-
تعليق على الورد السادس عشر
بصوت الكاتب
3900:00
الكرامة
من: 448 — إلى: 448
(وأما الكرامة فهي ما يجري الله على أيدي أوليائه المؤمنين من خوارق العادات، كالعلم، والقدرة، وغير ذلك، كالظلة التي وقعت على أسيد بن الحضير حين قراءته القرآن، وكإضاءة النور {لعباد بن بشر وأسيد بن حضي} وحين انصرفا من عند النبي صلى الله عليه وسلم فلما افترقا أضاء لكل واحد منهما طرف سوطه. وشرط كونها كرامة أن يكون من جرت على يده هذه الكرامة مستقيمًا على الإيمان ومتابعة الشريعة، فإن كان خلاف ذلك فالجاري على يده من الخوارق يكون من الأحوال الشيطانية. ثم ليعلم أن عدم حصول الكرامة لبعض المسلمين لا يدل على نقص إيمانهم؛ لأن الكرامة إنما تقع لأسباب. منها: تقوية إيمان العبد وتثبيته؛ ولهذا لم ير كثير من الصحابة شيئا من الكرامات لقوة إيمانهم وكمال يقينهم ومنها: إقامة الحجة على العدو كما حصل {لخالد} لما أكل السم، وكان قد حاصر حصنا، فامتنعوا عليه حتى يأكله، فأكله، وفتح الحصن، ومثل ذلك ما جرى {لأبي إدريس الخولاني} لما ألقاه الأسود العنسي في النار، فأنجاه الله من ذلك؛ لحاجته إلى تلك الكرامة. وكقصة {أم أيمن} لما خرجت مهاجرة واشتد بها العطش سمعت حساً من فوقها، فرفعت رأسها، فإذا هي بدلو من ماء، فشربت منها ثم رفعت. وقد تكون الكرامة ابتلاء فيسعد بها قوم ويشقى بها آخرون، وقد يسعد بها صاحبها إن شكر، وقد يهلك إن أعجب ولم يستقم) انتهى من " التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية" العلامة / عبد الرحمن السعدي "المباحث المنيفة) "ص/107)
دليل حسن العاقبة
من: 455 — إلى: 455
(ولا يعتبر دليل حسن العاقبة نوعًا مستقلاًّ عن أدلّة النبوّة المشهورة؛ لأنّه يندرج ضمن دليل المسلك الشخصي؛ الَّذي هو عبارة عن الاستدلال بذات النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأخباره، وصفاته وأحواله على صدقه وصحّة دينه؛ أي أنَّهُ يدور على ثلاثة محاور كبرى: أحدها: الاستدلال بذات النبيِّ صلى الله عليه وسلم على صدقه كاستدلال سلمان الفارسي بهيئة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم على صدقه وكاستدلال عبد اللّه بن سلام كما يدلّ لذلك قوله: ((فَلَمَّا اسْتَبَنْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ)) والثّاني: الاستدلال بأخبار الأنبياء على صدقهم؛ فإنّ خاصّة النبوّة الإنباء الصادق عن الغيب؛ كإخبار النَّبيّ صلى الله عليه وسلم عن فتح بلاد فارس والروم، وعما سيحصل لأصحابه، وأمّته من الفتن، ثُمَّ جاء الواقع مطابقًا لخبره، فدلّ يقينًا على صدقه وهذا المعنى ما قصده حسّان بن ثابت في قوله: لو لم تكن فيه آيات مبينةُ .... كانت بداهته تنبيك بالخبر) سنن ابن ماجه: كتاب إقامة الصَّلاة، 1324 ديوان حسان بن ثابت 1/315