التسليم للنص الشرعي والمعارضات الفكرية المعاصرة

الأوراد/ تهيئة وتعريف بالكتاب

هذا ملخص يتضمن أهم النقاط الرئيسية والأفكار المهمة؛ لذا هو لا يغني عن الكتاب، صممناه لكم بشكل مريح يساعد على ترتيب المعلومة وفهمها

  • التعريف بالكتاب الحمدلله رب العالمين ، الحمدلله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ، يسعدني أكون معكم في هذا البرنامج الذي أسأل الله أن يجعله مباركاً نافعاً ، وأن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح . كتاب ( التسليم الشرعي والمعارضات الفكرية المعاصرة ) هو في الحقيقة يعالج إشكالية محددة ، هي: التأويل للنصوص الشرعية من داخل النص الشرعي إن صحت التسمية؛ لأنه في الفترة الأخيرة حصل ثمة تغير في التعاطي مع الأحكام الشرعية عند الكثير من المذاهب الفكرية المعاصرة، سابقاً كانت المصادمة للنص الشرعي واضحة عند التيارات العلمانية والليبرالية لكن التجربة أثبتت لهم أن الصراحة في رفض الشريعة, في رفض النصوص, سببت نفوراً ورفضاً للناس لأفكارهم ، فاضطروا إلى تغيير هذا الأمر من خلال البحث عن مضامين شرعية تساعدهم وتخفف من شناعة أو تشنيع الناس عليهم ، فجاء ما يسمى بالقراءة الجديدة للنص وإعادة قراءة التراث وأصبح كثير من العلمانيين والليبراليين يبحثون عن أقوال فقهية وعن نصوص شرعية وعن مذاهب معينة حتى يستطيعوا أن يمرروا أفكارهم ومذاهبهم من خلالها, وكما يصفها أحدهم بأنه طريق لا عقلاني للعقلانية, فهو يعترف بأن هذه الطريقة غير عقلانية لكنه يرى أنها ضرورة. هذا التفكير الجديد وهذه الموجة الجديدة أثرت على غيرهم فلم تعد قاصرة على التيار العلماني والليبرالي المصادم للنص بل تأثر بذلك حتى من هم داخل احترام النص وتقديره من عموم الناس أو من التيارات الإسلامية أو من طلبة العلم أو غيرهم فبحكم الانفتاح الثقافي المعاصر ووسائل الإعلام تأثر هؤلاء وغيرهم فبدأت تُمرر انحرافات ضد / مخالفة للشريعة متجاوزة لقضية الشريعة من خلال النص الشرعي نفسه, فهذه الظاهرة لم تعد مقتصرة على فقط التيار العلماني هناك العلمانيين موجودين هناك بعض الإسلاميين هناك أحياناً بعض عوام الناس يعني هذه الموجة أصبحت موجة عامة وساعد الانفتاح المعاصر على اتساعها. هنا تحت الحاجة الماسَّة إلى مفهوم التسليم للنص الشرعي كضبط لكيف نعرف وما هو المنهج الموضوعي والعلمي حتى نعرف هل هذه الاتجاهات وهذه الأفكار وهذه التأويلات هل هي معارضة للشريعة؟ أم مما يحتملها الشريعة ؟ خاصة أن ثمة أيضاً اتجاهاً آخر بدأ يحكم على بعض الاجتهادات الفقهية أو بعض الأحكام المعتبرة يحكم بأنها باطلة ومخالفة للنص الشرعي وهي تخالف فهمه أو تخالف اجتهاده أو تخالف مذهباً معيناً فقهياً فأصبح يحكم على كل هذه المذاهب بأنها تخالف النص الشرعي. هنا تأتي الحاجة الماسَّة إلى هذا المفهوم بحيث أننا نريد أن نصل إلى ضبط هذا المفهوم ( التسليم للنص الشرعي ) لا ينحرف يمنة بطريق فيقبل التأويلات المنحرفة ولا نشدد فيه فندخل فيه فنمنع الاجتهادات السائغة بناءاً على وجود تيارات منحرفة تستغل هذا المفهوم . فكان أول سؤال أجبت عنه في المقدمة وهو حقيقة من أهم مباحث الكتاب وإن كنت اختصرت الجواب فيه وهو أن السؤال الذي يقول أنا لا أحتاج إلى التسليم للنص الشرعي لأنني أنا مجتهد في تتبع النص الشرعي ولست معارضاً للشريعة, فيسود عند كثير من الشباب والفتيات توهم أن التسليم للنص الشرعي أشبه بالحالة المعرفية فهو يقول: أنا أؤمن بالقرآن والسنة فلست بحاجة أن تحدثني عن التسليم بالنص الشرعي أنا أصلاً مؤمن, هذا الحديث ربما يناسب مثلاً الزنادقة أو المنافقين أو العلمانيين المخالفين للشريعة أما أنا فلست بحاجة لها. أنا أعتقد أن هذا هو محور الغلط، غلط أساسي ومحوري في الموضوع ، فالتسليم للنص الشرعي يحتاجه الجميع لأنه ليس قضية معرفية بل قضية مرتبطة بالإيمان فكلنا بحاجة إلى هذا المفهوم وتوضيحه وتعميقه وتأسيسه لأننا قد نخالف هذا المفهوم بدرجة أو بأخرى فحاولت أن أوضح هذه الإشكالية أن عدم استيعاب مفهوم التسليم للنص الشرعي خطأ كبير ويسبب في تمرير انحرافات, بعد ذلك قسمت الكتاب إلى خمسة موضوعات أو أصول أراها مهمة وتسبب في زعزعة التسليم وفي إضعافه وتمرير الانحرافات عليه رددتها إلى خمسة أشياء أساسية ( العقل والفهم والواقع والمقاصد والخلاف الفقهي ) فهذه خمسة معارضات أساسية تحت كل محور بينت أن هذه المحاور الخمسة لا تعارض التسليم للنص الشرعي بل هي في الحقيقة تعمِّق التسليم للنص الشرعي في الحقيقة, ثم بينت بعد ذلك في المحور الثاني ما هي الأسئلة والانحرافات التي دخلت من خلال هذه المعارضات فتحت كل معارضة تقريباً ذكرت عدة أمثلة وناقشتها بإثبات وجه الغلط فيها. هذا تقريباً عرض موجز لفكرة الكتاب, هي محاولة إلى تعميق هذا المفهوم, التأكيد على أهميته ، بيان دفع الإشكالات والشبهات المثارة عليه لأنه حقيقة مفهومه عميق وعظيم ومؤثر. إذا كان خصوم الشرع يحملون أدوات فأيضاً الدعاة إلى الإسلام عندهم أدوات ومن أدواتهم: تعميق النص الشرعي في نفوس الناس؛ لأن الناس يحبون الشرع ويعظمونه, فإذا عمَّقنا هذا المفهوم نجحنا في تفكيك الكثير من الشهوات والشبهات والإشكالات نظراً لقوة هذا المفهوم وتجذّره في نفوس المسلمين لأنهم محبون لله ورسوله ويتعبدون ويصلون فهذه المعاني العميقة التذكير بالتسليم للنص الشرعي وتعميقه يكون نافعاً جداً لأمثالهم. أختم بأن المحفز والدافع لهذا الكتاب حقيقة كان قديماً في نفسي -يعني أفكار الكتاب- لكن ظهر لي بجلاء خطورة إشكالية التأويل من داخل النص وقبول مخالفات الشريعة اعتماداً على النص وتوهم أن بعض المخالفات المنحرفة هي مقبولة شرعاً لاحظته حقيقة بجلاء تحديداً لما دخلت الفيس بوك تقريباً قبل عشر سنوات ورأيت بشكل مباشر وبحوارات مباشرة أسئلة شباب وفتيات وإشكالات ظهر بوضوح أن هذه المشكلة خطرة و جديرة بالاهتمام, أعتقد بعد ذلك تضاعفت أكثر ولا زالت تتضاعف بشكل مستمر. هي بحاجة من وجهة نظري إلى منهج عدل يحمي الشريعة من قبول الانحرافات العقدية والفكرية التي تتذرع باحترام الشرع وفي نفس الوقت يجب لهذا الميزان أن لا يغلو فيرفض اجتهادات أو مذاهب أو أقوال معتبرة أو حتى غير معتبرة ولكن لا يبالغ في الحط عليها في مقابل الرد على العلمانيين والليبراليين فالموضوعية ضمان والعدل واجب ولا يحمي الشرع إلا الالتزامبأحكام الشرع في الجانب العلمي والجانب العملي. أسأل الله ينفع بمثل هذا الكتاب وبغيره وأن يجعلنا وإياكم ممن يستمع القول فيتبع أحسنه ويرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح والإخلاص. هذا باختصار فكرة الكتاب و لعل من خلال الأسئلة و المناقشة والاعتراضات نستفيد جميعاً بشكل أكبر وأعمق والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

    مقدمة للتعريف بالكتاب

    بصوت الكاتب

    27
    11
    00:00
    تحميل

التعريف بالكتاب الحمدلله رب العالمين ، الحمدلله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ، يسعدني أكون معكم في هذا البرنامج الذي أسأل الله أن يجعله مباركاً نافعاً ، وأن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح . كتاب ( التسليم الشرعي والمعارضات الفكرية المعاصرة ) هو في الحقيقة يعالج إشكالية محددة ، هي: التأويل للنصوص الشرعية من داخل النص الشرعي إن صحت التسمية؛ لأنه في الفترة الأخيرة حصل ثمة تغير في التعاطي مع الأحكام الشرعية عند الكثير من المذاهب الفكرية المعاصرة، سابقاً كانت المصادمة للنص الشرعي واضحة عند التيارات العلمانية والليبرالية لكن التجربة أثبتت لهم أن الصراحة في رفض الشريعة, في رفض النصوص, سببت نفوراً ورفضاً للناس لأفكارهم ، فاضطروا إلى تغيير هذا الأمر من خلال البحث عن مضامين شرعية تساعدهم وتخفف من شناعة أو تشنيع الناس عليهم ، فجاء ما يسمى بالقراءة الجديدة للنص وإعادة قراءة التراث وأصبح كثير من العلمانيين والليبراليين يبحثون عن أقوال فقهية وعن نصوص شرعية وعن مذاهب معينة حتى يستطيعوا أن يمرروا أفكارهم ومذاهبهم من خلالها, وكما يصفها أحدهم بأنه طريق لا عقلاني للعقلانية, فهو يعترف بأن هذه الطريقة غير عقلانية لكنه يرى أنها ضرورة. هذا التفكير الجديد وهذه الموجة الجديدة أثرت على غيرهم فلم تعد قاصرة على التيار العلماني والليبرالي المصادم للنص بل تأثر بذلك حتى من هم داخل احترام النص وتقديره من عموم الناس أو من التيارات الإسلامية أو من طلبة العلم أو غيرهم فبحكم الانفتاح الثقافي المعاصر ووسائل الإعلام تأثر هؤلاء وغيرهم فبدأت تُمرر انحرافات ضد / مخالفة للشريعة متجاوزة لقضية الشريعة من خلال النص الشرعي نفسه, فهذه الظاهرة لم تعد مقتصرة على فقط التيار العلماني هناك العلمانيين موجودين هناك بعض الإسلاميين هناك أحياناً بعض عوام الناس يعني هذه الموجة أصبحت موجة عامة وساعد الانفتاح المعاصر على اتساعها. هنا تحت الحاجة الماسَّة إلى مفهوم التسليم للنص الشرعي كضبط لكيف نعرف وما هو المنهج الموضوعي والعلمي حتى نعرف هل هذه الاتجاهات وهذه الأفكار وهذه التأويلات هل هي معارضة للشريعة؟ أم مما يحتملها الشريعة ؟ خاصة أن ثمة أيضاً اتجاهاً آخر بدأ يحكم على بعض الاجتهادات الفقهية أو بعض الأحكام المعتبرة يحكم بأنها باطلة ومخالفة للنص الشرعي وهي تخالف فهمه أو تخالف اجتهاده أو تخالف مذهباً معيناً فقهياً فأصبح يحكم على كل هذه المذاهب بأنها تخالف النص الشرعي. هنا تأتي الحاجة الماسَّة إلى هذا المفهوم بحيث أننا نريد أن نصل إلى ضبط هذا المفهوم ( التسليم للنص الشرعي ) لا ينحرف يمنة بطريق فيقبل التأويلات المنحرفة ولا نشدد فيه فندخل فيه فنمنع الاجتهادات السائغة بناءاً على وجود تيارات منحرفة تستغل هذا المفهوم . فكان أول سؤال أجبت عنه في المقدمة وهو حقيقة من أهم مباحث الكتاب وإن كنت اختصرت الجواب فيه وهو أن السؤال الذي يقول أنا لا أحتاج إلى التسليم للنص الشرعي لأنني أنا مجتهد في تتبع النص الشرعي ولست معارضاً للشريعة, فيسود عند كثير من الشباب والفتيات توهم أن التسليم للنص الشرعي أشبه بالحالة المعرفية فهو يقول: أنا أؤمن بالقرآن والسنة فلست بحاجة أن تحدثني عن التسليم بالنص الشرعي أنا أصلاً مؤمن, هذا الحديث ربما يناسب مثلاً الزنادقة أو المنافقين أو العلمانيين المخالفين للشريعة أما أنا فلست بحاجة لها. أنا أعتقد أن هذا هو محور الغلط، غلط أساسي ومحوري في الموضوع ، فالتسليم للنص الشرعي يحتاجه الجميع لأنه ليس قضية معرفية بل قضية مرتبطة بالإيمان فكلنا بحاجة إلى هذا المفهوم وتوضيحه وتعميقه وتأسيسه لأننا قد نخالف هذا المفهوم بدرجة أو بأخرى فحاولت أن أوضح هذه الإشكالية أن عدم استيعاب مفهوم التسليم للنص الشرعي خطأ كبير ويسبب في تمرير انحرافات, بعد ذلك قسمت الكتاب إلى خمسة موضوعات أو أصول أراها مهمة وتسبب في زعزعة التسليم وفي إضعافه وتمرير الانحرافات عليه رددتها إلى خمسة أشياء أساسية ( العقل والفهم والواقع والمقاصد والخلاف الفقهي ) فهذه خمسة معارضات أساسية تحت كل محور بينت أن هذه المحاور الخمسة لا تعارض التسليم للنص الشرعي بل هي في الحقيقة تعمِّق التسليم للنص الشرعي في الحقيقة, ثم بينت بعد ذلك في المحور الثاني ما هي الأسئلة والانحرافات التي دخلت من خلال هذه المعارضات فتحت كل معارضة تقريباً ذكرت عدة أمثلة وناقشتها بإثبات وجه الغلط فيها. هذا تقريباً عرض موجز لفكرة الكتاب, هي محاولة إلى تعميق هذا المفهوم, التأكيد على أهميته ، بيان دفع الإشكالات والشبهات المثارة عليه لأنه حقيقة مفهومه عميق وعظيم ومؤثر. إذا كان خصوم الشرع يحملون أدوات فأيضاً الدعاة إلى الإسلام عندهم أدوات ومن أدواتهم: تعميق النص الشرعي في نفوس الناس؛ لأن الناس يحبون الشرع ويعظمونه, فإذا عمَّقنا هذا المفهوم نجحنا في تفكيك الكثير من الشهوات والشبهات والإشكالات نظراً لقوة هذا المفهوم وتجذّره في نفوس المسلمين لأنهم محبون لله ورسوله ويتعبدون ويصلون فهذه المعاني العميقة التذكير بالتسليم للنص الشرعي وتعميقه يكون نافعاً جداً لأمثالهم. أختم بأن المحفز والدافع لهذا الكتاب حقيقة كان قديماً في نفسي -يعني أفكار الكتاب- لكن ظهر لي بجلاء خطورة إشكالية التأويل من داخل النص وقبول مخالفات الشريعة اعتماداً على النص وتوهم أن بعض المخالفات المنحرفة هي مقبولة شرعاً لاحظته حقيقة بجلاء تحديداً لما دخلت الفيس بوك تقريباً قبل عشر سنوات ورأيت بشكل مباشر وبحوارات مباشرة أسئلة شباب وفتيات وإشكالات ظهر بوضوح أن هذه المشكلة خطرة و جديرة بالاهتمام, أعتقد بعد ذلك تضاعفت أكثر ولا زالت تتضاعف بشكل مستمر. هي بحاجة من وجهة نظري إلى منهج عدل يحمي الشريعة من قبول الانحرافات العقدية والفكرية التي تتذرع باحترام الشرع وفي نفس الوقت يجب لهذا الميزان أن لا يغلو فيرفض اجتهادات أو مذاهب أو أقوال معتبرة أو حتى غير معتبرة ولكن لا يبالغ في الحط عليها في مقابل الرد على العلمانيين والليبراليين فالموضوعية ضمان والعدل واجب ولا يحمي الشرع إلا الالتزامبأحكام الشرع في الجانب العلمي والجانب العملي. أسأل الله ينفع بمثل هذا الكتاب وبغيره وأن يجعلنا وإياكم ممن يستمع القول فيتبع أحسنه ويرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح والإخلاص. هذا باختصار فكرة الكتاب و لعل من خلال الأسئلة و المناقشة والاعتراضات نستفيد جميعاً بشكل أكبر وأعمق والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

لا يوجد مناقشات
لا يوجد اقتباسات
لا يوجد استفسارات