التسليم للنص الشرعي والمعارضات الفكرية المعاصرة

الأوراد/ الورد الأول (١٨ - ٤٩)

هذا ملخص يتضمن أهم النقاط الرئيسية والأفكار المهمة؛ لذا هو لا يغني عن الكتاب، صممناه لكم بشكل مريح يساعد على ترتيب المعلومة وفهمها

  • التعليق الصوتي على الورد الأول

    بصوت الكاتب

    32
    19
    00:00
    تحميل

إن فَصْل ما بيننا وبين المبتدعة هو:«مسألة العقل» ، فإنهم أسّسوا دينهم على المعقول ، وجعلوا الاتباع والمأثور تبعاً للمعقول. وأما أهل السنة قالوا: الأصل في الدين الاتباع، والمعقول تبع. ولو كان أساس الدين على المعقول، لاستغنى الخلق عن الوحي، وعن الأنبياء صلوات الله عليهم، ولبطل معنى الأمر والنهي ، ولقال من شاء ماشاء، ولجاز للمؤمنين ألا يقبلوا شيئاً حتى يعقلوا...! [ الحجة في بيان المحجّة / الأصبهاني ]  

1/أنها لو نافتها لم تكن أدلة للعباد على حكم شرعي. 2/أنها لو نافتها لكان التكليف بمقتضاها تكليفا بما لا يطاق، ومعنى ذلك : التكليف بما لايصدقه العقل أو لا يتصوره. 3/أنه لوكان كذلك أي (الأدلة الشرعية تنافي العقول)لكان كفار قريش أول من رد الشريعة به لأنهم كانوا في غاية الحرص على رد ماجاء به الرسول ، فكانوا يقولون(ساحر، مجنون، كذاب) وكان الأولى أن يقولون : إنّ هذا لايُعقل ..أو مخالف المعقول ..وما أشبهه لكن لم يكن من ذلك في شئ ، فدل على أنهم عقلوها 4/أن الاستقراء دل على جريانها على مقتضى العقول، ومعنى مقتضى العقول/أن العقول الراجحة تصدقها وتنقاد لها طائعة أو كارهة.   [الموافقات – الشاطبي]

مقولة (إن الله عرفوه بالعقل) هي صحيحة في الجملة لأن الله كرم الإنسان بالعقل وجعله مناط التكليف، وهيأ له السبل كي يبحث في الكون بالنظر والتأمل والاستدلال، ومن المعلوم أن الإنسان يستدل على معرفة الله بالعقل والشرع، ولكن تفاصيل المعرفة وما يترتب عليها من تكاليف شرعية لا تثبت إلا بالوحي. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وما عُلم بصريح العقل لا يتصور أن يعارضه الشرع ألبتة ، وقد تأملت ذلك في عامة ما تنازع الناس فيه فوجدت ما خالف النصوص الصحيحة الصريحة (شبهات فاسدة) يعلم بالعقل بطلانها، بل يعلم بالعقل ثبوت نقيضها الموافق للشرع. [الشبكة الإسلامية]

https://youtu.be/ixcm7TVzzM4   [ مؤسسة جنى المعرفة ]

المعتزلة فرقة إسلامية نشأت في أواخر العصر الأموي وازدهرت في العصر العباسي، وقد اعتمدت على العقل المجرد في فهم العقيدة الإسلامية لتأثرها ببعض الفلسفات المستوردة مما أدى إلى انحرافها عن عقيدة أهل السنة والجماعة. وقد أطلق عليها أسماء مختلفة منها: المعتزلة والقدرية والعدلية وأهل العدل والتوحيد والمقتصدة والوعيدية.   [موسوعة الأديان والفرق والمذاهب- الندوة العالمية للشباب الإسلامي]

الأشاعرة: فرقة كلامية إسلامية، تنسب لأبي الحسن الأشعري الذي خرج على المعتزلة. وقد اتخذت الأشاعرة البراهين والدلائل العقلية والكلامية وسيلة في محاججة خصومها من المعتزلة والفلاسفة وغيرهم، لإثبات حقائق الدين والعقيدة الإسلامية على طريقة ابن كلاب.   [موسوعة الأديان والفرق والمذاهب- الندوة العالمية للشباب الإسلامي]

لا يوجد مناقشات

"العقل دليلٌ وهادٍ إلى الله ، فهو مخلوقٌ يهدي إلى خالقه ، كما أن السماء والأرض مخلوقات تشير إلى خالقها ، فالعقل مخلوق يهدي إليه ، ولا يمكن لهذا المخلوق أن يكون دالًّا في الحقيقة إلى مخالفة ما أنزل الله" ص٢١
تولى كبر شبهة ( تقديم العقل على النقل ) المتكلم الأصولي الشهير الفخر الرازي ...

وقد سلَّ لها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قلمه ولسانه فبسط فيها القول حتى فكك بناءها وأزال إشكالياتها وعالجها علاجًا عميقًا بديعًا في رسالته العظيمة : درء تعارض العقل والنقل .

[ التسليم للنص الشرعي
صـ ٣٥-٣٦ ؛ بتصرف يسير ]
"يَعرفُ العقلُ قدْرَهُ ومكانتَهُ ، يعرف أنَّ من العقل أن يتَّبعَ من خلقَه ، وأن ينقادَ لمن يعلمُ ماضيه وحاضرَهُ ومُستقبله ، فكمال التسليم لله هو من كمال العقل، لأنَّ الإنسان يعرف بعقله أنَّ الله هو الخالق العليمُ الخبيرُ ، فإن أخبرَهُ بشيءٍ فهو أعلمُ، وإن أمرَهُ أو نهاهُ فهو أحكمُ، فالتسليمُ له اتِّباعٌ للعقل" .
صـ 29.
"إن دعوى استقلال العقل تظلم العقل حين تحمله ما لا يحتمله، وتطالبه بأن يزن ما ليس قادرًا على وزنه، فالعقل له حدوده وإمكانياته الضيقة، ومحال أن يكون قادرًا على الوفاء بحاجات الإنسان من دون وحي". ص44.
"أن من أعرض عن الأدلة الشرعية فليس له إلا طريق الفلاسفة العقلية أو طريق الصوفية بالوجد والكشف، وكلاهما فيه من البطلان والتناقض والفساد ما يوقن المسلم بضرورة أن يسير على طريق الدليل الشرعي".
[درء تعارض العقل والنقل 2/726]
التسليم للنص الشرعي، ص41.
"وإذا فتح الإنسان على نفسه باب الاعتراض على الشريعة بالحق، فإنه يحفر في قلبه من الشكوك والظنون ما يحرمه الطمأنينة، ولهذا تجد من تعود معارضة الشرع بالرأي لا يستقر في قلبه إيمان". ص42.
"أنه ليس عقلًا ميكانيكيًا يتلقى المعلومات من الخارج وينظمها ويخرج نتائجها في عملية رياضية بحتة ولكنه عقل حيوي يتفاعل مع ما حوله من ظواهر كونية ويتأثر بها ويدرك مكانه بالنسبة إليها وهذا سر إدراكه حقيقة الوجود، إنه نور إلهي في أعماق الذات الإنسانية يضيء جوانبها بضياء المعرفة الحقة وباليقين الصادق ،هذا هو القلب المؤمن". ص48.
"فلم يكن (للعقل) أي إشكال مع النص الشرعي، ولم يكن معارضاً، ولا مناقضاً له، وإنما أُحدثت مشكلة العقل حين جاء من أساء إعمال العقل فحرّف، وردّ الشرع، فكانت الإشكالية مع هذا (العقل الموهوم) الذي لم يكن في الحقيقة عقلاً صحيحاً مستقيماً، فإشكالية (العقل والنقل) لم تنشأ إلا لما دخل الهوى في العقل فوجد نفسه في جهة مقابلة للنص". ص19-20.
"كافة الإشكالات الفكرية المعاصرة هي من إفرازات التأثر بالفكر والحضارة الغربية، فكل الأفكار التي تشيع لدى مفكري الغرب وفلاسفته أو المبادئ التي تسود في الجانب السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي لدى الثقافة الغربية لا بد أن يرجع صداها على بعض المسلمين ليضع على عقولهم وقلوبهم حجاباً يمنع قبول جزء من أحكام الشريعة، يتسع ويضيق بقدر استعداده للخضوع لهذه المؤثرات". التسليم للنص الشرعي، ص49.
والحقيقة ان العقل غير قادر على الوصول إلى اليقين إلا في مجالات
ثلاثة:
ا - القضايا الفطرية.
2 - القضايا الحسية والتجريبية.
ومثل هذه القضايا لا تعارض الشريعة بل هي مما تقره الشريعة.
3 - حين يأتي نص قاطع من الشريعة فيستفيد العقل من هذا اليقين ، فالعقل
عاجز في الحقيقة عن الوصول إلى كثير من القضايا إلا من خلال الشريعة،
فالشريعة هي التي توصل العقل إلى القطع وليس هو دليلاً قاطعاً يرفض
الشريعة )3.) ص 42
( فعقل الإنسان لا يحيط بالغيب، لكنه لا ينفيه ولا ينكره، فالعقل الصحيح من يعرف بوجود الشيء لوجود الدلائل عليه، ولا يجعل الإدراك المادي الحسي هو الدليل الوحيد لمعرفة وجود الأشياء)
  • مريم إبراهيم
    مريم إبراهيم

    لو تشرح بارك الله فيك قوله << لا يمكننا أن نعرف صحة الظواهر النقلية
    إلا إذا عرفنا بالدلائل العقلية >> (ص35)

    0
    • أ.د. فهد بن صالح العجلان
      أ.د. فهد بن صالح العجلان

      يقصد بذلك أن أصل الشريعة إنما عرفنا صحته من خلال العقل، فنحن آمنا بالنبي صلى الله عليه وسلم لمعرفتنا أنه نبي صادق مرسل من عند الله، هذا الإيمان ليس مستنده النقل، فلا يصح أن أستدل بالنقل على النقل، لأننا بحاجة إلى دليل يثبت لنا النقل، فيقال دل العقل على صحة نبوته عليه الصلاة والسلام ببراهين نبوته الكثيرة، فلما ثبتت نبوته أصبح اتباع قوله واجباً علينا.
      فيقول: بما أن العقل هنا هو أصل النقل، فإذا خالف العقل النقل فيجب أن نقدم العقل، لأننا لو قدمنا النقل عليه، فهذا يعني غلط العقل، وإذا غلط العقل فمعناه أن ما أخذناه منه من اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم سيكون غلطاً.
      هذا أصل حجة الرازي.

      0
    • أظهر المزيد من الردود