"فالمتتبع للتاريخ البشري بأسر ملله ونحله وعموم اتجاهاته وأطيافه لا تخطئ عينه أن حالة الاختلاف والتدافع المنهجي والفكري والعقدي لم تتوقف، وإنما تنتقل من طيف لآخر ومن زمان إلى زمان مختلف، ومن مكان وجغرافية محددة إلى أخرى في منطقة تختلف، ولذلك كان من قبل الاستخفاف العقلي والاستغفال المعرفي للتاريخ أن يقرر التصور انعدامية أجواء الصراع الأزلي والتدافع الفكري والمعرفي بين الأمم والهويات الثقافية المختلفة."
ص210

"أن من المقتضيات للغاية من الخلق (العبودية) هي مدافعة المرء هواه ونفسه، فلا عبودية تتحقق للمسلم بلا مدافعة منه للباطل والشر."
ص218

"لا يمكن للفكرة أن تعيش في مجتمع يرفضها، كما أن النبتة لا يمكن أن تنمو في تربة غير صالحة لها، فالمتأمل في تاريخ المجتمعات من الصعب أن يجد نموذجاً راجت فيه الأفكار المجتمعية وهو لا يقبل بها وليس لها أرض خصبة لانتشارها، بعد استبعاد سياقات الإكراه والقهر في فرض الأفكار، أو ما كان من جهد حثيث في تطويع المجتمع لها ومحاولة تكيفه معها."
ص226