تسهيل نشر هذه  العقائد بقوالب لا تصادم العقيدة الصحيحة لذلك لا تظهر,  أكثر من 15 عام لهذه الدورات ولم يكتشف كثير من الناس ما فيها من سوء مع اعتراف كثير منهم بشيء من الضلالات فيها، لكنهم لا يعرفون كثيرًا من حقيقتها؛ لأنها تخفت بقصد وبدراسة وتصميم، وبطريقة ذكية جدًا في التسويق وفي اختيار الطقوس والتطبيقات وغيرها، بحيث لا تظهر مصادمة للعقائد الدينية الصحيحة وبالتالي يتبناها كثير من الناس دون اعتراض أو دون وعي إلى حقيقة ما يفعلون أو يمارسون.

اتجاه أدبي وفلسفي بحث في ظواهر العالم بطريقة عقلية وليست حدسية صوفية، ويمزج العقل بالعاطفة، ويبتدع أساليب أدبية تجمع بين المختلف والمؤتلف من الأخيلة الفكرية والظواهر الطبيعية.

 

[ الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة - الندوة العالمية للشباب الإسلامي ]

رياضة طاوية كهنوتية صينية، تتكون من سلسلة من الحركات الدائرية، وتشبه الرقص، ويفضلون أن تمارس في الهواء الطلق، وهي طقوس رياضية لكهنة الطاويين، ترجع جذورها إلى القرن الحادي عشر، وتنسب إلى المفكر الطاوي "شانج سان"، حيث يقال إنه خرج يبحث عن طريقة لتطوير الروح بعيدًا عن خوض المعاناة والقسوة، فشاهد أفعى تروغ من غراب مكوّنة شكلًا دائريًّا، فصارت هذه الحركة أساسًا لرياضة القبضة التي تسعى إلى امتلاك الإنسان نفسه والسيطرة عليها، ثم تطورت تلك الرياضة، وصارت طقوسًا يمارسها رهبان الديانة الطاوية في معابدهم، لكنها انتشرت بعد ذلك خارج المعابد بزعم أن لها فوائد صحية وعلاجية، وتقوم فلسفة هذه الرياضة، كما يقول "لي جوان"، أحد الأساتذة الصينيين المتخصصين فيها على الصبر والتدبير والقدرة على التأقلم والتغير، وإعادة التوازن لطاقة الحياة المعروفة "تشي" بهدف سيطرة الإنسان على حالته الذهنية والوجدانية.

 

نقلاً عن موقع د. فوز كردي -حفظها الله-.

ديانة منشقة عن الهندوسية، ظهرت في القرن السادس قبل الميلاد على يدي مؤسسها (مهاويرا) وما تزال إلى يومنا هذا، وهي مبنية على أساس الخوف من تكرار المولد، داعية إلى التحرر من كل قيود الحياة والعيش بعيدًا عن الشعور بالقيم؛ كالعيب والإِثم والخير والشر، وهي تقوم على رياضيات بدنية رهيبة، وتأملات نفسية عميقة؛ بغية إخماد شعلة الحياة في نفوس معتنقيها.

 

 [ الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة - الندوة العالمية للشباب الإسلامي ]

لا يوجد مناقشات

«الأساليب اليوم لصرف الأمة عن تراثها العظيم(الوحي) باطنية المنهج لاتدعوهم إلى تركه وهجره ولكنها تصرفهم عنه وهو بين أيديهم، إما بإشغالهم عنه أو تهميش دوره في الحياة ليصبح كلمات أدبية أو تراتيل مقدسة، أو بليّ نصوصه ، لتخدم معاني باطلة.، أو بتأخيره عن مكان الهادي والمرشد لمرتبة التابع والمؤيد فتفقد الأمة بذلك هويتها وتضل عن مقومات هداها وعزها ونصرها وتميزها.» ص6
إن التطبيقات المتنوعة للفلسفات الشرقية والممارسات لطقوسها غزو فكري جديد تلون في صورة تناسب العصر بشكل دورات تدريبية وتطبيقات حياتية ، رياضية واستشفائية ، يظنها الناظر لأول وهلة ، علوما مستحدثة ، واكتشافات علمية ، ونظريات تربوية نفسية ، وأدوات عصرية محايدة تعين على مواجهة مشكلات العصر ، وتجاوز مخلفات الحضارة المادية التي نغصت الحياة اليومية ولوثت البيئة ونشرت أنواعا من الأمراض البدنية والنفسية ،وهي في حقيقتها غير هذا الظاهر ، إنها منهج حياة كامل على غير هدي محمد عليه السلام مما جعلها بالغة الخطر لاشتباهها على الناس بظاهر يعدهم بالسعادة والصحة .
حتى يخرجهم من أخص معاني العبودية التي هي غاية ما خلقوا له .
إن الجذور الفلسفية لهذه المذاهب التي تُمارس عملياً في الدورات التدريبية المنتشرة في العالم اليوم شرقه وغربه ، هي جذور قديمة ضاربة في عمق التاريخ ، مستمدة من الوثنيات والفلسفات الملحدة منذ القدم ، فهي تعرض بأشكال ومصطلحات ولغات جديدة الظاهر ، قديمة المضمون .

د. فوز الكردي ، كتاب المذاهب الفلسفية الإلحادية الروحية وتطبيقاتها المعاصرة : ص16
تحت مصطلح "الطب البديل" اختلط الحابل بالنابل في العصرالحديث ، فجعل الاستشفاء بالأعشاب والحميات الغذائية،مما مجاله العقل والتجريب غالبا، مع الاستشفاء بالقرآن و الرقى الشرعية مما هو حق ثابت، إلى جانب الاستشفاء بخواص أسماء الله وصفاته بطريقة بدعية، مع الاستشفاء بالأحجار والألوان ورياضات البوذيين والهندوس وفلسفات الطاويين وغيرها مما هو باطل أو شرك. ص13
الحقيقة أن نهايات هذه التطبيقات خطيرة جدا، فهي تجتث الإيمان بالألوهية من قلوب ممارسيها شيئا فشيئا بالمبالغة بتعظيم الإنسان وقواه الخفية، وإلغاء اخص معاني العبودية من تحقق القلب بالافتقار لله واللجوء إليه ودعائه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " المخالفة تجر إلى البدعة أولا، وإلى الكفر ثانيا"
وهذه المذاهب حديثة من وجه وقديمة من وجوه، فهي قديمة مستقاة من الوثنيات التي ظهرت على امتداد التاريخ في شتى بقاع الأرض، ومن المذاهب الفلسفية والإلحادية القديمة. وهي حديثة من حيث تطبيقاتها المتنوعة في عصرنا الحديث.
فهذه الروحانيات حقيقتها فتنة من الله وإمداد للمشركين في غيهم، وقد تكون إعانة من الشياطين لما في بعضها من السحر والطلسمات وتنكب الحق
  • ابو صلاح
    ابو صلاح

    كيف نجمع بين تفسيرك للالحاد الروحاني (ضرب في صفات الله....)وبين الديانات السماوية التي دخلها الانحراف وقلتي انها عقيدة صحيحة بمعنى اخر لازم الكلام في تفسير الالحاد الروحاني يجعلنا نقول عن عقيدة النصارى الحاد روحاني لانهم ينكرون بعض صفات الله

    0
    • د.فوز بنت عبد اللطيف كردي
      د.فوز بنت عبد اللطيف كردي

      عذرا لم افهم السؤال يبدو أن هناك لبس لدى السائل الكريم في فهم الالحاد الروحاني .. لعل مطالعة البحث الخاص بالإلحاد الروحاني يوفر لكم مادة توضح المفاهيم المختلطة
      https://alfowz.com

      0
    • أظهر المزيد من الردود
  • منيرة حامد الغامدي
    منيرة حامد الغامدي

    الإلحاد نتفق على أنه عدم الإيمان بوجود إله أو خالق لهذا الكون لكن الإيمان بوجود طاقات جاذبة أو غيرها من الترهات وعدم الإيمان بوجود إله لا يعبر عن مفهوم الإلحاد الحقيقي، والذي ينسف أي شيء له علاقة بالغيبيات خصوصاً، وأن أغلب العلماء الملحدين يؤمنون بالقوانين العلمية المثبتة لا الفرضيات والغيبيات التي لا أساس علمي لها.
    هل من أسس علمية تبين تلك النظريات؟

    0
    • د.فوز بنت عبد اللطيف كردي
      د.فوز بنت عبد اللطيف كردي

      الإلحاد الذي عرفتيه هو إلحاد الإنكار المادي وهو النوع الأشهر، لكن هناك الإلحاد الروحاني الذي شرحته في المقطع، بدأ ينتشر أكثر من الإلحاد الإنكاري. هذا الاقتباس يوضحه: ليس الإلحاد إنكار وجود الله فقط، وإنما يتعدى ذلك لإنكار وجوده الحقيقي، أو إنكار صفاته العلية، أو بعضها.

      0
    • أظهر المزيد من الردود