موقف ديكارت من وجود الله
من: 211 — إلى: 211
- لم يكن يبحث ديكارت عن وجود الله ؛ بل انتهى إلى يقين بأنه ما دام يشك فهو موجود ؛ وبنى على هذا يقين بأنه نفسه لا بد أن يكون له نفس متحققة الوجود؛ ثم وجد أن هذه النفس لا يمكن أن تكون موجودة ببعض الكمالات التي فيها نقص إلا وهناك الكامل المطلق الذي وهبها الكمال النسبي ؛ وهذه موجودة عند العلماء : أن واهب الكمال أحق به ( قياس الأولى) ؛ ولكن العقليين ينكرون الصفات فاستدل بهذا الدليل على وجود الله وذكر أن هذا اليقين عنده يجزم به تماما كما يجزم بوجود نفسه هو؛ فإذا كان عنده احتمال أنه موجود ؛ وهذه درجة عالية من إثبات وجود الله مرتبة على التسلسل عنده - التأمل الأول في كتابه يحكي خلاصة التعبير عن مرحلة السقوط ويبين ماهي الشكوك التي حفت به وكان يعانيها؛ فهو لم يترك حالة مما يمكن أن يتصوّر أن فيها شك أو أنها تسبب الشك في المقدمات العقلية والحسية إلا وذكرها - التأمل الثاني في كتابه يبحث في ثلاثة أشياء ليتأكد عن يقين فيها: 1-اليقين في الأنا من حيث هي موجودة بصرف النظر عن حقيقتها. 2- اليقين في طبيعة الأنا وصفاتها. 3- اليقين بالإحساس بالأشياء الخارجية هل مصدره الحواس أم التخيّل أم التصوّر ؟ - هل هناك فائدة من مواصلة البحث عن يقين عنده؟ نعم ؛ يقول ديكارت هو إما أن أصل إلى يقين وهذا الذي يبحث عنه أصلاً؛ أو أجد أنه لا يقين وهذا مه كونه نتيجة سلبية لكن فيها فائدة عنده أنه وصل إلى أنه لا يمكن أن يكون هنالك يقين؛ وأنه يمتنع ؛ وهذا الشك هو الذي أوصله إلى اليقين؛بمعنى أنه مادام يشك والشك تفكير فدليل على أنه موجود . - ديكارت يقر بوجوده بصرف النظر عن الأنا، - ويثبت الأنا بصرف النظر عن طبيعتها وتفاصيلها، ويرى أنه لا يمكن أن يضله الشيطان في قضية التلازم بين وجوده (الأنا) جسمه وما يتعلق به/ وبين أن تلك الأنا فرع عن أنه يشك أو يفكّر ( الأنا المفكّرة) ؛ فثبوت الأنا مبنية على وجود الشك الذي يتناقض بالضرورة مع وجوده - وقف ديكارت عند صفات الجسم وطبيعته وأنه ليس عنده أساس لإثبات كل ما يتعلق به. - ولأن فلسفة ديكارت هي (المذهب التصوّري) الفلسفة القائمة على اليقين الذي يكون نابعا من شيء من الداخل لا من الخارج ؛ وعنده مشكلة كبيرة أنه لا يؤمن بأن الحقيقة يمكن أن تكون من خارج النفس وإنما لا بد أن تنبع من نفسه. - ثم يبحث عن (الأنا المفكرة) يريد أن يستخرج صفاتها داخل التفكير - فمذهبه تصوري خالص ليس معناه أنه لغى دور الحواس لكنه لا يقف عندها ولا يكتفي بها ولا يأتي بها إلا بعد أن يضعها تحت الحكم التصوري وهذا مبالغة في الاستدلال لأن كثيرا من الأمور نسلّم بها ونعتبرها بناء على غلبة الظن والاحتمال الراجح ؛ والإنسان الواقعي لا بد أن يعيش هكذا وإلا لا يمكن أن يعيش ؛ فديكارت فيما يتعلق بالتصور بالغ في نفي كثير من الأمور بناء على أنها ليست متسمة بما أسماه (الوضوح والبداهة) فعنده مشكلة أنه لا يسلم إلا بالقطعيات وهذه موجوده في الفكر البشري مثل علماء الكلام حين اشترطوا أنه لا يسلم إلا بالقطعي ولو سلّمنا بكلامهم لوجدنا أمامنا نصوصا كثيرة لا نسلّم بها. [د. أسماء محمد توفيق]
وقفة عقدية في ظل آية
من: — إلى:
http://cutt.us/FZqZv
المسائل الخبرية المحضة
من: — إلى:
- المسائل الخبرية المحضة : أي المسائل التي لا يمكن الوصول إليها إلا بالوحي ، فلا يمكن معرفتها تفصيلا ولا الاستدلال عليها بالعقل قبل ورود الوحي - المسارعة بتحميل النصوص مالا تحتمله ، كمن ينزل النصوص على الظواهر والنظريات التي لم تثبت أصلا ، فعند ظهور خطأ هذه التفسيرات للظواهر أو مخالفتها للحقيقة تصد عن دين الله ؛ لاعتقاد الناس أن النصوص تخالف الحقائق وتكذب الواقع ، وهذا خطأ في تنزيل الآيات والأحاديث على الظواهر والأحداث وتحميلها مالا تحتمله وليس في النصوص نفسها .. ومن ذلك كثير مما يطرح تحت مسمى الإعجاز العلمي .. [أ.سلطانة العميري]
مريم إبراهيم
احتاج توضيح لنظرية الشك عند ديكارت ؟