أفي النبوءة شك؟

الأوراد/ الورد الرابع (١١٣-١٤٧)

هذا ملخص يتضمن أهم النقاط الرئيسية والأفكار المهمة؛ لذا هو لا يغني عن الكتاب، صممناه لكم بشكل مريح يساعد على ترتيب المعلومة وفهمها

  • تعليق على الورد الرابع

    تعليقات الكاتبة على الأوراد بصوت سلمان القحطاني

    2
    5
    00:00
    تحميل

الشيعة اسم لكل من فضّل عليًا على الخلفاء الراشدين قبله رضي الله عنهم جميعًا، ورأى أن أهل البيت أحق بالخلافة، وأن خلافة غيرهم باطلة.

والشيعة كفرقة خاصة لها أصول ومعتقدات لم تُولد فجأة، بل نشأت تدريجيًا، وانقسمت إلى فرق أخرى، ومر المذهب الشيعي بمراحل متعددة حتى صار إلى ما هو عليه الآن عند فرق الشيعة المشهورة.

موسوعة الفرق ، الدرر السنية

التحسين والتقبيح أول من اشتهر عنه بحث هذا الموضوع الجهم بن صفوان الذي وضع قاعدته المشهورة: "إيجاب المعارف بالعقل قبل ورود الشرع"، وبُني على ذلك أن العقل يوجب ما في الأشياء من صلاح وفساد، وحسن وقبح، وهو يفعل هذا قبل نزول الوحي، وبعد ذلك يأتي الوحي مصدقًا لما قال به العقل من حسن بعض الأشياء وقبح بعضها، وقد أخذ المعتزلة بهذا القول ووافقهم عليه الكرامية.

ويوضح ابن تيمية مذهب أهل الحق في هذا توضيحًا كاملاً، فيقسم الأفعال إلى ثلاثة أنواع:

"أحدها: أن يكون الفعل مشتملاَ على مصلحة أو مفسدة، ولو لم يرد الشرع بذلك، كما يعلم أن العدل مشتمل على مصلحة العالم، والظلم يشتمل على فسادهم، فهذا النوع هو حسن أو قبيح، وقد يعلم بالعقل والشرع قبح ذلك، لا أنه ثبت للفعل صفة لم تكن، لكن لا يلزم من حصول هذا القبح أن يكون فاعله معاقبًا في الآخرة إذا لم يرد شرع بذلك، وهذا ما غلط فيه غلاة القائلين بالتحسين والتقبيح، فإنهم قالوا: إن العباد يعاقبون على أفعالهم القبيحة، ولو لم يبعث الله إليهم رسولاَ، وهذا خلاف النص، قال تعالى: ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ) [الإسراء: ١٥] 

النوع الثاني: أن الشارع إذا أمر بشيء صار حسنَا، وإذا نهى عن شيء صار قبيحًا، واكتسب الفعل صفة الحسن والقبح بخطاب الشارع.

النوع الثالث: أن يأمر الشارع بشيء يمتحن العبد، هل يطيعه أم يعصيه، ولا يكون المراد فعل المأمور به، كما أمر إبراهيم بذبح ابنه ( فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ) [الصافات: ١٠٣] حصل المقصود، ففداه بالذبح وكذلك حديث أبرص وأقرع وأعمى، فلما أجاب الأعمى قال الملك: ( أمسك عليك مالك، فإنما ابتليتم، فرضي عنك وسخط على صاحبيك )، فالحكمة منشؤها من نفس الأمر لا من نفس المأمور به. وهذا النوع والذي قبله لم يفهمه المعتزلة، وزعمت أن الحسن والقبح لا يكون إلا لما هو متصف بذلك بدون أمر الشارع، والأشعرية ادعوا أن جميع الشريعة من قسم الامتحان، وأن الأفعال ليست صفة لا قبل الشرع ولا بالشرع. وأما الحكماء والجمهور فأثبتوا الأقسام الثلاثة، وهو الصواب.

موسوعة الفرق، الدرر السنية 

مجموع الفتاوى، ابن تيمية، ج٨، ص٤٣٤ : ٤٣٦ .

على المشهور عند أهل الأصول أن الجهل منقسم إلى قسمين:

١ - الأول البسيط، وهو: عدم العلم بالشيء الذي من شأنه أن يُعلم قصدًا. وسُمي بسيطًا؛ لأنه لا تركيب فيه وإنما هو شيء واحد. 

٢ - والثاني المركب: سُمي بذلك لأنه من جزأين:

- أحدهما عدم العلم.

- والآخر اعتقاد غير مطابق، وتصور على غير الحقيقة، فهو يجهل ولا يدري أنه يجهل. 

انظر بتصرف:

التحقيقات على شرح الجلال للورقات

،فضل مراد، ص61

متاح على: 

https://shamela.ws/book/156/58#p1

ثُلاثية ضلال جاءت في القرآن: الجهل والهوى والتقليد؛ وهي تتكرر في كل زمن وبأشكال مختلفة، وهي ليست من السذاجة حتى تظهر بشكل واحد؛ بل هي تتشكل بأشكال مختلفة كحال الفيروس الضار الذي يتطور ويتغير مما يجعل العلاج القديم غير نافع معه، وكذلك المفاهيم فهي ذات مستويات فيناسبها من العلاج في هذا المستوى ما لا يُناسب في ذلك المستوى.

انظر: 

التحولات الفكرية، حسن الأسمري

الدليل العقلي عند السلف، عبد الرحمن الشهري

لا يوجد مناقشات

لا يوجد اقتباسات
  • أحمد معوض سعيد
    أحمد معوض سعيد

    ما الفرق بين وجوب النبوءة حسب إدعاء الشيعة والمعتزلة وبين جواز النبوءة حسب إدعاء الأشاعرة ؟ ص١٢٢

    0
    • د.سامية بنت ياسين البدري
      د.سامية بنت ياسين البدري

      القول بوجوب النبوة مبني على أصل عقلي في مسألتي التحسين والتقبيح العقليين، واللطف الإلهي، والحكمة والتعليل،
      فإذا كان من الحسن بعثة الأنبياء للبشر فهي واجبة على الله.
      وإذا اتصف الرسول بكمال الأخلاق وجب على الله أن يبعثه.
      ولا شيء يجب على الله تعالى، فبعثة الرسل رحمة منه بعباده.
      أمّا الأشاعرة؛ فيذهبون إلى جواز الفعل على الله تعالى بناء على أصولهم العقلية التي تنفي الحكمة والتعليل، فبعثة الرسل لا علاقة لها بحكمة الله، وأنّ كمال أخلاق النبي لا علاقة لها بالاصطفاء.
      وكلا الفريقين على طرفي نقيض، وسبب بعدهم عن الحق هو اعتمادهم الكلي على أدلتهم العقلية المعقدة والمركبة .
      لذا كانت أدلتهم العقلية لا تطرد في جميع مسائل العقيدة.
      وهذا بخلاف أدلة السلف مطردة في المسائل.
      وفقنا الله لهداه

      0
    • أظهر المزيد من الردود