"... دار في خلدي أن ليس كل فكرة في الفضاء العربي المعاصر فكرة قائمة بذاتها وأن صاحبها تلبس بالموضوعية العلمية التي تحمله على الانتصار لها، وإنما هناك ثمة دوافع ومحركات تقف خلف هذه الأفكار والآراء"
ص10

"يقول الإمام الغزالي -رحمه الله- في محاولة للتنقيب عن الدافع الحقيقي لعابد الصنم بقوله: (وعلى التحقيق من تأمل عرف أن عابد الصنم ليس يعبد الصنم، وإنما يعبد هواه إذ نفسه مائلة إلى دين آبائه فيتبع ذلك الميل، وميل النفس إلى المألوفات أحد المعاني التي يعبر عنها بالهوى)"
ص10

” فإن الناظر بعين البصيرة في الفضاء الفكري المعاصر، والباحث المطلع على سير الأفكار في الأمم والشعوب السالفة، يُثير مدارك عقله هذا الكم والكيف من الأفكار الذي يبعثه للبحث في أساسها وينبوعها ومصدرها في أعماق العقل البشري ومحركاته في مكامن النفس البشرية “.

[#محركات_الأفكار، عبدالرحمن الريس، صـ 10]

«وَفي سياقِ هَـٰذه النَّشوَةِ الفِكريَّة قد يَتجلَّىٰ للمَرْءِ أمرٌ كانَ قد غَفلَ عنه في بِدايَةِ حالِه؛ إذ تَجلَّىٰ بعدَ بُرهةٍ مِنَ الزَّمنِ أنَّ بعضًا مِنْ تلكَ الأفكارِ الَّتي أخذَتْ مِنَ الوقتِ الكَثيرَ وَمن الجهدِ وَفرتَه= أساسُها ومَنبعُها ومُحرِّكُها أمرٌ وَحالٌ هُو أبعَدُ ما يكونُ عن الفِكرَةِ ذاتِها، الَّتي أَخذَتْ مِنَ الجُهودِ العِلمِيَّة والفِكريَّة -في المُناولَة والرُّدودِ والمُناقشَةِ والتَّوضيحِ والبَيانِ والحِوارِ والحُجَّة والبُرهانِ وَغيرها مِن الآثار- لأيِّ فِكرَة بَاقِعَة تُثار في فَضاءٍ مُحتَدِم ومُمتلِئ بالأفكَارِ والآراءِ والاتِّجاهاتِ والمَدَارِس المُختَلفَة ».

◆[«مُحرِّكات الأفكار تنقيبٌ في الجُذور ورَصدٌ للمنابِع»، د. عبدالرَّحمَـٰن بن ناصِر الرّيّس، (ص: ٩- ١٠، ط تكوين)].