حركة العصر الجديد - مفهومها ونشأتها وتطبيقاتها

الأوراد/ الورد الثاني عشر (٣٩٦ - ٤٣٠)

هذا ملخص يتضمن أهم النقاط الرئيسية والأفكار المهمة؛ لذا هو لا يغني عن الكتاب، صممناه لكم بشكل مريح يساعد على ترتيب المعلومة وفهمها

  • تفريغ توضيح الورد الثاني عشر حديثنا بإذن الله سيكون عن جانب آخر من تأثير الباطنية الحديثة أو حركة العصر الجديد في التطبيقات النفسية، والحديث اليوم سيدور حول ما يعرف في بعلم النفس الماورائي أو الباراسيكولوجي. الباراسيكولوجي هو مدرسة من علم النفس معنية بدراسة خوارق العادات المنسوبة للنفس البشرية، يعني لمّا يزعم أحد أنه حصل خارق للعادة فإن الباراسيكولوجي معنيٌ بدراسة هذه الخوارق وطريقة وصول النفس البشرية إليها. طبعًا المدرسة هذه من مدارس علم النفس هي مدرسة محل جدل ليست مدرسة أصيلة في علم النفس أو مدرسة حتى تعتبر محترمة في هذا الجانب, يرجع ذلك إلى إشكالية ثبوت خوارق العادات لدى النفس البشرية، يعني حتى تقوم مدرسة كاملة على دراسة هذه الخوارق لا بد أن تثبت هذه الخوارق ابتداءً، وهذا يواجهه إشكالات متعددة: أولاً: عدم ثبوت هذه الخوارق أصلاً، يعني عدم وجود ما يُثبت إمكانية وصول النفس البشرية إلى خوارق للعادات لا يمكن أن تتأتى بالتدريب أو نحو ذلك، فإما ألا تكون خارقة أصلاً وإما أن تكون كثير من الخوارق المزعومة عبارة عن حيل وخدع ودجل، وإما أن تكون فعلاً خارق للعادة من قبيل الكرامات أو من قبيل الخوارق الشيطانية ونحو ذلك، وهذه أشياء غيبية غير قابل للدراسة وربما لا تكون قابلة للتكرار أو التطبيق أو الاختبار في جو منضبط من التجارب العلمية. ولذلك مادة الباراسيكولوجي أصلاً غير متوفرة فلا يكون هذا العلم حقيقةً علم موثوق أو علم محترم، ولكن ينبغي أن نفرق بين أمرين: مسألة دراسة هذه الظواهر وبين محاولة تحقيقها أو الانغماس في ذلك، يعني الشخص الذي يحاول أن يصل إلى خارق العادة هذا لا يسمى باراسيكولجست، الباراسيكولجست هو الذي يدرس هذه الظواهر. فعلى كل حال, المهتمين بهذا الجانب حتى من المختصين في العلوم النفسية في الغالب متأثرين بشيء من الأفكار الروحانية أو الأفكار الباطنية أو نحو ذلك الذي يجعلهم قابلين لقبول هذه الأفكار التي ليس عليها إثبات علمي. مجالات دراسة الباراسيكولوجي هي مجالات متنوعة جدًا تتناول جوانب متباينة وكثيرة ومتعددة. لكن الذي سنتناوله محصورٌ في جوانب تتكرر عند أتباع حركة العصر الجديد، فهذا هو الجانب الذي يهمني. الأول -من تلك الممارسات أو تلك الدعاوى الخارقة-: هو ما يعرف بالتخاطر أو قراءة الأفكار. الثاني: هو الشعور بما يحدث عن بعد. الثالث: هو التأثير على المادة أو تحريكها. الرابع: هو جلب الأشياء البعيدة أو إيجاد المادة من العدم. الخامس: هو التكهن بالمستقبل أو معرفة الماضي أو الأشياء المغيّبة. السادس: هو التغلب على قوى الطبيعة أو عدم التأثر بالقوانين الطبيعية أو مخالفة أو خرق القوانين الكونية. وأول هذه الممارسات هو ما يعرف بـ "التخاطر" ,التخاطر هو عبارة عن تبادل للأفكار أو تواصل عن طريق الفكر بطريقة غير مباشرة أو بطريقة وآلية غير معروفة أو مفهومة، بحيث ممكن يكون شخص بعيد ويتواصل مع شخص آخر بطريقة خفية دون أن تكون ثمة آلية واضحة في كيفية انتقال الأفكار من الشخص إلى الثاني، فهذا يسمى تخاطر. وبعض الناس يستخدمون هذا المصطلح في التعبير عما إذا كان شخص يفكر بشخص ثم يتصل به مثلاً أو يراه أو يحصل أي نوع من الاتفاقات أو المصادفات فيسمي هذا نوع من التخاطر في خارج سياق علم النفس الماورائي. وقد ذكرت في الكتاب أن مثل هذه الأمور لا تثبت حقيقةً لا حسًا و لا عقلاً ولا شرعًا؛ ولذلك التعويل عليها والاعتماد عليها أو كثرة الالتفات إلى مثل هذه الأمور مما لا ينبغي حقيقةً للمسلم خاصةً إذا كان في سياق نقل الأفكار عن طريق الذبذبات أو عن طريق الطاقات أو ما شابه ذلك، فهذا كله بلا شك من الأمور الخرافية فضلاً عن تعلقها ببعض الفلسفات والمعتقدات الشرقية. ومثله ما يسمى بالاستبصار أو الاطلاع على الأمور المغيبة وهذا بلا شك نوع من أنواع الكهانة أو العرافة التي يدعي الإنسان فيها أنه يطلع على شيء غائب عنه بدون وسيلة أو آلية محسوسة أو معروفة. أما التأثير على المادة فإما أن يكون عن طريق التحريك عن بعد وهذا مما زعمه بعض الممارسين بأنهم يستطيعون مثلاً أن يحركوا الماء الذي في كأس أو يحركوا ورقة عن طريق إرسال الذبذبات كما يزعمون، أو عن طريق الاسترفاع، بحيث يزعمون أنهم يرتفعون عن الأرض دون أن يكون ثمة شيء يرفعهم، وفي الغالب مثل هذه الأمور هي من الدجل والتي كُشِفت في كثير من الأحيان أنها ليست إلا حِيل، ومنها الاستجلاب وهو ما يعرف بـ "Teleportation " وهو انتقال الشخص من مكان إلى مكان. وكل هذه الأمور بلا شك من الأمور التي يدّعيها الناس وادّعاها قبل المعاصرين الصوفية القدامى وزعموا أن بإمكانهم التنقل والحج والعمرة ربما وأحدهم في مكانه، وغير ذلك من المزاعم والدعاوى التي يدعيها الخرافيون من القديم إلى عصرنا الحاضر. ومن الخوارق المدّعاة ما يُعرف بالمشي على الجمر الذي يُعتبر نوع من المقاومة للقوانين الطبيعية وعدم التأثر بالعوامل التي تؤثر بالعادة مثلاً كالنار والجمر المتوقد إحراقه، فهذا الذي يمشي عليه لا يحترق فيُعد هذا نوع من خرق العادة. وفي تفصيل موضوع المشي على الجمر ألفتُ كتابًا مختصرًا أو بحثًا مختصرًا في هذا الموضوع، يتضح من خلال هذا البحث أن الذي يغلب على الممارسين للمشي على الجمر أن ما يفعلونه هو متفق مع القوانين الطبيعية ولا يخالفها وإن كان ليس من خوارق العادات و ليس فيه استعانة بالشياطين -في أغلب الممارسات- إلا أنه يظل يُمنع لأسباب ذكرتها في الكتاب فمن شاء فليرجع له لأن المقام لا يتسع لتفصيله. ثم موضوع الخروج من الجسد وما يعرف بالإسقاط النجمي وهو أمر للأسف اشتهر بين فتيات المرحلة المتوسطة وأحيانًا الثانوية بحيث يزعمون أن الإنسان يستطيع أن يخرج أن نفسه أو ما يُعرف بالجسم الأثيري يمكنه الانفصال عن الجسم المادي ثم يتجول في كل مكان يريده ثم يخرج حتى من المحيط الأرضي أو إلى مجرة أخرى تمامًا ويزعم أنه يكون ذلك عن طريق بعض الرياضات التي يمارسونها. هذه كلها حقيقةً تحتاج إلى تأمل, يعني كل ما يردنا من الأمور التي يُزعم بأنها من خوارق العادات. أنا أظن أن الوقفة الأولى مع هذه المزاعم وهذه الدعاوى أن نقف معها حقيقةً وننظر هل هي فعلاً خارقة للعادة أم لا؟ لأنه في كثير من الأحيان يكون ما يُدعى أنه خارق للعادة ويكون شيء فائق فَعَلَه بعض الناس لا يتميز به عن غيرهم من البشر، لو تأملناه وتفحصناه لوجدنا أنه أمر ليس كذلك وإنما هو عبارة عن شيء يستطيعه أي أحد يفعل نفس الخطوات التي فعلها هذا الممارس، فلا تُعتَبر بهذا المعنى نوع من خوارق العادات، ومن ثم لا يحكم عليها بالأحكام المتعلقة بالخوارق كقولنا إن لم تكن كرامة فلا بد أن تكون خارق شيطاني أو أن تكون من باب السحر أو الإعانة الشيطانية وغير ذلك لأنه لسنا بحاجة إليه؛ لأن الممارسة أصلاً ليست من خوارق العادات، وهذا من وجهة نظري هو الذي يغلب على هذه المزاعم وإن كان بعضها يدخل في باب الدجل بمعنى أنه ليس شيء طبيعي أو ظاهرة طبيعية ممكن أن تحصل لأي أحد وإنما هي عبارة عن حيلة أو خدعة يفعلها الممارس حتى يُظهر للمشاهِد أنه يستطيع أن يفعل شيئًا لا يفعله غيره. ومن تتبع مثل هذه المزاعم وجد أنها لا تخرج عن هذين الاحتمالين، وقد شاهدت حقيقةً كثيرًا ممن يدعون بأنهم ياتون بالخوارق ولما تفحَّصت الأمر وجدت أن هناك من كشف هذا الادعاء وأنهم احتالوا وعملوا نوع من الخدع حتى تنطلي على الناس ويظن المشاهد أنهم فعلوا شيئًا لا يستطيع أن يفعله غيرهم من الناس. فإن تمكن الإنسان من التحقق بأن هذه الظاهرة التي يراها هي فعلاً خرق للعادة, وإن كان هذا من وجهه نظري يكاد يكون متعذر التحقق من شخص عادي لا يمتلك آلات الفحص والاختبار أن يتحقق من أن هذا الزعم فعلاً خارقة للعادة أو ليست كذلك، أظن أن الشخص العادي لا يستطيع أن يتحقق من هذه لكن لو افترضنا جدلاً أن شخص فعلاً استطاع التحقق من فعل معين توصل إلى أنه خارق للعادة، إذا وصل إلى هذه النتيجة فإنه بعد ذلك تصنف هذه الخوارق والحكم فيها على الأحكام المعروفة في تقسيم خوارق العادات. بهذا أختم لقاء اليوم وأكمل بإذن الله في لقاء القادم.

    لم ينشر المقطع الصوتي

    التفريغ بالأسفل

    0
    00:00

تفريغ توضيح الورد الثاني عشر حديثنا بإذن الله سيكون عن جانب آخر من تأثير الباطنية الحديثة أو حركة العصر الجديد في التطبيقات النفسية، والحديث اليوم سيدور حول ما يعرف في بعلم النفس الماورائي أو الباراسيكولوجي. الباراسيكولوجي هو مدرسة من علم النفس معنية بدراسة خوارق العادات المنسوبة للنفس البشرية، يعني لمّا يزعم أحد أنه حصل خارق للعادة فإن الباراسيكولوجي معنيٌ بدراسة هذه الخوارق وطريقة وصول النفس البشرية إليها. طبعًا المدرسة هذه من مدارس علم النفس هي مدرسة محل جدل ليست مدرسة أصيلة في علم النفس أو مدرسة حتى تعتبر محترمة في هذا الجانب, يرجع ذلك إلى إشكالية ثبوت خوارق العادات لدى النفس البشرية، يعني حتى تقوم مدرسة كاملة على دراسة هذه الخوارق لا بد أن تثبت هذه الخوارق ابتداءً، وهذا يواجهه إشكالات متعددة: أولاً: عدم ثبوت هذه الخوارق أصلاً، يعني عدم وجود ما يُثبت إمكانية وصول النفس البشرية إلى خوارق للعادات لا يمكن أن تتأتى بالتدريب أو نحو ذلك، فإما ألا تكون خارقة أصلاً وإما أن تكون كثير من الخوارق المزعومة عبارة عن حيل وخدع ودجل، وإما أن تكون فعلاً خارق للعادة من قبيل الكرامات أو من قبيل الخوارق الشيطانية ونحو ذلك، وهذه أشياء غيبية غير قابل للدراسة وربما لا تكون قابلة للتكرار أو التطبيق أو الاختبار في جو منضبط من التجارب العلمية. ولذلك مادة الباراسيكولوجي أصلاً غير متوفرة فلا يكون هذا العلم حقيقةً علم موثوق أو علم محترم، ولكن ينبغي أن نفرق بين أمرين: مسألة دراسة هذه الظواهر وبين محاولة تحقيقها أو الانغماس في ذلك، يعني الشخص الذي يحاول أن يصل إلى خارق العادة هذا لا يسمى باراسيكولجست، الباراسيكولجست هو الذي يدرس هذه الظواهر. فعلى كل حال, المهتمين بهذا الجانب حتى من المختصين في العلوم النفسية في الغالب متأثرين بشيء من الأفكار الروحانية أو الأفكار الباطنية أو نحو ذلك الذي يجعلهم قابلين لقبول هذه الأفكار التي ليس عليها إثبات علمي. مجالات دراسة الباراسيكولوجي هي مجالات متنوعة جدًا تتناول جوانب متباينة وكثيرة ومتعددة. لكن الذي سنتناوله محصورٌ في جوانب تتكرر عند أتباع حركة العصر الجديد، فهذا هو الجانب الذي يهمني. الأول -من تلك الممارسات أو تلك الدعاوى الخارقة-: هو ما يعرف بالتخاطر أو قراءة الأفكار. الثاني: هو الشعور بما يحدث عن بعد. الثالث: هو التأثير على المادة أو تحريكها. الرابع: هو جلب الأشياء البعيدة أو إيجاد المادة من العدم. الخامس: هو التكهن بالمستقبل أو معرفة الماضي أو الأشياء المغيّبة. السادس: هو التغلب على قوى الطبيعة أو عدم التأثر بالقوانين الطبيعية أو مخالفة أو خرق القوانين الكونية. وأول هذه الممارسات هو ما يعرف بـ "التخاطر" ,التخاطر هو عبارة عن تبادل للأفكار أو تواصل عن طريق الفكر بطريقة غير مباشرة أو بطريقة وآلية غير معروفة أو مفهومة، بحيث ممكن يكون شخص بعيد ويتواصل مع شخص آخر بطريقة خفية دون أن تكون ثمة آلية واضحة في كيفية انتقال الأفكار من الشخص إلى الثاني، فهذا يسمى تخاطر. وبعض الناس يستخدمون هذا المصطلح في التعبير عما إذا كان شخص يفكر بشخص ثم يتصل به مثلاً أو يراه أو يحصل أي نوع من الاتفاقات أو المصادفات فيسمي هذا نوع من التخاطر في خارج سياق علم النفس الماورائي. وقد ذكرت في الكتاب أن مثل هذه الأمور لا تثبت حقيقةً لا حسًا و لا عقلاً ولا شرعًا؛ ولذلك التعويل عليها والاعتماد عليها أو كثرة الالتفات إلى مثل هذه الأمور مما لا ينبغي حقيقةً للمسلم خاصةً إذا كان في سياق نقل الأفكار عن طريق الذبذبات أو عن طريق الطاقات أو ما شابه ذلك، فهذا كله بلا شك من الأمور الخرافية فضلاً عن تعلقها ببعض الفلسفات والمعتقدات الشرقية. ومثله ما يسمى بالاستبصار أو الاطلاع على الأمور المغيبة وهذا بلا شك نوع من أنواع الكهانة أو العرافة التي يدعي الإنسان فيها أنه يطلع على شيء غائب عنه بدون وسيلة أو آلية محسوسة أو معروفة. أما التأثير على المادة فإما أن يكون عن طريق التحريك عن بعد وهذا مما زعمه بعض الممارسين بأنهم يستطيعون مثلاً أن يحركوا الماء الذي في كأس أو يحركوا ورقة عن طريق إرسال الذبذبات كما يزعمون، أو عن طريق الاسترفاع، بحيث يزعمون أنهم يرتفعون عن الأرض دون أن يكون ثمة شيء يرفعهم، وفي الغالب مثل هذه الأمور هي من الدجل والتي كُشِفت في كثير من الأحيان أنها ليست إلا حِيل، ومنها الاستجلاب وهو ما يعرف بـ "Teleportation " وهو انتقال الشخص من مكان إلى مكان. وكل هذه الأمور بلا شك من الأمور التي يدّعيها الناس وادّعاها قبل المعاصرين الصوفية القدامى وزعموا أن بإمكانهم التنقل والحج والعمرة ربما وأحدهم في مكانه، وغير ذلك من المزاعم والدعاوى التي يدعيها الخرافيون من القديم إلى عصرنا الحاضر. ومن الخوارق المدّعاة ما يُعرف بالمشي على الجمر الذي يُعتبر نوع من المقاومة للقوانين الطبيعية وعدم التأثر بالعوامل التي تؤثر بالعادة مثلاً كالنار والجمر المتوقد إحراقه، فهذا الذي يمشي عليه لا يحترق فيُعد هذا نوع من خرق العادة. وفي تفصيل موضوع المشي على الجمر ألفتُ كتابًا مختصرًا أو بحثًا مختصرًا في هذا الموضوع، يتضح من خلال هذا البحث أن الذي يغلب على الممارسين للمشي على الجمر أن ما يفعلونه هو متفق مع القوانين الطبيعية ولا يخالفها وإن كان ليس من خوارق العادات و ليس فيه استعانة بالشياطين -في أغلب الممارسات- إلا أنه يظل يُمنع لأسباب ذكرتها في الكتاب فمن شاء فليرجع له لأن المقام لا يتسع لتفصيله. ثم موضوع الخروج من الجسد وما يعرف بالإسقاط النجمي وهو أمر للأسف اشتهر بين فتيات المرحلة المتوسطة وأحيانًا الثانوية بحيث يزعمون أن الإنسان يستطيع أن يخرج أن نفسه أو ما يُعرف بالجسم الأثيري يمكنه الانفصال عن الجسم المادي ثم يتجول في كل مكان يريده ثم يخرج حتى من المحيط الأرضي أو إلى مجرة أخرى تمامًا ويزعم أنه يكون ذلك عن طريق بعض الرياضات التي يمارسونها. هذه كلها حقيقةً تحتاج إلى تأمل, يعني كل ما يردنا من الأمور التي يُزعم بأنها من خوارق العادات. أنا أظن أن الوقفة الأولى مع هذه المزاعم وهذه الدعاوى أن نقف معها حقيقةً وننظر هل هي فعلاً خارقة للعادة أم لا؟ لأنه في كثير من الأحيان يكون ما يُدعى أنه خارق للعادة ويكون شيء فائق فَعَلَه بعض الناس لا يتميز به عن غيرهم من البشر، لو تأملناه وتفحصناه لوجدنا أنه أمر ليس كذلك وإنما هو عبارة عن شيء يستطيعه أي أحد يفعل نفس الخطوات التي فعلها هذا الممارس، فلا تُعتَبر بهذا المعنى نوع من خوارق العادات، ومن ثم لا يحكم عليها بالأحكام المتعلقة بالخوارق كقولنا إن لم تكن كرامة فلا بد أن تكون خارق شيطاني أو أن تكون من باب السحر أو الإعانة الشيطانية وغير ذلك لأنه لسنا بحاجة إليه؛ لأن الممارسة أصلاً ليست من خوارق العادات، وهذا من وجهة نظري هو الذي يغلب على هذه المزاعم وإن كان بعضها يدخل في باب الدجل بمعنى أنه ليس شيء طبيعي أو ظاهرة طبيعية ممكن أن تحصل لأي أحد وإنما هي عبارة عن حيلة أو خدعة يفعلها الممارس حتى يُظهر للمشاهِد أنه يستطيع أن يفعل شيئًا لا يفعله غيره. ومن تتبع مثل هذه المزاعم وجد أنها لا تخرج عن هذين الاحتمالين، وقد شاهدت حقيقةً كثيرًا ممن يدعون بأنهم ياتون بالخوارق ولما تفحَّصت الأمر وجدت أن هناك من كشف هذا الادعاء وأنهم احتالوا وعملوا نوع من الخدع حتى تنطلي على الناس ويظن المشاهد أنهم فعلوا شيئًا لا يستطيع أن يفعله غيرهم من الناس. فإن تمكن الإنسان من التحقق بأن هذه الظاهرة التي يراها هي فعلاً خرق للعادة, وإن كان هذا من وجهه نظري يكاد يكون متعذر التحقق من شخص عادي لا يمتلك آلات الفحص والاختبار أن يتحقق من أن هذا الزعم فعلاً خارقة للعادة أو ليست كذلك، أظن أن الشخص العادي لا يستطيع أن يتحقق من هذه لكن لو افترضنا جدلاً أن شخص فعلاً استطاع التحقق من فعل معين توصل إلى أنه خارق للعادة، إذا وصل إلى هذه النتيجة فإنه بعد ذلك تصنف هذه الخوارق والحكم فيها على الأحكام المعروفة في تقسيم خوارق العادات. بهذا أختم لقاء اليوم وأكمل بإذن الله في لقاء القادم.

لا يوجد مناقشات

لا يوجد اقتباسات
لا يوجد استفسارات