-
تفريغ توضيح الورد الثالث عشر والرابع عشر الصحة الجسمية سنتحدث عن بعض الممارسات النفسية التي تأثرت بأفكار حركة العصر الجديد. وسأبدأ وأستهلها بالبرمجة اللغوية العصبية، البرمجة اللغوية العصبية هي تقنية نفسية تسعى إلى تطوير الذات والمهارات وإيجاد حلول لبعض المشاكل، طبعًا البرمجة اللغوية العصبية ربما تكون هي الخطوة الأولى التي دخلت من خلالها ممارسات العصر الجديد إلى العالم العربي بشكل عام. البرمجة اللغوية العصبية هي عبارة عن خليط من العلوم النفسية والعلوم الإدارية وبعض الأطروحات الفلسفية، الإشكالية في البرمجة اللغوية العصبية تكمن في جانبين أو ربما أكثر؛ الجانب الأول: هو الموطن الذي نشأت فيه البرمجة بمعنى أنها نشأت في معهد "إيسَالِن" الذي هو يعتبر المقر الجغرافي كما ذكرت سابقًا لحركة القدرات البشرية الكامنة، ونشأ في هذه البيئة التي تخلط بين العلوم النفسية وبين الفلسفات الشرقية. فالبيئة التي نشأ فيها تدلك على أن هناك إشكالية متجذرة في هذه الممارسة. بالإضافة إلى أن فكرة البرمجة اللغوية العصبية هو عبارة عن النظر في نماذج ناجحة من البشر ثم محاولة محاكاة العادات التي يفعلها هؤلاء حتى يتوصل الإنسان إلى ذات النتائج في النجاح بشكل مجمل، فالشخصيات الأولى أو النماذج الأولى التي استُخدمت في البرمجة اللغوية العصبية كلها تحمل بعض الخلفيات الفلسفية والشرقية والاعتقادية الروحانية, فهذا يعطيك مؤشر آخر على الإشكالية في البرمجة اللغوية العصبية. أضف إلى ذلك تقديمها لمفهومين أصبحا لاحقًا من الأسس التي بُنيت عليها كثير من الفلسفات الروحانية, المفهومين هما: مفهوم الثقة بالنفس "الاعتداد بالنفس والالتفات إليها". مفهوم العقل الباطن "اللاواعي أو العقل الباطن" هذين المفهومين هما بلا شك من الاصطلاحات المجملة التي تحتمل معاني متنوعة منها ما يكون حق ومنها ما يكون باطل. لكنها طبّعت هذين المصطلحين وأصبح هذين المصطلحين أو هذين المفهومين واسعا الانتشار في الدورات التطويرية والتدريب ومجال تطوير الذات بشكل عام. تظهر الإشكالات المتجذرة في البرمجة اللغوية العصبية في المراحل المتقدمة من تطبيقاتها وقد لا تظهر في المستويات الأولى؛ لأن المستويات الأولى دائمًا ما تكون مخففة وقليلة التركيز، فلا تظهر فيها المخالفات بشكل جلي، لكن كلما تعمق الإنسان في الممارسة أو البرنامج ظهرت الإشكالات والمخالفات المبطنة. بعد ذلك ننتقل إلى ما يتعلق بروحانية العصر الجديد والصحة النفسية، وأريد بذلك أن الأفكار الروحانية عمومًا وأفكار حركة العصر الجديد انتقلت من مجرد تطوير للذات والتدريب إلى الجانب الاستشفائي وطرح طرق علاجية وممارسات طب بديل -إن صح التعبير- تستخدم لشفاء الأمراض والمعالجة منها ومبنية تمامًا على الأفكار الروحانية والفلسفات الشرقية. هذا المجال مجال واسع جدًا وقد ألفت فيه بحث طويل جدًا متعلق فقط بالجانب الاستشفائي من الروحانيات وبالفلسفة الشرقية بعنوان "التطبيقات المعاصرة لفلسفة الاستشفاء الشرقية" بيّنت في الكتاب هذا وفي كتابي السابق الأصول العقدية التي بُنِيَت الفلسفة الاستشفائية في الروحانيات الحديثة وفي حركة العصر الجديد وأنها مبنية على فلسفة الطاقة الكونية القائمة على عقيدة وحدة الوجود وصورها وتفريعاتها مثل: فلسفة الين واليانغ والمسارات والشاكرات وكل هذه العقائد المتفرعة عن فلسفة الطاقة، من أبرز التطبيقات التي تقوم على فلسفة الطاقة ما يُعرف بالريكي وهو نوع من العلاج بالطاقة وأنواع العلاج بالطاقة كثيرة حقيقةً ليست منحصرة بالريكي لكن ربما يعتبر الريكي من أشهرها ومن أكثرها شعبية عند المهتمين كذلك نظام الماكروبيوتيك وهو أيضًا نظام غذائي فيه تقسيم للأطعمة وللحالات المرضية بناء على فلسفة الين واليانغ، ومن ثم يسعى الإنسان للموازنة بين مايأكله وبين ما يشربه وبين حالته الصحية حتى يستطيع أن يصل إلى توازن تتحقق بها -كما ذكر صاحب الكتاب جورج أوساوا- أنها تحقق بها السعادة الأبدية! وطبعًا هذا يُشكل ويطرح علينا إشكال أنه كيف ممكن تحقق السعادة الأبدية عن طريق نظام غذاء؟! هذا بلا شك يدل على أنه ليس الموضوع نظام غذاء وإنما هي فلسفة وهذا النظام الغذائي إنما هو فرع من فروعها يسعى أو يهدف مثلُه مثل أي تطبيق آخر متفرع عن هذه الفلسفة إلى تحقيق الغاية الرئيسة من هذه الفلسفات وهي مسأله الاتحاد بالإله أو إدراك الألوهية الكامنة في النفس البشرية، وهذا يصرح به -كما ذكرت جورج أوساوا- أحد المؤلفين في الماكروبيوتك بل مبتكر نظام الماكروبیوتك حيث يقول أن هذا النظام الغذائي سيوصلك في النهاية إلى النرفانا, والنرفانا معروف مصطلح بوذي يراد به الاتحاد بالمطلق. فهذه الأنظمة الغذائية وهذه الأنواع من العلاجات ليست مجرد علاجات بديلة خالية من الخلفيات العقدية بل هي مشبعة بالجانب الفلسفي والجانب العقدي، طبعًا بلا شك أنه أثناء المطالعة في مثل أحد كتب المايكروبيوتك ستجد فيها أمور متفقة مع العقل أو ربما حتى متفقة مع الشرع وهذا لا يجعل الممارسة هذه ممارسة صحيحة لأنه إلا ويكون فيها شيء من الحق, يعني لا بد أنها توافق شيء من الحق الحسي أو التجريبي أو حتى الديني وهذا طبعًا لا يعني أنها طريقة سليمة, فبمجرد موافقتها للحق في بعض الجوانب لا يجعلها هي في ذاتها الطريقة الشرعية ولا يجعلها أيضًا متوافقة مع الطريقة الشرعية. من الممارسات أيضًا المتعلقة بالعلاج ما يُعرف باليوغا وهي أيضًا طريقة تستخدم في علاج بعض الأمراض وتستخدم لتحقيق الراحة البدنية أو الصحة البدنية والنشاط البدني، وهذه حقيقة تكلمت فيها أو تكلمت عنها في أكثر من موضع وفصّلت فيها وفي حكمها مما لا يتسع المجال للحديث عنه. فيما يتعلق بثبوت الأسباب وحكم مثل هذه الممارسات, هذه الممارسات يكمن الخلل فيها من جانبين: الجانب الأول: هو عدم ثبوتها من الناحية العلمية أو الناحية التجريبية، بحيث تكون من الأسباب الشركية خاصة ما يتعلق بالعلاج بالطاقة أو العلاج بالأحجار أو مثلاً العلاج بالأهرام أو غيرها من الممارسات التي تندرج تحت علاجات العصر الجديد، فهي بكونها لا تستند إلى مستند علمي تجريبي صحيح فإنها ليست أسباب كونية فتعتبر من الأسباب الشركية, فهي شرك من حيث أنها أسباب غير صحيحة لكن هذا ليس فقط الإشكالية فيها بل هناك إشكالية أخرى وهي.. الجانب الثاني: أنها مع كونها ليست أسباب حقيقة إلا أنها أيضًا متفرعة عن فلسفات إلحادية خطيرة فهي تشمل إشكالية عقدية في ذاتها وهي في نفس الوقت ليست أسباب حقيقة. فالإشكال والتحريم والمنع إنما يأتي من هذين الجانبين.
لم ينشر المقطع الصوتي
التفريغ بالأسفل
000:00
تفريغ توضيح الورد الثالث عشر والرابع عشر الصحة الجسمية سنتحدث عن بعض الممارسات النفسية التي تأثرت بأفكار حركة العصر الجديد. وسأبدأ وأستهلها بالبرمجة اللغوية العصبية، البرمجة اللغوية العصبية هي تقنية نفسية تسعى إلى تطوير الذات والمهارات وإيجاد حلول لبعض المشاكل، طبعًا البرمجة اللغوية العصبية ربما تكون هي الخطوة الأولى التي دخلت من خلالها ممارسات العصر الجديد إلى العالم العربي بشكل عام. البرمجة اللغوية العصبية هي عبارة عن خليط من العلوم النفسية والعلوم الإدارية وبعض الأطروحات الفلسفية، الإشكالية في البرمجة اللغوية العصبية تكمن في جانبين أو ربما أكثر؛ الجانب الأول: هو الموطن الذي نشأت فيه البرمجة بمعنى أنها نشأت في معهد "إيسَالِن" الذي هو يعتبر المقر الجغرافي كما ذكرت سابقًا لحركة القدرات البشرية الكامنة، ونشأ في هذه البيئة التي تخلط بين العلوم النفسية وبين الفلسفات الشرقية. فالبيئة التي نشأ فيها تدلك على أن هناك إشكالية متجذرة في هذه الممارسة. بالإضافة إلى أن فكرة البرمجة اللغوية العصبية هو عبارة عن النظر في نماذج ناجحة من البشر ثم محاولة محاكاة العادات التي يفعلها هؤلاء حتى يتوصل الإنسان إلى ذات النتائج في النجاح بشكل مجمل، فالشخصيات الأولى أو النماذج الأولى التي استُخدمت في البرمجة اللغوية العصبية كلها تحمل بعض الخلفيات الفلسفية والشرقية والاعتقادية الروحانية, فهذا يعطيك مؤشر آخر على الإشكالية في البرمجة اللغوية العصبية. أضف إلى ذلك تقديمها لمفهومين أصبحا لاحقًا من الأسس التي بُنيت عليها كثير من الفلسفات الروحانية, المفهومين هما: مفهوم الثقة بالنفس "الاعتداد بالنفس والالتفات إليها". مفهوم العقل الباطن "اللاواعي أو العقل الباطن" هذين المفهومين هما بلا شك من الاصطلاحات المجملة التي تحتمل معاني متنوعة منها ما يكون حق ومنها ما يكون باطل. لكنها طبّعت هذين المصطلحين وأصبح هذين المصطلحين أو هذين المفهومين واسعا الانتشار في الدورات التطويرية والتدريب ومجال تطوير الذات بشكل عام. تظهر الإشكالات المتجذرة في البرمجة اللغوية العصبية في المراحل المتقدمة من تطبيقاتها وقد لا تظهر في المستويات الأولى؛ لأن المستويات الأولى دائمًا ما تكون مخففة وقليلة التركيز، فلا تظهر فيها المخالفات بشكل جلي، لكن كلما تعمق الإنسان في الممارسة أو البرنامج ظهرت الإشكالات والمخالفات المبطنة. بعد ذلك ننتقل إلى ما يتعلق بروحانية العصر الجديد والصحة النفسية، وأريد بذلك أن الأفكار الروحانية عمومًا وأفكار حركة العصر الجديد انتقلت من مجرد تطوير للذات والتدريب إلى الجانب الاستشفائي وطرح طرق علاجية وممارسات طب بديل -إن صح التعبير- تستخدم لشفاء الأمراض والمعالجة منها ومبنية تمامًا على الأفكار الروحانية والفلسفات الشرقية. هذا المجال مجال واسع جدًا وقد ألفت فيه بحث طويل جدًا متعلق فقط بالجانب الاستشفائي من الروحانيات وبالفلسفة الشرقية بعنوان "التطبيقات المعاصرة لفلسفة الاستشفاء الشرقية" بيّنت في الكتاب هذا وفي كتابي السابق الأصول العقدية التي بُنِيَت الفلسفة الاستشفائية في الروحانيات الحديثة وفي حركة العصر الجديد وأنها مبنية على فلسفة الطاقة الكونية القائمة على عقيدة وحدة الوجود وصورها وتفريعاتها مثل: فلسفة الين واليانغ والمسارات والشاكرات وكل هذه العقائد المتفرعة عن فلسفة الطاقة، من أبرز التطبيقات التي تقوم على فلسفة الطاقة ما يُعرف بالريكي وهو نوع من العلاج بالطاقة وأنواع العلاج بالطاقة كثيرة حقيقةً ليست منحصرة بالريكي لكن ربما يعتبر الريكي من أشهرها ومن أكثرها شعبية عند المهتمين كذلك نظام الماكروبيوتيك وهو أيضًا نظام غذائي فيه تقسيم للأطعمة وللحالات المرضية بناء على فلسفة الين واليانغ، ومن ثم يسعى الإنسان للموازنة بين مايأكله وبين ما يشربه وبين حالته الصحية حتى يستطيع أن يصل إلى توازن تتحقق بها -كما ذكر صاحب الكتاب جورج أوساوا- أنها تحقق بها السعادة الأبدية! وطبعًا هذا يُشكل ويطرح علينا إشكال أنه كيف ممكن تحقق السعادة الأبدية عن طريق نظام غذاء؟! هذا بلا شك يدل على أنه ليس الموضوع نظام غذاء وإنما هي فلسفة وهذا النظام الغذائي إنما هو فرع من فروعها يسعى أو يهدف مثلُه مثل أي تطبيق آخر متفرع عن هذه الفلسفة إلى تحقيق الغاية الرئيسة من هذه الفلسفات وهي مسأله الاتحاد بالإله أو إدراك الألوهية الكامنة في النفس البشرية، وهذا يصرح به -كما ذكرت جورج أوساوا- أحد المؤلفين في الماكروبيوتك بل مبتكر نظام الماكروبیوتك حيث يقول أن هذا النظام الغذائي سيوصلك في النهاية إلى النرفانا, والنرفانا معروف مصطلح بوذي يراد به الاتحاد بالمطلق. فهذه الأنظمة الغذائية وهذه الأنواع من العلاجات ليست مجرد علاجات بديلة خالية من الخلفيات العقدية بل هي مشبعة بالجانب الفلسفي والجانب العقدي، طبعًا بلا شك أنه أثناء المطالعة في مثل أحد كتب المايكروبيوتك ستجد فيها أمور متفقة مع العقل أو ربما حتى متفقة مع الشرع وهذا لا يجعل الممارسة هذه ممارسة صحيحة لأنه إلا ويكون فيها شيء من الحق, يعني لا بد أنها توافق شيء من الحق الحسي أو التجريبي أو حتى الديني وهذا طبعًا لا يعني أنها طريقة سليمة, فبمجرد موافقتها للحق في بعض الجوانب لا يجعلها هي في ذاتها الطريقة الشرعية ولا يجعلها أيضًا متوافقة مع الطريقة الشرعية. من الممارسات أيضًا المتعلقة بالعلاج ما يُعرف باليوغا وهي أيضًا طريقة تستخدم في علاج بعض الأمراض وتستخدم لتحقيق الراحة البدنية أو الصحة البدنية والنشاط البدني، وهذه حقيقة تكلمت فيها أو تكلمت عنها في أكثر من موضع وفصّلت فيها وفي حكمها مما لا يتسع المجال للحديث عنه. فيما يتعلق بثبوت الأسباب وحكم مثل هذه الممارسات, هذه الممارسات يكمن الخلل فيها من جانبين: الجانب الأول: هو عدم ثبوتها من الناحية العلمية أو الناحية التجريبية، بحيث تكون من الأسباب الشركية خاصة ما يتعلق بالعلاج بالطاقة أو العلاج بالأحجار أو مثلاً العلاج بالأهرام أو غيرها من الممارسات التي تندرج تحت علاجات العصر الجديد، فهي بكونها لا تستند إلى مستند علمي تجريبي صحيح فإنها ليست أسباب كونية فتعتبر من الأسباب الشركية, فهي شرك من حيث أنها أسباب غير صحيحة لكن هذا ليس فقط الإشكالية فيها بل هناك إشكالية أخرى وهي.. الجانب الثاني: أنها مع كونها ليست أسباب حقيقة إلا أنها أيضًا متفرعة عن فلسفات إلحادية خطيرة فهي تشمل إشكالية عقدية في ذاتها وهي في نفس الوقت ليست أسباب حقيقة. فالإشكال والتحريم والمنع إنما يأتي من هذين الجانبين.