-
تعليق على الورد الأول
تعليقات الكاتبة على الأوراد بصوت سلمان القحطاني
3600:00
السبي البابلي
من: ٤٠ — إلى: ٤٠
بقيت مملكة يهوذا الجنوبية تكافح وتناضل الطامعين فيها من أجل البقاء إلى أن جاء فرعون مصر فزحف على مملكة يهوذا سنة ٦٠٨ ق. م فاحتلها، واستمر في زحفه فاحتل مملكة إسرائيل التي كانت قد سقطت تحت سلطة الآشوريين، وقد ثار لذلك البابليون - الذين خلفوا الآشوريين وورثوا ممتلكاتهم - وجاءوا بقيادة ملكهم بختنصر (نبوخذ نصر) الذي احتل أورشليم وأحرق هيكل سليمان وهدمه، ودمر أسوار ومنازل أورشليم، وأخذ من بقي من بني إسرائيل عبيدًا إلى بابل وهذا ما يعرف في تاريخ اليهود بـ (الأسر أو السبي البابلي) سنة ٥٨٦ ق. م. تقريبًا، وفيه وقع (التدمير الأول) لهيكل سليمان، وكان ذلك القضاء المبرم على مملكة يهوذا أو ما تبقى من مملكة بني إسرائيل، وقد عاش بنو إسرائيل في المنفى أو السبي البابلي مدة طويلة، انحرفوا خلالها عن الدين الحق وتأثروا بوثنية أسيادهم البابليين ومن جاء بعدهم.
موجز تاريخ اليهود ، محمود قدح، ص 257 .
متاح على الشاملة:
https://shamela.ws/book/3823/31#p1
يريد أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أُعطوا الآيات: أُعطي صالح الناقة، وموسى العصا، وعيسى إحياء الموتى، ولم يُؤت هو صلى الله عليه وسلم عن سؤال فيكون تحديًَا، وإنما أراهم الآيات الكثيرة من نفسه، وأُوتي صلى الله عليه وسلم القرآن وهو المعجرة، يبينه قوله تعالى: ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ) [العنكبوت: ٥١] وقوله تعالى : ( وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ) [الإسراء: ٥٩].
قوله صلى الله عليه وسلم : "آمن" وإنما معناه أن الله أيد كل نبي بعثه من الآيات -يعني: المعجزات- بما يصدق دعواه، وقيل: إن كل نبي أُعطي من المعجزات ما كان مثله لمن كان قبله من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فآمن به البشر، وأما معجزتي العظمى الظاهرة فهي القرآن الذي لم يعطَ أحد مثله؛ فلهذا أنا أكثرهم تابعًا.
وقيل: إن معناه: أن معجزات الأنبياء انقرضت بانقراض أعصارهم ولم يشاهدها إلا من حضر، ومعجزة نبينا صلى الله عليه وسلم القرآن المستمر إلى يوم القيامة مع خرقه العادة في أسلوبه وبلاغته وإخباره بالمغيبات وعجز الإنس والجن عن أن يأتوا بسورة مثله مجتمعين أو متفرقين في جميع الأعصار مع اعتنائهم بمعارضته فلم يقدروا وهم أفصح القرون مع غير ذلك من وجوه الإعجاز.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا" فيه علم من أعلام النبوة فإنه أخبر بهذا في زمن قلة المسلمين، فانتهى الأمر إلى ما ترى من الكثرة.
و ورد في فتح الباري في شرح قوله صلى الله عليه وسلم "وإنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إلي" أي إن معجزتي التي تحديت بها الوحي الذي أنزل علي وهو القرآن لما اشتمل عليه من الإعجاز الواضح، وليس المراد حصر معجزاته فيه، ولا أنه لم يؤتَ من المعجزات ما أوتي من تقدمه؛ بل المراد أنه المعجزة العظمى التي اختُص بها صلى الله عليه وسلم دون غيره صلى الله عليه وسلم، لأن كل نبي أُعطي معجزة خاصة به لم يعطها بعينها غيره.
انظر: التوضيح لابن الملقن ج 24 ، ص 12 : 15 .
انظر: فتح الباري لابن حجر ج7، ص6 .6