‎⁨الأدلة العقلية النقلية على أصول الاعتقاد⁩

الأوراد/ الورد الخامس عشر (٤١٥-٤٤٣)

هذا ملخص يتضمن أهم النقاط الرئيسية والأفكار المهمة؛ لذا هو لا يغني عن الكتاب، صممناه لكم بشكل مريح يساعد على ترتيب المعلومة وفهمها

  • تعليق على الورد الخامس عشر

    بصوت الكاتب

    1
    7
    00:00
    تحميل

(فإن دراسة دلائل النبوة تزيد المؤمن إيماناً، وربما كانت سبباً لإسلام من يرد الله به خيراً. وأما الملحد والمعاند فإنه لا يزداد إلا عمى ولو جاءته كل آية، كما يقول سبحانه وتعالى عنهم: {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاء فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ} (الحجر:14-15). وكما قال سبحانه وتعالى عن قريش: {وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا. أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً. أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً} [الإسراء:90-93] وهذه المعجزات أكبر برهان على أن محمداً رسول من عند الله فإن الله لا يؤيد الكاذب، كما قال تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تذكرون} ولذا فقد باء بالخزي من ادعى النبوة وهو كاذب كمسيلمة الكذاب والأسود العنسي ومن بعدهما المختار ابن أبي عبيد الثقفي وغيرهم ممن ادعى النبوة. (الصحيح المسند من دلائل النبوة للشيخ مقبل الوادعي)) (ص: 7_ 8)

وقد جاء الرسل والأنبياء عليهم السلام بمعجزات حسية كثيرة ومتنوعة وتُسمّى دلائل النبوة وأشار إليها القرآن على أنها آية وبينة وبرهان. وكان القصد من هذه الدلائل تحدي قدرات الناس الذين كانوا يعيشون في زمن معين ومكان معين فيما برعوا ونبغوا فيه ليعلموا أن ما جاء به الرسل هو الحق من عند الله عز وجل، وليثبت الإيمان في قلوب الناس. والمعجزة تكون في عصرهم مما يلائم مستواهم الفكري ورقيهم الحضاري لتكون الحجة أقوى. فمثلاً: أ- الأنبياء الذين عاشوا في البلاد العربية كانت معجزاتهم مناسبة لبيئة العرب الصحراوية، فمعجزة صالح عليه السلام كانت ناقة غريبة المنشأ والمولد بين نوق أهل البادية. ب‌- وكان السحر منتشراً بين المصريين عامتهم وخاصتهم واسترهبهم فرعون وجنوده به، فجاءت معجزات موسى عليه السلام من جنس المشهور بين قومه فمن معجزاته الرئيسية: العصا واليد. وقبل بعثة خاتم النبيين بلغت الفصاحة والبلاغة وفنون القول مبلغاً عظيماً وأخذت الكلمة مكاناً في نفوس العرب من التقديس والتعظيم لم يبلغه شيء آخر، مما حدا بهم أن يعلقوا المعلقات السبع في جوف الكعبة، وكانت القصيدة تفعل فعلها في القبائل وربما نزلت منزلة قبيلة إلى الحضيض لأن شاعراً أقذع في هجائها. وربما ارتفعت مكانتها لأن شاعراً قد أجاد في تمجيد مآثرها. فكانت معجزة خاتم النبيين في الكلمة والقول. والحكمة الإلهية في اختيار المعجزة من جنس ما اشتهر بين القوم هي أن الإنسان إذا أوتي من قبل ما يعتبره مفخرته ومجال إجادته واعتزازه تكون الحجة عليه أقوى، والمعجزة أكثر فعلاً وأثراً. ولكي تكون معجزة النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم أشد لمعاناً وأسطع برهاناً، فقد جعل الله معجزته كتاباً معجزاً، وهو الإنسان الأمي الذي لم يخط بيده كتاباً ولم يتلق من أحد من البشر معرفة. (مباحث في إعجاز القرآن لمصطفى السباعي) ص: 28-29

لا يوجد مناقشات

إذا خرق الله تعالى عادته في أفعاله في مخلوقاته ، تصديقاً لنبيه ، دلَّ ذلك قطعاً على صدق ذلك النبي ، وإقرار الله تعالى له على دعوى النبوة ، بل وتأييده فيها ، وهي دلالة ضرورية لا تحتاج إلى نظر ، وتورث يقيناً بمدلولها فور العلم بها .
كتاب الأدلة العقلية النقلية على أصول الاعتقاد للدكتور سعود العريفي : 439 .
  • عبدالله
    عبدالله

    أثابكم الله شيخنا
    ذكرتم في صفحة 425 " أنه ليس ضرورة أن تكون كل آية على النبوة صالحة لكل أحد ، بل يستدل لكل واحد بما يناسبه من الآيات والدلائل ، وقد جعل الله آيات كل نبي مناسبة لقومه ، باعتبار ما برعوا فيه وتميزوا به ... "
    السؤال هل يشترط في آية النبي أن تكون مما برع به قومه ؟ وهل تحقق هذا الأمر لكل الأنبياء أم كان لأنبياء وأقوام دون آخرين ؟

    0
  • سلام جمال
    سلام جمال

    ص.418
    قال الكاتب بارك الله فيه و بعلمه "و الآيات و الدلائل التي ينصبها الله تعالى لتصديق أنبيائه و رسله هي شهادته الحسية العقلية لهم لا مجرد الشهاظة القولية السمعية ........إذ لا تنفع الشهادة ما لم ُتعلم من غير طريق المدّعي.
    ثم قال فالحجة قائمة على الخلق بمقتضى هذه الشهادة. لم أفهم كيف ان الايات شهادة حسية عقلية و ليس مجرد الشهادة القولية ثم يقرر ان الحجة تقوم على الخلق بمقتضى الشهادة هذه؟ ؟
    كمان استفسار
    من هو المدّعي هل هم الرسل؟

    0
    • د.سعود بن عبدالعزيز العريفي
      د.سعود بن عبدالعزيز العريفي

      الآيات الحسية خارجة عن قدرة الأنبياء، لذلك ثبتت بها نبوتهم؛ لأنها تقوم مقام قول الله عز وجل: صدق عبدي في دعوى الرسالة

      0
    • أظهر المزيد من الردود