تفريغ توضيح الورد السابع عشر

الإعلام

الفصل الأخير من الباب الأخير من كتاب حركة العصر الجديد هو عن آثار الحركة في الإعلام وسائل الترفيه، وبلا شك أن الإعلام ووسائل الترفيه هي من أقوى الطرق التي يمكن أن تسلكها الحركة في الترويج لمعتقداتها؛ لأن الإعلام هي وسيلة مؤثرة جدًا في طريقة التفكير وكذلك الألعاب ووسائل الترفيه؛ لما فيها من إمكانات مرئية وفنية عالية جدًا تستهوي الإنسان وتجذبه حتى يكون منغمس في المظاهر الفنية فتقتحم عقله الجوانب العقدية دون أن يشعر بذلك أو يكون متحسبًا له، فهي تعتبر بلا شك من الجوانب الخطيرة؛ لأنها أيضًا من الجوانب الجذابة، فليس كل إنسان سيذهب يعالج بالطب البديل وليس كل إنسان سيقرأ في الكتب ويقرأ في الفلسفة وليس كل إنسان سيهتم بنظريات تعليمية أو نظريات علمية، ولكن كثير من الناس عوامهم وبسطاؤهم يتأثر بالجانب الإعلامي من الأفلام و المسلسلات والألعاب الترفيهية.
ولذلك حتى في الإنتاج السينمائي والإنتاج التلفزيوني في الغرب نجد أن هناك التفاتة حقيقةً للفلسفة الشرقية والروحانيات الحديثة وأفكار العصر الجديد وذلك لأنها تعطيهم نوع من المحتوى الذي يستطيعون أن يبنوا عليه منتجاتهم، محتوى يعتبر مثير وغريب وغير مألوف للمجتمعات الغربية فيكون عنصر جذب للمنتجات السينمائية و المنتجات التلفزيونية.
لكن سأبدأ في الحديث عن جانب المطبوعات قبل أن ندخل في جانب المنتجات المرئية والسينمائية والتلفزيونية.
جانب المطبوعات هو ما يتعلق بالكتب المطبوعة سواءً كانت مؤلفة أو مترجمة وهذه حقيقة للأسف في تزايد مستمر والقائمة التي بين أيديكم الآن في الكتاب هي قائمة بدائية وضعت عندما أُلِف الكتاب، وقد زادت للأسف وربما تضاعفت وظهرت هناك كتب أكثر خطورة من الكتب الموجودة في القائمة؛ لأن هناك من يخدم هذا المجال للأسف بجهده وبماله وبعلمه، وأظن أن من المشاريع الجيدة التي يمكن أن نخرج بها من هذه المدارسة أن يكون هناك نوع من الجهود المسحية التي تقوم بجمع الكتب المترجمة أو الكتب المؤلفة حتى في مجال الروحانيات الحديثة والباطنية الحديثة, جمعها وحصرها ونقدها وتقديمها للمسؤولين أو على أقل تقدير أن يكون هناك نقد موجود مكتوب لهذا الكتاب بحيث يستطيع الإنسان أن يرجع إليه كما فعل الأستاذ عبد الله العجيري في كتاب السر مثلا, أصبح كتابه مرجعًا لنقد كتاب السر، حتى أصبح بعض الناس عندما يريد أن يبحث عن كتاب السر في الشبكة يخرج له كتاب السر للشيخ العجيري, فجيد أن يكون هناك كتب ناقدة لهذا الكم الهائل من الكتب الصادرة محليًا أو على المستوى العربي.
طبعًا لا يلزم من ذلك أن يقرأ كل كتاب هذا طلب غير منطقي، لكن أن يكون هناك نقد للمؤلف بشكل عام وأن تذكر أبرز المخالفات ثم تسرد مؤلفات هذا الإنسان أو هذا المؤلف الذي يتبنى هذه الأفكار والتي يُتوقع أن تكون موجودة في جُل مؤلفاته، فحقيقةً نحتاج إلى مثل هذه المتابعة وهذا المسح حتى نتمكن من حصرها وربما إن تيسر منعها وسحبها من الأسواق وهذا مما يعيق، وبعض الناس يقول ما فائدة سحبها من الأسواق والسوق العالمي أصبح مفتوح لكل أحد ويمكن لأي أحد أن يطلبها من أمريكا مثلاً؟
هي عبارة عن إنكار لمنكر أولاً بحيث أن إنكارنا وإزالتنا لهذا المنكر تبرأ به الذمم أمام الله عز وجل، وكذلك أيضًا تعبِّر عن موقف الدولة وموقف الهيئات الرسمية من هذه المؤلفات بالإضافة إلى أنها تُعتبر نوع من التضييق؛ فليس كل إنسان يطلبها وليس كل إنسان لديه الإمكانات المادية والإمكانات المعرفية للحصول على هذه المؤلفات من أي مكان في العالم، فجيد أن نسعى ونحاول حصرها ونقدها.

كذلك هناك من آثار الحركة في الوسائل المرئية وفي الكتاب ذكرت عدد من النماذج. حقيقةً النماذج متجددة وربما هذه النماذج المذكورة في الكتاب أصبحت نماذج قديمة ربما لا يعرفها بعض الأشخاص الذين لم يتابعوها في تلك السنوات، فالمقصود أن المنتجات المتعلقة بأفكار الباطنية وأفكار العصر الجديد من أفلام سينمائية أو مسلسلات تعرض على التلفزيون وتترجم للغة العربية وتخدم للأسف خدمة شديدة، هي كثيرة جدًا, والأفكار هذه أصبحت تبَث عن طريق الوسائل الإعلامية بشكل ظاهر وبارز وتحتاج كذلك منا إلى لفتة وإلى متابعة ودراسة متأنية وكذلك إلى دراسة لمدى تأثير وسائل الإعلام على عقائد المتلقين والسبل التي يمكن أن يتخذها الإنسان في تحصين الأمة عمومًا -كبار وصغار وناشئة وشباب- تجاه مثل هذه الوافدات العقدية.