-
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد، فهذا التعليق الرابع على الفصل الخامس وهو حول مسألة العلم اللدني أو الكشف وهو أن يكون الإنسان الكامل واسطة في الكشف، فإذا كان الإنسان الكامل هو ذات الإنسان الطالب للكشف فهو يطلب هذا الانكشاف والعلم اللدني من نفسه، فهو يطلب العلم من داخل وليس من خارج، وأما الذي لم يصل إلى هذا المقام فإنه يطلبه من الخارج أي يطلبه من الإنسان الكامل الذي وصل إلى هذا المقام. وفي محصلة الأمر أن تحصيل هذا الانكشاف العلمي للغيب، الانكشاف اللدني للغيب إنما يكون بواسطة الإنسان الكامل سواءً كانت النفس هي الكاملة أو إنسان كامل آخر في صورة وليّ، شيخ، غوث، قطب، وغير ذلك. هذه ليست قضية خيالية عند الصوفية، هذا ما يقررونه على شكل نظريات وتقريرات تأصيلية، فإنهم قبل قالوا إن الإنسان جامع لحقائق الخالق والخلق، لحقائق الحق والخلق، للحقائق العلوية والسفلية، وهذا الذي حملهم على الظنّ والقول بأن فيهم صفات الربوبية وأنهم وصلوا إلى الاتحاد بالإله وحلول الإله في ذواتهم، وأكثر من ذلك حلول الإله في كل الذوات، باعتبار مقرّر عندهم وهو أن هذا الكامل قد جمع الحقائق الإلهية وأضاف إليها الكونية. فمن ثم عندما يأتي أبو يزيد البسطامي أو الحلاج والشبلي وغيرهم من الصوفية قديمًا والمتأخرين كابن عربي فيقول: "أنا الله، ما في الجبّة إلا الله" فهذا الأمر لم يأتي كما يقولون شطحًا وجذبًا وجنونًا، هذه نظرية كاملة في نفس الصوفي أفاض بها وتكلم بها حين سُكره، حين محوه، حين جذبه، حين شطحه، سواءً كان فاقد العقل أو حاضر العقل، هو يقول شيئًا يجول في صدره قد تقرّر ذلك بحسب نظريات وتأصيلات عندهم وقواعد يؤمنون بها أورثتهم هذه المقولة، لم تأتي لمجرد جنون في الحب وعشق إلهي كما يقولون. فإن الذين يحبون الله كثير وإن الذين يطمئنون إلى الله كثير، ومع ذلك لا يطرأ على ألسنتهم لا في حال صحو ولا في حال محو ولا في حال حضور عقل ولا في جنون أن يهذوا بمثل هذه الكلمات التي فيها إصباغ الصفات الإلهية على المخلوق، على الإنسان، هذا لم يكن إلا على ألسنة الصوفية. لذلك من غير المقبول القول إن هذا كلام ناشئ عن شطح، بمعنى أنه ليس له أصل وليس نابعًا عن نظرية وليس له جذور وإنما كلام يهذي به هذا العاشق، العشّاق والمحبون لا يصل بهم الحال إلى أن يقولوا عن نفسهم أنهم الله وما في الجبّة إلا الله، تعبيرهم عن الحب لا تصل إلى هذه الدرجة إلا أن تكون نظرية مرتبة وقد وجدنا النظرية موجودة عند هؤلاء. فهذا أكبر انكشاف عندهم وأهم انكشاف، وهذا هو العلم اللدني وهو الذي يعملون على إخفائه ومحاولة عدم إظهاره لكن لا ينجحون فإنه يظهر ذلك إمّا ما عن طريق ما سموه شطحًا أو عن طريق التقرير والتنظير، فكل ذلك يجري على ألسنتهم فحيث أرادوا إخفاءه يبدونه، فلا يكفّون عن ذلك سواءً بالتقرير أو بما سموه شطحًا. في النتيجة في المحصلة عندهم هذا الأمر متفق عليه، مع ملاحظة قضية لا بد من التنبه لها وهو أنه في التصوف، في الفكر الصوفي هناك مرتبتان فيما يتعلق بالنظر إلى الوجود: هناك وحدة شهود وهناك وحدة وجود. وحدة الشهود هو أن ينظر في الكائنات والمخلوقات نظرة يرى الله فيها خالقًا، فاعلًا، لا يرى الله عزّ وجل فيها حالًّا في ذوات هذه المخلوقات فتكون هناك فكرة حلول، وإنما يرى الله سبحانه وتعالى في هذه المخلوقات، في هذه الكائنات يراها فاعلًا خالقًا صانعًا مبدعًا، هذا يسمى وحدة شهود. أمّا وحدة الوجود فهو أن يرى الله تعالى قد حلّ بذاته في هذه المخلوقات، وهذا لا شكّ كفر باتفاق الأمة، لكن الأول وحدة الشهود ليس كفرًا، وإنما هو استغراق في التأمل والإقبال على الربّ سبحانه وتعالى حتى يصبح على معنى قريب من قوله "اعبدْ الله كأنك تراه" فكأنه يرى الله سبحانه وتعالى في خلقه لا حلولًا وإنما صنعًا وفعلًا وإبداعًا وخلقًا. هذه المرتبة قد لا يضبطها الصوفي، فيأتي فيها ويعمل على الوصول إليها والوقوف في هذا المقام، ثم إنه لعدم ضبطه لا علمًا ولا لفظًا يجد نفسه ربما من غير إرادة يلج وينتقل إلى وحدة الوجود، فيبدأ يتكلم بألفاظ وحدة الوجود وهو لا يعني وحدة الوجود، يعني وحدة الشهود. ها هنا يمكن أن يُلتمس العذر لهذا الذي تكلم بالشطح والذي تكلم بوحدة الوجود إذا عُلم من سبيله وحاله أنه ليس من أهل هذا الحلول والاتحاد، وإنما هو ضدّ هذا بما كتب وبما أنكر على الحلولية، لكن لفظه ما أسعفه فخرج به إلى مثل هذا المذهب. وهذا ما دفع به الإمام ابن القيم عن الهروي صاحب (منازل السائرين) وبرّأه من وحدة الوجود وأنزل كلامه في مقاماته على وحدة الشهود، بالنظر إلى جهاده وإخلاصه على طريقة السلف في نصرة إثبات الصفات والوقوف أمام المتكلمين من أشاعرة وغيرهم، فإنه فسّر كلامه على أنه وحدة شهود، بينما جاء التلمساني الصوفي الذي شرح كتابه ففسره بوحدة الوجود، فالكلام كلامه محتمِل وهذا الاحتمال يحمل طائفة من الناس على تفسيره بوحدة الوجود، لكن من أحسن الظن به وعرف من ترجمته وحاله أنه بعيد عن هذا المذهب فإنه يبرّئه ويقول غرّه سراب الفناء، وتكلم بألسنتهم لأنه غرق في هذا المقام، وهذا يحدث عند الصوفية كثير. ولذلك هذا الأمر جدٌ خطير لأن اتهام الإنسان بوحدة الوجود اتهام له بالكفر، فلذلك لا بد من الحذر من إطلاق هذا الوصف حتى على الصوفي إذا ورد على لسانه مثل هذا الكلام إذا عُرف عنه أنه يتبرّأ من هذا المذهب وهو أظهر في كلامه من تبنيه مذهب وحدة الوجود. مثل ابن عربي قد نجده يتبرأ لكنه يقرر وينظّر لوحدة الوجود والحلول والاتحاد بما لا يغني عنه تبرأه لو وُجد في بعض المواطن من الحلول والاتحاد، لأنه لا يساوي هذا التبرؤ ذلك التبني فإنه قطرة في بحر، وهو ينظّر لذلك تنظيرًا عميقًا، فهذا أعظم انكشاف يطلبه هؤلاء في هذا الصدد. هناك انكشافات أخرى ويكون فيها كما قُلنا الإنسان الكامل وسيلة إلى ذلك سواءً كان الإنسان نفسه كاملًا أو انه يلتمس ذلك من كامل آخر، وهو انكشاف أسرار الكون الغيبية الماضية والمستقبلة والحاضرة وغير ذلك، يعني يعرف ما في الكون وكلامهم يدور في هذا كثيرًا ولهم في ذلك قصص وكلمات عن أبي يزيد وغير ذلك يدل على انهم يقولون بالاطلاع على أسرار الكون ومعرفة كل ما فيه الكون وأنه لا يخفى عنهم شيء من ذلك، حتى بعضهم ربما تجاوز قال أنه يطلع على اللوح المحفوظ. هذا ما يمكن التعليق به على هذه المسألة، والحمد لله ربّ العالمين.
تعليق على الورد الحادي عشر
بصوت الكاتب
1600:00
فهذا التعليق الرابع على الفصل الخامس وهو حول مسألة العلم اللدني أو الكشف وهو أن يكون الإنسان الكامل واسطة في الكشف، فإذا كان الإنسان الكامل هو ذات الإنسان الطالب للكشف فهو يطلب هذا الانكشاف والعلم اللدني من نفسه، فهو يطلب العلم من داخل وليس من خارج، وأما الذي لم يصل إلى هذا المقام فإنه يطلبه من الخارج أي يطلبه من الإنسان الكامل الذي وصل إلى هذا المقام.
وفي محصلة الأمر أن تحصيل هذا الانكشاف العلمي للغيب، الانكشاف اللدني للغيب إنما يكون بواسطة الإنسان الكامل سواءً كانت النفس هي الكاملة أو إنسان كامل آخر في صورة وليّ، شيخ، غوث، قطب، وغير ذلك.
هذه ليست قضية خيالية عند الصوفية، هذا ما يقررونه على شكل نظريات وتقريرات تأصيلية، فإنهم قبل قالوا إن الإنسان جامع لحقائق الخالق والخلق، لحقائق الحق والخلق، للحقائق العلوية والسفلية، وهذا الذي حملهم على الظنّ والقول بأن فيهم صفات الربوبية وأنهم وصلوا إلى الاتحاد بالإله وحلول الإله في ذواتهم، وأكثر من ذلك حلول الإله في كل الذوات، باعتبار مقرّر عندهم وهو أن هذا الكامل قد جمع الحقائق الإلهية وأضاف إليها الكونية.
فمن ثم عندما يأتي أبو يزيد البسطامي أو الحلاج والشبلي وغيرهم من الصوفية قديمًا والمتأخرين كابن عربي فيقول: "أنا الله، ما في الجبّة إلا الله" فهذا الأمر لم يأتي كما يقولون شطحًا وجذبًا وجنونًا، هذه نظرية كاملة في نفس الصوفي أفاض بها وتكلم بها حين سُكره، حين محوه، حين جذبه، حين شطحه، سواءً كان فاقد العقل أو حاضر العقل، هو يقول شيئًا يجول في صدره قد تقرّر ذلك بحسب نظريات وتأصيلات عندهم وقواعد يؤمنون بها أورثتهم هذه المقولة، لم تأتي لمجرد جنون في الحب وعشق إلهي كما يقولون. فإن الذين يحبون الله كثير وإن الذين يطمئنون إلى الله كثير، ومع ذلك لا يطرأ على ألسنتهم لا في حال صحو ولا في حال محو ولا في حال حضور عقل ولا في جنون أن يهذوا بمثل هذه الكلمات التي فيها إصباغ الصفات الإلهية على المخلوق، على الإنسان، هذا لم يكن إلا على ألسنة الصوفية.
لذلك من غير المقبول القول إن هذا كلام ناشئ عن شطح، بمعنى أنه ليس له أصل وليس نابعًا عن نظرية وليس له جذور وإنما كلام يهذي به هذا العاشق، العشّاق والمحبون لا يصل بهم الحال إلى أن يقولوا عن نفسهم أنهم الله وما في الجبّة إلا الله، تعبيرهم عن الحب لا تصل إلى هذه الدرجة إلا أن تكون نظرية مرتبة وقد وجدنا النظرية موجودة عند هؤلاء.
فهذا أكبر انكشاف عندهم وأهم انكشاف، وهذا هو العلم اللدني وهو الذي يعملون على إخفائه ومحاولة عدم إظهاره لكن لا ينجحون فإنه يظهر ذلك إمّا ما عن طريق ما سموه شطحًا أو عن طريق التقرير والتنظير، فكل ذلك يجري على ألسنتهم فحيث أرادوا إخفاءه يبدونه، فلا يكفّون عن ذلك سواءً بالتقرير أو بما سموه شطحًا.
في النتيجة في المحصلة عندهم هذا الأمر متفق عليه، مع ملاحظة قضية لا بد من التنبه لها وهو أنه في التصوف، في الفكر الصوفي هناك مرتبتان فيما يتعلق بالنظر إلى الوجود: هناك وحدة شهود وهناك وحدة وجود.
وحدة الشهود هو أن ينظر في الكائنات والمخلوقات نظرة يرى الله فيها خالقًا، فاعلًا، لا يرى الله عزّ وجل فيها حالًّا في ذوات هذه المخلوقات فتكون هناك فكرة حلول، وإنما يرى الله سبحانه وتعالى في هذه المخلوقات، في هذه الكائنات يراها فاعلًا خالقًا صانعًا مبدعًا، هذا يسمى وحدة شهود.
أمّا وحدة الوجود فهو أن يرى الله تعالى قد حلّ بذاته في هذه المخلوقات، وهذا لا شكّ كفر باتفاق الأمة، لكن الأول وحدة الشهود ليس كفرًا، وإنما هو استغراق في التأمل والإقبال على الربّ سبحانه وتعالى حتى يصبح على معنى قريب من قوله "اعبدْ الله كأنك تراه" فكأنه يرى الله سبحانه وتعالى في خلقه لا حلولًا وإنما صنعًا وفعلًا وإبداعًا وخلقًا.
هذه المرتبة قد لا يضبطها الصوفي، فيأتي فيها ويعمل على الوصول إليها والوقوف في هذا المقام، ثم إنه لعدم ضبطه لا علمًا ولا لفظًا يجد نفسه ربما من غير إرادة يلج وينتقل إلى وحدة الوجود، فيبدأ يتكلم بألفاظ وحدة الوجود وهو لا يعني وحدة الوجود، يعني وحدة الشهود.
ها هنا يمكن أن يُلتمس العذر لهذا الذي تكلم بالشطح والذي تكلم بوحدة الوجود إذا عُلم من سبيله وحاله أنه ليس من أهل هذا الحلول والاتحاد، وإنما هو ضدّ هذا بما كتب وبما أنكر على الحلولية، لكن لفظه ما أسعفه فخرج به إلى مثل هذا المذهب.
وهذا ما دفع به الإمام ابن القيم عن الهروي صاحب (منازل السائرين) وبرّأه من وحدة الوجود وأنزل كلامه في مقاماته على وحدة الشهود، بالنظر إلى جهاده وإخلاصه على طريقة السلف في نصرة إثبات الصفات والوقوف أمام المتكلمين من أشاعرة وغيرهم، فإنه فسّر كلامه على أنه وحدة شهود، بينما جاء التلمساني الصوفي الذي شرح كتابه ففسره بوحدة الوجود، فالكلام كلامه محتمِل وهذا الاحتمال يحمل طائفة من الناس على تفسيره بوحدة الوجود، لكن من أحسن الظن به وعرف من ترجمته وحاله أنه بعيد عن هذا المذهب فإنه يبرّئه ويقول غرّه سراب الفناء، وتكلم بألسنتهم لأنه غرق في هذا المقام، وهذا يحدث عند الصوفية كثير.
ولذلك هذا الأمر جدٌ خطير لأن اتهام الإنسان بوحدة الوجود اتهام له بالكفر، فلذلك لا بد من الحذر من إطلاق هذا الوصف حتى على الصوفي إذا ورد على لسانه مثل هذا الكلام إذا عُرف عنه أنه يتبرّأ من هذا المذهب وهو أظهر في كلامه من تبنيه مذهب وحدة الوجود.
مثل ابن عربي قد نجده يتبرأ لكنه يقرر وينظّر لوحدة الوجود والحلول والاتحاد بما لا يغني عنه تبرأه لو وُجد في بعض المواطن من الحلول والاتحاد، لأنه لا يساوي هذا التبرؤ ذلك التبني فإنه قطرة في بحر، وهو ينظّر لذلك تنظيرًا عميقًا، فهذا أعظم انكشاف يطلبه هؤلاء في هذا الصدد.
هناك انكشافات أخرى ويكون فيها كما قُلنا الإنسان الكامل وسيلة إلى ذلك سواءً كان الإنسان نفسه كاملًا أو انه يلتمس ذلك من كامل آخر، وهو انكشاف أسرار الكون الغيبية الماضية والمستقبلة والحاضرة وغير ذلك، يعني يعرف ما في الكون وكلامهم يدور في هذا كثيرًا ولهم في ذلك قصص وكلمات عن أبي يزيد وغير ذلك يدل على انهم يقولون بالاطلاع على أسرار الكون ومعرفة كل ما فيه الكون وأنه لا يخفى عنهم شيء من ذلك، حتى بعضهم ربما تجاوز قال أنه يطلع على اللوح المحفوظ.
هذا ما يمكن التعليق به على هذه المسألة، والحمد لله ربّ العالمين.
اعتقاد أهل السنة والجماعة في قضاء الله وقدره
من: 313 — إلى: 313
قال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى لمَّا ذَكَرَ ما ذَكَرْ من المسائل التي بها تعلم اعتقاد أهل السنة والجماعة في قضاء الله وقدره: [فهذا جملة ما يحتاج إليه من هو منوَّرٌ قلبه من أولياء الله تعالى، وهي درجة الراسخين في العلم؛ لأن العلم علمان: - علم في الخلق موجود. - وعلم في الخلق مفقود. فإنكار العلم الموجود كفر، وادعاء العلم المفقود كفر، ولا يثبت الإيمان إلا بقبول العلم الموجود، وترك طلب العلم المفقود]. قال الشيخ خالد المصلح حفظه الله : (وترك طلب العلم المفقود) لا إشكال فيه؛ لأن العلم المفقود لا سبيل إلى تحصيله، فالغيب لا طريق إلى تحصيله إلا من طريق النبوة، فكل من زعم بأن له طريقاً يوصله إلى ما غاب وخفي من علم الله عز وجل فقد كذب بالقرآن، فالواجب عليه أن يترك ذلك، ولا يثبت إيمانه إلا بذلك شرح الطحاوية للشيخ خالد المصلح
التحديث
من: 355 — إلى: 356
قال ابن تيمية رحمه الله : والأولياء وإن كان فيهم محدثون كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنه قد كان في الأمم محدثون، فإن يكن في أمتي أحد فعمر. فهذا الحديث يدل على أن أول المحدثين في هذه الأمة عمر، وأبو بكر أفضل منه إذ هو الصديق، فالمحدث وإن كان يلهم ويحدث من جهة الله تعالى، فعليه أن يعرض ذلك على الكتاب والسنة، فإنه ليس بمعصوم كما قال أبو الحسن الشاذلي: قد ضمنت لنا العصمة فيما جاء به الكتاب والسنة، ولم تضمن لنا العصمة في الكشوف والإلهام. ولهذا كان عمر بن الخطاب وقافا عند كتاب الله، وكان أبو بكر الصديق يبين له أشياء تخالف ما يقع له، كما بين له يوم الحديبية، ويوم موت النبي صلى الله عليه وسلم، ويوم قتال ما نعي الزكاة وغير ذلك، وكان عمر يشاور الصحابة فتارة يرجع إليهم، وتارة يرجعون إليه.. وكان يأخذ بعض السنة عمن هو دونه في قضايا متعددة، وكان يقول القول فيقال له: أصبت، فيقول: والله ما يدري عمر أصاب الحق أم أخطأه، فإذا كان هذا إمام المحدثين، فكل ذي قلب يحدثه قلبه عن ربه إلى يوم القيامة هو دون عمر، فليس فيهم معصوم، بل الخطأ يجوز عليهم كلهم، وإن كان طائفة تدعي أن الولي محفوظ، وهو نظير ما يثبت للأنبياء من العصمة، والحكيم الترمذي قد أشار إلى هذا، فهذا باطل مخالف للسنة والإجماع، ولهذا اتفق المسلمون على أن كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. مجموع فتاوى ابن تيمية الجزء الثاني ص٢٢٦
#اقتباس: ٣٢٧- ٣٣٩
"وساطة الإنسان الكامل في تحصيل العلم البدني(الكشف)'
إن اعتماد الصوفية في التلقي على العلم اللدني -المختص ب "الإنسان الكامل"- في مقابل هذا الأمر أعرضوا وردوا الدليل الشرعي والعقلي.
ومن هذا الجانب حرصوا على التخفي وإستعمال الرموز والإشارات؛ حيث تجاوزوا بالعلم اللدني أو الكشفي إلى مشاركة الإله في الخصائص الالهية، فقال قائلهم: " أنا الحق".
كان هذا الذي توصلوا به من هذا الكشف وهو المراد والمعني بكلمة " السر".
وما كان موقف غيرهم من الصوفية إلا التحجج بالشطح الصوفي، أو التأويل لعبارات الكفر.
ولما كان سبب هذا الشطح الوقوع في (الفناء والاتحاد) والإتيان بالألفاظ الشنيعة على الله، التي لم تكن معروفة عند السلف الصالح ولا أتى ذكر أو دليل عن من سعى لمثلها، أكد ذلك فلسفية التصوف ودخوله على الإسلام والمسلمين.
منيرة حامد الغامدي
ص/360
(كلي/أولي/ مطلق)
هل تحمل معنى واحد؟
وما معناها ؟ وهل ترتبط بالغيب وحده؟
أ.د.لطف الله عبد العظيم خوجه
معانيها مختلفة؛ الكلي: لفظ يصدق على كثيرين. عكس الجزئي.
الأولي: هو البدهي والضروري.
المطلق: الذي لا شرط فيه.