الإنسان الكامل في الفكر الصوفي - عرض ونقد -

الأوراد/ الورد العاشر (٢٩٧ - ٣٢٧)

هذا ملخص يتضمن أهم النقاط الرئيسية والأفكار المهمة؛ لذا هو لا يغني عن الكتاب، صممناه لكم بشكل مريح يساعد على ترتيب المعلومة وفهمها

  • بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد، فهذا التعليق الثالث على الفصل الخامس، ويدور حول قضية وساطة الإنسان الكامل في توصيل الخلق بالحق أو في إيصال الخلق إلى الحق، ويدخل في ذلك مسألة التشبّه، وهذه العملية الصاعدة، العملي الصاعدة في الوساطة، الأولى كانت نازلة وهذه صاعدة، ما مهمة الإنسان الكامل بالنظر إلى علاقته بالخلق؟ مهمته إيصال الخلق إلى الحق فهو واسطة في تعرف الخلق على الحق، هذه المرحلة الأولى ثم تليها المرحلة الثانية بعد هذه المعرفة إذا حصلت يأتي الفناء، وهو غاية التصوف كما سبق بيانه في مقدمات التصوف، وقبل أن ألج في تفصيل هذه القضية باختصار، أقول الفكر الصوفي يعتمد على الخيالات والرموز والإشارات ولا يعتمد على أدلة منطقية ولذلك يجد المرء صعوبة في تفهم هذه الأفكار واستيعابها فضلًا أن يعرضها ويقربها، فالقارئ يجد عنتًا حقيقة في إدراك هذه القضايا، لأنها خيالات وخيالات لا تُبنى على أدلة يمكن أن يتسلسل العقل معها منطقيًا ويصل إلى نتائج، بل يجد فجوات كثير. ولذلك الصوفية عادة يقولون، المُريد وكذا: سِّلم. ويقولون للمخالف هذه مسائل ذوقية من لم يذق لا يمكن أن يدركها. وكذلك القارئ -يعني كان الله في عونه- سيجد من ذلك عنتًا حتى يفهم ما المراد وسيفهمه على عوج، بمعنى أنه سيفهم لكن إذا تطلب لفهمه أدلة منطقية فلن يجد، بل ينبغي له أن يتعامل مع النصوص الصوفية على أنها خيالات وأنها لا تقوم على أدلة فيفهمها كما وضعها أصحابها، لا ينطلق من منطلقات هو نشأ عليها وهو أن يكون منطقيًا، مرتبًا، منهجيًا، حتى يصل من المقدمات إلى النتائج، كلا، التصوف ليس هكذا، فكل ما يُطرح ليس عليه دليل، هي أمور كما قلت فلسفية والعجب أن الفلاسفة يدّعون أنهم أهل المعقولات ومع ذلك يتطابقون مع الصوفية، بل الصوفية فلاسفة في إلغاء العقل تمامًا بإقرار واعتراف في مسائل أصولية، عقدية، تتعلق بالكون وبالإله وبالإنسان وبالعالم ليس لها أي مستند صحيح يمكن أن يُبنى عليه، ولذلك يتخلصون من العقل تمامًا ومن العلم تمامًا ويتنكّرون لهذه الأصول ويبنون على الذوق والكشف والإلهام ونحو ذلك ويعيشون في خيالات. فلا بد من فهم هذه القضية حيال التصوف حين الاطلاع على منتوجهم لئلا يُصاب الإنسان بربكة ذهنية أو فكرية حينما يتناول كلامهم ومثل هذا الكتاب وعرض ما عندهم من أفكار حتى لا يدخل في نوع من الاضطراب، يريد أدلة منطقية ولا يجدها ويظن بنفسه سوءًا في الفهم، بينما الحقيقة السوء فيما عُرض أصلًا، ما عُرض يريد أن يقول أن الإنسان يفنى في الذات الإلهية، هذه القضية غير منطقية أصلًا، يريد أن يتشبه بالإله تشبهًا كاملًا، هذه قضية غير منطقية. هؤلاء يقولون إن الإنسان يريد أن يرتقي يعني من كونه مخلوقًا عبدًا إلى أن يتحدّ بالخالق ويكون بذلك إلاهًا ربًّا يعني هو يصبح إلهي، إلهي التكوين بعد أن كان بشري التكوين بسبب أنه اتحدّ، بسبب أنه رجع. فالمقصود هنا إذا رجعنا إلى الإنسان الكامل وهي بحسب عرض الصوفية إيصال الخلق الإنسان الذي هو غير كامل، إيصاله إلى الحق، إيصاله بمعنى تعريفه بأسمائه وصفاته ثم القيام على عملية التشبّه ليحصل من وراء ذلك الفناء، وهذا هو غاية الصوفي وهذا مطلوبه. كما قالوا: "يبقى من لم يزُل، ويفنى من لم يكن" من لم يكن ما هو؟ المخلوق الإنسان، هذا يفنى، ويبقى من لم يزل هو الحق، فأين يفنى هذا ويبقى أين؟ يفنى عن ذاته البشرية، يتخلص من تكوينه الجسدي السفلي ويكون روحانيًا محضًا حتى يتأهل للاتحاد والفناء بالأقدس بالحق، وحينذاك يصبح روحانيًا تامًا ويتخلص من الجسد فيرجع كما كان على النظرة الصوفية القديمة والفلسفية أن الكون كله كان روحانيًا محضًا ثم بعد ذلك انفصلت هذه الجزئيات ومنها الإنسان والبشر انفصلوا عن هذا الروحاني الأكبر الأقدس كجزئيات وتلبست بهذه الغلف والأجساد والسفليات فشقيت، تريد أن تسترجع مكانتها الأولى وتتخلص من هذه السفليات التي شقيت بها فتعمل على التخلص، بأي طريقة يتخلصون؟ بالتشبه، فإذا قالوا "التخلّق بأخلاق الله" وفي التعريف الفلسفي "ألتشبُّه بالإله على قدر الطاقة" فيعمل على التشبه حتى يصل إلى أن يتخلص من جسده من أحكام الجسد ويصبح روحانيًا محضًا وحينذاك ينتقل إلى الوضع الأول "ويبقى من يزُل، ويفنى من لم يكن". وهذه العملية التي يمارسها الإنسان قد يمارسها بطريقة فيها كثير من المجاهدة وهذا ما كان عليه المتصوفة الأوائل: فيها تقشف ومجاهدة وعزلة وسياحة، فيها تعذيب للبدن، لكن هذه القضية تحولت لاحقًا أو ظهر فيها سبيل آخر ربما لم يكن واضحًا في البداية لأمر ما، وهو أنه يمكن أن يصل إلى هذه الدرجة من التمكّن، من التشبّه ومن الفناء من غير مجاهدة أصلًا، بأعمال ذهنية وأبرز من أوضح هذا ابن عربي وإن كان ذلك بادرًا وباديًا في كلام المتقدمين كأبي الحسين النوري عندما عرّف التصوف بانه ليس مجاهدة وليس علم، يعني ليس هناك أمر يحتمل فيه المجاهدة والمشقّة والتعب حتى يصل إلى ما يريد بل هو تخلّق بأخلاق الله سبحانه وتعالى. فالنوري يقول: "ليس التصوف رسمًا ولا علمًا ولكنه خُلق، لأنه لو كان رسمًا لحُصّل بالمجاهدة، ولو كان علمًا لحُصّل بالتعليم، ولكنه تخلق بأخلاق الله ولن تستطيع أن تُقبل على الأخلاق الإلهية بعلم أو رسم" فهذا متقدم وهو من الصوفية الأوائل في الطبقة الأولى أو الثانية، ويقول هذا الكلام الذي يُعرّي ويسلب التصوف ناحية المجاهدة وتعب البدن من عزلة وسياحة وجوع وعريِّ وإلى غير ذلك، وفقر، يُعرّي ذلك كله ويقول مجرد تخلق بأخلاق الله. وابن عربي يوضح ذلك أنه يمكن أن يكون الأمر ذهنيًا، إذاً يمكن أن يُحصّل هذا الأمر بطريقة ذهن والعمليات الذهنية الفلسفية المحضة، ولها طرقها وهي موجودة في كلامهم كما في كتاب حيّ بن يقظان الذي ألّفه ابن طفيل في تفصيل هذه الطريقة التي فيها التشبه بالإله والتخلّق بأخلاق الله سبحانه وتعالى. ثم إنهم يقولون في طرق الوصول إلى الكمال الإنساني، وعرفنا ما معنى الكمال، هو الفناء في الذات الإلهية وفي الصفات الإلهية بحسب ما يقول المتصوفة وإن كان الفكر الصوفي هو فناء في الذات الإلهية. يقولون إن ذلك إما طريق الإنسان الكامل القائم والحقيقة المحمدية أو نوابه، أو من خلال الإنسان في نفسه، متى يكون من خلال الإنسان في نفسه؟ إذا أدرك أنه كامل، إدراكه يحمله على أن يتشبه لا أدري بنفسه او بمن لكن أن يدرك أنه كامل وحين ذاك تنكشف له الأمور الإلهي ويدرك أنه إلهي الأروما والجذر، وإذا لم يحصل له هذا فإن له طريق آخر وهو الإنسان الكامل ماثل أمامه من شيخ أو وليّ وحقيقة محمدية تمثلت في هؤلاء المشايخ بينما يتخذهم سلمًا ليصل إلى الحق من خلال الفناء، فهما طريقان: طريق النفس أو من طريق الإنسان الكامل القائم. وكما ذكرت في أول كلامي فإنه إذا حصل إلى مثل هذا ووصل إلى درجة الكمال فهذا هو الخلاص وهذه النهاية، أي هذه هي القيامة، ومنه نفهم أن الصوفية ليست عندهم قيامة، ليست قيامة بمعنى حشر الأجساد والأرواح، عند أهل الإسلام أن الحشر يكون بالأجساد والأرواح، لكن عند الفكر الصوفي الموافق للفكر الفلسفي الحشر روحيّ، فالحشر والقيامة والمعاد روحانيّ وليس جسدي، ومن ثم هذا الصوفي الفيلسوف يمكن أن يصل إلى قيامته إلى نهايته إلى الخلاص وهو حيّ، ولا يلزم من ذلك أن يموت، وإذا مات وصل أيضًا، لكن يمكن أن يكون حيًّا ويصل إلى درجة الفناء في الذات الإلهية وذلك لما ظن أبو يزيد أنه وصل والحلاج والشيلي الذي قال: "أنا الله، ما في الجبة إلا الله". منه نفهم أن حقيق الفكر الصوفي لا يؤمن بوجود جنة ولا نار، لأن الجنة والنار عندهم معدن، معدن تمتّع الحواس وليس الروح، ولذلك من فهم منهم حقيقة الفكر الصوفي هكذا نفى الجنة والنار، وقال المعاد روحاني، كما شهد عليهم الغزالي. ومن لم يفهم منهم أو كان متسترًا يريد أن يغطّي على الفكرة في حقيقتها صار يطعن ويستهزئ بنعيم الجنة وعذاب النار، ويقول: ما النار؟ لعبة الصبيان، أُطفيها بريقي أو أنفخ فيها فتنطفئ، أنصب عليها عندها خيمتي. ما الجنة؟ الجنة معدن تمتع الحواس: الفرج والبطن. وهكذا من هذه العبارات التي فيها ليس فيها تطلّع إلى الجنة ولا خوف من النار، والعبارة المشهورة عندهم: "أعبدك لا خوفًا من نارك ولا طمعًا في جنتك إنما هو في هذا السياق". فالصوفي يريد أن يصل بالتشبه إلى درجة أنه يستغني عن الجنة والنار، بمعنى أنه يريد أن يكون مثل كالإله في عدم الحاجة إلى نعيم أو خوف من عذاب، يريد أن يتحقق بالصفات الإلهية كليًّا. وهذا ما تقدم معنى الفناء في الذات الإلهية حتى يكون إلهيًّا في جذره وفي أصله، وحينذاك لا يحتاج إلى جنة ولا إلى نار، يعني لا يرغب لا في جنة ولا سخاف نار. هذا حقيقة التشبه بالإله على قدر الطاقة، أن يكون إلهيًا، ولذلك لم يكن عندهم معاد روحاني ولذلك استهانوا بالجنة وبالنار. وهذا طائفة من الصوفية قالوها من غير وعي بحقيقة الفكرة، وأن الفكرة مقصودها أن يكون إلهيًا وحينئذٍ يستغني عن الجنة والنار، وطائفة فهموا هذا وصاروا يتكلمون بالكلام الذي يقيهم ويحميهم من المسائلة الشرعية، فإن إنكار الجنة وإنكار النار أمر كفريّ متفق على أن من أنكرهما كافر، هذا اتفاق المسلمين عليه. فيصعب إنكار مثل هذه الأصول بين المسلمين فكان الطريق الذي ارتضاه هؤلاء الطعن في نعيم الجنة والاستهزاء بعذاب النار، على اعتبار أنهم ارتقوا عن هذه المبادئ أو هذه المقامات إلى مقام أعلى وهو حبّ الذات الإلهية وذلك أغناهم عن الجنة والنار، وهذه الفكرة لأول وهلة لمن لم يتأملها يظن أنها سامية، لكن في حقيقة الأمر هي تنصيب الإنسان مقام مكان الإله. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وصلّ الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
    تعليق على الورد التاسع والعاشر

    بصوت الكاتب

    1
    4
    00:00
    تحميل
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد،
فهذا التعليق الثالث على الفصل الخامس، ويدور حول قضية وساطة الإنسان الكامل في توصيل الخلق بالحق أو في إيصال الخلق إلى الحق، ويدخل في ذلك مسألة التشبّه، وهذه العملية الصاعدة، العملي الصاعدة في الوساطة، الأولى كانت نازلة وهذه صاعدة، ما مهمة الإنسان الكامل بالنظر إلى علاقته بالخلق؟
مهمته إيصال الخلق إلى الحق فهو واسطة في تعرف الخلق على الحق، هذه المرحلة الأولى ثم تليها المرحلة الثانية بعد هذه المعرفة إذا حصلت يأتي الفناء، وهو غاية التصوف كما سبق بيانه في مقدمات التصوف، وقبل أن ألج في تفصيل هذه القضية باختصار، أقول الفكر الصوفي يعتمد على الخيالات والرموز والإشارات ولا يعتمد على أدلة منطقية ولذلك يجد المرء صعوبة في تفهم هذه الأفكار واستيعابها فضلًا أن يعرضها ويقربها، فالقارئ يجد عنتًا حقيقة في إدراك هذه القضايا، لأنها خيالات وخيالات لا تُبنى على أدلة يمكن أن يتسلسل العقل معها منطقيًا ويصل إلى نتائج، بل يجد فجوات كثير.
ولذلك الصوفية عادة يقولون، المُريد وكذا: سِّلم. ويقولون للمخالف هذه مسائل ذوقية من لم يذق لا يمكن أن يدركها.
وكذلك القارئ -يعني كان الله في عونه- سيجد من ذلك عنتًا حتى يفهم ما المراد وسيفهمه على عوج، بمعنى أنه سيفهم لكن إذا تطلب لفهمه أدلة منطقية فلن يجد، بل ينبغي له أن يتعامل مع النصوص الصوفية على أنها خيالات وأنها لا تقوم على أدلة فيفهمها كما وضعها أصحابها، لا ينطلق من منطلقات هو نشأ عليها وهو أن يكون منطقيًا، مرتبًا، منهجيًا، حتى يصل من المقدمات إلى النتائج، كلا، التصوف ليس هكذا، فكل ما يُطرح ليس عليه دليل، هي أمور كما قلت فلسفية والعجب أن الفلاسفة يدّعون أنهم أهل المعقولات ومع ذلك يتطابقون مع الصوفية، بل الصوفية فلاسفة في إلغاء العقل تمامًا بإقرار واعتراف في مسائل أصولية، عقدية، تتعلق بالكون وبالإله وبالإنسان وبالعالم ليس لها أي مستند صحيح يمكن أن يُبنى عليه، ولذلك يتخلصون من العقل تمامًا ومن العلم تمامًا ويتنكّرون لهذه الأصول ويبنون على الذوق والكشف والإلهام ونحو ذلك ويعيشون في خيالات.
فلا بد من فهم هذه القضية حيال التصوف حين الاطلاع على منتوجهم لئلا يُصاب الإنسان بربكة ذهنية أو فكرية حينما يتناول كلامهم ومثل هذا الكتاب وعرض ما عندهم من أفكار حتى لا يدخل في نوع من الاضطراب، يريد أدلة منطقية ولا يجدها ويظن بنفسه سوءًا في الفهم، بينما الحقيقة السوء فيما عُرض أصلًا، ما عُرض يريد أن يقول أن الإنسان يفنى في الذات الإلهية، هذه القضية غير منطقية أصلًا، يريد أن يتشبه بالإله تشبهًا كاملًا، هذه قضية غير منطقية.
هؤلاء يقولون إن الإنسان يريد أن يرتقي يعني من كونه مخلوقًا عبدًا إلى أن يتحدّ بالخالق ويكون بذلك إلاهًا ربًّا يعني هو يصبح إلهي، إلهي التكوين بعد أن كان بشري التكوين بسبب أنه اتحدّ، بسبب أنه رجع.
فالمقصود هنا إذا رجعنا إلى الإنسان الكامل وهي بحسب عرض الصوفية إيصال الخلق الإنسان الذي هو غير كامل، إيصاله إلى الحق، إيصاله بمعنى تعريفه بأسمائه وصفاته ثم القيام على عملية التشبّه ليحصل من وراء ذلك الفناء، وهذا هو غاية الصوفي وهذا مطلوبه.
كما قالوا: "يبقى من لم يزُل، ويفنى من لم يكن" من لم يكن ما هو؟
المخلوق الإنسان، هذا يفنى، ويبقى من لم يزل هو الحق، فأين يفنى هذا ويبقى أين؟ يفنى عن ذاته البشرية، يتخلص من تكوينه الجسدي السفلي ويكون روحانيًا محضًا حتى يتأهل للاتحاد والفناء بالأقدس بالحق، وحينذاك يصبح روحانيًا تامًا ويتخلص من الجسد فيرجع كما كان على النظرة الصوفية القديمة والفلسفية أن الكون كله كان روحانيًا محضًا ثم بعد ذلك انفصلت هذه الجزئيات ومنها الإنسان والبشر انفصلوا عن هذا الروحاني الأكبر الأقدس كجزئيات وتلبست بهذه الغلف والأجساد والسفليات فشقيت، تريد أن تسترجع مكانتها الأولى وتتخلص من هذه السفليات التي شقيت بها فتعمل على التخلص، بأي طريقة يتخلصون؟
بالتشبه، فإذا قالوا "التخلّق بأخلاق الله" وفي التعريف الفلسفي "ألتشبُّه بالإله على قدر الطاقة" فيعمل على التشبه حتى يصل إلى أن يتخلص من جسده من أحكام الجسد ويصبح روحانيًا محضًا وحينذاك ينتقل إلى الوضع الأول "ويبقى من يزُل، ويفنى من لم يكن".
وهذه العملية التي يمارسها الإنسان قد يمارسها بطريقة فيها كثير من المجاهدة وهذا ما كان عليه المتصوفة الأوائل: فيها تقشف ومجاهدة وعزلة وسياحة، فيها تعذيب للبدن، لكن هذه القضية تحولت لاحقًا أو ظهر فيها سبيل آخر ربما لم يكن واضحًا في البداية لأمر ما، وهو أنه يمكن أن يصل إلى هذه الدرجة من التمكّن، من التشبّه ومن الفناء من غير مجاهدة أصلًا، بأعمال ذهنية وأبرز من أوضح هذا ابن عربي وإن كان ذلك بادرًا وباديًا في كلام المتقدمين كأبي الحسين النوري عندما عرّف التصوف بانه ليس مجاهدة وليس علم، يعني ليس هناك أمر يحتمل فيه المجاهدة والمشقّة والتعب حتى يصل إلى ما يريد بل هو تخلّق بأخلاق الله سبحانه وتعالى.
فالنوري يقول: "ليس التصوف رسمًا ولا علمًا ولكنه خُلق، لأنه لو كان رسمًا لحُصّل بالمجاهدة، ولو كان علمًا لحُصّل بالتعليم، ولكنه تخلق بأخلاق الله ولن تستطيع أن تُقبل على الأخلاق الإلهية بعلم أو رسم"
فهذا متقدم وهو من الصوفية الأوائل في الطبقة الأولى أو الثانية، ويقول هذا الكلام الذي يُعرّي ويسلب التصوف ناحية المجاهدة وتعب البدن من عزلة وسياحة وجوع وعريِّ وإلى غير ذلك، وفقر، يُعرّي ذلك كله ويقول مجرد تخلق بأخلاق الله.
وابن عربي يوضح ذلك أنه يمكن أن يكون الأمر ذهنيًا، إذاً يمكن أن يُحصّل هذا الأمر بطريقة ذهن والعمليات الذهنية الفلسفية المحضة، ولها طرقها وهي موجودة في كلامهم كما في كتاب حيّ بن يقظان الذي ألّفه ابن طفيل في تفصيل هذه الطريقة التي فيها التشبه بالإله والتخلّق بأخلاق الله سبحانه وتعالى.
ثم إنهم يقولون في طرق الوصول إلى الكمال الإنساني، وعرفنا ما معنى الكمال، هو الفناء في الذات الإلهية وفي الصفات الإلهية بحسب ما يقول المتصوفة وإن كان الفكر الصوفي هو فناء في الذات الإلهية.
يقولون إن ذلك إما طريق الإنسان الكامل القائم والحقيقة المحمدية أو نوابه، أو من خلال الإنسان في نفسه، متى يكون من خلال الإنسان في نفسه؟
إذا أدرك أنه كامل، إدراكه يحمله على أن يتشبه لا أدري بنفسه او بمن لكن أن يدرك أنه كامل وحين ذاك تنكشف له الأمور الإلهي ويدرك أنه إلهي الأروما والجذر، وإذا لم يحصل له هذا فإن له طريق آخر وهو الإنسان الكامل ماثل أمامه من شيخ أو وليّ وحقيقة محمدية تمثلت في هؤلاء المشايخ بينما يتخذهم سلمًا ليصل إلى الحق من خلال الفناء، فهما طريقان: طريق النفس أو من طريق الإنسان الكامل القائم.
وكما ذكرت في أول كلامي فإنه إذا حصل إلى مثل هذا ووصل إلى درجة الكمال فهذا هو الخلاص وهذه النهاية، أي هذه هي القيامة، ومنه نفهم أن الصوفية ليست عندهم قيامة، ليست قيامة بمعنى حشر الأجساد والأرواح، عند أهل الإسلام أن الحشر يكون بالأجساد والأرواح، لكن عند الفكر الصوفي الموافق للفكر الفلسفي الحشر روحيّ، فالحشر والقيامة والمعاد روحانيّ وليس جسدي، ومن ثم هذا الصوفي الفيلسوف يمكن أن يصل إلى قيامته إلى نهايته إلى الخلاص وهو حيّ، ولا يلزم من ذلك أن يموت، وإذا مات وصل أيضًا، لكن يمكن أن يكون حيًّا ويصل إلى درجة الفناء في الذات الإلهية وذلك لما ظن أبو يزيد أنه وصل والحلاج والشيلي الذي قال: "أنا الله، ما في الجبة إلا الله".
منه نفهم أن حقيق الفكر الصوفي لا يؤمن بوجود جنة ولا نار، لأن الجنة والنار عندهم معدن، معدن تمتّع الحواس وليس الروح، ولذلك من فهم منهم حقيقة الفكر الصوفي هكذا نفى الجنة والنار، وقال المعاد روحاني، كما شهد عليهم الغزالي.
ومن لم يفهم منهم أو كان متسترًا يريد أن يغطّي على الفكرة في حقيقتها صار يطعن ويستهزئ بنعيم الجنة وعذاب النار، ويقول: ما النار؟ لعبة الصبيان، أُطفيها بريقي أو أنفخ فيها فتنطفئ، أنصب عليها عندها خيمتي.
ما الجنة؟ الجنة معدن تمتع الحواس: الفرج والبطن. وهكذا من هذه العبارات التي فيها ليس فيها تطلّع إلى الجنة ولا خوف من النار، والعبارة المشهورة عندهم: "أعبدك لا خوفًا من نارك ولا طمعًا في جنتك إنما هو في هذا السياق".
فالصوفي يريد أن يصل بالتشبه إلى درجة أنه يستغني عن الجنة والنار، بمعنى أنه يريد أن يكون مثل كالإله في عدم الحاجة إلى نعيم أو خوف من عذاب، يريد أن يتحقق بالصفات الإلهية كليًّا. وهذا ما تقدم معنى الفناء في الذات الإلهية حتى يكون إلهيًّا في جذره وفي أصله، وحينذاك لا يحتاج إلى جنة ولا إلى نار، يعني لا يرغب لا في جنة ولا سخاف نار.
هذا حقيقة التشبه بالإله على قدر الطاقة، أن يكون إلهيًا، ولذلك لم يكن عندهم معاد روحاني ولذلك استهانوا بالجنة وبالنار.
وهذا طائفة من الصوفية قالوها من غير وعي بحقيقة الفكرة، وأن الفكرة مقصودها أن يكون إلهيًا وحينئذٍ يستغني عن الجنة والنار، وطائفة فهموا هذا وصاروا يتكلمون بالكلام الذي يقيهم ويحميهم من المسائلة الشرعية، فإن إنكار الجنة وإنكار النار أمر كفريّ متفق على أن من أنكرهما كافر، هذا اتفاق المسلمين عليه.
فيصعب إنكار مثل هذه الأصول بين المسلمين فكان الطريق الذي ارتضاه هؤلاء الطعن في نعيم الجنة والاستهزاء بعذاب النار، على اعتبار أنهم ارتقوا عن هذه المبادئ أو هذه المقامات إلى مقام أعلى وهو حبّ الذات الإلهية وذلك أغناهم عن الجنة والنار، وهذه الفكرة لأول وهلة لمن لم يتأملها يظن أنها سامية، لكن في حقيقة الأمر هي تنصيب الإنسان مقام مكان الإله.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وصلّ الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

لقد أصبح من الصعب جدًا تمييز طوائف التصوف أو الحكم عليهم بحكم واحد شامل لجميع فرقهم وعقائدهم المتشعبة؛ إذ لا يمكن معرفة كل قسم من أقسام التصوف قائمًا بنفسه متميزًا عن غيره إلا من خلال "الطرق" الكثيرة، والتي هي تعبير عن التزام مجموعة من الأتباع أو المريدين بشيخ يجعلونه قدوتهم، وينفذون ما يوجبه عليهم من أذكار وسلوك، وقد تتفق طريقته مع بعض الطرق وقد تختلف عنها، والطرق الصوفية لم تقف عند حد أو مفهوم، فهي دائمًا في ازدياد وتجدد؛ إذ كل من ابتدع طريقًا، وجد له أتباعًا يتسمون باسمه أو باسم طريقته. وقد ذكر الشيخ أبو علي حسن بن علي العجمي الحنفي طرق الصوفية، فعد منها أربعين طريقًا في رسالة له، وقد لخصها الشيخ أبو سالم العياشي في رحلته، وقد أوصلها غيرهم إلى أكثر من ذلك. وبعد أن ذكر علي بن محمد الدخيل الله ذلك قال: "والحق أن الطرق الصوفية كثيرة جدًا بحيث يصعب حصرها؛ إذ كل من عنّ له أن يبتدع طريقًا فعل، وسماها باسمه واسم قبيلته أو عشيرته، وهذا مشاهد بكثرة في أفريقيا؛ إذ بين فترة وأخرى تخرج طريقة جديدة تحمل اسمًا جديدًا ولها أوضاع معينة وأوراد مقررة". وذكر الدكتور صابر طعيمة ما مجموعه ٦٦ طريقة وقال: "وأما الطرق الصوفية الحديثة فمن العسير تسجيل أسماء معظمها في كتاب، ويكفى أنه في النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري قد بلغ عدد الطرق الصوفية في بلد واحد أكثر من مائة طريق". ثم أخذ بعد منها ٥٢ طريقة نقلًا عن المنوفي في كتابه جمهرة الأولياء، الذي ذكر فيه قسمًا كبيرًا من طرقهم تحت عنوان "هذا بيان بشيوخ الطرق الصوفية في عصرنا". وكل الطرق الصوفية ناتجة عن الهوى ونابعة منه ومبنية على الرغبة في الزعامة والعلو في الأرض واستعباد الناس، وصار زعماء الصوفية في مجموعهم يحرصون حرصًا شديدًا على هذه الزعامة الروحية، ووصل بهم الحرص عليها أن جعلوها وراثية وكأنها جزء من المال الذي يخلفه الميت على حد ما أورده محمود أبو الفيض المنوفي الحسيني، فإنه قال بعد سرده الطويل لطرق الصوفية وأسماء مشائخها قال بعدها: "وكل هذه الطرق تنسب كل واحدة لولي من الأولياء رضي الله عنهم، وقد يرثها حفيد أو سبط لولي من أولئك الأولياء فيكرمه الله سبحانه وتعالى بكرامة آبائه وأجداده الصالحين، فإن سار على دربهم أكرمه الله مثل ما أكرمهم، وإن فرط أو قصر أكرمه الله لأجلهم". وهذا جهل شنيع وكذب من أشد أنواع الكذب، فإن هذه المحاباة التي افترضوها على الله تعالى إنما هي من جنس الهوس والأماني الباطلة ، والقرآن مملوء بالرد على مثل هذه الافتراءات، والسنة كذلك ترد مثل هذه الأفكار الجاهلية، فالقرآن يصرح بأن ﴿كُلُّ امرِئٍ بِما كَسَبَ رَهينٌ﴾، وأن كل نفس ﴿لَهَا ما كَسَبَتْ وعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ﴾. وأن صلاح الآباء - إن كانوا صالحين بحق - لا يغني عن الأبناء إن لم يكونوا كذلك. وقد صرح الرسول ﷺ لقرابته أنه لا يملك لهم من الله شيئًا، وأن عليهم ألا يتكلوا على الأنساب، بل عليهم أن يحذروا الله عز وجل وأن يتقربوا إليه بالأعمال الصالحة؛ إذ لو كانت الأنساب تغني لما هلك والد إبراهيم وابن نوح على نبينا وعليهما الصلاة والسلام، وهذا رد صريح على ما يزعمه الصوفيون من التقرب إلى الله بولاية القطب الفلاني أو الغوث الفلاني، وأن الله يفيض حتى على العصاة منهم إكرامًا لآبائهم، وإن الذي جرأهم على هذا هو قلة خوفهم من الله تعالى، واستحلالهم الكذب في سبيل مدح أوليائهم بالحق وبالباطل. المصدر: المكتبة الشاملة، فرق معاصرة تنتسب للإسلام وبيان موقف الإسلام منها، ٨٩٣/٣-٨٩٦.

إنه لمما يُورث الحسرة، أن ترى فريقاً من المسلمين يتخذون لهم مشايخ، يزعمون أنهم طريقهم إلى الله، ويعتقدون أنهم لا يصلون إلى مرضاته إلا بهم، وكذلك ما يعتقده البعض من مدد في أشياخهم ينفعونهم به في غير نظام الأسباب والمسببات. وإن من أعجب العجب، أن يكون المريد مسلوب الإرادة مع شيخه، فلا يرد له أمراً، ولا يعترض على فعل، وإذا أخطأ المريد، وقف بين يدي شيخه يقول: "تائب وراجع إلى الله، يا إخواني اقبلوني وما ضّرَّ هذا المخطئ لو أنه توجه إلى الله بتوبته، فهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن كثير. إن علاقة المريد بشيخه"، كما جاءت في كتبهم، وعلى لسان شيوخهم: أن يرتبط كل فرد بشيخ من شيوخ التصوف. وعلاقة المريد بالشيخ توجب على المريد أن يحضر نفسه مع الشيخ، وأن ينسلخ من إرادة نفسه وأن يفنى في الشيخ بترك اختيار نفسه. ويقولون: "من صحب شيخاً من الشيوخ ثم اعترض عليه بقلبه، فقد نقض عهد الصحبة، ووجبت عليه التوبة". على أن الشيوخ قالوا: "حقوق الأستاذية لا توبة فيها! ويحرم على (المريد) أن ينتقل من طريق إلى أخرى، فإن أشرك مع شيخه فهو المشرك بالله! أيّة عاصفة من اليأس العميق، تجتاح نفس المريد إذا اقترف مع شيخه مثل ما حذروا منه؟! عبودية أعان على مهانتها الشيطان، وصغار ذليل يعافه حتى حقير الحيوان. عبدالرحمن الوكيل وقضايا التصوف.

سائل : (التواشيح الدينية والذكر بصوت عالي مع الترنح تسمى الحضرة) . فهل هي ممارسات مقبولة من الشريعة الإسلامية أم غير مقبولة ؟ الجواب: لا ، إذا نحن نظرنا إلى قوله تعالى : ((وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ))، نفهم أن هذه الممارسات تخالف سبيل المؤمنين ، لأنه بلا شك كل عالم دارس لسيرة الرسول عَلَيْهِ َالسَلَّامَ وأصحابه الكرام - سواء فى زمنه أو بعد وفاته - يعلم يقينًا أن هؤلاء الصحابة لم يكونوا يذكرون الله على هذه الطريقة. ولذلك بالغ علماء المسلمين،بالتنديد بهؤلاء الذين يذكرون الله عز وجل مثل هذا الذكر الذي لا يقبله نقل ولا عقل، فربنا عز وجل أمرنا أن نعزّر نبيه ونعظمه ونوقره ، فهو عبد من عباده المصطفيْن الأخيار ، تُرى ماذا يكون موقف العبد مع الرب ؟ لاشك أنه سيجلّه، ليس بعده إجلال لأحد لأنه هو خالق الكل والجميع ، فإذا كان الأمر كذلك فالصحابة لم يكونوا يرفعون أصواتهم بالذكر ، ليس حلقات هكذا ولا في مساجد ، وإنما فى الصحراء فى العراء لقد جاء فى الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال كنا فى سفر مع النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكُنا إذا علوْنا جبلاً كبرنا الله ، وإذا هبطنا واديـاً سبّحنا الله ورفعنا أصواتنا ، فقال عَلَيْهِ الصلاة َالسَلَّامَ : " إربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصمّاً ولا غائباً ، إنكم تدعون سميعاً قريباً ، والذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلة أحدكم " . فإذا كان الرسول صَلوات اللَّهُ وَسَلامَه عَلَيْهِ ينهى أصحابه أن يرفعوا أصواتهم فى الصحراء ، بعلّة شرعية إن من تدعونه ليس بأصم ولا غائب إلى آخر الحديث ، تُرى ماذا يقول الرسول عَلَيْهِ الصلاة َالسَلَّامَ لهؤلاء الناس الذين يرفعون أصواتهم بذكر الله فى بيوت الله ، هنا فيه إخلال بأدبين إثنين : الاول : الأدب مع الرب،الثانى : الأدب مع العبد العابد لله فى المسجد ،وفيها إيذاء للجالسين فى المسجد ، فهؤلاء يشوشون عليهم فيؤذونهم. العلامة الألباني. سلسلة الهدى والنور.

سُئل العلامة "ابن باز رحمه الله " عن حكم مايسمى: (الحضرة الصوفية) ؟ الجواب: هذا العمل منكر عظيم، وهذا من أعمال بعض الصوفية ، ولا يجوز حضور هذا العمل، والاستنجاد بالأولياء والاستغاثة بالأولياء من الشرك الأكبر ومن عبادة غير الله سبحانه وتعالى، وضرب الطبول أو الدفوف هذه من طرق الصوفية المنكرة المحدثة. فالواجب الحذر من ذلك والواجب ترك هذا العمل وعدم حضوره وإنكاره على من حضر، لما فيه من الشرور الكثيرة، لأنه بدعة منكرة ومشتملة على نوع من الشرك الأكبر، هو الاستنجاد بالأولياء ودعاؤهم والاستغاثة بهم ،والله يقول جل وعلا: (فَلاتَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) الجن:18، ويقول سبحانه: 'وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ) يونس:106 موقع الشيخ ابن باز رحمه الله ، فتاوى نور على الدرب باختصار.

لا يوجد مناقشات
ص/319
(وبعد:فإن الصوفية حين يعلنون أن معرفة الإنسان الكامل، طريق لمعرفة الله تعالى، فمعنى كلامهم هو ما سبق تفصيله:معرفة أن له الأسماء والصفات الإلهية كلها.
أما (النظرة الشرعية)لتحصيل معرفة الله تعالى فهي مختلفة، وإنما تكون بطريقين:
الأول/ من طريق الفطرة، ففي حال سلامتها تقود إلى معرفة الله ومحبته لكنها معرفة ومحبة ناقصة، تستكمل بالطريق الثاني.
الثاني/ من طريق الرسل، وبها تُستكمل المعرفة يتفاوت الناس فيها بقدْر اتباع الرسل)

الإنسان الكامل في الفكر الصوفي.
د.لطف الله خوجة.
  • منيرة حامد الغامدي
    منيرة حامد الغامدي

    من فضلكم:

    هل كل (حضرة) عند الصوفية تتضمن بالضرورة كفريات ،أم مجرد أذكار؟

    321

    0
  • قارئة
    قارئة

    السلام عليكم
    أحسن الله إليك ، ما الفرق بين أن يقال يتخلق بأخلاق الله ، وبين أن يقال يتخلق بمقتضى أخلاق الله ؟

    0
    • أ.د.لطف الله عبد العظيم خوجه
      أ.د.لطف الله عبد العظيم خوجه

      كلا التعبيرين خطأ؛ بالنظر إلى أنه لم يرد، بل أسماء الله وصفاته وأفعاله، وفي الأخلاق اكتساب بنوع تكلف، والله يتنزه عنه ذلك، والصحيح التعبير: بالتعبد بأسماء الله، والدعاء بأسمائه:( والله الأسماء الحسنى فادعوه بها).

      0
    • أظهر المزيد من الردود