الحرية التوافقية، والحرية الحتمية، ومذهب التحررية
من: 113 — إلى: 113
هذه ثلاث اتجاهات في الجواب على سؤال الحرية الإنسانية، بمعنى هل الإنسان مخير في أفعاله أم مجبور مسير؟ فالرؤية التحررية تقول بأن للإنسان إرادة حرة تقع بها أفعاله دون قيد، أما الحتمية فيرى أصحابه أن الإنسان مجبور على أفعاله وأنه ليس له إرادة حقيقية. أما الحرية التوافقية فهي رؤية تلفيقية يسعى أصحابه للخروج بمذهب وسط بين مثبتي الإرادة الحرة ونفاتها ، وحقيقة الأمر أنهم يعدون لونًا من الجبرية المخففة ، فهم يقولون بأن أفعال المرء واقعة بإرادته لكن إرادته هذه حاصلة منه من غير إرادته. * المغالطات المنطقية: عادل مصطفى
المستحيل ليس بشيء فضلًا عن أن يكون مقدورًا عليه
من: 114 — إلى: 114
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين: " المستحيل ليس بشيء فضلاً عن أن يكون مقدوراً عليه ، لكن المستحيل الذي يُتَصَوَّرُ ذهناً أنه مستحيل : 1 . مستحيلٌ لذاته . 2 . ومستحيل لغيره . أما المستحيل لذاته : فهو مستحيل لا يمكن ، لو أن أحداً أراد أن يقول : هل الله قادر على أن يخلق مثله ؟ لقلنا : هذا مستحيل ، لكن الله قادر على أن يخلق خلقاً أعظم من الخلق الذي نعلمه الآن ، ونحن نعلم الآن أن أعظم مخلوقٍ نعلمه هو العرش ، العرش أعظم من كل شيء من المخلوقات التي نعلمها ، ومع ذلك نعلم أن الله قادر على أن يخلق أعظم من العرش ، لكن الشيء المستحيل لذاته هذا غير ممكن. الشيء الثاني : المستحيل لغيره ، بمعنى أن الله تعالى أجرى هذا الشيء على هذه العادة المستمرة التي يستحيل أن تنخرم ، ولكن الله قادر على أن يخرمها . هذا نقول : إن القدرة تتعلق به ، فيمكن للشيء الذي نرى أنه مستحيل بحسب العادة أن يكون جائزاً واقعاً بحسب القدرة ، وهذا الشيء كثير كل آيات الأنبياء الكونية من هذا الباب مستحيل لغيره ، انشقاق القمر للرسول عليه الصلاة والسلام مستحيل لغيره لكن لذاته غير مستحيل ؛ لأنه وقع والله قادر على أن يشق القمر نصفين، بل قادر على أن يشق الشمس نصفين . ونحن نقول : لا بد في ذلك من التفصيل : وهو أن المستحيل لذاته لا تتعلق به القدرة ؛ لأنه ليس بموجود ، ولا يمكن أن يوجد ولا يفرضه الذهن" انتهى من " شرح العقيدة السفارينية " ص 192
إن الفطرة التي خُلق عليها الإنسان هي التي تمنعه من توجيه إرادته إلى الشر وأسبابه، وهي صنعة الله سبحانه، أما يد الفساد التي تنشب أظفارها في جمال الذات البشرية فتشوّه رقيق قسماتها ، فهي غوائل خارجية لا تنجح في إفساد الإرادة إلا حين يخفت صوت الفطرة الربانية.
د. سامي عامري ، كتاب مشكلة الشر ووجود الله : ١٢٢
إنّ الشرّ هو الذي ينفث في الخير روح الوجود وريح النسيم، إنّه وقود حركته وسبيل استوائه. إنّ نقص العالم هو الذي يستحث وجودنا إلى السعي إلى الكمال، وإنّ أثقال الشر هي التي تحرّكنا إلى ارتقاء معارج الخير.
مشكلة الشر ووجود الله، د. سامي عامري ص125.