لا يوجد مناقشات
قال صاحب "الظلال": "والحياة الدنيا حين تقاس بمقاييسها هي وتوزن بموازينها تبدو في العين وفي الحس أمرًا عظيمًا هائلًا. ولكنها حين تقاس بمقاييس الوجود وتوزن بميزان الآخرة تبدو شيئًا زهيدًا تافهًا. وهي هنا في هذا التصوير تبدو لعبة أطفال بالقياس إلى ما في الآخرة من جد تنتهي إليه مصائر أهلها بعد لعبة الحياة!".
مشكلة الشر ووجود الله، د. سامي عامري ص136.
النُّهى
ناقش الكاتب ـ حفظه الله ـ قول الملاحدة في مشكلة الشر المجاني بالكلام حول اليوم الآخر ومآل الإنسان وما يتبع ذلك من حساب وجزاء وثواب وعقاب
هل يجدي ذلك مع الملحد الذي لا يؤمن أصلا بالغيبيات وما وراء المادة وهل سيقتنع بمثل هذا الجواب ؟
أم أنه جواب للمتشكك المتأثر ببعض أفكار الطرح الإلحادي ؟؟
أم أنه جاء في معرض الرد على الثيوديسيين الغرب ؟؟
د.سامي عامري
سؤال قيّم ... سبق –في الفصول الأولى للكتاب- بيان المنطلق التصوّري الذي بدأ منه الكاتب بحثه في بيان ثيوديسيا إسلامية. وهو منطلق إسلامي، سُنيّ. والاحتجاج بما يكون من جزاء في يوم الآخر –مثلًا- لا ينال من قوّة البرهان عند مناقشة الملحد لأنّ الملحد يزعم أنّه لا سبيل البتّة للجمع بين كمال الله ووجود الشّر، والمسلم يقول إنّ الجمع ممكن ضمن التصوّر الإسلاميّ الذي يتضمن الإيمان باليوم الآخر.
الجدل إذن هو في إمكان مطلق الجمع بين الإيمان بكمال الله ووجود الشرّ، لا إمكان الجمع ضمن التصوّر الإلحادي. ولا معنى لأن يلزمنا الملحد بتبني منظوره اإلإلحادي لتقديم ثيويسيا مقنعة لأنّه يلزمنا بذلك ألا نكون مسلمين حتّى نرفع التناقض بين وجود الله وكماله وجود الشرّ.. وذاك باطل!