-
تعليق على الورد الرابع
بصوت الكاتب
5400:00
لا يوجد مناقشات
وجود جنس العمل شرط لصحة الإيمان، وأن ترك العمل والإعراض عن الطاعة بالكلية ناقض لأصل الإيمان.
ص ٧٢
كتاب تسرب المفاهيم الإرجائية في الواقع المعاصر
وأهل السنة الإيمان عندهم قول وعمل، تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح؛ وعليه فالكفر كما يكون بالقلب يكون باللسان، ويكون بالفعل. صـ٧٣
عبدالله 90
ياشيخ جزاكم الله خيرا على هذا الكتاب قرأته قبل فترة واستفدت منه فلكم جزيل الشكر ، ولدي سؤالان حول الورد الرابع ، هناك من يقول أن الحكم بغير ما أنزل الله من كبائر الذنوب وأهل السنة لا يكفرون بالكبائر وهناك من قال أنه من الشرك الأصغر الذي يجب فيه الإستحلال ولا يكفر فاعله لمجرد تغييره لأحكام الشرع بأحكام غربية ولو غير أكثر أحكام الشرع فيجب الإستحلال فما قولكم في هذا بارك الله فيكم
د.سعد بن بجاد العتيبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حيّاكم الله جميعًا أيها الاخوة.
بالنسبة لسؤال الأخ حول قضية الحكم بغير ما أنزل الله واستحلال ذلك وتأثيره في الكفر. طبعًا هذا أولًا موضح في الكتاب. لكن باختصار نقول أن من يرى أنه لا يكفر إلا بالاستحلال، فهنا ما الفرق بين الحكم بغير ما أنزل الله والقضايا الفرعية اليسيرة التي يقع فيها استحلال، مثل من يستحل الخمر يعني جعل مناط الكفر هو الاستحلال فقط، فهذا لا يجعل هناك حاجة لربط الحكم بغير ما أنزل الله بالكفر. من هنا لما ننظر في النصوص فإن النصوص رتبت الكفر على قضية الفعل ذاته، وهذا كثير سواء في النصوص الموجودة في آيات سورة المائدة وغيرها، فهذا هو المناط الذي من أجله قال العلماء بأن شرط الاستحلال ليس في كل صوره. طبعًا لا شك أنه من استحل هذا فهو يكفر. لكن هذا ليس خاصًا فقط بالحكم بغير ما أنزل الله، حتى القضايا الفرعية اليسيرة القليلة مثل الخمر، مثلًا لو واحد استحل للخمر فإنه في هذه الحالة يكفر. لأن هذا أمر معلوم من الدين بالضرورة تحريمه، فما بالك بقضية الحكم بغير ما أنزل الله هذه المسألة يعني لما اُنيط الكفر بهذا الفعل فمقتضى ذلك أن الفعل ذاته سبب للكفر.
والله أعلم.
نورة محمد
هل هناك أعمال يكون الاستحلال فيها شرطا للتكفير ؟
د.سعد بن بجاد العتيبي
نعم، كل أمر معلوم من الدين بالضرورة تحريمُه، إذا استحلّه الشخص فإنه يكفر بذلك. لكن هنا الإشكال مع المرجئة أنهم في المكفِّرات العملية والقولية يشترطون الاستحلال، ففي هذه الحالة أصبح المُكفِّر هو الاستحلال وليس القول والعمل. والأدلة قد جاءت كما ذكر كثير منها أو بعضها في الكتاب وفي غيره، أن هناك من الأعمال والأقوال ما يكون كفرًا بذاته، فأما الاستحلال فلا شك أن ايتحلال ما هو معلوم من الدين بالضرورة هذا نوعٌ من أنواع الكفر. والله تعالى أعلم.
(تفريغ للإجابة الصوتية للشيخ)
نورة محمد
من اعتقد حل السب ولم يفعله هل يكفر؟
د.سعد بن بجاد العتيبي
من اعتقد حلّ السب بالله تعالى يكفر لا شك في هذا، لكن هنا سيقَت هذه المسألة في سياق الرد على المرجئة في اشتراطهم الاستحلال. فإنه عندئذٍ لا يكون السب مؤثرًا في هذه الحالة. يكون المؤثر -عندهم طبعًا- الاستحلال. وهذا ليس بصحيح.
(تفريغ للإجابة الصوتية للشيخ)
نورة محمد
أرجو توضيح الفرق بين قصد الكفر وقصد العمل؟
د.سعد بن بجاد العتيبي
موضوع قصد الكفر وقصد العمل: قصد العمل أن يكون العمل عندما يعملُه الإنسان قاصدًا له ليس سهوًا أو زلةً. مثل ما ذُكِر في الكتاب أن يطأورقةً ولا يعلم أنها من المصحف، هذا لم يقصد أن يطأ المصحف، لم يقصد هذا العمل الذي هو (وطئ المصحف) أما إذا وطأ المصحف وهو يعلم أنه مصحف فهذا قصدَه، هذا مستوى. المرجئة يرون أنه لا بد أن يكون قاصدًا للكفر في هذه الحالة فيُضيفون إلى قصد العمل شرط "قصد الكفر" يعني: أن يطأه وهو يقصد الكفر بالله عز وجل، فعندئذٍ يكون هذا مُكفِّرًا لهم، بدون هذا القيد لا يكون كافرًا. يعني أن يقول مثلًا: أنا وطأته عبثًا، أو سخريةً، أو استهزاءً، أو نحو ذلك.. لكنه يقول أنا مؤمن، لكن وطأته كذا، مثل قول المنافقين: ﴿إنما كنا نخوض ونلعب﴾ ففرقٌ بين قصد الكفر وقصد العمل.
(تفريغ للإجابة الصوتية للشيخ)
نورة محمد
مامعنى عبارة ابن تيمية رحمه الله(ومعلوم أن باب التصديق والتكذيب والعلم والجهل ليس هو من بال الحب والبغض)؟
د.سعد بن بجاد العتيبي
هذه المقولة تُبيِّن الفرق بين تصديق القلب الذي هو قول القلب، وبين أعمال القلوب. التصديق هو من باب القول. بأنه متعلّق بالمعرفة والعلم، أما الحب والبغض هذا عملٌ قلبي. ففرق بين هذا وهذا.
(تفريغ للإجابة الصوتية للشيخ)
احمد رمضان السيد
"قصد العمل اذا اريد به العمد فهو من موانع التكفير "
لم افهم المراد من هذه العبارة
د.سعد بن بجاد العتيبي
قصد العمل قد يراد به أحد أمرين:
الأمر الأول (وهو الأصل): وهو العمد مقابل الخطأ، فإن لم يقصد ذات العمل وإنما وقع منه هذا العمل أو القول خطأً، سهوًا، غفلةً، زلةً منه، كما في حديث: أخطأ من شدة الفرح عندما قال اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح. فإنه عندئذٍ عدم قصدُه للعمل وليس عدمُ قصدِه للكفر، يكون مانعًا من موانع التكفير، بخلاف شرط أن عندم المرجئة أنه من شروط التكفير اعتقاد الكفر، فهنا نقول هذا الشرط (اعتقاد الكفر) هذا ناقضٌ بذاته بغضِّ النظر عن ما يقترن به من قول أو لفظ، فعندئذ لا يكون اللفظ على قولهم هذا مكفِّرًا، أن العمل مُكفِّرًا، وإنما المكفِّر هو "اعتقاد الكفر"، فعندئذٍ يتم التفريق بين هذين الأمرين، الخلاصة أن قصد العمل إذا أريد به العمد مقابل الخطأ فإنَّ وجوده شرطٌ من شروط التكفير، وتخلُّفَه مانعٌ من موانع التكفير. والله تعالى أعلم.
(تفريغ للإجابة الصوتية للشيخ)
احمد رمضان السيد
إذن ، الصحيح ان قصد العمل إذا اريد به العمد فهو شرط من شروط التكفير أو سبب للتكفير .
فلماذا ذكر الكاتب ما يبدو لى العكس ونصه " قصد العمل إذا اريد به العمد فهو من (موانع التكفير) "
أم ان الأمر التبس عليّ
شكرا على تفهمكم
وأنوه انى قد ادركت الفكرة والمضمون
د.سعد بن بجاد العتيبي
ما ذكرته صحيح
والعبارة تحتاج إلى تعديل
قصد العمل إذا أريد به العمد فوجوده من شروط التكفير وتخلفه من موانع التكفير
احمد رمضان السيد
شكرا على سعة صدركم .
والحمدلله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله