آيات العقيدة المتوهم إشكالها

الأوراد/ الورد السادس

هذا ملخص يتضمن أهم النقاط الرئيسية والأفكار المهمة؛ لذا هو لا يغني عن الكتاب، صممناه لكم بشكل مريح يساعد على ترتيب المعلومة وفهمها

  • تعليق على الورد السادس

    2
    1
    00:00
    تحميل

خالف في القدر طائفتان من أهل الأهواء والبدع، كل منهما على طرفي نقيض:

الطائفة الأولى: القدرية، وهم على مرتبتين: أحدهما: القدرية الغلاة، نفاة العلم والكتابة، الذين ظهروا في آخر زمن الصحابة، وهؤلاء كفَّرهم أئمة السلف؛ لإنكارهم العلم.

الثاني: القدرية النفاة، وهم المعتزلة ومن وافقهم، الذين نفوا الخلق والمشيئة عن الله تعالى، وأثبتوا للعباد كامل القدرة والمشيئة.

الطائفة الثانية: الجبرية، وهم الجهمية، ومن وافقهم، قابلوا القدرية النفاة، فنفوا عن العباد القدرة والاختيار والمشيئة، وقالوا: إن الله أجبر العباد على المعاصي، وأضافوا الأفعال كلها خيرها وشرَّها إلى الله تعالى.

ومذهبهما باطل بنص القرآن والسُّنَّة والإجماع:

فالقرآن الكريم أثبت لله تعالى المشيئة التامة، والقدرة النافذة، وأنه ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، وأن الله خالق أفعال العباد، وخالق حركاتهم وسكناتهم، كما أثبت للعباد مشيئة وقدرة تامة مؤثرة في حصول المقدور، لكنها لا تخرج عن قدرة الله تعالى وخلقه ومشيئته.

قال تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الزمر: 62] ، وقال تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ *} [الصافات] ، وقال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ *} [القمر] .

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «كل شيء بقدر حتى العجز والكيس أو الكيس والعجز».

وعن حذيفة رضي الله عنه قال: «إن الله خلق كل صانع وصنعته، إن الله خلق صانع الخزم وصنعته».

وأمثال ذلك ممَّا فيه إبطال مذهب القدرية النفاة.

ومما يبطل مذهب الجبرية: قوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الإنسان: 30] ، وقوله تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: 29] ، وقوله تعالى: {نَذِيرًا لِلْبَشَرِ *لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ *} [المدثر] . وأمثال ذلك مما يدل على أن للعباد مشيئة وقدرة، لكنها لا تخرج عن قدرة الله تعالى.

وأمَّا من السُّنَّة فقوله صلّى الله عليه وسلّم لأشج بن عبد القيس: «إن فيك خلَّتين يحبهما الله: الحلم والأناة . قال: يا رسول الله أنا أتخلق بهما، أم الله جبلني عليهما؟ قال: بل الله جبلك عليهما . قال: الحمد لله الذي جبلني على خلَّتين يحبهما الله ورسوله».

قال ابن تيمية: «والثوري، والزبيدي، وعبد الرحمن بن مهدي، وأحمد بن حنبل، وغيرهم نهوا أن يقال: إن الله جبر العباد، وقالوا: إن هذا بدعة في الشرع، وهو مُفهمٌ للمعنى الفاسد. قال الأوزاعي وغيره: إن السُّنَّة جاءت بجبل، ولم تأتِ بجبر».

 

 

انظر: موسوعة العقيدة والأديان، إشراف: سعود آل سعود.

لا يوجد مناقشات

لا يوجد اقتباسات
لا يوجد استفسارات