للعقل حد ينتهي إليه
من: 157 — إلى: 157
إن الله جعل للعقول في إدراكها حدًا تنتهي إليه لا تتعداه، ولم يجعل لها سبيلا إلى الإدراك في كل مطلوب . ولو كانت كذلك لاستوت مع الباري تعالى في إدراك جميع ما كان وما يكون وما لا يكون. *الاعتصام للشاطبي 2/ 318
لا يوجد مناقشات
إنّ ظنّ المشكّك أو المتشكّك أنّه بإمكان عقله الضعيف أن يستوعب جميع المعادلات الخلُقيّة لهذه الحياة، لظنّ ساذج غرير؛ لأنه يتصادم مع حقيقتين، واحدة كونية وأخرى وجوديّة.
مشكلة الشر ووجود الله، د. سامي عامري ص156.
مريم إبراهيم
ماالذي يقصده الكاتب ـ حفظه الله ـ من قوله : بأن الإيمان محاصر بالشبهات ؟
وأنه بيقين المؤمن بحقيقة الخلق والعناية يتغلب على الشبهات ؟؟ ص 173
هل يُحمل هذا الكلام على إطلاقه ؟؟ يعني هل يلزم من ذلك أن كل إنسان لابد أن يرد
على قلبه شيئا من الشبهات ؟؟ فإذا كان مؤمنا قوي الإيمان دافعها وتغلب عليها ؟؟
أو أن المؤمن قوي الإيمان لا تتطرق إلى قلبه الشبهات أصلا لقوة إيمانه ويقينه ؟؟
كأني فهمت من أنه لابد من ورود الشبهات على القلب لأن المؤمن يمتحن بالشبهات
كما يمتحن بالشهوات .
د.سامي عامري
الشبهات هنا هي ما يشتبه فيه الحق بالباطل بسبب ضعف علم الإنسان بحقائق الوجود، جهلًا من المسلم لضعف علمه أو جهلًا من الإنسان لقصور مدارك البشر عن الإحاطة بكلّ حقائق الوجود.
ورود الشبهات على القلب أمر طبيعي لأنّ حقائق الوجود محكمة أو متشابهة. الُمحكم معناهُ جليّ في القلب، والمتشابه يعسر جوابه في ذاته، ولذلك يُردّ إلى الأصل المحكم. وهذا أمر يجري في باب العقائد والعلوم أيضًا، بل وفي كلّ حياتنا؛ إذ إننا نجري أحكامنا على ما لا نعرف بناء على ما نعرف.
وسبب ورود هذه الأمور المشتبهة رغبة الإنسان في فهم العالم رغم ضعف مداركه البشريّة. وهذا أمر يختلف عن أمر الوساوس التي تريد نقض أصل الإيمان. فالأولى ترد على من يطلب العلم، والثانية ترد على قلب من يحتاج إلى إحكام إيمانه وتعظيم صلته بالله سبحانه.