المذاهب الفلسفية الإلحادية الروحية وتطبيقاتها المعاصرة

الأوراد/ الورد الثالث (٣٩ - ٤٩)

هذا ملخص يتضمن أهم النقاط الرئيسية والأفكار المهمة؛ لذا هو لا يغني عن الكتاب، صممناه لكم بشكل مريح يساعد على ترتيب المعلومة وفهمها

  • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    المبحث الثالث هو عبارة عن طرق نشرالفكر وأبرز برامجه التطبيقية:

    كما ذكرت من قبل حركة العصر الجديد (new age movement) والتي تكونت في الغرب النصراني كانت طريقة نشرها في العالم أجمع هي نشر هذه التطبيقات أو هذا الفكر من خلال عدد من التطبيقات التي تلبس ثوبًا دينيًا، أو ثوبًا علميًا، أو قالبًا فلسفيًّا، أو قالبًا استشفائيًّا، وهكذا، بحيث تظهر عامة. والديني هو الوحيد الذي لا يظهر عامًّا، وهذا له أهله الخاصين، وقد ظهر الآن في العالم من حولنا وبالخصوص في بلادنا ما يسمى بـ: (التدريب الروحاني)، وهذا ما أقصده بالقالب الديني. على كل حال، لا تزال هذه البرامج والدورات تأخذ منحى من التطوير والزيادة في كل يوم؛ لذلك تجدها تتشكل، فتظن أنك تعرف -على سبيل المثال- ما يسمى بـ (البرمجة اللغوية العصبية)، ثمَّ تجد أن مفرداتها تغيرت وتحولت، وزادوا وغيّروا وأضافوا وبدلوا بحسب ما يظهر لهم؛ حتى تكون أوسع انتشارًا، وحتى تكون أدق في إيصال الناس إلى الأهداف التي يريدونها، مما يجعلون له مظلة عامة؛ تسمى بالصحة، أو السعادة، أو السلام، وغير ذلك. أبرز عناوين برامج حركة العصر الجديد، أو الفكر الباطني بصفة عامة سأستعرضها بشكل يسير: أولها: دورات أو برامج الطاقة: المقصود بها ليس كلمة الطاقة بمعنى (energy) الطاقة العلمية التي نعرفها في الفيزياء، أو التي نعرفها كمعنى مجازي بمعنى طاقة روحية، ولكن المقصود هو طاقة فلسفية، والمقصود هو قصة البداية، أو ما يسمى عند الشرقيين بـ (الكِي)، أو (الطاو)، أو (البرانا)، أو (المانا)، وغيرها . يدرب المتدربون في برامج الطاقة هذه على عدد من الممارسات باعتبار أن لهم جهاز طاقة في جسدهم، يبدأ بشاكرات ومسارات مختلفة، وأن عليهم أن ينمُّوا هذا الجهاز، ويجعلوا الطاقة تسير بشكل جيد في أجسادهم، وأن هذا يحفظ لهم صحتهم، ويحفظ لهم روحانيتهم، بل ويحفظ لهم بعد ذلك وصولهم إلى الخلاص، وإلى النرفانا، وإلى ما ينشدونه من الحياة الممتدة كما يقال، أو ما يسمى في سياقنا الديني بالجزاء وبالمآل في الآخرة.

    التطبيق الثاني:
    هو التنفس التحولي أو العميق - أو بالأصح كاسم فلسفي- التنفس التجاوزي أو الارتقائي : يقصد به أن تتخذ هذا التنفس وسيلة للارتقاء من جسد عادي، أو من روح عادية، أو حتى من متطلبات التنفس العادية من أكسجين وهواء، إلى تنفس الطاقة والاتحاد بمصدرها. هذا الأصل في هذا البرنامج يبدأ بالتطبيقات العادية للتنفس العميق، التي يمكن أن يمارسها كل واحد منا، ولكن الفرق الكبير والمهم أنها تصبح بعد ذلك ليست تطبيقًا علاجيًا، ولا حالة استثنائية لمن يريد أن يصحح شيئًا ما في صحته، أو في نَفَسِه، أو يريد أن يتجاوز ألمًـا ما كتطبيق طبي، وإنما تصبح جزءًا من الحياة هدفه ليس إصلاح الصحة - كما قلت - وإنما هدفه الدخول في تجربة روحية؛ لأن ممارسة التنفس العميق بهذا الشكل لفترات محددة، أو فترات رتيبة، أو فترات منتظمة يؤدي إلى تلاعب بالوعي - إن صح التعبير- ودخول في حالات من اللاوعي، أو الغشية التي يزعمون من خلالها أنها توصل إلى مراحل التجربة الروحية. هي مراحل قد يصل الإنسان فيها إلى حالات من التخيلات لأشياء معينة، أو قد تأتيه وساوس، أو حتى قد يكون عرضة فيها للتعامل مع الشياطين، أو قد تملي عليه الشياطين أشياء وهو لا يدري. حقائق ما الذي يجري في هذه المرحلة تحديدًا لا نستطيع الجزم بها، ولكن يمكن أن نستأنس كثيرًا بقول الإمام الذهبي وهو يتحدث عن الذين يدخلون في هذه الرياضات؛ رياضات الجوع والسهر والتنفس وغيرها، يقول: (فدخل الشيطان فيهم وخرج وهم يظنون أنهم خُوطبوا أو ارتقوا)، أو بهذا المعنى. هذا بالنسبة للتنفس العميق له تطبيقات وإجراءات وأهداف محددة أجملتها في هذا، وتجدون لها تفصيلاً فيما بين يديكم في الكتاب، وتفصيلاً أكثر في كتاب د. هيفاء الرشيد: (تطبيقات الاستشفاء الشرقية وأحكامها العقدية)؛ وهو كتاب قيِّم يشرح كل تطبيق من هذه التطبيقات بأصوله الفلسفية، وبطرائق تقديمه، وبألفاظه، ومصطلحاته، ويحكم عليه الحكم الشرعي، والحكم الطبي الصحيح في هذا الباب. أعتقد أنه لا يستغني عنه قارئ مهتم بهذه الجزئيات تحديدًا، أما بالإجمال فيكفيك مثل هذا التلخيص.

    التطبيق الثَّالث:
    هو التأمل الارتقائي أو التجاوزي (Transcendental Meditation): وهذا منتشر الآن إما في جلسات استرخاء على أنها جلسات عادية، أو منتشر في جلسات يسمونها: جلسات السلام، وهو حقيقة تطبيق مهاريشي في الديانة الهندوسية المتحورة في الغرب؛ وهي الديانة المهاريشية، وهي تمارين روحية من أصول البوذية والهندوسية؛ تهدف للترقي للسمو، ليس لها أهداف صحية مباشرة، وإنما أهداف روحية حقيقية، يزعمون أن من يصل إلى قمة الهدف في التأمل الارتقائي يرتقي تمامًا عن الناسوت إلى اللاهوت، ويصبح قادرًا على أن يقول للأشياء احدثي؛ فتحدث، قادرًا على الجذب والتأثير بالكون بطريقة كبيرة جدًا، وهذا التطبيق من أخطر التطبيقات التي بدأت تنتشر بشكل عام في المجتمع كأنها فقط تمارين استرخاء، وهي حقيقة خطوة من خطوات الشيطان في طريقة الباطنية - كما ذكرنا سابقًا - متدرِّجة ومزاحِمة لا مواجِهة حتى تأخذهم؛ ليصبح تطبيقًا عاديًا في حياتهم يزداد ويزداد، وكل إنسان يستفيد من شيء يحاول أن يستزيد منه أكثر، فيحاول أن يدخل ويتعرف على الدورات والبرامج وغيرها؛ ليستفيد أكثر من هذا الذي منحنه إياه التأمل، حتى يترقى في مستوياته المختلفة إلى هذا الخبث والعياذ بالله، أو هذا الإلحاد الصريح.

    التطبيق الرَّابع:
    الفينغ شوي: هو أحد كذلك هذه البرامج، قالبه هندسي؛ لتنظيمات البيت وترتيباته الداخلية، لكن الفرق الواضح والمهم أن هذا الترتيب ليس للأشياء الفيزيائية، ليس لكي تدخل الشمس، وليس لكي يكون في المكان سعة بالمعنى الفيزيائي الذي نفهمه، وإنما لكي تجلب لك السعد، وتُذهب عنك النحس، وتستقطب لبيتك الطاقة التي إن تدفقت فيه لن تكون هناك مشاكل، وهكذا، كلها أشياء روحانية وأسرار وخصائص، ليست من الأمور الفيزيائية العادية. يتضمن الفينغ شوي استخدام كثير من المجسمات ذات الأسرار الروحانية المختلفة، ولم يكن هذا واضحًا في الفينغ شوي المقدم في بلادنا - على سبيل المثال - باعتبار أن أحكام التماثيل (بطة وضفدع ...) معروفة عندنا، نعرف أن ذات الأروح تطرد الملائكة، فلا أحد يضع تماثيل، فكانوا يستعيضون عن ذلك فقط بالأشكال الهندسية، بالألوان، بالمرايا، بوضع الأماكن في الاتجاهات المختلفة، أما الآن للأسف مع فشو هذا بدأت تدخل حتى خصائص الأشكال المحددة، وجه الأسد أو البطة في الحديقة أو في غرفة كذا، أو في غرفة كذا.. هذه تعطي كذا أو تمنع كذا.
    من المهم التأكيد أنه يُعطى بمنهج باطني فستضمن إذن بعض التعاليم العلمية، أو بعض الأشياء الشرعية، أو بعض المصطلحات؛ كمصطلح البركة على سبيل المثال، أو يزعم بعضهم أنا نحن ننظم البيت بحيث يكون نومك باتجاه القبلة، أو لا تكون الحمامات على القبلة، أو غير ذلك مما نعلم أحكامه في الدين وفي الفقه، وهي مختلفة عن هذا التنطع الذي يحاولون أن يلبسوا به الفينغ شوي لباسًا شرعيًا . التطبيق الخامس: دورات التنفس التحولي العميق: لا التنفس العميق الذي نفهمه أحيانًا ونمارسه كثيرًا؛ لنستنشق أكبر قدر من الأكسجين، لا سيما إذا احتاج الإنسان إلى ازدياد ضربات القلب، أو شعر بالتوتر أحيانًا. التطبيق الذي يروجون له تحت هذا العنوان؛ تطبيق بمسمى: (التنفس التحولي أو العميق) له إجراءات معينة تحولية من فتحتي الأنف المختلفة، وعميق لا يقصدون به إدخال الأكسجين إلى الرئتين، بل هو إدخال (الهو) كما يزعمون، أو الطاقةالكونية، أو البرانا إلى داخل شاكرات الجسم ومساراته المختلفة، وأن هذا التطبيق سيمنح أصحابه الوصول إلى حالة من النشوة أو حالة من الغشية، فقد يحصل إغماءة بسيطة أو حالة من الغياب عن الوعي تسمى بحالات (النرفانا) التي يعدون فيها بالوصول إلى تجربة روحية جديدة، يزعم للأسف بعض مروجيها أنها ستوصلك إلى الخشوع العميق الذي كان يصل إليه الصالحين في امتداد التاريخ والقصص التي تُروى عنهم، يدربون على هذا أحيانًا تحت عنوان دورات إنعاش العقل، وأن هذا يمكن أن يزيد من حافظتك ومن ذاكرتك، فيلحقونه ببعض دورات تحفيظ القرآن، وتعتمده بعض الدور أو بعض المدربين، وهذا للأسف مما يسرب هذه الفلسفات الوثنية الهندوسية تحت ستار دورات تحفيظ القرآن وحفظ القرآن بالبرمجة، بالتنفس، بالتأمل، بإنعاش العقل وغير ذلك. وهي في حقيقتها تطبيق هندوسي مهاريشي معروف ومعتمد في الديانة المهاريشية. بل أنه يعتبر كماركة مسجلة باسمهم -إن صح التعبير- مع دورات التأمل الارتقائي والتأمل التجاوزي، أحياناً تُقدَّم هذه الفلسفة تحت عنوان عام (دورات الطاقة)، وأحيانا تحت عنوان دورات الريكي أو العلاج بالريكي. الطاقة المقصودة - كما ذكرت سابقًا - ليست هي الطاقة الفيزيائية أبدًا، بل هي الفلسفة الشرقية المسماة (كي) أو (تشي) أو (برانا)، الموصلة لما يسمى بـ(الطاو) أو (المانا) في الفلسفة الشرقية. وتسمى تدليسًا في الحركات الجديدة الغربية التي تروجها: طاقة قوة الحياة، أو الطاقة الكونية، أو طاقة الشفاء، يتدرب المتدربون فيها على جلسات خاصة، جلسات تأمل يدفّقون فيها - كما يزعمون - الطاقة الكونية من خلال شاكرات ومواضع يزعمون أنها تدخل الطاقة الكونية في داخل الجسم، وتمنحه الصحة والسعادة والحكمة والقدرات الخارقة وغير ذلك، وتقوده إلى التناغم بين قوتي (الين) و(اليانغ) المعروفة بالفلسفة الشرقية.
    يُشرح أحيانًا في هذه الدورات المؤثرات الغيبية، وأثر الطاقة على الإنسان، وأهمية الأجساد السبعة وخصائصها، والجسم الأثيري، والهالة، والأورا، وما يتبع ذلك مما يمكن أن يقود أصحاب هذا التدريب إلى أن يصبحوا رجال طاقة أو ماستر تقوى لديهم الحاسة السادسة والقدرات الخارقة، وقد يستطيعون أن يتصرفوا تصرفات خارقة جدًا، يستطيع أن يسافر أحدهم خارج الجسد، يستطيعون أن يبصروا أشياء أبعد، وأن يتحكموا أو تنطلق قواهم الخفية أو عقولهم الباطنة أو اللاواعية باختلاف التسميات؛ لتحصيل أشياء أكثر بكثير وأبعد بكثير من قدرات الإنسان العادية. أحيانًا تقدم باسم (الريكي)، وأحيانًا باسم (التشي كونغ)، (التاي شي)، (الشياتسو)، أسماء كثيرة لهذه التطبيقات أو تطبيقات الطاقة المختلفة التي يزعم أصحابها أنها تقدم الشفاء والتخلص من الأمراض، وأنها تقدم طريقًا للحياة السعيدة ولتحقيق السلام ولتحقيق الإيجابية للناس. يجلسون من أجلها جلسات يسمونها جلسات سلام وجلسات إطلاق نية، بعد أن تمتلئ أجسادهم بالطاقة ويصبحون قادرين على أن يطلقوا شيئًا من هذه الطاقات إلى الكون؛ لكي يعم فيها السلام ويعم الحب، وفيها خيالات كثيرة كاستحضار الكرة الأرضية ومسحة سلام وحب عليها حتى تخلو من الحروب وغير ذلك من الأمور التي قد لا تخلو من ظاهر يبدو عند بعض الناس جذابًا، وحقيقة داخله فلسفات شرقية بل تطبيقات خارجة عن كل عقل ودين. التطبيق السادس: الفينغ شوي : ومن تطبيقات الطاقة كذلك المنتشرة بشكل دورات، أو بشكل وصفات ديكور، أو وصفات لتصميم المنازل ما يسمى بـ (الفينغ شوي) الذي يقدم أحيانًا مع برامج الماكروبيوتك، ويقدم أحيانًا بشكل مستقل على أنه برامج لتصميم البيوت وديكوراتها، ولكن ليس لمجرد الجمال أو الذوق ولكنه لجلب الصحة و العافية عن طريق مراعاة قوانين وأسرار معينة للأشكال الهندسية، ولبعض المجسمات ولبعض الأماكن؛ حتى يسمح كما يزعمون لطاقة (التشي) بالتجول بالمكان، وبالتالي تسمح أو تمنح سكان المكان الصحة والسكينة والسلام وتبعد عنهم الأمراض والشقاق والخلافات وغير ذلك. من الأسرار التي يؤكدون عليها في تطبيقات الفينغ شوي أو ما يسمى تصميم البيوت بطريقة الطاقة أو حسب معادلات أو أسرار الطاقة الوهمية: الاهتمام بالأجراس الخفيفة، مراعاة الأشكال الهندسية، تقسيم البيت إلى مربعات معينة هذا خاص بالثروة وهذا خاص بالحب وهذا خاص بكذا وكذا، ثم يهتمّون بما يوضع هنا وما يوضع هناك، ولهم في هذا عجائب وغرائب يتعجب منها العقل السليم، إن وضعت على سبيل المثال زوج بط خشبي في البيت فأنتِ كمتزوجة ضامنة ألا يتزوج عليك زوجك بأخرى، أنتِ كفتاة عزباء اقتني بعض أزهار الفاوانيا وضعيها في غرفتك؛ تجلب لك حظ الزوج الذي تريدين. بعض الوصفات كهذه التي يقولون إنها روحية أو أسرار فلسفية؛ هي حقيقة تطبيق الديانات الوثنية الشرقية . التطبيق السابع: الماكروبيوتيك: أحد أشهر تطبيقات هذه الفلسفة الباطنية وهو بظاهره كأنه تطبيق صحة أو تطبيق حياتي عام، هو يشمل كثيرًا من المفاهيم الصحية بعضها صحيحة، وبعضها مأخوذة من دين البوذية؛ كتحريم كل أنواع اللحوم حتى المأخوذة من أي شي فيه روح كالألبان والعسل وغيرها. وبعض تعاليم النصرانية، والأهم إدخال الفلسفة الباطنية في الوسط بأن الغذاء ليس هدفه جسدك، وليس هدفه صحتك البدنية، وإنما هدفه ترقيك الروحي، وهدفه أن يوصلك إلى حالات من اللاوعي في التفكير في أمور آخرى أهم من أمور هذه الحياة المادية؛ لذلك يهتم بالتقليل من الماء، والتركيز على الشعير فقط؛ حتى يدخلوا في نفس الحالات التي يدخل فيها من يمتنع عن الطعام وعن الشراب فترات طويلة. هي ليست فقط غذاء في الحقيقة وإنما لها جوانب كثيرة علاجية، ولها جوانب بعضها صحيح وكثير منها مدّعى، لها جوانب في الحياة بصفة عامة فتطبيقات الماكروبيوتك تشمل التنفس، وتشمل التأمل، وتشمل (الفونج شوي)، وتشمل كثيرًا من التطبيقات السابقة. من أهم روادها من العالم العربي مريم نور الشهيرة التي قدمته بشكل تغذوي في البداية، وبشكل فلسفي واضح وفاضح في النهاية. التطبيق الثامن: الجرافولوجي: هو تطبيق تبنته حركة العصر الجديد، وليس من أصل إنشائها، يأتي أحد ينتقدك ويقول: كل شيء تقول عنه باطنية أو عالمية أو حركة العصر الجديد !! هذا موجود منذ القدم فحركة العصر الجديد لم تنتج أشياء جديدة كليًا في أكثر الأشياء، وإنما تبنت من العقائد الماضية التي في الديانات وفي العقائد الوثنية وفي الخرافات وغيرها كل مايخدم فكرتها في:
    ١- إضعاف عقل الإنسان، فيقبل الخرافة ومن ثم يقبل أي إدعاءات أخرى.
    ٢- إضعاف عقل الإنسان حقيقة بدخوله في مراحل وعي مختلفة تضعف التفكير وتضعف الأعصاب حقيقة، وتضعف قدرة الإنسان بعد ذلك على التميز.
    ٣- إدخالها كثير من التطبيقات التي هي مختصة بالكهانة وإدعاءات علم الغيب وغيرها، مما يخدم فكرة أنك ينبغي أن تتجاوز حدود إنسانيتك وحدود قدراتك البشرية المحدودة إلى قدرات لا محدودة.

    تطبيق الجرافولوجي يعد ضمن تطبيقات تحليل الشخصيات، وتحليل الشخصيات كما تحدثنا في بعض المحاضرات في قضية الشمالي والجنوبي وغيرها، قضية كل التطبيقات القادمة من تحليل الشخصيات مشكِلة ولا يزال عليها كثير من علامات الاستفهام، ولا يزال فيها جوانب كثيرة غامضة هي محل دراسة كثير من المختصين بفضل الله سبحانه وتعالى في هذه الفترة، كذلك هي تتفاوت فلا نهتم كثيرًا بالإنكار على موضوع بوصلة الشخصية لاعتبارات شُبه علمية أو قيامها على دراسات في بعض الجوانب، وكما قلت للموضوع تفصيل. أما في موضوع الجرافولوجي فهو يعتمد اعتمادًا واضحًا وصريحًا على خصائص الحروف والمنتج الذي يُعطى كثير منه ادعاء لعلم الغيب حقيقة؛ إما الغيب الماضي أو الغيب الحاضر أو الغيب المستقبل، فيوقِع في إشكالات حقيقية مع الإيمان بالغيب بضوابطه وبأحكامه المعروفة ويفتح بوابات للكهانة والعرافة ليس لها مدى . التطبيق التاسع: البرمجة اللغوية العصبية : وهي حقيقة من أخف التطبيقات من وجه ومن أخطرها من وجوه؛ لأنها مليئة ببعض التطبيقات الإدارية والنفسية الصحيحة لكنها تخلط معها غيرها. وهنا سؤال مهم: هل نأخذ منها الأشياء الصحيحة؟ حقيقة كل الأشياء الصحيحة الموجودة في البرمجة اللغوية العصبية موجودة في برامج وفي كتب وفي تخصصات مستقلة تمامًا عن هذه اللوثة الباطنية في البرمجة اللغوية العصبية، موجودة في أقسام علم الإدارة وعلم النفس بعيدة عنها، ستقرأ في الكتاب أصول البرمجة اللغوية العصبية الذي يهمنا الآن أن خطورتها تكمن في أنها باطنية إذ تسرب كثيرًا من المفاهيم، وتجعلها جزءًا أساسيًا في حياة الإنسان المسلم. لو تلاحظ الساحة حولنا خفوت النهي عن المنكر أجزم أنه أثر من أثار فشو البرمجة اللغوية العصبية هذه الخمسة عشر عام الماضية؛ لأنها تركز بشكل قوي وخفي ومتدرج على أن الناس وراء كل أعمالهم نية إيجابية تحت دعاوى السلام وفهم المخالف والتعايش مع الآخرين وعدم الضغط عليهم، وشيئًا ما من الحرية وغير ذلك، مما يعطي منهجًا مخالفًا عن منهج الإسلام. الإسلام يدعو إلى النهي عن المنكر ولكن بآداب وطرائق لا تؤدي إلى تكفير ولا إلى حرب ولا عراك، بل إلى إحقاق الحق بأجواء من العلم ومن النصح ومن الأخذ باليد إلى خير الدنيا والآخرة، حقيقة يشوهون هذه الأمور بطرائقهم الخفية في تطبيقاتهم وفي برامجهم حتى تسري وتتأكد عند الناس وتصبح نموذج حياة. تدرِّب وتهتم كثيرًا البرمجة اللغوية العصبية على قضية اللاوعي، وإحداث التغير الإيجابي في النفس وغيرها، وهذه ستوقع في نفس الحالة التي تقود إليها كل تطبيقات حركة العصر الجديد الباطنية التي هي حالة من التلاعب بالوعي.

    تعليق على الورد الثالث

    بصوت الكاتبة

    17
    142
    00:00
    تحميل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المبحث الثالث هو عبارة عن طرق نشرالفكر وأبرز برامجه التطبيقية:


كما ذكرت من قبل حركة العصر الجديد (new age movement) والتي تكونت في الغرب النصراني كانت طريقة نشرها في العالم أجمع هي نشر هذه التطبيقات أو هذا الفكر من خلال عدد من التطبيقات التي تلبس ثوبًا دينيًا، أو ثوبًا علميًا، أو قالبًا فلسفيًّا، أو قالبًا استشفائيًّا، وهكذا، بحيث تظهر عامة. والديني هو الوحيد الذي لا يظهر عامًّا، وهذا له أهله الخاصين، وقد ظهر الآن في العالم من حولنا وبالخصوص في بلادنا ما يسمى بـ: (التدريب الروحاني)، وهذا ما أقصده بالقالب الديني. على كل حال، لا تزال هذه البرامج والدورات تأخذ منحى من التطوير والزيادة في كل يوم؛ لذلك تجدها تتشكل، فتظن أنك تعرف -على سبيل المثال- ما يسمى بـ (البرمجة اللغوية العصبية)، ثمَّ تجد أن مفرداتها تغيرت وتحولت، وزادوا وغيّروا وأضافوا وبدلوا بحسب ما يظهر لهم؛ حتى تكون أوسع انتشارًا، وحتى تكون أدق في إيصال الناس إلى الأهداف التي يريدونها، مما يجعلون له مظلة عامة؛ تسمى بالصحة، أو السعادة، أو السلام، وغير ذلك. أبرز عناوين برامج حركة العصر الجديد، أو الفكر الباطني بصفة عامة سأستعرضها بشكل يسير: أولها: دورات أو برامج الطاقة: المقصود بها ليس كلمة الطاقة بمعنى (energy) الطاقة العلمية التي نعرفها في الفيزياء، أو التي نعرفها كمعنى مجازي بمعنى طاقة روحية، ولكن المقصود هو طاقة فلسفية، والمقصود هو قصة البداية، أو ما يسمى عند الشرقيين بـ (الكِي)، أو (الطاو)، أو (البرانا)، أو (المانا)، وغيرها . يدرب المتدربون في برامج الطاقة هذه على عدد من الممارسات باعتبار أن لهم جهاز طاقة في جسدهم، يبدأ بشاكرات ومسارات مختلفة، وأن عليهم أن ينمُّوا هذا الجهاز، ويجعلوا الطاقة تسير بشكل جيد في أجسادهم، وأن هذا يحفظ لهم صحتهم، ويحفظ لهم روحانيتهم، بل ويحفظ لهم بعد ذلك وصولهم إلى الخلاص، وإلى النرفانا، وإلى ما ينشدونه من الحياة الممتدة كما يقال، أو ما يسمى في سياقنا الديني بالجزاء وبالمآل في الآخرة.


التطبيق الثاني:
هو التنفس التحولي أو العميق - أو بالأصح كاسم فلسفي- التنفس التجاوزي أو الارتقائي : يقصد به أن تتخذ هذا التنفس وسيلة للارتقاء من جسد عادي، أو من روح عادية، أو حتى من متطلبات التنفس العادية من أكسجين وهواء، إلى تنفس الطاقة والاتحاد بمصدرها. هذا الأصل في هذا البرنامج يبدأ بالتطبيقات العادية للتنفس العميق، التي يمكن أن يمارسها كل واحد منا، ولكن الفرق الكبير والمهم أنها تصبح بعد ذلك ليست تطبيقًا علاجيًا، ولا حالة استثنائية لمن يريد أن يصحح شيئًا ما في صحته، أو في نَفَسِه، أو يريد أن يتجاوز ألمًـا ما كتطبيق طبي، وإنما تصبح جزءًا من الحياة هدفه ليس إصلاح الصحة - كما قلت - وإنما هدفه الدخول في تجربة روحية؛ لأن ممارسة التنفس العميق بهذا الشكل لفترات محددة، أو فترات رتيبة، أو فترات منتظمة يؤدي إلى تلاعب بالوعي - إن صح التعبير- ودخول في حالات من اللاوعي، أو الغشية التي يزعمون من خلالها أنها توصل إلى مراحل التجربة الروحية. هي مراحل قد يصل الإنسان فيها إلى حالات من التخيلات لأشياء معينة، أو قد تأتيه وساوس، أو حتى قد يكون عرضة فيها للتعامل مع الشياطين، أو قد تملي عليه الشياطين أشياء وهو لا يدري. حقائق ما الذي يجري في هذه المرحلة تحديدًا لا نستطيع الجزم بها، ولكن يمكن أن نستأنس كثيرًا بقول الإمام الذهبي وهو يتحدث عن الذين يدخلون في هذه الرياضات؛ رياضات الجوع والسهر والتنفس وغيرها، يقول: (فدخل الشيطان فيهم وخرج وهم يظنون أنهم خُوطبوا أو ارتقوا)، أو بهذا المعنى. هذا بالنسبة للتنفس العميق له تطبيقات وإجراءات وأهداف محددة أجملتها في هذا، وتجدون لها تفصيلاً فيما بين يديكم في الكتاب، وتفصيلاً أكثر في كتاب د. هيفاء الرشيد: (تطبيقات الاستشفاء الشرقية وأحكامها العقدية)؛ وهو كتاب قيِّم يشرح كل تطبيق من هذه التطبيقات بأصوله الفلسفية، وبطرائق تقديمه، وبألفاظه، ومصطلحاته، ويحكم عليه الحكم الشرعي، والحكم الطبي الصحيح في هذا الباب. أعتقد أنه لا يستغني عنه قارئ مهتم بهذه الجزئيات تحديدًا، أما بالإجمال فيكفيك مثل هذا التلخيص.


التطبيق الثَّالث:
هو التأمل الارتقائي أو التجاوزي (Transcendental Meditation): وهذا منتشر الآن إما في جلسات استرخاء على أنها جلسات عادية، أو منتشر في جلسات يسمونها: جلسات السلام، وهو حقيقة تطبيق مهاريشي في الديانة الهندوسية المتحورة في الغرب؛ وهي الديانة المهاريشية، وهي تمارين روحية من أصول البوذية والهندوسية؛ تهدف للترقي للسمو، ليس لها أهداف صحية مباشرة، وإنما أهداف روحية حقيقية، يزعمون أن من يصل إلى قمة الهدف في التأمل الارتقائي يرتقي تمامًا عن الناسوت إلى اللاهوت، ويصبح قادرًا على أن يقول للأشياء احدثي؛ فتحدث، قادرًا على الجذب والتأثير بالكون بطريقة كبيرة جدًا، وهذا التطبيق من أخطر التطبيقات التي بدأت تنتشر بشكل عام في المجتمع كأنها فقط تمارين استرخاء، وهي حقيقة خطوة من خطوات الشيطان في طريقة الباطنية - كما ذكرنا سابقًا - متدرِّجة ومزاحِمة لا مواجِهة حتى تأخذهم؛ ليصبح تطبيقًا عاديًا في حياتهم يزداد ويزداد، وكل إنسان يستفيد من شيء يحاول أن يستزيد منه أكثر، فيحاول أن يدخل ويتعرف على الدورات والبرامج وغيرها؛ ليستفيد أكثر من هذا الذي منحنه إياه التأمل، حتى يترقى في مستوياته المختلفة إلى هذا الخبث والعياذ بالله، أو هذا الإلحاد الصريح.


التطبيق الرَّابع:
الفينغ شوي: هو أحد كذلك هذه البرامج، قالبه هندسي؛ لتنظيمات البيت وترتيباته الداخلية، لكن الفرق الواضح والمهم أن هذا الترتيب ليس للأشياء الفيزيائية، ليس لكي تدخل الشمس، وليس لكي يكون في المكان سعة بالمعنى الفيزيائي الذي نفهمه، وإنما لكي تجلب لك السعد، وتُذهب عنك النحس، وتستقطب لبيتك الطاقة التي إن تدفقت فيه لن تكون هناك مشاكل، وهكذا، كلها أشياء روحانية وأسرار وخصائص، ليست من الأمور الفيزيائية العادية. يتضمن الفينغ شوي استخدام كثير من المجسمات ذات الأسرار الروحانية المختلفة، ولم يكن هذا واضحًا في الفينغ شوي المقدم في بلادنا - على سبيل المثال - باعتبار أن أحكام التماثيل (بطة وضفدع ...) معروفة عندنا، نعرف أن ذات الأروح تطرد الملائكة، فلا أحد يضع تماثيل، فكانوا يستعيضون عن ذلك فقط بالأشكال الهندسية، بالألوان، بالمرايا، بوضع الأماكن في الاتجاهات المختلفة، أما الآن للأسف مع فشو هذا بدأت تدخل حتى خصائص الأشكال المحددة، وجه الأسد أو البطة في الحديقة أو في غرفة كذا، أو في غرفة كذا.. هذه تعطي كذا أو تمنع كذا.
من المهم التأكيد أنه يُعطى بمنهج باطني فستضمن إذن بعض التعاليم العلمية، أو بعض الأشياء الشرعية، أو بعض المصطلحات؛ كمصطلح البركة على سبيل المثال، أو يزعم بعضهم أنا نحن ننظم البيت بحيث يكون نومك باتجاه القبلة، أو لا تكون الحمامات على القبلة، أو غير ذلك مما نعلم أحكامه في الدين وفي الفقه، وهي مختلفة عن هذا التنطع الذي يحاولون أن يلبسوا به الفينغ شوي لباسًا شرعيًا . التطبيق الخامس: دورات التنفس التحولي العميق: لا التنفس العميق الذي نفهمه أحيانًا ونمارسه كثيرًا؛ لنستنشق أكبر قدر من الأكسجين، لا سيما إذا احتاج الإنسان إلى ازدياد ضربات القلب، أو شعر بالتوتر أحيانًا. التطبيق الذي يروجون له تحت هذا العنوان؛ تطبيق بمسمى: (التنفس التحولي أو العميق) له إجراءات معينة تحولية من فتحتي الأنف المختلفة، وعميق لا يقصدون به إدخال الأكسجين إلى الرئتين، بل هو إدخال (الهو) كما يزعمون، أو الطاقةالكونية، أو البرانا إلى داخل شاكرات الجسم ومساراته المختلفة، وأن هذا التطبيق سيمنح أصحابه الوصول إلى حالة من النشوة أو حالة من الغشية، فقد يحصل إغماءة بسيطة أو حالة من الغياب عن الوعي تسمى بحالات (النرفانا) التي يعدون فيها بالوصول إلى تجربة روحية جديدة، يزعم للأسف بعض مروجيها أنها ستوصلك إلى الخشوع العميق الذي كان يصل إليه الصالحين في امتداد التاريخ والقصص التي تُروى عنهم، يدربون على هذا أحيانًا تحت عنوان دورات إنعاش العقل، وأن هذا يمكن أن يزيد من حافظتك ومن ذاكرتك، فيلحقونه ببعض دورات تحفيظ القرآن، وتعتمده بعض الدور أو بعض المدربين، وهذا للأسف مما يسرب هذه الفلسفات الوثنية الهندوسية تحت ستار دورات تحفيظ القرآن وحفظ القرآن بالبرمجة، بالتنفس، بالتأمل، بإنعاش العقل وغير ذلك. وهي في حقيقتها تطبيق هندوسي مهاريشي معروف ومعتمد في الديانة المهاريشية. بل أنه يعتبر كماركة مسجلة باسمهم -إن صح التعبير- مع دورات التأمل الارتقائي والتأمل التجاوزي، أحياناً تُقدَّم هذه الفلسفة تحت عنوان عام (دورات الطاقة)، وأحيانا تحت عنوان دورات الريكي أو العلاج بالريكي. الطاقة المقصودة - كما ذكرت سابقًا - ليست هي الطاقة الفيزيائية أبدًا، بل هي الفلسفة الشرقية المسماة (كي) أو (تشي) أو (برانا)، الموصلة لما يسمى بـ(الطاو) أو (المانا) في الفلسفة الشرقية. وتسمى تدليسًا في الحركات الجديدة الغربية التي تروجها: طاقة قوة الحياة، أو الطاقة الكونية، أو طاقة الشفاء، يتدرب المتدربون فيها على جلسات خاصة، جلسات تأمل يدفّقون فيها - كما يزعمون - الطاقة الكونية من خلال شاكرات ومواضع يزعمون أنها تدخل الطاقة الكونية في داخل الجسم، وتمنحه الصحة والسعادة والحكمة والقدرات الخارقة وغير ذلك، وتقوده إلى التناغم بين قوتي (الين) و(اليانغ) المعروفة بالفلسفة الشرقية.
يُشرح أحيانًا في هذه الدورات المؤثرات الغيبية، وأثر الطاقة على الإنسان، وأهمية الأجساد السبعة وخصائصها، والجسم الأثيري، والهالة، والأورا، وما يتبع ذلك مما يمكن أن يقود أصحاب هذا التدريب إلى أن يصبحوا رجال طاقة أو ماستر تقوى لديهم الحاسة السادسة والقدرات الخارقة، وقد يستطيعون أن يتصرفوا تصرفات خارقة جدًا، يستطيع أن يسافر أحدهم خارج الجسد، يستطيعون أن يبصروا أشياء أبعد، وأن يتحكموا أو تنطلق قواهم الخفية أو عقولهم الباطنة أو اللاواعية باختلاف التسميات؛ لتحصيل أشياء أكثر بكثير وأبعد بكثير من قدرات الإنسان العادية. أحيانًا تقدم باسم (الريكي)، وأحيانًا باسم (التشي كونغ)، (التاي شي)، (الشياتسو)، أسماء كثيرة لهذه التطبيقات أو تطبيقات الطاقة المختلفة التي يزعم أصحابها أنها تقدم الشفاء والتخلص من الأمراض، وأنها تقدم طريقًا للحياة السعيدة ولتحقيق السلام ولتحقيق الإيجابية للناس. يجلسون من أجلها جلسات يسمونها جلسات سلام وجلسات إطلاق نية، بعد أن تمتلئ أجسادهم بالطاقة ويصبحون قادرين على أن يطلقوا شيئًا من هذه الطاقات إلى الكون؛ لكي يعم فيها السلام ويعم الحب، وفيها خيالات كثيرة كاستحضار الكرة الأرضية ومسحة سلام وحب عليها حتى تخلو من الحروب وغير ذلك من الأمور التي قد لا تخلو من ظاهر يبدو عند بعض الناس جذابًا، وحقيقة داخله فلسفات شرقية بل تطبيقات خارجة عن كل عقل ودين. التطبيق السادس: الفينغ شوي : ومن تطبيقات الطاقة كذلك المنتشرة بشكل دورات، أو بشكل وصفات ديكور، أو وصفات لتصميم المنازل ما يسمى بـ (الفينغ شوي) الذي يقدم أحيانًا مع برامج الماكروبيوتك، ويقدم أحيانًا بشكل مستقل على أنه برامج لتصميم البيوت وديكوراتها، ولكن ليس لمجرد الجمال أو الذوق ولكنه لجلب الصحة و العافية عن طريق مراعاة قوانين وأسرار معينة للأشكال الهندسية، ولبعض المجسمات ولبعض الأماكن؛ حتى يسمح كما يزعمون لطاقة (التشي) بالتجول بالمكان، وبالتالي تسمح أو تمنح سكان المكان الصحة والسكينة والسلام وتبعد عنهم الأمراض والشقاق والخلافات وغير ذلك. من الأسرار التي يؤكدون عليها في تطبيقات الفينغ شوي أو ما يسمى تصميم البيوت بطريقة الطاقة أو حسب معادلات أو أسرار الطاقة الوهمية: الاهتمام بالأجراس الخفيفة، مراعاة الأشكال الهندسية، تقسيم البيت إلى مربعات معينة هذا خاص بالثروة وهذا خاص بالحب وهذا خاص بكذا وكذا، ثم يهتمّون بما يوضع هنا وما يوضع هناك، ولهم في هذا عجائب وغرائب يتعجب منها العقل السليم، إن وضعت على سبيل المثال زوج بط خشبي في البيت فأنتِ كمتزوجة ضامنة ألا يتزوج عليك زوجك بأخرى، أنتِ كفتاة عزباء اقتني بعض أزهار الفاوانيا وضعيها في غرفتك؛ تجلب لك حظ الزوج الذي تريدين. بعض الوصفات كهذه التي يقولون إنها روحية أو أسرار فلسفية؛ هي حقيقة تطبيق الديانات الوثنية الشرقية . التطبيق السابع: الماكروبيوتيك: أحد أشهر تطبيقات هذه الفلسفة الباطنية وهو بظاهره كأنه تطبيق صحة أو تطبيق حياتي عام، هو يشمل كثيرًا من المفاهيم الصحية بعضها صحيحة، وبعضها مأخوذة من دين البوذية؛ كتحريم كل أنواع اللحوم حتى المأخوذة من أي شي فيه روح كالألبان والعسل وغيرها. وبعض تعاليم النصرانية، والأهم إدخال الفلسفة الباطنية في الوسط بأن الغذاء ليس هدفه جسدك، وليس هدفه صحتك البدنية، وإنما هدفه ترقيك الروحي، وهدفه أن يوصلك إلى حالات من اللاوعي في التفكير في أمور آخرى أهم من أمور هذه الحياة المادية؛ لذلك يهتم بالتقليل من الماء، والتركيز على الشعير فقط؛ حتى يدخلوا في نفس الحالات التي يدخل فيها من يمتنع عن الطعام وعن الشراب فترات طويلة. هي ليست فقط غذاء في الحقيقة وإنما لها جوانب كثيرة علاجية، ولها جوانب بعضها صحيح وكثير منها مدّعى، لها جوانب في الحياة بصفة عامة فتطبيقات الماكروبيوتك تشمل التنفس، وتشمل التأمل، وتشمل (الفونج شوي)، وتشمل كثيرًا من التطبيقات السابقة. من أهم روادها من العالم العربي مريم نور الشهيرة التي قدمته بشكل تغذوي في البداية، وبشكل فلسفي واضح وفاضح في النهاية. التطبيق الثامن: الجرافولوجي: هو تطبيق تبنته حركة العصر الجديد، وليس من أصل إنشائها، يأتي أحد ينتقدك ويقول: كل شيء تقول عنه باطنية أو عالمية أو حركة العصر الجديد !! هذا موجود منذ القدم فحركة العصر الجديد لم تنتج أشياء جديدة كليًا في أكثر الأشياء، وإنما تبنت من العقائد الماضية التي في الديانات وفي العقائد الوثنية وفي الخرافات وغيرها كل مايخدم فكرتها في:
١- إضعاف عقل الإنسان، فيقبل الخرافة ومن ثم يقبل أي إدعاءات أخرى.
٢- إضعاف عقل الإنسان حقيقة بدخوله في مراحل وعي مختلفة تضعف التفكير وتضعف الأعصاب حقيقة، وتضعف قدرة الإنسان بعد ذلك على التميز.
٣- إدخالها كثير من التطبيقات التي هي مختصة بالكهانة وإدعاءات علم الغيب وغيرها، مما يخدم فكرة أنك ينبغي أن تتجاوز حدود إنسانيتك وحدود قدراتك البشرية المحدودة إلى قدرات لا محدودة.


تطبيق الجرافولوجي يعد ضمن تطبيقات تحليل الشخصيات، وتحليل الشخصيات كما تحدثنا في بعض المحاضرات في قضية الشمالي والجنوبي وغيرها، قضية كل التطبيقات القادمة من تحليل الشخصيات مشكِلة ولا يزال عليها كثير من علامات الاستفهام، ولا يزال فيها جوانب كثيرة غامضة هي محل دراسة كثير من المختصين بفضل الله سبحانه وتعالى في هذه الفترة، كذلك هي تتفاوت فلا نهتم كثيرًا بالإنكار على موضوع بوصلة الشخصية لاعتبارات شُبه علمية أو قيامها على دراسات في بعض الجوانب، وكما قلت للموضوع تفصيل. أما في موضوع الجرافولوجي فهو يعتمد اعتمادًا واضحًا وصريحًا على خصائص الحروف والمنتج الذي يُعطى كثير منه ادعاء لعلم الغيب حقيقة؛ إما الغيب الماضي أو الغيب الحاضر أو الغيب المستقبل، فيوقِع في إشكالات حقيقية مع الإيمان بالغيب بضوابطه وبأحكامه المعروفة ويفتح بوابات للكهانة والعرافة ليس لها مدى . التطبيق التاسع: البرمجة اللغوية العصبية : وهي حقيقة من أخف التطبيقات من وجه ومن أخطرها من وجوه؛ لأنها مليئة ببعض التطبيقات الإدارية والنفسية الصحيحة لكنها تخلط معها غيرها. وهنا سؤال مهم: هل نأخذ منها الأشياء الصحيحة؟ حقيقة كل الأشياء الصحيحة الموجودة في البرمجة اللغوية العصبية موجودة في برامج وفي كتب وفي تخصصات مستقلة تمامًا عن هذه اللوثة الباطنية في البرمجة اللغوية العصبية، موجودة في أقسام علم الإدارة وعلم النفس بعيدة عنها، ستقرأ في الكتاب أصول البرمجة اللغوية العصبية الذي يهمنا الآن أن خطورتها تكمن في أنها باطنية إذ تسرب كثيرًا من المفاهيم، وتجعلها جزءًا أساسيًا في حياة الإنسان المسلم. لو تلاحظ الساحة حولنا خفوت النهي عن المنكر أجزم أنه أثر من أثار فشو البرمجة اللغوية العصبية هذه الخمسة عشر عام الماضية؛ لأنها تركز بشكل قوي وخفي ومتدرج على أن الناس وراء كل أعمالهم نية إيجابية تحت دعاوى السلام وفهم المخالف والتعايش مع الآخرين وعدم الضغط عليهم، وشيئًا ما من الحرية وغير ذلك، مما يعطي منهجًا مخالفًا عن منهج الإسلام. الإسلام يدعو إلى النهي عن المنكر ولكن بآداب وطرائق لا تؤدي إلى تكفير ولا إلى حرب ولا عراك، بل إلى إحقاق الحق بأجواء من العلم ومن النصح ومن الأخذ باليد إلى خير الدنيا والآخرة، حقيقة يشوهون هذه الأمور بطرائقهم الخفية في تطبيقاتهم وفي برامجهم حتى تسري وتتأكد عند الناس وتصبح نموذج حياة. تدرِّب وتهتم كثيرًا البرمجة اللغوية العصبية على قضية اللاوعي، وإحداث التغير الإيجابي في النفس وغيرها، وهذه ستوقع في نفس الحالة التي تقود إليها كل تطبيقات حركة العصر الجديد الباطنية التي هي حالة من التلاعب بالوعي.

لا يوجد مناقشات

إن طب الطاقة لم يؤسس على علم الأمراض ، إنما أسس على التساؤلات التالية : ما هي رسالتك في الحياة ؟ لماذا وجدت في هذه الحياة وفي هذا الجسد ؟ ما هي آمالك وكيف يمكنك تحقيقها ؟ " مما يبين أن التسمية بطب وعلاج واستشفاء ما هي إلا تسمية باطنية ظاهرها ما يعرفه الناس وباطنها فلسفات الشرق والغرب
د. فوز كردي ، كتاب المذاهب الفلسفية الإلحادية الروحية وتطبيقاتها المعاصرة : 44
  • منيرة حامد الغامدي
    منيرة حامد الغامدي

    ما صحة قول: إن عقلك الباطن مخزن فيه أشياء، وأول ما تقوله هو الصواب؛ لأنه أتى من العقل الباطن، فمثلًا: يقولون لنا: أول إجابة تكتبينها في الاختبار لا تغيرها؛ لأنها من عقلك الباطن؟

    0
    • د.فوز بنت عبد اللطيف كردي
      د.فوز بنت عبد اللطيف كردي

      العقل الباطن يُطلق في سياق علمي وهذا مقبول المعنى يمكن أن نقول: إنه يمثل الذاكرة العميقة. مخزن المشاعر المؤثرة في الحياة وما يبنى على ذلك من حدس وتذكر وسياق باطني يجعله المهيمن على الإنسان، ويُسمى (العملاق، القبطان الخفي) وعند محاولة تحديد المراد تجدينه: (كل الغيبيات والمؤثرات على النفس، ابتداء من الله – جل في علاه – إلى الحوادث والملائكة والجن وغيرها).
      ومعرفة هذا تمكنك من تحديد المعنى بحسب السِّياق، ولفهم أعمق تصفحي:
      .htm632https://saaid.net

      0
    • أظهر المزيد من الردود