-
بسم الله الرحمن الرحيم
مرحبًا بكم جميعًا في برنامج كاتب وكتاب ، محدثتكم فوز عبداللطيف كردي، دكتوراه في العقيدة والأديان متخصصة في الفكر العقدي الوافد.
معكم في هذا الكتاب المذاهب الفلسفية الإلحادية الروحية وتطبيقاتها المعاصرة الذي له قصة، فقد كانت أصوله أول كتابة كتبتها في مجال التصدي للفكر العقدي الوافد ، بعد أن حضرت أول الدورات المقدمة تحت مظلة التنمية البشرية باسم البرمجة العصبية والهندسة النفسية والطاقة البشرية، وقد كانت مقدمة للمهتمين والمهتمات بالتدريب والتطوير في المملكة، ظهر لي حقيقة بعد حضوري للدورات أنها تنبع من فكر يؤله الإنسان، ويتمحور حوله؛ لذلك كان لي قراءات وبحث لأصول هذه الدورات، فبدا لي أن الأمر جدّ خطير، وإن كانت البدايات تبدو تدريبية، لكن الأمور الفكرية والمعتقدات الضالة عادة تتخفى وتتدرج، لا ننسى حديث النبي عليه الصلاة والسلام: " تعرض الفتن على القلوب عودًا عودًا " والشيطان كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى يزين ضلالاته خطوة خطوة، قال الله سبحانه وتعالى: { ولا تتبعوا خطوات الشيطان } لذا أجريت أبحاثًا مبدئية وتابعت مسيرة هذه الدورات في الغرب، المكان الذي جاءت منه والذي ولدت فيه، وتواصلت حقيقة مع كثير من العلماء المحذرين في الغرب من علماء النفس وعلماء الاجتماع، ووجدت تحذيرات كثيرة للكنيسة الكاثوليكية من هذه الدورات، وأنها تتضمن أفكارًا ملحدة، فتعجبت، وكان البحث أدق وأكثر وكانت النتيجة أن حقيقة هذه الدورات بالفعل وإن تضمنت بعض نفع إلا أنها تروج لفكر وحدة الوجود الملحد بقوالب تخفي هذا الأصل، فكتبت على ذلك ملخصًا من عشر صفحات تقريبًا مركزة أرسلتها ملحقة مع خطاب للتحذير, وجهتها للعلماء ، للأساتذة - أساتذة العقيدة في حينها- ولم أتلقَ حقيقة ردًا إلا من بعضهم يشكر ويؤكد أن الأمر لا يحتاج أن نسير في مسيرة رفض كل جديد، وعقلية المؤامرة وأن الأمر لا يحتمل هذا الخوف، ووصايا بضبط الغيرة وغير ذلك، كان هذا في حوالي 1423 ه تقريبًا.
عذرت كثيرين وشعرت أنهم لم يروا ما رأيت، ولم يحضروا كما حضرت، وسعت كتابتي قليلاً، شرحت بعض التطبيقات بعد حضورها وصلتها بالجذور، ناقشت الشبه عرضت المخاطر, وإن كان في كل ذلك أنا أميل عادة في كتابتي للتركيز والاختصار، عدت فأرسلتها للعلماء والدعاة في الجامعات وطلبت منهم عرضها للنقاش في الأقسام، في المجالس العلمية، توجيه الباحثين للبحث كما أبحث أنا؛ لكي نعرف كيفية الأمر وحقيقته، ونتصدى له قبل أن ينتشر وتصعب مواجهته، للأسف لم يكن الرد أفضل من السابق إلا قليلًا.
توكلت على الله وبدأت دوراتي التي كنت أعنون لها: بالفكر العقدي الوافد ومنهجية التعامل معه، حوالي في عام 1424/ 1425 ه ونشرت كتاباتي على الإنترنت، ووجهت دراستي في الدكتوراه التي كنت في طور البحث فيها في بحث أصول الإيمان بالغيب إلى تتبع هذا الفكر و هذه العقائد وتضمينها للبحث باعتبار أنها تنبع من فكر روحاني ملحد يؤمن بغيب و لكن لا يتلقاه من الرسل، وإنما وسيلته العرفان الباطني أو الاستنارة.في عام 1430ه بدأ الأمر يتكشّف أكثر, تواصل معي بعض الأفاضل، وتولت مؤسسة الإعمار طباعة الكتاب مشكورة وتوزيعه على الجمعيات والدور والعلماء، ثم صدرت طبعته الأخيرة لمركز الدراسات والتأصيل والتي هي متداولة حاليًا.
كتاب المذاهب كتاب يحتوي على سبعة مباحث تضمنت التعريف بهذا الفكر وحقيقته وأصوله، ثم الحديث عن جذوره التاريخية وأصوله، ثم الحديث عن أهم الأفكار والمعتقدات، وفي المبحث الرابع الحديث عن الصور والتطبيقات وعلاقتها بالأديان والمذاهب، ثم ختمت هذا بموقف الإسلام ومناقشة بعض الشبه.
حقيقًة الكتاب مختصر، وهو يمثل اليوم ربما في كل مبحث مادة لبعض الباحثات اللاتي سجلوا بها دراسات في الماجستير والدكتوراه أسأل الله تعالى أن يوفقهم.سنتناول في هذه المدارسة بإذن الله هذه المباحث بالتفصيل، وسنناقش الإشكالات ونجيب على الاستفسارات بُغية معرفة هذا الفكر بقدر يُمكننا من إدراك المستجدات فيه؛ لأنه فكر باطني يتلون ويتجدد وإذا ما أدركت أصوله وتطبيقاته الرئيسية استطعت بعدها القياس على الكثير من الوافدات التي تحمل ذات الفكر.
أسأل الله سبحانه وتعالى لي ولكم التوفيق وأن يجعل مدارساتنا هذه مدارسة علم نافع تحفنا فيها الملائكة ويذكرنا الله سبحانه فيمن عنده.
لكم وافر التحية والتقدير..التعريف بالكتاب وقصة تأليفه
بصوت المؤلفة
568300:00
بسم الله الرحمن الرحيم
مرحبًا بكم جميعًا في برنامج كاتب وكتاب ، محدثتكم فوز عبداللطيف كردي، دكتوراه في العقيدة والأديان متخصصة في الفكر العقدي الوافد.
معكم في هذا الكتاب المذاهب الفلسفية الإلحادية الروحية وتطبيقاتها المعاصرة الذي له قصة، فقد كانت أصوله أول كتابة كتبتها في مجال التصدي للفكر العقدي الوافد ، بعد أن حضرت أول الدورات المقدمة تحت مظلة التنمية البشرية باسم البرمجة العصبية والهندسة النفسية والطاقة البشرية، وقد كانت مقدمة للمهتمين والمهتمات بالتدريب والتطوير في المملكة، ظهر لي حقيقة بعد حضوري للدورات أنها تنبع من فكر يؤله الإنسان، ويتمحور حوله؛ لذلك كان لي قراءات وبحث لأصول هذه الدورات، فبدا لي أن الأمر جدّ خطير، وإن كانت البدايات تبدو تدريبية، لكن الأمور الفكرية والمعتقدات الضالة عادة تتخفى وتتدرج، لا ننسى حديث النبي عليه الصلاة والسلام: " تعرض الفتن على القلوب عودًا عودًا " والشيطان كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى يزين ضلالاته خطوة خطوة، قال الله سبحانه وتعالى: { ولا تتبعوا خطوات الشيطان } لذا أجريت أبحاثًا مبدئية وتابعت مسيرة هذه الدورات في الغرب، المكان الذي جاءت منه والذي ولدت فيه، وتواصلت حقيقة مع كثير من العلماء المحذرين في الغرب من علماء النفس وعلماء الاجتماع، ووجدت تحذيرات كثيرة للكنيسة الكاثوليكية من هذه الدورات، وأنها تتضمن أفكارًا ملحدة، فتعجبت، وكان البحث أدق وأكثر وكانت النتيجة أن حقيقة هذه الدورات بالفعل وإن تضمنت بعض نفع إلا أنها تروج لفكر وحدة الوجود الملحد بقوالب تخفي هذا الأصل، فكتبت على ذلك ملخصًا من عشر صفحات تقريبًا مركزة أرسلتها ملحقة مع خطاب للتحذير, وجهتها للعلماء ، للأساتذة - أساتذة العقيدة في حينها- ولم أتلقَ حقيقة ردًا إلا من بعضهم يشكر ويؤكد أن الأمر لا يحتاج أن نسير في مسيرة رفض كل جديد، وعقلية المؤامرة وأن الأمر لا يحتمل هذا الخوف، ووصايا بضبط الغيرة وغير ذلك، كان هذا في حوالي 1423 ه تقريبًا.
عذرت كثيرين وشعرت أنهم لم يروا ما رأيت، ولم يحضروا كما حضرت، وسعت كتابتي قليلاً، شرحت بعض التطبيقات بعد حضورها وصلتها بالجذور، ناقشت الشبه عرضت المخاطر, وإن كان في كل ذلك أنا أميل عادة في كتابتي للتركيز والاختصار، عدت فأرسلتها للعلماء والدعاة في الجامعات وطلبت منهم عرضها للنقاش في الأقسام، في المجالس العلمية، توجيه الباحثين للبحث كما أبحث أنا؛ لكي نعرف كيفية الأمر وحقيقته، ونتصدى له قبل أن ينتشر وتصعب مواجهته، للأسف لم يكن الرد أفضل من السابق إلا قليلًا.
توكلت على الله وبدأت دوراتي التي كنت أعنون لها: بالفكر العقدي الوافد ومنهجية التعامل معه، حوالي في عام 1424/ 1425 ه ونشرت كتاباتي على الإنترنت، ووجهت دراستي في الدكتوراه التي كنت في طور البحث فيها في بحث أصول الإيمان بالغيب إلى تتبع هذا الفكر و هذه العقائد وتضمينها للبحث باعتبار أنها تنبع من فكر روحاني ملحد يؤمن بغيب و لكن لا يتلقاه من الرسل، وإنما وسيلته العرفان الباطني أو الاستنارة.
في عام 1430ه بدأ الأمر يتكشّف أكثر, تواصل معي بعض الأفاضل، وتولت مؤسسة الإعمار طباعة الكتاب مشكورة وتوزيعه على الجمعيات والدور والعلماء، ثم صدرت طبعته الأخيرة لمركز الدراسات والتأصيل والتي هي متداولة حاليًا.
كتاب المذاهب كتاب يحتوي على سبعة مباحث تضمنت التعريف بهذا الفكر وحقيقته وأصوله، ثم الحديث عن جذوره التاريخية وأصوله، ثم الحديث عن أهم الأفكار والمعتقدات، وفي المبحث الرابع الحديث عن الصور والتطبيقات وعلاقتها بالأديان والمذاهب، ثم ختمت هذا بموقف الإسلام ومناقشة بعض الشبه.
حقيقًة الكتاب مختصر، وهو يمثل اليوم ربما في كل مبحث مادة لبعض الباحثات اللاتي سجلوا بها دراسات في الماجستير والدكتوراه أسأل الله تعالى أن يوفقهم.
سنتناول في هذه المدارسة بإذن الله هذه المباحث بالتفصيل، وسنناقش الإشكالات ونجيب على الاستفسارات بُغية معرفة هذا الفكر بقدر يُمكننا من إدراك المستجدات فيه؛ لأنه فكر باطني يتلون ويتجدد وإذا ما أدركت أصوله وتطبيقاته الرئيسية استطعت بعدها القياس على الكثير من الوافدات التي تحمل ذات الفكر.
أسأل الله سبحانه وتعالى لي ولكم التوفيق وأن يجعل مدارساتنا هذه مدارسة علم نافع تحفنا فيها الملائكة ويذكرنا الله سبحانه فيمن عنده.
لكم وافر التحية والتقدير..