الخوارج

الأوراد/ الورد الأول (٥-٢٩)

هذا ملخص يتضمن أهم النقاط الرئيسية والأفكار المهمة؛ لذا هو لا يغني عن الكتاب، صممناه لكم بشكل مريح يساعد على ترتيب المعلومة وفهمها

  • تعليق على الورد الأول

    بصوت الكاتب

    19
    9
    00:00
    تحميل

قال ابن عباس - رضِي الله عنه -: لَمَّا خرجت الحَرُوريَّة، اعتَزلُوا في دارٍ على حدتهم، وكانوا ستَّة آلاف، فقلت لعلي: يا أمير المؤمنين، أبرِد بالصلاة، لعلِّي أكلِّم هؤلاء القوم. قال: إني أخافهم عليك. قلت: كلاَّ إن شاء الله، فلَبِستُ أحسنَ ما يكون من حُلَل اليمن، وترجَّلتُ، ودخلت عليهم في دارٍ نصف النهار وهم يأكُلون (هكذا في مُعظَم الروايات، وفيه رواية: وهم قائلون) في نحر الظهيرة. فقالوا: مرحبًا بك يا ابن عباس، فما هذه الحُلَّة؟ قلت: ما تَعِيبون عليَّ؟ لقد رأيت على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أحسنَ ما يكون من الحُلَل، ونزلت: ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ﴾ [الأعراف: 32]. قالوا: فما جاء بك؟ قلت لهم: أتيتُكم من عند أصحاب النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - المهاجرين والأنصار، ومن عند ابن عمِّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وصهره، وعليهم نزل القرآن، فهم أعلم بتأوِيله منكم، وليس فيكم منهم أحدٌ؛ لأبلغكم ما يقولون، وأبلغهم ما تقولون. فقال بعضهم: لا تُخاصِموا قريشًا؛ فإن الله يقول: ﴿ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ﴾ [الزخرف: 58]. قال ابن عباس: وما أتيت قومًا قطُّ أشد اجتهادًا منهم، مُسهِمة وجوههم من السهر، كأن أيديهم وركبهم تثنى عليهم، فمضى مَن حضر. فقال بعضهم: لنُكَلِّمنَّه ولننظرنَّ ما يقول. قلت: هاتوا ما نقمتم على أصحاب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وابن عمِّه. قالوا: ثلاث. قلت: ما هن؟ قال: أمَّا إحداهن، فإنه حكَّم الرجال في أمر الله، وقال الله: ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ للهِ ﴾ [الأنعام: 57]، ما شأن الرجال والحكم؟ قلت: هذه واحدة. قالوا: وأمَّا الثانية، فإنه قاتَل ولم يَسْبِ ولم يغنم، إن كانوا كفَّارًا لقد حلَّ سبيهم، ولئن كانوا مؤمنين ما حلَّ سبيهم ولا قتالهم. قلت: هذه ثِنتان، فما الثالثة؟ قالوا: ومَحَا نفسه من أمير المؤمنين، فإن لم يكن أميرَ المؤمنين فهو أمير الكافرين! قلت: هل عندكم شيء غير هذا؟ قالوا: حسبنا هذا. قلت لهم: أرأيتكم إن قرأت عليكم من كتاب الله - جلَّ ثناؤه - وسنَّة نبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - ما يردُّ قولكم، أترجعون؟ قالوا: نعم. قلت: أمَّا قولكم: حكَّم الرجال في أمر الله، فإني أقرأ عليكم في كتاب الله أن قد صيَّر حكمه إلى الرجال في ثمن ربع درهم؛ فأمر الله - تبارك وتعالى - أن يحكموا فيه، أرأيت قول الله - تبارك وتعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ ﴾ [المائدة: 95]. وكان من حُكْمِ الله أنَّه صيَّره إلى الرجال يَحكُمون فيه، ولو شاء حكَم فيه، فجاز من حكم الرجال، أنشدكم بالله: أحكم الرجال في صَلاح ذات البين وحقن دمائهم أفضل، أو في أرنب؟ قالوا: بلى؛ بل هذا أفضل. وقال في المرأة وزوجها: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا ﴾ [النساء: 35]، فنشدتكم بالله حكم الرجال في صلاح ذات بينهم وحقن دمائهم أفضل من حكمهم في بضع امرأة؟ قالوا: اللهم بل في حقن دمائهم وإصلاح ذات بينهم. • خرجت من هذه؟ قالوا: نعم. قلت: وأمَّا قولكم: قاتَل ولم يَسْبِ ولم يَغْنَم، أفتَسْبُون أمَّكم عائشة؟! تستحِلُّون منها ما تستَحِلُّون من غيرها وهي أمُّكم؟ فإن قلتم: إنَّا نستَحِلُّ منها ما نستَحِلُّ من غيرها فقد كفرتم، وإن قلتم: ليست بأمِّنا فقد كفرتم؛ ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ﴾ [الأحزاب: 6]. فأنتم بين ضلالتين فأتوا منها بمخرج؟ فنظر بعضهم إلى بعض. • أفخرجت من هذه؟ قالوا: نعم. وأمَّا قولكم: محا نفسَه من أمير المؤمنين، فأنا آتيكم بما ترضون، قد سمعتم أن نبي الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يوم الحديبية صالَح المشركين، فقال لعلي: ((اكتب يا علي: هذا ما صالَح عليه محمد رسول الله))، قالوا: لو نعلم أنك رسول الله ما قاتَلناك، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((امحُ يا علي، اللهمَّ إنك تعلم أني رسول الله، امحُ يا علي، واكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبدالله))، فوالله لَرَسُولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - خيرٌ من علي، وما أخرَجَه من النبوَّة حين محا نفسه، أخرجت من هذه؟ قالوا: نعم. فرجع منهم ألفان، وخرج سائِرُهم فقُتِلُوا على ضلالتهم، قتَلَهم المهاجرون والأنصار. (أخرجه النسائي في "الكبرى"، والبيهقي في "الكبرى"، وعبدالرزاق في "مصنفه"، والطبراني في "الكبير"، والحاكم في "المستدرك" وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافَقَه الذهبي، وصحَّحه الهيثمي في "مجمع الزوائد"). المصدر: شبكة الألوكة: http://www.alukah.net/sharia/0/57723/

من الكتب المعاصرة التي ألف في هذا الموضوع: • الخوارج تاريخهم وآراؤهم الاعتقادية/ للدكتور : غالب عواجي. • الخوارج أول الفرق في تاريخ الإسلام/ الدكتور: ناصر العقل.

لا يوجد مناقشات

"وإذا كان تحذير عامة المسلمين من أوصاف المبتدعين ومناهجهم مهمًّا على جهة العموم، فإن كشف صفات الخوارج وعقائدهم من أهمها؛ لأن الفتنة بهم أعظم وأشد ؛ لما عندهم من كثرة العبادة والزهد، ورفع راية الجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونحو ذلك مما يكون سببًا في انخداع الجهال بهم، والتأثر بمنهجهم ورأيهم".
(كتاب "الخوارج" - ص 6)
" وكان كثير ممن سار في ركاب الخوارج وكثَّر سوادهم في بداياتهم وقبل خروجهم وتميزهم عن جماعة المسلمين كثير ممن يعرف بالقراء، وكانوا أهل زهد وعبادة وتلاوة إلا أنهم كما يقول الحافظ بن حجر (كانوا يتأولون القرآن على غير المراد منه، ويستبدون برأيهم ويتنطعون في الزهد والخشوع وغير ذلك). فاستغل الخوارج صلاح كثير من أولئك الممزوج بشيء من الغفلة والجهل، وأخذوا يثيرون عواطفهم وحماستهم، لإنكار بعض الأمور و الوقوف معهم. "
(كتاب "الخوارج" - ص 17)
" ونستفيد من هذه الحادثة ما للمناظرة من أثر في إزالة الشبهات وبيان الحق ، وإرجاع من زاغ عن الصراط المستقيم ، ممن تجرد عن هواه ، وقصد اتباع الحق . "
كتاب ( الخوارج ) ص ٢٢
  • محمود درست
    محمود درست

    - (فأرسل علي إلى الخوارج أن ادفعوا إلينا قتلة إخواننا منكم لنقتلهم بهم، ثم إنا تارکوکم وذاهبون عنكم إلى الشام ، ثم لعل الله أن يقبل بقلوبكم، ويردكم إلى خير مما أنتم عليه..) ص/28
    - (سعة حلم علي ، حيث أمهلهم، وناظرهم، وأحب الخير لهم، ووعظهم ورجا أن يقبل الله بقلوبهم ويردهم إلى الخير.) ص/29

    الاستفسار: بداية معاذ الله أن نتكلم في سيدنا علي رضوان الله عليه أو نلمز بشيء، ولكن دكتور كيف يستقيم تركه رضوان الله عليه لأولئك الخوارج والصبر عليهم لطالما أنهم لم يقاتلوا في حين أن ذلك لم يكن لأهل الشام مع كون بدء القتال معهم كان من جهة علي رضي الله عنه كما جاء في الكتاب ص 19 (فلما طال الأمر خرج علي في أهل العراق طالباً قتال أهل الشام، فخرج معاوية في أهل الشام قاصداً قتاله..)

    0
    • أ.د. سليمان بن صالح الغصن
      أ.د. سليمان بن صالح الغصن

      بل قاتلوه وعلي رضي الله عنه لم يبدأ الخوارج بالقتال إلا بعد أن خرجوا عليه وقاتلوه ، ويدل عليه مافي هذه الرواية المذكورة من طلبه من الخوارج تسليم القتلة !!

      0
    • أظهر المزيد من الردود
  • آثار دهاس
    آثار دهاس

    لدي سؤال لم يذكر مضمونه في الكتاب ، لماذا أهل مصر غضبوا من أمير المؤمنين عثمان - رضي الله عنه - ابتداءا ؟

    0
    • أ.د. سليمان بن صالح الغصن
      أ.د. سليمان بن صالح الغصن

      نقموا عليه أشياء في سياسته واجتهاداته وكان هناك من يحرض عليه ، وقد بعث إليهم من يناظرهم ويزيل الشبه عنهم ويبين عذر عثمان في تصرفاته . ولكن كثيرا منهم لم يستجيبوا

      0
    • أظهر المزيد من الردود
  • محمود درست
    محمود درست

    (فقالوا : انسلخت من قميص ألبسكه الله، واسم سماك به الله ثم انطلقت ## فحكمت في دين الله ولا حكم إلا لله ## ) ص/22
    دكتور، هل يُعد اعتقادهم هذا ضمن اللاسلطوية أم أنهم أرادوا أن الشريعة ما جاءت بقضية مشابهة لما وقع من قبول التحكيم-أو على الأقل غابت عن عقولهم-؟

    0
    • أ.د. سليمان بن صالح الغصن
      أ.د. سليمان بن صالح الغصن

      المقصود بهذا ماحصل حين كتابة التحكيم



      فقد كتبوا بينهم كتابا هذه صورته: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما قاضى عليه علي بن أبي طالب أمير المؤمنين.

      فقال عمرو بن العاص: اكتب اسمه واسم أبيه هو أميركم وليس بأميرنا.

      فقال الأحنف: لا تكتب إلا أمير المؤمنين.

      فقال علي: امح أمير المؤمنين واكتب هذا ما قاضى عليه علي بن أبي طالب ثم استشهد علي بقصة الحديبية حين امتنع أهل مكة هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله فامتنع المشركون من ذلك وقالوا: اكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله.

      0
    • أظهر المزيد من الردود
  • منيرة الغامدي
    منيرة الغامدي

    مامعنى قول القراء عندما عتبوا على علي رضي الله عنه عندما قالوا : (انسلخت من قميص ألبسكه الله ....) ؟
    ص/22

    0