-
تعليق على الورد العاشر
بصوت الكاتب
1400:00
منهج الخوارج في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
من: 204 — إلى: 204
منهج الخوارج في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: والخوارج كغيرهم من الفرق الإسلامية التي تنادي بإقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكنهم غالوا في تطبيقه فأوجبوا الخروج تغييراً للمنكر ولو لأدنى سبب وعلى أي حال، حتى ولو كان السبب إهمال الإمام لسنة من السنن مهما كانت، ويقولون إنهم ( يرون الخروج على الإمام إذا خالف السنة حقاً واجبا)ً الملل والنحل/الشهرستاني. وقد اعتبر العلامة ابن القيم هذا الاندفاع والعنف في تحقيق ما يريدون بأنه من تعصب أهل البدع لبدعهم، وأنهم يخرجون بدعهم في قوالب متنوعة بحسب تلك البدع، فيرى أن الخوارج أخرجت استحلال قتال الناس في قالب (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، وذلك في قوله: " وأخرجت الخوارج قتال الأئمة والخروج عليهم بالسيف في قالب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " إغاثة اللهفان/ابن القيم 2/81. ( إن دوافع الخوارج للأمر وبالمعروف والنهي عن المنكر كانت دوافع دينية، وإن غالوا في تطبيقها، لكنها لم تكن دوافع سيئة، كما كانت – مثلا – عند عبد الله بن سبأ الذي (أراد أن يفسد الإسلام بمكره وخبثه فأظهر النسك، ثم أظهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى سعى في فتنة عثمان وقتله) منهاج السنة النبوية. ابن تيمية، 8/479