” والملاحظ أن من سنن العرب التكرير والإعادة إرادة الإبلاغ بحسب عنايتهم بالأمر. وفي هذا دلالة خفية على أن مصطلح البلاغ يحصل به التكرار والإعادة بغية إيصال المطلوب، وينبني على ذلك أن المصطفى [ﷺ] في مهمته البلاغ المبين قال تعالى: (وَما عَلَى الرسول إلا البلاغ المبين) يكرر الكلام ويعيده مراراً على الناس ليصل إلى مراده بالبشارة أو النذارة أو الإخبار أو التعليم والتوجيه “.

[#البلاغ_النبوي، أفنان الغماس، صـ 20-21]

الفرق بين الإبلاغ والإيصال:

” إن الإبلاغ أشد اقتضاء للمنتهي إليه من الإيصال؛ لأنه يقتضي بلوغ فهمه وعقله كالبلاغة التي تصل إلى القلب. وقيل الإبلاغ اختصار الشيء على جهة الانتهاء، ومنه قوله تعالى: (ثم أبلغه مأمنه) “.

- أبو هلال العسكري، معجم الفروق الغوية.

بواسطة: [#البلاغ_النبوي، أفنان الغماس، صـ 21]

” (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً)

في هذه الآية الكريمة أوصاف عظيمة للمصطفى ﷺ، على ما اشتملت دعوته من البيان والبشارة والنذارة، فهو كالسراج المنير في الهداية الواضحة التي لا لبس فيها والتي لا تترك للباطل شبهة إلا فضحتها وأوقفت الناس على دخائلها كما يضيء السراج الوقاد ظلمة المكان. وهذا الوصف يشمل ما جاء به النبي من البيان وإيضاح الاستدلال وانقشاع ما كان قبله في الأديان من مسالك للتبديل والتحريف فشمل ما في الشريعة من أصول الاستنباط والتفقه في الدين والعلم “.

- ابن عاشور، التحرير والتنوير.

بواسطة: [#البلاغ_النبوي، أفنان الغماس، صـ 25-26]

” وجاءت رسالة المصطفى [ﷺ] شاملة لحقائق الدين وأصوله ودلائله ومسائله الخبرية والعقلية، وإن كانت هي واحدة من الرسالات السماوية التي شرفت بها البشرية؛ إلا أنها أشملها وأكملها وأنفعها، شاملة لكل خير، هداية لكل بر، كاملة من كل وجه، نافعة لكل زمان ومكان “

[#البلاغ_النبوي، أفنان الغماس، صـ 27]

” إذا تأملنا في هذه المميزات والخصائص التي اختصت بها الرسالة، نجد فيها دلالة على كمال المصطفى [ﷺ] في تبليغه الرسالة، وفي إيصال ما تلقاه من عند الله، فقد وصلتنا شريعة كاملة شاملة، فهي منزلة ممن يتصف بالكمال المطلق، تعنى بتنظيم الحياة الإنسانية، تقيم أحكامها على قواعد محكمة وأصول عقدية سليمة، ثم تنظم صلة الإنسان بربه وصلته بالمجتمع من حوله كفيلة بتحقيق السعادة للبشرية إذا ما تم الالتزام بتعاليمها دستوراً ومنهج حياة، وهذا يستلزم اعتقاد كفايته [ﷺ] في واجب التبليغ والدعوة “.

[#البلاغ_النبوي، أفنان الغماس، صـ 28]

فضل الأنبياء وكمالهم البشري

” إنَّ النبوة والرسالة تتضمن كلام الله سبحانه الذي ينزل على رسوله ونبيه، وأنه مع ذلك مختص بصفات اختصه الله تعالى بها دون غيره من الأنبياء، وأنه لا يكون النبي والرسول كسائر الناس في العقل والخلق وغير ذلك، بل هو متميز عن الناس بذلك، والنبوة فضل الله يؤتيه من يشاء، لكن مع ذلك الله أعلم حيث يجعل رسالته “.

- شرح العقيدة الأصفهانية.

بواسطة: [#البلاغ_النبوي، أفنان الغماس، صـ 31]

الطعن في عصمة الأنبياء ينافي ثبوت المعجزات

” إن الله تعالى أجرى على أيدي أنبيائه معجزات ودلائل وبراهين تدل على صدقهم في دعوى الرسالة، وفي كل ما يبلغون عن الله تعالى، فلو جاز عليهم الكذب لكان تصديق الله لهم بالمعجزات كذباً عليهم، والكذب محال على الله [سبحانه]، فامتنع كذبهم وثبت صدقهم “.

[#البلاغ_النبوي، أفنان الغماس، صـ 45]

إثبات صدق الأنبياء واستحالة كذبهم

” فالصدق واجب في حقهم -أي الأنبياء- عقلاً وشرعاً، وهو مطابقة أخبارهم للواقع إيجاباً وسلباً، إذ لو جاز عليهم الكذب الذي هو عدم مطابقة الواقع لجاز الكذب في خبره تعالى لتصديقه إياهم بالمعجزة المنزلة منزلة قوله تعالى: صدق عبدي في كل ما يبلغ عني. وتصديق الكاذب من العالم بكذبه محض الكذب على الله تعالى محال فلزومه كذلك “.

- الإسفراييني، لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقيد. الفرقة المرضية.

بواسطة: [#البلاغ_النبوي، أفنان الغماس، صـ 46]