حركة العصر الجديد - مفهومها ونشأتها وتطبيقاتها

الأوراد/ الورد الأول (٢٢ - ٦٠)

هذا ملخص يتضمن أهم النقاط الرئيسية والأفكار المهمة؛ لذا هو لا يغني عن الكتاب، صممناه لكم بشكل مريح يساعد على ترتيب المعلومة وفهمها

  • تفريغ توضيح الورد الأول
    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..
    أما بعد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فيما يتعلق بالنصاب الأول سأمهد له بتعريف بمحتويات الكتاب كما هو موضح في خطة البحث: البحث يشتمل على ثلاثة أبواب:
    الباب الأول: يتناول مفهوم حركة العصر الجديد ونشأتها ويتناول أبرز الشخصيات المتعلقة بهذه الحركة، بالإضافة إلى أبرز المصادر التي استقت منها الحركة أفكارها وعقائدها الباطنية سواء كانت من الديانات الوثنية أو الاتجاهات الباطنية أو حتى الاتجاهات الصوفية المنتسبة إلى الإسلام. وكذلك الفلسفات الغربية التي مهّدت لموقف حركة العصر الجديد من ثلاثة أمور ربما تكون هي الأبرز في الحركة وهي ما يتعلق بالأخلاق والقيم والحقائق. أما الباب الثاني فيتحدث عن أبرز أفكار حركة العصر الجديد والعقائد الباطنية التي تتبناها وينقسم إلى خمسة فصول يتحدث كل فصل عن واحدة من تلك العقائد وهي ما يتعلق بالنشأة الكونية وما يتعلق بعقيدة وحدة الوجود وحقيقة الأرواح ومصيرها ومكانة الإنسان عند الحركة وأثره في تشكيل الواقع والمصير وما يتعلق بمعيار الحقائق والقيم. ثم يُختم البحث بالباب الثالث الذي يتناول أبرز تطبيقات حركة العصر الجديد وآثارها في الواقع. وهو يقسّم إلى أربعة فصول : الفصل الأول: يتحدث عن تطبيقات الحركة في العلوم النفسية والعلوم الصحية و الاستشفائية والفصل الثاني: يتحدث عن أبرز آثار الحركة في العلوم التجريبية والفصل الثالث: يتحدث عن آثارها في المجتمع والتعليم والفصل الرابع والأخير: يتحدث عن أبرز آثار الحركة في الإعلام و وسائل الترفيه. فإذا انتقلنا إلى الجزئية المتعلقة بالنصاب المحدد سنبدأ بشكل طبيعي بتعريف حركة العصر الجديد وكما هو موضح لديكم في الكتاب ، تعريف حركة العصر الجديد ليس بالأمر السهل بل ربما يكون ذلك أمرًا شاقًا على الكثير من الباحثين نظرًا لطبيعة الحركة وغموضها واتصافها بالخصائص الباطنية و الاستسرارية. لكن بتفكيك مفردات عنوان الحركة يمكننا التوصل إلى مفهوم -على الأقل- تقريبي لحقيقتها، ونحن إذ نطلق عليها حركة فهذا لا يعني أنها منظومة ذات قيادة مركزية بالضرورة وإنما هي عبارة عن مفهوم مظلي -إن صح التعبير- يشمل العديد من المنظمات الفرعية والأفراد والهيئات ونحو ذلك. كما لا يصح في نظري إطلاق لفظ الدين على هذه الحركة لأنها لا تتضمن خصائص الدين ولا مقوماته وهذا بلا شك لا يقلل من خطورة الحركة على المعتقد السليم. ثم إذا انتقلنا إلى المصطلح الثاني في عنوان الحركة وهو لفظة (العصر) سنجد أنها متعلقة بعلم النجوم والتنجيم فيكون لكل برج سائد في السماء حالة موافقة لها في الأرض ففي الألفية الثانية كان البرج السائد هو برج الحوت وفي الألفية الثالثة البرج السائد هو برج الدلو ولذلك تحمل حركة العصر الجديد اسم شهير آخر هو (عصر الدلو). ولهذه الأبراج معاني رمزية فالحوت مثلاً يرمز للنصرانية في نظرهم أو بشكل عام للتدين التقليدي الذي يعتبر أن الإله خارج عن النفس وأن النجاة بطرق خارجية والوحي خارجي. وفي المقابل في عصر الدلو يعتبر أن الإنسان هو الذي يحمل حِمله بنفسه فهو المتوصل إلى النجاح بذاته وإلهه في داخل ذاته و وحيه من داخل نفسه. أما قولهم الجديد فربما يتفق أتباع الحركة والنقّاد لها بأنه ليس في حركة العصر الجديد شيء جديد وإنما كل ما فيها هو إعادة بعث لمعتقدات بائدة قديمة ضاربة في القدم وإظهارها بشكل جديد. فالجديد في الأمر هو إما ان يكون جدّتها على بعض المجتمعات خاصة الغربية لاسيما وأن أغلب المعتقدات التي تُنشر من خلال حركة العصر الجديد هي عقائد شرقية أو لأنها أُظهرت أو أبرزت بطرق جديدة ومختلفة ، تختلف عن الطرق القديمة التي كانت بها تنشر المعتقدات خاصة بما يتعلق بعقائد وحدة الوجود والاتحاد وما يسمونه الاستنارة أو التنوير والإشراق. ومن ثم يمكننا التوصل إلى تعريف مجمل وعام لحركة العصر الجديد وهي أنها عبارة عن شبكة ضخمة تتضمن الأفراد والجماعات الذين يحملون رؤى مشتركة تؤخذ هذه الرؤى من الفلسفات الشرقية وتسعى لتحقيق نفس أهداف تلك الفلسفات. بعد ذلك ننتقل إلى نشأة حركة العصر الجديد وهنا أنبه تنبيه يسير حول جذور الحركة. جذور الحركة تنقسم إلى جذور عميقة متمثلة بالديانات والفلسفات الشرقية وجذور قريبة متمثلة بالاتجاهات والحركات الباطنية الغربية. أما الجذور العميقة فسنتحدث عنها بالتفصيل لاحقًا بإذن الله. لكن الذي يهمنا الآن هو الجذور القريبة التي تُعتبر مجموعة من الفلسفات والحركات الدينية ذات الطابع الباطني التي ظهرت في القرن التاسع عشر. كان يطلق على هذه الفلسفات أو هذه الحركات الدينية " الاعتقادات البديلة " وهذا اللفظ أو هذا الاصطلاح له أبعاد مهمة تعيننا على فهم حقيقة حركة العصر الجديد والأفكار المتفرعة عنها لأن المراد بالاعتقادات البديلة هي التي تحل محل ما كانوا يطلقون عليه أو ما زالوا يطلقون عليه التدين التقليدي المتمثل بالديانات الكتابية أو الديانات الإبراهيمية. فالاعتقادات البديلة هي بديل في الحقيقة عن التدين. طبعًا هذه الحركات الباطنية أو هذه الاتجاهات الباطنية التي ظهرت في الغرب لها تعلّق ظاهر وبيّن بالفلسفات الشرقية وسأذكر سببين بارزين لظهور هذه الأفكار في الغرب لأن هذه الأسباب تتكرر حقيقةَ اليوم في البلدان العربية. السبب الأول: هو ظهور الترجمة للنصوص الشرقية للغات الأوروبية أو للغة الإنجليزية على وجه التحديد وهذا مما أدى إلى انتشار الفكر الشرقي في العالم الغربي. إضافة إلى ذلك ما يتعلق بهجرة عدد من رموز الفلسفة الشرقية أو الديانات الشرقية إلى العالم الغربي مما أدى إلى انتشار أفكارهم في تلك البلدان. وسأذكر هنا أبرز الحركات والفلسفات التي أسهمت في نشأة حركة العصر الجديد وإن كنت لا أستطيع حصرها لكثرتها وتداخلها لكن سنكتفي بذكر أبرز هذه الحركات. أولها : هي ما تعرف بالفلسفة المتعالية ربما تعتبر أول صورة للفكر الشرقي في ثوبه الغربي وستجد أن هناك نقاط اشتراك بين الفلسفة المتعالية وبين الفلسفة الشرقية وكذلك بينها وبين تطبيقات حركة العصر الجديد الموجودة في العصر الحالي. من أبرز تلك المعالم المشتركة بين الثلاث: هي الاعتقاد بأن الإنسان أو الطبيعة البشرية لها قدرات خارقة. وكذلك الاعتقاد بأن الإنسان يحقق نجاته وخلاصه من داخله وليس بطريق خارج عن ذاته. وكذلك قدرة العقل البشري على التأثير بالمحيط الخارجي بمجرد التركيز أو التفكير، كما هو متقرر سابقًا في الفلسفات الشرقية وكما هو موجود اليوم فيما يعرف بقانون الجذب. المذهب الثاني: هو المذهب الروحي أو ما يعرف بالروحية وهو يختلف عن الروحانية ولعل التفريق بينهما بشكل مفصل أيضًا يأتي في وقت لاحق. لكن المذهب الروحي يمكن تعريفه باختصار بأنه الاعتقاد بإمكانية الاتصال بأرواح غيبية وتحصيل المعارف والعلوم عبر هذا التواصل. وهذا كثير جدًا في أتباع حركة العصر الجديد منذ أن نشأت و إلى زمننا الحاضر. وهذا المذهب حقيقةَ هو الذي يفتح الباب لما يعرف بالوحي الشخصي أو الوحي الخاص بمعنى أن الإنسان يستطيع أن يحصل معارف غيبية أو معارف غامضة عن طريق التواصل مع كائنات غيبية بطريقة مباشرة، فلا يكون الإنسان بحاجة إلى مثلاً الأنبياء والرسل لتحصيل المعارف الغيبية وإنما بإمكانه بانفراد وكل شخص على حده أن يتواصل مباشرة مع مصدر المعرفة الغيبية. ولاحظ أن ادقر كيسي (Edgar Cayce)على سبيل المثال كان يسمى بالنبي النائم لأنه كان يدخل في حالات مغايرة من الوعي ثم يتنبأ بأمور ويشخص أمراض ويذكر حلول لإشكالات أثناء هذه الغيبة فالمقصود أنه من خلال المذهب الروحي قُدمت فكرة إمكانية تحصيل المعارف الغيبية بطرق مباشرة. بعد ذلك يأتي المذهب الأهم فيما يتعلق بالجذور القريبة لحركة العصر الجديد وهو المذهب الثيوصوفي فهو يعتبر السلف المباشر لحركة العصر الجديد وربما تقارب جدًا فيما يتعلق بأفكاره ومبادئه مع أفكار ومبادئ الحركة إلا أنه تميزت حركة العصر الجديد بأنها قدمت هذه الأفكار وهذه المبادئ بطرق عصرية وحديثة بينما اكتفت الثيوصوفي بتقديمها كمبادئ ومعتقدات. ولا بد من التمييز بين جمعية الثيوصوفي وبين الفكر الثيوصوفي الذي يسبقها بكثير. و الثيوصوفي لها علاقة واضحة بالمذهب الروحي لكن مما أضافته الثيوصوفي على المذهب الروحي أنها لم تركز كثيرًا على مسألة التواصل مع أرواح الأقارب أو الأهل أو الأحبة وإنما ركزت على التواصل مع أرواح ما يسمونه مثلا بالسادة أو أرواح القادة ونحو ذلك ومن ثم يكون المعرفة التي يحصلونها من خلال ذلك التواصل تعتبر بالنسبة لهم أرقى وأسمى وأعظم. كذلك الثيوصوفي أضافت أمر مهم جدًا، يعتبر نوع من المقدمة أو النقلة في الفكر الغربي وهي أنها قدمت المصطلحات الشرقية صراحة، فطرحت مفاهيم التناسق والكارما والتي تعتبر مصطلحات ذات أصول هندية واضحة وقدمتها كمفاهيم جديدة في المجتمعات الغربية. وكذلك من أبرز المبادئ التي روجت لها جمعية الثيوصوفي والمجتمع الثيوصوفي مسألة الأخوة الإنسانية التي هي في حقيقتها وحدة الأديان. طبعًا جمعية الثيوصوفي كان لها مقر في أمريكا ثم في إنجلترا لكن انتقلت قيادة الجمعية أو المجتمع الثيوصوفي في مرحلة لاحقة إلى الهند وهذه أيضًا تعتبر مرحلة مهمة ومركزية في تطور الفكر الثيوصوفي ومن ثم الحركات التي تلته وأبرزها الحركة التي نحن بصدد دراستها وهي حركة العصر الجديد. طبعًا لما انتقلت القيادة من الولايات المتحدة إلى الهند اختلطت بكبار المفكرين الهندوس في الهند وخاصة شخصية مهمة جدًا سيأتي ذكرها لاحقًا وذكر المبدأ الذي أسسه هذا الرجل بشكل متكرر خلال قراءتنا لهذا الكتاب. الشخصية التي أقصدها هي سوامي فيفاكانادا هذا الرجل هو يعتبر مؤسس مذهب الفيدانتا الهندوسي الذي يعتبر الأساس الفلسفي الذي قامت عليه حركة العصر الجديد و التيارات الروحانية التي تعتبر شقيقة للحركة. وبسبب عدد من الإشكالات والفضائح -إن صح التعبير- التي أحاطت بجمعية الثيوصوفي حقيقةً تلاشى أثرها وضعفت كثيرًا في الفترة الأخيرة. هي لا تزال موجودة اليوم ولا يزال لها أتباع ولا يزال لها مراكز لكن أثرها يعتبر ضعيف جدًا بالنسبة للحركات التي تلتها. الحركة التي تعتبر المرحلة التالية لجمعية الثيوصوفي هي حركة الفكر الجديد وهي تشبه الثيوصوفي في سعيها لتحقيق الأخوة الإنسانية العالمية و وحدة الأديان وتركز كثيرًا على مسألة تأثير الفكر في الواقع وكون التفكير الإيجابي يؤثر في تغيير الأقدار والأمور المحيطة بالإنسان. وضمن هذه الحركة بدأ أول تصريح لما يعرف اليوم بقانون الجذب وإن كانت طبعًا فكرة قانون الجذب هي فكرة قديمة جدًا ترجع إلى الأديان الشرقية لكن استخدامها بهذا الاصطلاح الحديث كانت ظهرت معالمه بشكل واضح في مرحلة حركة الفكر الجديد. فكان هذا من أبرز الإضافات التي قدمتها حركة الفكر الجديد وكذلك ما يتعلق بتأثير الفكر على الصحة البدنية والصحة النفسية ونحو ذلك مما ظهر له أو امتد أثره الى حركة العصر الجديد بشكل واضح. فأعتبر مثلا الخلل في التفكير سبب في المرض واعتلال الصحة البدنية والنفسية. ومن أبرز المطبوعات المتعلقة بحركة الفكر الجديد هو كتاب اسمه "دورة في المعجزات" والعجيب أن هذا الكتاب عندما كنت أبحث في هذا البحث ، لما وصلت لهذه الجزئية كنت لا أرى أهمية حقيقة في وضعها لكني ضمنتها في البحث لأنها ذُكرت في تعريف الحركة. وقبل مدة قصيرة -ربما عام تقريبًا- وجدت أنه للأسف أصبح العرب المتأثرين بالروحانيات الحديثة وبحركة العصر الجديد يتحدثون عن كتاب دورة في المعجزات. طبعًا هذا الكتاب هو عبارة عن مؤلَّف تزعم المؤلفة التي نسب إليها الكتاب أنها لم تؤلفه بنفسها وإنما كانت عبارة عن وسيط لمن لقنها محتوى هذا الكتاب. الكتاب هو تقرير أو تلقين للمعتقدات الباطنية المعروفة التي تقرر عقيدة وحدة الوجود وتأليه النفس ونحو ذلك. فمن أبرز النقاط التي ذُكرت في هذه الدورة -إن صح التعبير لأنهم يسمونها دورة في المعجزات- أن البشر يستحقون العقوبة لأنهم يعتقدون أنهم منفصلون عن الإله وأن هذا الانفصال أصبح واقعًا لأن الناس يعتقدونه حقًا وبذلك يكون الهدف هو التخلص من هذا الانفصال و العودة إلى الاتحاد بالإله. أخيرا من الحركات التي سأتحدث عنها هي حركة القدرات البشرية الكامنة وهي تعتبر السلف المباشر لحركة العصر الجديد. الذي أضافته حركة القدرات البشرية الكامنة على الحركات السابقة لها هي أنها بالإضافة إلى المعتقدات الباطنية و وحدة الأديان و وحدة الوجود ونحو ذلك، حاولت إشراك أو حاولت تضمين هذه المعتقدات وخلطها ببعض العلوم النفسية. ومما يحسن ذكره أن معهد أيسالين هو يعتبر المقر الجغرافي لحركة القدرات البشرية الكامنة وهذا المقر أو هذا المعهد يجتمع فيه المختصين بالعلوم النفسية وأحيانًا بعض العلوم التجريبية مع الفلاسفة ورجال الدين الهنود ونحوهم لينتج عن هذه الاجتماعات خليط ومزيج من العلوم التي تجمع بين الفلسفات وبين العلوم النفسية والعلوم الإدارية. وكذلك مما يحسن ذكره أن في معهد إيسالين كانت بدايات بما يعرف بالبرمجة اللغوية العصبية التي تعتبر حقيقةً هي البوابة التي دخلت من خلالها الفلسفات التي تلتها من علوم الطاقة والفلسفات الروحانية إلى العالم العربي والإسلامي. أما عن أبرز الشخصيات التي تمثل الحركة فيمكننا اختصارها في عدد من الشخصيات وإن كانت الشخصيات بلا شك متعددة. لكن أبرز شخصية من وجهة نظري في العصر الحديث تمثل حركة العصر الجديد هو الطبيب الهندي الذي يطلق عليه ديباك شوبرا. ديباك شوبرا: هو طبيب هندي يحمل الجنسية الأمريكية لكنه ترك الممارسة الطبية وتحول إلى الممارسات الروحانية. الرجل يتبنى مذهب الفيدانتا الذي سبق أن ذكرته قبل قليل وهو مذهب قائم كليًا على عقيدة وحدة الوجود. الذي يتميز به ديباك شوبرا عن غيره من المروجين لأفكار الحركة أو المروجين للروحانيات الحديثة بشكل عام هو أنه يخلط كثيرًا بين اصطلاحات العلم التجريبي وبين المفاهيم والمعتقدات الروحانية الباطنية ومن ثم يلبّس على كثير من الناس في هذه المسألة بحيث يظنون أن هذه المعتقدات هي ذات تعلق بالعلوم التجريبية. الشخصية الثانية أيضًا هو ايكهارت تولي، وهو رجل ألماني له قصة غريبة و مرّ بمراحل من الاكتئاب حتى أنه وصل إلى نفي الذات وغير ذلك لكن الذي يهمنا هو أن هذا الرجل توصل في نهاية الأمر إلى المعتقد و إلى الفلسفة البوذية. من الشخصيات المتأثرة جدًا بديباك شوبرا وبـ ايكهارت تولي هي امرأة مشهورة جدًا على مستوى العالم هي أوبرا وينفري. أوبرا وينفري تستضيف كلا الرجلين بشكل دوري وتعمل معهم مشاريع مشتركة لترويج هذه المبادئ الباطنية بين الناس بطرق جذابة وبطرق تجارية في كثير من الأحيان. وهم جميعًا يتمتعون بشخصيات تعتبر يعني شخصيات جذابة ومن ثم فإن كثير من الناس ينجذبون إلى طرحهم ويقتنعون بالمبادئ التي ينشرونها. هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

    لم ينشر المقطع الصوتي

    التفريغ بالأسفل

    34
    00:00

تفريغ توضيح الورد الأول
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..
أما بعد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فيما يتعلق بالنصاب الأول سأمهد له بتعريف بمحتويات الكتاب كما هو موضح في خطة البحث: البحث يشتمل على ثلاثة أبواب:
الباب الأول: يتناول مفهوم حركة العصر الجديد ونشأتها ويتناول أبرز الشخصيات المتعلقة بهذه الحركة، بالإضافة إلى أبرز المصادر التي استقت منها الحركة أفكارها وعقائدها الباطنية سواء كانت من الديانات الوثنية أو الاتجاهات الباطنية أو حتى الاتجاهات الصوفية المنتسبة إلى الإسلام. وكذلك الفلسفات الغربية التي مهّدت لموقف حركة العصر الجديد من ثلاثة أمور ربما تكون هي الأبرز في الحركة وهي ما يتعلق بالأخلاق والقيم والحقائق. أما الباب الثاني فيتحدث عن أبرز أفكار حركة العصر الجديد والعقائد الباطنية التي تتبناها وينقسم إلى خمسة فصول يتحدث كل فصل عن واحدة من تلك العقائد وهي ما يتعلق بالنشأة الكونية وما يتعلق بعقيدة وحدة الوجود وحقيقة الأرواح ومصيرها ومكانة الإنسان عند الحركة وأثره في تشكيل الواقع والمصير وما يتعلق بمعيار الحقائق والقيم. ثم يُختم البحث بالباب الثالث الذي يتناول أبرز تطبيقات حركة العصر الجديد وآثارها في الواقع. وهو يقسّم إلى أربعة فصول : الفصل الأول: يتحدث عن تطبيقات الحركة في العلوم النفسية والعلوم الصحية و الاستشفائية والفصل الثاني: يتحدث عن أبرز آثار الحركة في العلوم التجريبية والفصل الثالث: يتحدث عن آثارها في المجتمع والتعليم والفصل الرابع والأخير: يتحدث عن أبرز آثار الحركة في الإعلام و وسائل الترفيه. فإذا انتقلنا إلى الجزئية المتعلقة بالنصاب المحدد سنبدأ بشكل طبيعي بتعريف حركة العصر الجديد وكما هو موضح لديكم في الكتاب ، تعريف حركة العصر الجديد ليس بالأمر السهل بل ربما يكون ذلك أمرًا شاقًا على الكثير من الباحثين نظرًا لطبيعة الحركة وغموضها واتصافها بالخصائص الباطنية و الاستسرارية. لكن بتفكيك مفردات عنوان الحركة يمكننا التوصل إلى مفهوم -على الأقل- تقريبي لحقيقتها، ونحن إذ نطلق عليها حركة فهذا لا يعني أنها منظومة ذات قيادة مركزية بالضرورة وإنما هي عبارة عن مفهوم مظلي -إن صح التعبير- يشمل العديد من المنظمات الفرعية والأفراد والهيئات ونحو ذلك. كما لا يصح في نظري إطلاق لفظ الدين على هذه الحركة لأنها لا تتضمن خصائص الدين ولا مقوماته وهذا بلا شك لا يقلل من خطورة الحركة على المعتقد السليم. ثم إذا انتقلنا إلى المصطلح الثاني في عنوان الحركة وهو لفظة (العصر) سنجد أنها متعلقة بعلم النجوم والتنجيم فيكون لكل برج سائد في السماء حالة موافقة لها في الأرض ففي الألفية الثانية كان البرج السائد هو برج الحوت وفي الألفية الثالثة البرج السائد هو برج الدلو ولذلك تحمل حركة العصر الجديد اسم شهير آخر هو (عصر الدلو). ولهذه الأبراج معاني رمزية فالحوت مثلاً يرمز للنصرانية في نظرهم أو بشكل عام للتدين التقليدي الذي يعتبر أن الإله خارج عن النفس وأن النجاة بطرق خارجية والوحي خارجي. وفي المقابل في عصر الدلو يعتبر أن الإنسان هو الذي يحمل حِمله بنفسه فهو المتوصل إلى النجاح بذاته وإلهه في داخل ذاته و وحيه من داخل نفسه. أما قولهم الجديد فربما يتفق أتباع الحركة والنقّاد لها بأنه ليس في حركة العصر الجديد شيء جديد وإنما كل ما فيها هو إعادة بعث لمعتقدات بائدة قديمة ضاربة في القدم وإظهارها بشكل جديد. فالجديد في الأمر هو إما ان يكون جدّتها على بعض المجتمعات خاصة الغربية لاسيما وأن أغلب المعتقدات التي تُنشر من خلال حركة العصر الجديد هي عقائد شرقية أو لأنها أُظهرت أو أبرزت بطرق جديدة ومختلفة ، تختلف عن الطرق القديمة التي كانت بها تنشر المعتقدات خاصة بما يتعلق بعقائد وحدة الوجود والاتحاد وما يسمونه الاستنارة أو التنوير والإشراق. ومن ثم يمكننا التوصل إلى تعريف مجمل وعام لحركة العصر الجديد وهي أنها عبارة عن شبكة ضخمة تتضمن الأفراد والجماعات الذين يحملون رؤى مشتركة تؤخذ هذه الرؤى من الفلسفات الشرقية وتسعى لتحقيق نفس أهداف تلك الفلسفات. بعد ذلك ننتقل إلى نشأة حركة العصر الجديد وهنا أنبه تنبيه يسير حول جذور الحركة. جذور الحركة تنقسم إلى جذور عميقة متمثلة بالديانات والفلسفات الشرقية وجذور قريبة متمثلة بالاتجاهات والحركات الباطنية الغربية. أما الجذور العميقة فسنتحدث عنها بالتفصيل لاحقًا بإذن الله. لكن الذي يهمنا الآن هو الجذور القريبة التي تُعتبر مجموعة من الفلسفات والحركات الدينية ذات الطابع الباطني التي ظهرت في القرن التاسع عشر. كان يطلق على هذه الفلسفات أو هذه الحركات الدينية " الاعتقادات البديلة " وهذا اللفظ أو هذا الاصطلاح له أبعاد مهمة تعيننا على فهم حقيقة حركة العصر الجديد والأفكار المتفرعة عنها لأن المراد بالاعتقادات البديلة هي التي تحل محل ما كانوا يطلقون عليه أو ما زالوا يطلقون عليه التدين التقليدي المتمثل بالديانات الكتابية أو الديانات الإبراهيمية. فالاعتقادات البديلة هي بديل في الحقيقة عن التدين. طبعًا هذه الحركات الباطنية أو هذه الاتجاهات الباطنية التي ظهرت في الغرب لها تعلّق ظاهر وبيّن بالفلسفات الشرقية وسأذكر سببين بارزين لظهور هذه الأفكار في الغرب لأن هذه الأسباب تتكرر حقيقةَ اليوم في البلدان العربية. السبب الأول: هو ظهور الترجمة للنصوص الشرقية للغات الأوروبية أو للغة الإنجليزية على وجه التحديد وهذا مما أدى إلى انتشار الفكر الشرقي في العالم الغربي. إضافة إلى ذلك ما يتعلق بهجرة عدد من رموز الفلسفة الشرقية أو الديانات الشرقية إلى العالم الغربي مما أدى إلى انتشار أفكارهم في تلك البلدان. وسأذكر هنا أبرز الحركات والفلسفات التي أسهمت في نشأة حركة العصر الجديد وإن كنت لا أستطيع حصرها لكثرتها وتداخلها لكن سنكتفي بذكر أبرز هذه الحركات. أولها : هي ما تعرف بالفلسفة المتعالية ربما تعتبر أول صورة للفكر الشرقي في ثوبه الغربي وستجد أن هناك نقاط اشتراك بين الفلسفة المتعالية وبين الفلسفة الشرقية وكذلك بينها وبين تطبيقات حركة العصر الجديد الموجودة في العصر الحالي. من أبرز تلك المعالم المشتركة بين الثلاث: هي الاعتقاد بأن الإنسان أو الطبيعة البشرية لها قدرات خارقة. وكذلك الاعتقاد بأن الإنسان يحقق نجاته وخلاصه من داخله وليس بطريق خارج عن ذاته. وكذلك قدرة العقل البشري على التأثير بالمحيط الخارجي بمجرد التركيز أو التفكير، كما هو متقرر سابقًا في الفلسفات الشرقية وكما هو موجود اليوم فيما يعرف بقانون الجذب. المذهب الثاني: هو المذهب الروحي أو ما يعرف بالروحية وهو يختلف عن الروحانية ولعل التفريق بينهما بشكل مفصل أيضًا يأتي في وقت لاحق. لكن المذهب الروحي يمكن تعريفه باختصار بأنه الاعتقاد بإمكانية الاتصال بأرواح غيبية وتحصيل المعارف والعلوم عبر هذا التواصل. وهذا كثير جدًا في أتباع حركة العصر الجديد منذ أن نشأت و إلى زمننا الحاضر. وهذا المذهب حقيقةَ هو الذي يفتح الباب لما يعرف بالوحي الشخصي أو الوحي الخاص بمعنى أن الإنسان يستطيع أن يحصل معارف غيبية أو معارف غامضة عن طريق التواصل مع كائنات غيبية بطريقة مباشرة، فلا يكون الإنسان بحاجة إلى مثلاً الأنبياء والرسل لتحصيل المعارف الغيبية وإنما بإمكانه بانفراد وكل شخص على حده أن يتواصل مباشرة مع مصدر المعرفة الغيبية. ولاحظ أن ادقر كيسي (Edgar Cayce)على سبيل المثال كان يسمى بالنبي النائم لأنه كان يدخل في حالات مغايرة من الوعي ثم يتنبأ بأمور ويشخص أمراض ويذكر حلول لإشكالات أثناء هذه الغيبة فالمقصود أنه من خلال المذهب الروحي قُدمت فكرة إمكانية تحصيل المعارف الغيبية بطرق مباشرة. بعد ذلك يأتي المذهب الأهم فيما يتعلق بالجذور القريبة لحركة العصر الجديد وهو المذهب الثيوصوفي فهو يعتبر السلف المباشر لحركة العصر الجديد وربما تقارب جدًا فيما يتعلق بأفكاره ومبادئه مع أفكار ومبادئ الحركة إلا أنه تميزت حركة العصر الجديد بأنها قدمت هذه الأفكار وهذه المبادئ بطرق عصرية وحديثة بينما اكتفت الثيوصوفي بتقديمها كمبادئ ومعتقدات. ولا بد من التمييز بين جمعية الثيوصوفي وبين الفكر الثيوصوفي الذي يسبقها بكثير. و الثيوصوفي لها علاقة واضحة بالمذهب الروحي لكن مما أضافته الثيوصوفي على المذهب الروحي أنها لم تركز كثيرًا على مسألة التواصل مع أرواح الأقارب أو الأهل أو الأحبة وإنما ركزت على التواصل مع أرواح ما يسمونه مثلا بالسادة أو أرواح القادة ونحو ذلك ومن ثم يكون المعرفة التي يحصلونها من خلال ذلك التواصل تعتبر بالنسبة لهم أرقى وأسمى وأعظم. كذلك الثيوصوفي أضافت أمر مهم جدًا، يعتبر نوع من المقدمة أو النقلة في الفكر الغربي وهي أنها قدمت المصطلحات الشرقية صراحة، فطرحت مفاهيم التناسق والكارما والتي تعتبر مصطلحات ذات أصول هندية واضحة وقدمتها كمفاهيم جديدة في المجتمعات الغربية. وكذلك من أبرز المبادئ التي روجت لها جمعية الثيوصوفي والمجتمع الثيوصوفي مسألة الأخوة الإنسانية التي هي في حقيقتها وحدة الأديان. طبعًا جمعية الثيوصوفي كان لها مقر في أمريكا ثم في إنجلترا لكن انتقلت قيادة الجمعية أو المجتمع الثيوصوفي في مرحلة لاحقة إلى الهند وهذه أيضًا تعتبر مرحلة مهمة ومركزية في تطور الفكر الثيوصوفي ومن ثم الحركات التي تلته وأبرزها الحركة التي نحن بصدد دراستها وهي حركة العصر الجديد. طبعًا لما انتقلت القيادة من الولايات المتحدة إلى الهند اختلطت بكبار المفكرين الهندوس في الهند وخاصة شخصية مهمة جدًا سيأتي ذكرها لاحقًا وذكر المبدأ الذي أسسه هذا الرجل بشكل متكرر خلال قراءتنا لهذا الكتاب. الشخصية التي أقصدها هي سوامي فيفاكانادا هذا الرجل هو يعتبر مؤسس مذهب الفيدانتا الهندوسي الذي يعتبر الأساس الفلسفي الذي قامت عليه حركة العصر الجديد و التيارات الروحانية التي تعتبر شقيقة للحركة. وبسبب عدد من الإشكالات والفضائح -إن صح التعبير- التي أحاطت بجمعية الثيوصوفي حقيقةً تلاشى أثرها وضعفت كثيرًا في الفترة الأخيرة. هي لا تزال موجودة اليوم ولا يزال لها أتباع ولا يزال لها مراكز لكن أثرها يعتبر ضعيف جدًا بالنسبة للحركات التي تلتها. الحركة التي تعتبر المرحلة التالية لجمعية الثيوصوفي هي حركة الفكر الجديد وهي تشبه الثيوصوفي في سعيها لتحقيق الأخوة الإنسانية العالمية و وحدة الأديان وتركز كثيرًا على مسألة تأثير الفكر في الواقع وكون التفكير الإيجابي يؤثر في تغيير الأقدار والأمور المحيطة بالإنسان. وضمن هذه الحركة بدأ أول تصريح لما يعرف اليوم بقانون الجذب وإن كانت طبعًا فكرة قانون الجذب هي فكرة قديمة جدًا ترجع إلى الأديان الشرقية لكن استخدامها بهذا الاصطلاح الحديث كانت ظهرت معالمه بشكل واضح في مرحلة حركة الفكر الجديد. فكان هذا من أبرز الإضافات التي قدمتها حركة الفكر الجديد وكذلك ما يتعلق بتأثير الفكر على الصحة البدنية والصحة النفسية ونحو ذلك مما ظهر له أو امتد أثره الى حركة العصر الجديد بشكل واضح. فأعتبر مثلا الخلل في التفكير سبب في المرض واعتلال الصحة البدنية والنفسية. ومن أبرز المطبوعات المتعلقة بحركة الفكر الجديد هو كتاب اسمه "دورة في المعجزات" والعجيب أن هذا الكتاب عندما كنت أبحث في هذا البحث ، لما وصلت لهذه الجزئية كنت لا أرى أهمية حقيقة في وضعها لكني ضمنتها في البحث لأنها ذُكرت في تعريف الحركة. وقبل مدة قصيرة -ربما عام تقريبًا- وجدت أنه للأسف أصبح العرب المتأثرين بالروحانيات الحديثة وبحركة العصر الجديد يتحدثون عن كتاب دورة في المعجزات. طبعًا هذا الكتاب هو عبارة عن مؤلَّف تزعم المؤلفة التي نسب إليها الكتاب أنها لم تؤلفه بنفسها وإنما كانت عبارة عن وسيط لمن لقنها محتوى هذا الكتاب. الكتاب هو تقرير أو تلقين للمعتقدات الباطنية المعروفة التي تقرر عقيدة وحدة الوجود وتأليه النفس ونحو ذلك. فمن أبرز النقاط التي ذُكرت في هذه الدورة -إن صح التعبير لأنهم يسمونها دورة في المعجزات- أن البشر يستحقون العقوبة لأنهم يعتقدون أنهم منفصلون عن الإله وأن هذا الانفصال أصبح واقعًا لأن الناس يعتقدونه حقًا وبذلك يكون الهدف هو التخلص من هذا الانفصال و العودة إلى الاتحاد بالإله. أخيرا من الحركات التي سأتحدث عنها هي حركة القدرات البشرية الكامنة وهي تعتبر السلف المباشر لحركة العصر الجديد. الذي أضافته حركة القدرات البشرية الكامنة على الحركات السابقة لها هي أنها بالإضافة إلى المعتقدات الباطنية و وحدة الأديان و وحدة الوجود ونحو ذلك، حاولت إشراك أو حاولت تضمين هذه المعتقدات وخلطها ببعض العلوم النفسية. ومما يحسن ذكره أن معهد أيسالين هو يعتبر المقر الجغرافي لحركة القدرات البشرية الكامنة وهذا المقر أو هذا المعهد يجتمع فيه المختصين بالعلوم النفسية وأحيانًا بعض العلوم التجريبية مع الفلاسفة ورجال الدين الهنود ونحوهم لينتج عن هذه الاجتماعات خليط ومزيج من العلوم التي تجمع بين الفلسفات وبين العلوم النفسية والعلوم الإدارية. وكذلك مما يحسن ذكره أن في معهد إيسالين كانت بدايات بما يعرف بالبرمجة اللغوية العصبية التي تعتبر حقيقةً هي البوابة التي دخلت من خلالها الفلسفات التي تلتها من علوم الطاقة والفلسفات الروحانية إلى العالم العربي والإسلامي. أما عن أبرز الشخصيات التي تمثل الحركة فيمكننا اختصارها في عدد من الشخصيات وإن كانت الشخصيات بلا شك متعددة. لكن أبرز شخصية من وجهة نظري في العصر الحديث تمثل حركة العصر الجديد هو الطبيب الهندي الذي يطلق عليه ديباك شوبرا. ديباك شوبرا: هو طبيب هندي يحمل الجنسية الأمريكية لكنه ترك الممارسة الطبية وتحول إلى الممارسات الروحانية. الرجل يتبنى مذهب الفيدانتا الذي سبق أن ذكرته قبل قليل وهو مذهب قائم كليًا على عقيدة وحدة الوجود. الذي يتميز به ديباك شوبرا عن غيره من المروجين لأفكار الحركة أو المروجين للروحانيات الحديثة بشكل عام هو أنه يخلط كثيرًا بين اصطلاحات العلم التجريبي وبين المفاهيم والمعتقدات الروحانية الباطنية ومن ثم يلبّس على كثير من الناس في هذه المسألة بحيث يظنون أن هذه المعتقدات هي ذات تعلق بالعلوم التجريبية. الشخصية الثانية أيضًا هو ايكهارت تولي، وهو رجل ألماني له قصة غريبة و مرّ بمراحل من الاكتئاب حتى أنه وصل إلى نفي الذات وغير ذلك لكن الذي يهمنا هو أن هذا الرجل توصل في نهاية الأمر إلى المعتقد و إلى الفلسفة البوذية. من الشخصيات المتأثرة جدًا بديباك شوبرا وبـ ايكهارت تولي هي امرأة مشهورة جدًا على مستوى العالم هي أوبرا وينفري. أوبرا وينفري تستضيف كلا الرجلين بشكل دوري وتعمل معهم مشاريع مشتركة لترويج هذه المبادئ الباطنية بين الناس بطرق جذابة وبطرق تجارية في كثير من الأحيان. وهم جميعًا يتمتعون بشخصيات تعتبر يعني شخصيات جذابة ومن ثم فإن كثير من الناس ينجذبون إلى طرحهم ويقتنعون بالمبادئ التي ينشرونها. هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=130632

هي عقائد أديان الشرق وبخاصة الصين والهند والتبت وهي ما يروج له حكمائهم الروحانيين وطواغيتهم قديماً وحديثاً، يتم استخدام هذه الطاقة في العلاج من الأمراض. وتسمى هذه الطاقة بأسماء مختلفة بحسب اللغة، وتمرين الاستمداد فمن مسمياتها: - طاقة "التشي". - طاقة "الكي". - طاقة "البرانا". - طاقة "مانا". للاستزادة ينظر https://www.alfowz.com/topic.php?action=topic&id=36

لا يوجد مناقشات
لا يوجد اقتباسات
  • مريم إبراهيم
    مريم إبراهيم

    ما سر كون بدايات هذه الحركة السرية والخفاء؟

    1
    • د.هيفاء بنت ناصر الرشيد
      د.هيفاء بنت ناصر الرشيد

      هذه هي صفة عامة للحركات الباطنية؛ لأنها تواجه المعتقدات السائدة في المجتمع، فإذا أظهرت معتقداتها في البداية هوجمت ولم تُمكَّن من نشر أفكارها.
      بالإضافة إلى أن السرية تعطي الأتباع الإحساس المتوهم بالأهمية والتميز على عوام الناس الذين لا يطلعون على الأسرار.

      0
    • أظهر المزيد من الردود