حركة العصر الجديد - مفهومها ونشأتها وتطبيقاتها

الأوراد/ الورد التاسع (٣٠١ - ٣٤٢)

هذا ملخص يتضمن أهم النقاط الرئيسية والأفكار المهمة؛ لذا هو لا يغني عن الكتاب، صممناه لكم بشكل مريح يساعد على ترتيب المعلومة وفهمها

  • تفريغ توضيح الورد التاسع كنا تحدثنا في اللقاء السابق عن عقيدة حركة العصر الجديد في الإنسان والنظرة التي تتبناها في حقيقته وقدراته. وأصولهم في هذا الباب بلا شك مخالِفة للأصول العقيدة الإسلامية، وأعظمها شهادة التوحيد "لا اله الا الله"، فالمعتقد الباطني يقرر بوجود آلهة لا منتهية، وأن الإنسان هو الإله، والكون هو الإله، والوجود هو الإله وهذا مخالفٌ للأصل الذي تقوم عليه الشريعة الإسلامية وهو التوحيد وشهادة أن لا اله الا الله. ثم إن المسلم يعلم ضعفه ويقر بذلك وأن كل ما لديه من القوة إنما هي مستمَدةٌ من قوة الله عز وجل وإعانته، و لا يمكن أن يعتمد الإنسان على نفسه أو أن يعتد بقوته وقدراته لأنه إذا وُكِل إلى نفسه وُكِل إلى ضعف. وحقيقة قول الباطنية الحديثة وقول حركة العصر الجديد بأن الإنسان هو الذي يخلق قدره ويدبر حياته هذا القول حقيقةً هو أبشع وأخطر من قول القدرية -نفاة القدر الأوائل-؛ لأن القدرية النفاة إنما قالوا بأن الإنسان يخلق فعله، أما ما كان من مجريات الكون وأحداث العالم فهذه من خلق الله تبارك وتعالى، بينما هؤلاء القائلين بجذب القدر والقائلين بخلق القدر إنما يقولون أن الإنسان يخلق كل ما حوله من أحداث، سواءً كانت من الأحداث التي يفعلها هو بنفسه أو ما يحدث حوله من أحداث ليس له فيها يد، فقولهم حقيقةً هو أقبح من قول القدرية. والأقوال التي تتبناها الحركة لو أتينا بكل واحدٍ منها منفردًا لقلنا أن هذا القول كفر، فكيف إذا كان القول هذا أسنِد إليه قول آخر هو مثله أو أشد منه! كانت مجموع أقوالهم بلا شك من أقبح الأقوال. بعد ذلك يمكننا الانتقال إلى ما يتعلق بالمعيار الذي تُقاس به الحقائق والقيم في الإسلام، وهذا يمكن اختصاره بأن الحق في الإسلام في نفس الأمر واحد لا يمكن أن يتعدد و إن اختلف الناس في تحديده وإن عُذر بعضهم في عدم إصابته إلا أن هذا لا يجعل الحق متعدد وإنما يظل الحق واحد. أما ما يمكن أن يطلق عليه القيم أو ما يمكن التعبير عنه بالخير والشر والحسن والقبيح، هذا يمكن اختصاره بأن نقول أن الحسن و القبيح على قسمين: منه ما يكون معروفًا بالعقل، ولو لم يرد النص الشرعي على تحسينه أو تقبيحه. ومنه ما لا يعرف تحسينه ولا تقبيحه ولا حسنه ولا قبحه ولا أنه خير أو أنه شر إلا بالنص الشرعي. حركة العصر الجديد تناقض هذه الأمور تمامًا فهي لا تُقَرِر بأن الحق واحد، وتحارب هذا الشيء بشكل واضح، بل القول بأنك على حق وغيرك على باطل هذا غاية الانحراف في نظرة الحركة. وبناءً على ذلك، لا يمكن الحكم بأن شيء خير أو أن شيء شر أو أنه حسن أو أنه قبيح؛ لأنه لا يوجد حقٌ مطلق، ومن ثم فإنه يرجع إلى ما يراه الإنسان و ما يعتقده الإنسان و ما ينتفع به الإنسان أو ما يتضرر به الإنسان، فهي ذاتية، نسبية وليست مطلقة ثابتة. وهذا القول بلا شك مخالف للعقيدة الإسلامية فالعقيدة الإسلامية -كما ذكرت- تقرر بأن الحق واحد وأن القيم ثابتة ومصدرها خارجي. وقد ذكرت بعض اللوازم التي تلزم القائلين بنسبية الحق أو بنسبية القِيَم. نظرة الحركة للإنسان -كما سبق- أن تجعَل الإنسان هو الإله وهو مدار الكون وهو الموجود المدبر، وهذا بلا شك لا يحتاج إلى وقفة طويلة في مناقضته لأصول الاعتقاد الإسلامي الذي يقوم على توحيد الرب سبحانه وتعالى وإفراده بالألوهية والربوبية والأسماء والصفات، وهذا مناقض لشهادة التوحيد التي تعني إفراد الله عز وجل بالعبادة لكنها تتضمن إفراده بالربوبية وبالخلق والملك والتدبير, وبلا شك أن اعتقاد هؤلاء بالإله أو اعتقاد هؤلاء بتأليه النفس البشرية واعتقاد ربوبيتها في الحقيقة هو مناقض لهذه الشهادة. بالإضافة إلى مناقضة أقوالهم في الإله أو معتقدهم في الإله لعبودية الإنسان ولضعفه الجبلي الذي خلقه الله عز وجل عليه. ثم يأتي الجانب المتعلق بتأثير الإنسان في واقعه وفي محيطه و الآلية التي يؤثر بها على أقداره -إن صحَّ التعبير- فتأتي هنا فلسفة الكارما التي تعتمد عليها حركة العصر الجديد في توضيح القانون الذي ينظِّم القدر وما يصيب الإنسان في حياته. الوقفة المهمة في موضوع الكارما هو التمييز بين الكارما -عقيدة الكارما ذات الأصول الهندوسية- وبين ما يعرف عندنا في الإسلام بالثواب والعقاب أو الجزاء على الذنب ونحو ذلك، فالفروق التي بين العقيدتين هي فروق جوهرية حقيقةً لا يمكن أن تُغفَل أو أن يُظن أنها شيء واحد، لذلك من المستنكر أن يصدر كتاب مثل كتاب "الكارما في الإسلام" في محاولة لإضفاء الصِبغة الإسلامية على مثل هذه المعتقدات الشرقية. وقد ذكرت في الكتاب عدد من الفروقات الجوهرية بين عقيدة الكارما و بين العقيدة الإسلامية. بعد ذلك نقطة أخرى مهمة جدًا في مسألة معتقد حركة العصر الجديد في تأثير الإنسان على واقعه وعلى مصيره وعلى أقداره هي قولهم بأن الإنسان قادر على تشكيل أقداره من خلال توجيه أفكاره، أو ما يُعرف في الاصطلاح الدارج بـ "قانون الجذب" وهذه العقيدة هي مخالفة لنظام التوحيد الذي هو الإيمان بالقدر. ثم بعد ذلك دعوى الخلود والاعتقاد بأن النجاة تحصل بطرق داخلية لا تعتمد على وحي خارجي ونحو ذلك، كل هذه العقائد بلا شك مخالفة للمعتقد الإسلامي الصحيح. بعد ذلك ننتقل إلى المعيار الذي تُقاس به الحقائق والقِيم، والاختلاف في المبدأ الذي تقوم عليه حركة العصر الجديد وبين المبادئ الإسلامية في هذا الخصوص. فالحق في الإسلام واحد لا يتعدد وما يتعلق بالحقائق الشرعية أو الحقائق الدينية والغيبية فإن مصدرها في العقيدة الإسلامية هو نصوص الكتاب والسنة. أما ما يتعلق بالقيم والضابط للخير والشر والحسن والقبيح فهذا يمكن أن يتضح بأن نُقسِم القيم إلى نوعين من القيم: القيم التي تحدث عنها الشرع، والتي يمكن أن ننسبها إليه أو نقول بأنها قيم شرعية. وهناك قيم اجتماعية. فالقيم الشرعية التي وردت بها النصوص ونحو ذلك هي قيم مطلقة باعتبار ارتباطها بأوصافها. والقيم الاجتماعية التي تضبط التعاملات في المجتمع فيما لم يرد فيه نصوص شرعية, فهو قد يكون نسبي باعتبار أنه متغير بحسب المجتمعات وحسب ما يُعاب في مجتمع قد لا يُعاب في مجتمع آخر وما يكون مقبولاً حسنًا في مجتمع قد لا يكون كذلك في مجتمع آخر، فهي ترجع إلى الأعراف وترجع إلى الأذواق ونحو ذلك فتكون بهذا الاعتبار نسبية. وفي المقابل إذا نظرنا في مصادر حركة العصر الجديد وجدنا أنهم يرون بكل صراحة أن الحق متعدد وأنه لا يمكن أن يكون واحد ولا مطلق، وكذلك القيم والحكم على الأشياء بأنها خير أو شر كذلك نسبي متغير، وهذا بلا شك مع مخالفاته للنصوص الشرعية التي جاءت بالتفريق بين الحسن والقبيح وبين الخير والشر والتي نصت على أن الحق واحد غير متعدد فهي بالإضافة إلى ذلك تكون حقيقةً منحدر خطير للمجتمعات التي لا ترغب بالتقيد بأخلاق ولا بقيم فإذا أصبحت لا تُميز ولا يوجد لها ضابط محدَّد ويُرجع كل ذلك إلى المصلحة الذاتية أو إلى الرغبة النفسية فإن هذا يقود المجتمعات إلى الانحلال بلا شك وإلى التحرر من كل قيد أخلاقي أو قيمي. وفي ختام هذا المبحث مناقشة لمسألة مهمة من وجهة نظري و هي مشكلة إرجاع المعرفة للشعور والإحساس وأن يُستدل بأحاديث كقول النبي صلى عليه وسلم "استفت قلبك" في معرفة الحق من الباطل وفي تمييز الخير من الشر، وهذا دون أدنى شك من الأساليب الملتوية في تفسير وتأويل النصوص الشرعية والاستدلال بها لتأييد المعاني الفلسفية المنحرفة. والحديث هذا كما هو متضح عندكم في الكتاب له معنى مختلف وقد ورد في سياق مختلف تمامًا عن هذا المعنى الذي يريدونه.
    لم ينشر المقطع الصوتي

    التفريغ بالأسفل

    0
    00:00
تفريغ توضيح الورد التاسع

كنا تحدثنا في اللقاء السابق عن عقيدة حركة العصر الجديد في الإنسان والنظرة التي تتبناها في حقيقته وقدراته.
وأصولهم في هذا الباب بلا شك مخالِفة للأصول العقيدة الإسلامية، وأعظمها شهادة التوحيد "لا اله الا الله"، فالمعتقد الباطني يقرر بوجود آلهة لا منتهية، وأن الإنسان هو الإله، والكون هو الإله، والوجود هو الإله وهذا مخالفٌ للأصل الذي تقوم عليه الشريعة الإسلامية وهو التوحيد وشهادة أن لا اله الا الله.
ثم إن المسلم يعلم ضعفه ويقر بذلك وأن كل ما لديه من القوة إنما هي مستمَدةٌ من قوة الله عز وجل وإعانته، و لا يمكن أن يعتمد الإنسان على نفسه أو أن يعتد بقوته وقدراته لأنه إذا وُكِل إلى نفسه وُكِل إلى ضعف.
وحقيقة قول الباطنية الحديثة وقول حركة العصر الجديد بأن الإنسان هو الذي يخلق قدره ويدبر حياته هذا القول حقيقةً هو أبشع وأخطر من قول القدرية -نفاة القدر الأوائل-؛ لأن القدرية النفاة إنما قالوا بأن الإنسان يخلق فعله، أما ما كان من مجريات الكون وأحداث العالم فهذه من خلق الله تبارك وتعالى، بينما هؤلاء القائلين بجذب القدر والقائلين بخلق القدر إنما يقولون أن الإنسان يخلق كل ما حوله من أحداث، سواءً كانت من الأحداث التي يفعلها هو بنفسه أو ما يحدث حوله من أحداث ليس له فيها يد، فقولهم حقيقةً هو أقبح من قول القدرية.
والأقوال التي تتبناها الحركة لو أتينا بكل واحدٍ منها منفردًا لقلنا أن هذا القول كفر، فكيف إذا كان القول هذا أسنِد إليه قول آخر هو مثله أو أشد منه! كانت مجموع أقوالهم بلا شك من أقبح الأقوال.

بعد ذلك يمكننا الانتقال إلى ما يتعلق بالمعيار الذي تُقاس به الحقائق والقيم في الإسلام، وهذا يمكن اختصاره بأن الحق في الإسلام في نفس الأمر واحد لا يمكن أن يتعدد و إن اختلف الناس في تحديده وإن عُذر بعضهم في عدم إصابته إلا أن هذا لا يجعل الحق متعدد وإنما يظل الحق واحد.
أما ما يمكن أن يطلق عليه القيم أو ما يمكن التعبير عنه بالخير والشر والحسن والقبيح، هذا يمكن اختصاره بأن نقول أن الحسن و القبيح على قسمين:
منه ما يكون معروفًا بالعقل، ولو لم يرد النص الشرعي على تحسينه أو تقبيحه.
ومنه ما لا يعرف تحسينه ولا تقبيحه ولا حسنه ولا قبحه ولا أنه خير أو أنه شر إلا بالنص الشرعي.
حركة العصر الجديد تناقض هذه الأمور تمامًا فهي لا تُقَرِر بأن الحق واحد، وتحارب هذا الشيء بشكل واضح، بل القول بأنك على حق وغيرك على باطل هذا غاية الانحراف في نظرة الحركة.
وبناءً على ذلك، لا يمكن الحكم بأن شيء خير أو أن شيء شر أو أنه حسن أو أنه قبيح؛ لأنه لا يوجد حقٌ مطلق، ومن ثم فإنه يرجع إلى ما يراه الإنسان و ما يعتقده الإنسان و ما ينتفع به الإنسان أو ما يتضرر به الإنسان، فهي ذاتية، نسبية وليست مطلقة ثابتة.
وهذا القول بلا شك مخالف للعقيدة الإسلامية فالعقيدة الإسلامية -كما ذكرت- تقرر بأن الحق واحد وأن القيم ثابتة ومصدرها خارجي. وقد ذكرت بعض اللوازم التي تلزم القائلين بنسبية الحق أو بنسبية القِيَم.


نظرة الحركة للإنسان -كما سبق- أن تجعَل الإنسان هو الإله وهو مدار الكون وهو الموجود المدبر، وهذا بلا شك لا يحتاج إلى وقفة طويلة في مناقضته لأصول الاعتقاد الإسلامي الذي يقوم على توحيد الرب سبحانه وتعالى وإفراده بالألوهية والربوبية والأسماء والصفات، وهذا مناقض لشهادة التوحيد التي تعني إفراد الله عز وجل بالعبادة لكنها تتضمن إفراده بالربوبية وبالخلق والملك والتدبير, وبلا شك أن اعتقاد هؤلاء بالإله أو اعتقاد هؤلاء بتأليه النفس البشرية واعتقاد ربوبيتها في الحقيقة هو مناقض لهذه الشهادة. بالإضافة إلى مناقضة أقوالهم في الإله أو معتقدهم في الإله لعبودية الإنسان ولضعفه الجبلي الذي خلقه الله عز وجل عليه.

ثم يأتي الجانب المتعلق بتأثير الإنسان في واقعه وفي محيطه و الآلية التي يؤثر بها على أقداره -إن صحَّ التعبير- فتأتي هنا فلسفة الكارما التي تعتمد عليها حركة العصر الجديد في توضيح القانون الذي ينظِّم القدر وما يصيب الإنسان في حياته.
الوقفة المهمة في موضوع الكارما هو التمييز بين الكارما -عقيدة الكارما ذات الأصول الهندوسية- وبين ما يعرف عندنا في الإسلام بالثواب والعقاب أو الجزاء على الذنب ونحو ذلك، فالفروق التي بين العقيدتين هي فروق جوهرية حقيقةً لا يمكن أن تُغفَل أو أن يُظن أنها شيء واحد، لذلك من المستنكر أن يصدر كتاب مثل كتاب "الكارما في الإسلام" في محاولة لإضفاء الصِبغة الإسلامية على مثل هذه المعتقدات الشرقية.
وقد ذكرت في الكتاب عدد من الفروقات الجوهرية بين عقيدة الكارما و بين العقيدة الإسلامية.
بعد ذلك نقطة أخرى مهمة جدًا في مسألة معتقد حركة العصر الجديد في تأثير الإنسان على واقعه وعلى مصيره وعلى أقداره هي قولهم بأن الإنسان قادر على تشكيل أقداره من خلال توجيه أفكاره، أو ما يُعرف في الاصطلاح الدارج بـ "قانون الجذب" وهذه العقيدة هي مخالفة لنظام التوحيد الذي هو الإيمان بالقدر.

ثم بعد ذلك دعوى الخلود والاعتقاد بأن النجاة تحصل بطرق داخلية لا تعتمد على وحي خارجي ونحو ذلك، كل هذه العقائد بلا شك مخالفة للمعتقد الإسلامي الصحيح.

بعد ذلك ننتقل إلى المعيار الذي تُقاس به الحقائق والقِيم، والاختلاف في المبدأ الذي تقوم عليه حركة العصر الجديد وبين المبادئ الإسلامية في هذا الخصوص. فالحق في الإسلام واحد لا يتعدد وما يتعلق بالحقائق الشرعية أو الحقائق الدينية والغيبية فإن مصدرها في العقيدة الإسلامية هو نصوص الكتاب والسنة. أما ما يتعلق بالقيم والضابط للخير والشر والحسن والقبيح فهذا يمكن أن يتضح بأن نُقسِم القيم إلى نوعين من القيم:
القيم التي تحدث عنها الشرع، والتي يمكن أن ننسبها إليه أو نقول بأنها قيم شرعية.
وهناك قيم اجتماعية.
فالقيم الشرعية التي وردت بها النصوص ونحو ذلك هي قيم مطلقة باعتبار ارتباطها بأوصافها.
والقيم الاجتماعية التي تضبط التعاملات في المجتمع فيما لم يرد فيه نصوص شرعية, فهو قد يكون نسبي باعتبار أنه متغير بحسب المجتمعات وحسب ما يُعاب في مجتمع قد لا يُعاب في مجتمع آخر وما يكون مقبولاً حسنًا في مجتمع قد لا يكون كذلك في مجتمع آخر، فهي ترجع إلى الأعراف وترجع إلى الأذواق ونحو ذلك فتكون بهذا الاعتبار نسبية.
وفي المقابل إذا نظرنا في مصادر حركة العصر الجديد وجدنا أنهم يرون بكل صراحة أن الحق متعدد وأنه لا يمكن أن يكون واحد ولا مطلق، وكذلك القيم والحكم على الأشياء بأنها خير أو شر كذلك نسبي متغير، وهذا بلا شك مع مخالفاته للنصوص الشرعية التي جاءت بالتفريق بين الحسن والقبيح وبين الخير والشر والتي نصت على أن الحق واحد غير متعدد فهي بالإضافة إلى ذلك تكون حقيقةً منحدر خطير للمجتمعات التي لا ترغب بالتقيد بأخلاق ولا بقيم فإذا أصبحت لا تُميز ولا يوجد لها ضابط محدَّد ويُرجع كل ذلك إلى المصلحة الذاتية أو إلى الرغبة النفسية فإن هذا يقود المجتمعات إلى الانحلال بلا شك وإلى التحرر من كل قيد أخلاقي أو قيمي.
وفي ختام هذا المبحث مناقشة لمسألة مهمة من وجهة نظري و هي مشكلة إرجاع المعرفة للشعور والإحساس وأن يُستدل بأحاديث كقول النبي صلى عليه وسلم "استفت قلبك" في معرفة الحق من الباطل وفي تمييز الخير من الشر، وهذا دون أدنى شك من الأساليب الملتوية في تفسير وتأويل النصوص الشرعية والاستدلال بها لتأييد المعاني الفلسفية المنحرفة.
والحديث هذا كما هو متضح عندكم في الكتاب له معنى مختلف وقد ورد في سياق مختلف تمامًا عن هذا المعنى الذي يريدونه.
لا يوجد مناقشات

لا يوجد اقتباسات
  • منيرة حامد الغامدي
    منيرة حامد الغامدي

    السفسطائيون جعلوا الإنسان مقياساً لكل شئ فأصبحت الحقائق راجعة إليه، والقيم والأخلاق عرفية ووضعية.. ما معنى ذلك ؟

    0
    • د.هيفاء بنت ناصر الرشيد
      د.هيفاء بنت ناصر الرشيد

      يعني أن الإنسان هو الذي يحكم أن هذا الشيء حق أو باطل، والخير والشر يرجع للأعراف والوضعي يكون من صنع الإنسان لا من مصدر إلهي.

      0
    • أظهر المزيد من الردود
  • مريم إبراهيم
    مريم إبراهيم

    ممكن توضيح للجملة التالية:

    << أن كل ما لا نص فيه بعينه قد نصبت على حكمه دلالة، فلو كان فتوى القلب و نحوه دليلاً لم يكن
    لنصب الدلالة الشرعية عليه معنى فيكون عبثاً و هو باطل >>

    0
  • مريم إبراهيم
    مريم إبراهيم

    ماهي صور الكارما المؤسلمة؟

    0
  • مريم إبراهيم
    مريم إبراهيم

    لدي شبهه بحاجة إلى رد ..
    البعض يبررون أخذهم بأقوال الفلاسفة بقولهم : أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لأبي هريرة عن
    الشيطان ( صدقك وهو كذوب ).
    مثال على ذلك : استشهادهم بقول أوشو في الصيام ووصفه له بأنه‎العلاج الأول لكثير من الأمراض
    النفسية والجسدية، وأنه علاج أساسي لنفس قبل الجسد.

    0
    • د.هيفاء بنت ناصر الرشيد
      د.هيفاء بنت ناصر الرشيد

      يكثر إيراد هذه الشبهة عند المتأثرين بالفلسفة، فيجعلونها حجة للأخذ عن الفلاسفة وقراءة كتبهم. وهي حجة ضعيفة لا تدل على شيء مما يريدون.
      فالنبي ﷺ قد حذر من قراءة الكتب "السماوية" المنسوخة، لما فيها من اختلاط الحق بالباطل، ولأنها نسخت بالقرآن، فكيف يُظن جواز الاطلاع على كتب يغلب عليها الباطل.
      فالاستدلال بحديث الشيطان هو على قبول الحق من أي مصدر كان إذا بلغك، وليس فيه أن الإنسان يتقصد البحث عن "حق" مغمور في أوحال الكفر والباطل. هذا لو كان الباحث عارفًا للحق مميزًا له، فكيف إذا كان جاهلًا لا يفرق بين الحق والباطل وليست لديه القدرة على التمييز بين المشتبهات ؟
      ثم إن هذا "الحق" الذي سيجده عندهم -فرضًا- أهو مقصور عليهم ؟ ما الهدف من نقل كلام الملحد أوشو في الصيام وهو شرع مطهر لا يزيده كلام هذا الزنديق -الذي يقول الإله والشيطان وجهان لعملة واحدة- شيئًا ؟

      مثل هذا كمثل جائع يبحث عن لقمة سائغة في أكوام الزبالات النجسة، وأمامه مائدة طاهرة فيها ما لذ وطاب.
      نسأل الله العفو والعافية.

      0
    • أظهر المزيد من الردود