-
تفريغ توضيح الورد السابع حديثنا هو استكمال لما كنا تحدثنا عنه في اللقاء السابق حول عقائد حركة العصر الجديد. وحديثنا اليوم تحديدًا سيكون حول الروح وماهيتها وحقيقتها والمسائل التي تتعلق بها من المنطلق العقدي الإسلامي ومن وجهة نظر حركة العصر الجديد. في بداية الأمر لا بد أن ندرك أن الروح هي من الأمور الغيبية التي لا يمكن أن نحيط بكنهها أو بحقيقتها؛ لأنها ليست مشهودة لنا، لا تُرى, لا تُشاهَد, لا تُحَس, لا تدرك بالحواس، فهي أمر غيبي حقيقته وكنهه وكيفيته من الأمور المجهولة بالنسبة لنا. لكن يمكن باستقراء الأدلة أن نتوصل إلى شيء من صفات الروح من خلال ما ورد من وصفها في كتاب الله أو في سنة النبي صلى الله عليه و سلم. في الكتاب ذكرت حقيقةً تعريف لـ ابن القيم رحمه الله في معنى الروح حيث قال: "هي جسم مخالف بالماهية لهذا الجسم المحسوس، وهو جسم نوراني علوي خفيف حي متحرك..." إلى آخر ما قاله. لكن حقيقه وددت أني كنت علقت على هذا التعريف وقت تأليف الكتاب؛ ذلك أن القول بأن الروح "جسم نوراني علوي خفيف" فيه نظر، في مسألة وصفه بأنه نوراني فهذا يحتاج و يفتقر إلى دليل ووصفه بأنه علوي كلها فيها نوع من المدح للروح, والروح ليست ممدوحة بإطلاق بمعنى أن الروح تابعة لصاحبها فإما أن تكون روح طيبة و إما أن تكون روح خبيثة, أما ما اذكرها الشيخ من أوصاف فإنها لا يمكن أن تنطبق على كل روح. المسألة الثانية: هي المتعلقه بأنواع الاتصال بين الروح والجسد وأحواله وذكر العلماء أن للروح مع الجسد عدة أحوال قد بُيِّنت في الكتاب. المسألة الثالثة: وهي ربما تكون من أهم المسائل في هذا الباب لتعلقها بإشكالات كثيرة في الطرح الباطني الحديث وفي معتقدات و تطبيقات حركة العصر الجديد، وهي مسألة هل الروح قديمة أم محدَثة؟ بمعنى هل الروح مخلوقة أم ليست مخلوقة. وهذا السؤال حقيقه قديم وكان يطرح من أزمنة بعيدة جدًا وكانت الإجابة عند السلف واضحة وظاهرة أن الروح مخلوقة ولم يوجد خلاف بين علماء المسلمين المعتبرين في هل الروح مخلوقة أو ليست مخلوقة وإنما هذا جاء من جهة الفلاسفة و المتصوفة ونحوهم. والشبهات حول هذه المسألة التي كانت تُذكر قديمًا هي نفسها الشبهات التي تذكر اليوم, سواءً كان شبهات نقلية أو شبهات يُظَن أنها عقلية. مسألة أخرى وهي مسألة مستقر الأرواح بعد الموت وأين تذهب الروح بعد موتها؟ لأنه أيضًا هذا موطن إشكال مع التيارات الباطنية والفلسفة الشرقية بإجمال؛ لأن الفلسفة الشرقية تقرر أن الروح بعد خروجها من البدن لا تستقر في مكان معين وإنما تجول في الدنيا و تخرج من جسد إلى جسد إلى ما لا نهاية حتى إن الإنسان يتحرر ويتحد بالإله ومن ثَم يتخلص من هذه الدوّامة اللامنتهية من التناسخ. فقضية معرفة المعتقد السليم في مسألة الروح وأين مستقرها بعد موت الإنسان وبعد خروجها من الجسد قضية مهمة وأصيلة يحتاج الإنسان أن يعرف أصلها في العقيدة حتى يستطيع أن يرد الأقوال المخالفة في هذا الباب. المسألة الأخيرة في ما يتعلق بالتأصيل العقدي في مسألة الروح هو ما يتعلق بالتواصل مع الأرواح، والذي يترجح عندي وأميل إليه من أقوال العلماء هو انقطاع التواصل تمامًا بين أرواح الاموات وأرواح الأحياء بحيث لا يمكن أن يدرك الميت شيءٌ من أحوال الحي ولا يمكن أن يتصل به ولا يتواصل معه إلا في نطاق ضيق جدًا ورد به النص الشرعي. بعد ذلك ننتقل إلى أبرز المخالفات العقدية في عقيدة حركة العصر الجديد في ما يتعلق بالروح، ويتمثل ذلك في نقطتين: المخالفة الأولى: في ما يتعلق بتناسخ الأرواح، لاعتقادهم بعقيدة التناسخ وخروج الروح من جسد الإنسان ودخولها في غيره -كما ذكرت- إلى ما لا نهاية حتى تتحد بالإله أو بالمطلق كما يزعمون. المخالفة الثانية -البارزة في باب الروح-: هي ما يتعلق بالتواصل مع الأرواح، حيث تعتبر هذه سمة بارزة عند أتباع الحركة وعند المتأثرين عمومًا بالتيارات الباطنية الحديثة أو حتى الفلسفات الشرقية، قضية التواصل مع أرواح؛ أرواح موتى أو أرواح غائبين أو أرواح سادة هي قضية بارزة في الطرح الباطني. ثم يختم هذا النصاب بالرد الشرعي على هاتين المخالفتين العقديتين ما يتعلق بالتناسخ و ما يتعلق بالتواصل مع الأرواح. أما بالنسبة لعقيدة التناسخ فبلا شك أن النصوص الشرعية تبطل هذه العقيدة والإجماع قائم على تكفير القائلين بتناسخ الأرواح. بل إن القول بالتناسخ لا يصح ولا يستقيم حتى في العقل والحس. ومن ثم ذكرت بعض الأدلة العقلية أو الحسية التي تدل على بطلان التناسخ. الجانب الثاني هو ما يتعلق بتواصل الأرواح، وقدّمت هنا باحتمالات ثلاث حول ما يمكن أن يراه هذا الشخص الذي يدعي أنه تواصل مع روح، فهل الروح التي يراها هي روح حقيقية؟ هل هو فعلا يرى شيء, أم هو من صنع خياله؟ هناك عدة احتمالات لا بد أن نُقدم بها قبل أن نبدأ بالحكم على هذه الممارسة، ثم يأتي بعدها الحكم على كل حالة من هذه الحالات وما هو الموقف الشرعي من مثل هذه الدعاوى. ثم ختمت المبحث بمسألة استطرادية إلى حدٍ ما تتعلق بحكم التواصل مع الجن والاستعانه بهم والخلاف الوارد في هذه المسألة.
لم ينشر المقطع الصوتي
التفريغ بالأسفل
000:00
تفريغ توضيح الورد السابع
حديثنا هو استكمال لما كنا تحدثنا عنه في اللقاء السابق حول عقائد حركة العصر الجديد. وحديثنا اليوم تحديدًا سيكون حول الروح وماهيتها وحقيقتها والمسائل التي تتعلق بها من المنطلق العقدي الإسلامي ومن وجهة نظر حركة العصر الجديد.
في بداية الأمر لا بد أن ندرك أن الروح هي من الأمور الغيبية التي لا يمكن أن نحيط بكنهها أو بحقيقتها؛ لأنها ليست مشهودة لنا، لا تُرى, لا تُشاهَد, لا تُحَس, لا تدرك بالحواس، فهي أمر غيبي حقيقته وكنهه وكيفيته من الأمور المجهولة بالنسبة لنا. لكن يمكن باستقراء الأدلة أن نتوصل إلى شيء من صفات الروح من خلال ما ورد من وصفها في كتاب الله أو في سنة النبي صلى الله عليه و سلم.
في الكتاب ذكرت حقيقةً تعريف لـ ابن القيم رحمه الله في معنى الروح حيث قال: "هي جسم مخالف بالماهية لهذا الجسم المحسوس، وهو جسم نوراني علوي خفيف حي متحرك..." إلى آخر ما قاله. لكن حقيقه وددت أني كنت علقت على هذا التعريف وقت تأليف الكتاب؛ ذلك أن القول بأن الروح "جسم نوراني علوي خفيف" فيه نظر، في مسألة وصفه بأنه نوراني فهذا يحتاج و يفتقر إلى دليل ووصفه بأنه علوي كلها فيها نوع من المدح للروح, والروح ليست ممدوحة بإطلاق بمعنى أن الروح تابعة لصاحبها فإما أن تكون روح طيبة و إما أن تكون روح خبيثة, أما ما اذكرها الشيخ من أوصاف فإنها لا يمكن أن تنطبق على كل روح.
المسألة الثانية: هي المتعلقه بأنواع الاتصال بين الروح والجسد وأحواله وذكر العلماء أن للروح مع الجسد عدة أحوال قد بُيِّنت في الكتاب.
المسألة الثالثة: وهي ربما تكون من أهم المسائل في هذا الباب لتعلقها بإشكالات كثيرة في الطرح الباطني الحديث وفي معتقدات و تطبيقات حركة العصر الجديد، وهي مسألة هل الروح قديمة أم محدَثة؟ بمعنى هل الروح مخلوقة أم ليست مخلوقة. وهذا السؤال حقيقه قديم وكان يطرح من أزمنة بعيدة جدًا وكانت الإجابة عند السلف واضحة وظاهرة أن الروح مخلوقة ولم يوجد خلاف بين علماء المسلمين المعتبرين في هل الروح مخلوقة أو ليست مخلوقة وإنما هذا جاء من جهة الفلاسفة و المتصوفة ونحوهم.
والشبهات حول هذه المسألة التي كانت تُذكر قديمًا هي نفسها الشبهات التي تذكر اليوم, سواءً كان شبهات نقلية أو شبهات يُظَن أنها عقلية.
مسألة أخرى وهي مسألة مستقر الأرواح بعد الموت وأين تذهب الروح بعد موتها؟ لأنه أيضًا هذا موطن إشكال مع التيارات الباطنية والفلسفة الشرقية بإجمال؛ لأن الفلسفة الشرقية تقرر أن الروح بعد خروجها من البدن لا تستقر في مكان معين وإنما تجول في الدنيا و تخرج من جسد إلى جسد إلى ما لا نهاية حتى إن الإنسان يتحرر ويتحد بالإله ومن ثَم يتخلص من هذه الدوّامة اللامنتهية من التناسخ.
فقضية معرفة المعتقد السليم في مسألة الروح وأين مستقرها بعد موت الإنسان وبعد خروجها من الجسد قضية مهمة وأصيلة يحتاج الإنسان أن يعرف أصلها في العقيدة حتى يستطيع أن يرد الأقوال المخالفة في هذا الباب.
المسألة الأخيرة في ما يتعلق بالتأصيل العقدي في مسألة الروح هو ما يتعلق بالتواصل مع الأرواح، والذي يترجح عندي وأميل إليه من أقوال العلماء هو انقطاع التواصل تمامًا بين أرواح الاموات وأرواح الأحياء بحيث لا يمكن أن يدرك الميت شيءٌ من أحوال الحي ولا يمكن أن يتصل به ولا يتواصل معه إلا في نطاق ضيق جدًا ورد به النص الشرعي.
بعد ذلك ننتقل إلى أبرز المخالفات العقدية في عقيدة حركة العصر الجديد في ما يتعلق بالروح، ويتمثل ذلك في نقطتين:
المخالفة الأولى: في ما يتعلق بتناسخ الأرواح، لاعتقادهم بعقيدة التناسخ وخروج الروح من جسد الإنسان ودخولها في غيره -كما ذكرت- إلى ما لا نهاية حتى تتحد بالإله أو بالمطلق كما يزعمون.
المخالفة الثانية -البارزة في باب الروح-: هي ما يتعلق بالتواصل مع الأرواح، حيث تعتبر هذه سمة بارزة عند أتباع الحركة وعند المتأثرين عمومًا بالتيارات الباطنية الحديثة أو حتى الفلسفات الشرقية، قضية التواصل مع أرواح؛ أرواح موتى أو أرواح غائبين أو أرواح سادة هي قضية بارزة في الطرح الباطني.
ثم يختم هذا النصاب بالرد الشرعي على هاتين المخالفتين العقديتين ما يتعلق بالتناسخ و ما يتعلق بالتواصل مع الأرواح.
أما بالنسبة لعقيدة التناسخ فبلا شك أن النصوص الشرعية تبطل هذه العقيدة والإجماع قائم على تكفير القائلين بتناسخ الأرواح. بل إن القول بالتناسخ لا يصح ولا يستقيم حتى في العقل والحس. ومن ثم ذكرت بعض الأدلة العقلية أو الحسية التي تدل على بطلان التناسخ.
الجانب الثاني هو ما يتعلق بتواصل الأرواح، وقدّمت هنا باحتمالات ثلاث حول ما يمكن أن يراه هذا الشخص الذي يدعي أنه تواصل مع روح، فهل الروح التي يراها هي روح حقيقية؟ هل هو فعلا يرى شيء, أم هو من صنع خياله؟ هناك عدة احتمالات لا بد
أن نُقدم بها قبل أن نبدأ بالحكم على هذه الممارسة، ثم يأتي بعدها الحكم على كل حالة من هذه الحالات وما هو الموقف الشرعي من مثل هذه الدعاوى.
ثم ختمت المبحث بمسألة استطرادية إلى حدٍ ما تتعلق بحكم التواصل مع الجن والاستعانه بهم والخلاف الوارد في هذه المسألة.
حديثنا هو استكمال لما كنا تحدثنا عنه في اللقاء السابق حول عقائد حركة العصر الجديد. وحديثنا اليوم تحديدًا سيكون حول الروح وماهيتها وحقيقتها والمسائل التي تتعلق بها من المنطلق العقدي الإسلامي ومن وجهة نظر حركة العصر الجديد.
في بداية الأمر لا بد أن ندرك أن الروح هي من الأمور الغيبية التي لا يمكن أن نحيط بكنهها أو بحقيقتها؛ لأنها ليست مشهودة لنا، لا تُرى, لا تُشاهَد, لا تُحَس, لا تدرك بالحواس، فهي أمر غيبي حقيقته وكنهه وكيفيته من الأمور المجهولة بالنسبة لنا. لكن يمكن باستقراء الأدلة أن نتوصل إلى شيء من صفات الروح من خلال ما ورد من وصفها في كتاب الله أو في سنة النبي صلى الله عليه و سلم.
في الكتاب ذكرت حقيقةً تعريف لـ ابن القيم رحمه الله في معنى الروح حيث قال: "هي جسم مخالف بالماهية لهذا الجسم المحسوس، وهو جسم نوراني علوي خفيف حي متحرك..." إلى آخر ما قاله. لكن حقيقه وددت أني كنت علقت على هذا التعريف وقت تأليف الكتاب؛ ذلك أن القول بأن الروح "جسم نوراني علوي خفيف" فيه نظر، في مسألة وصفه بأنه نوراني فهذا يحتاج و يفتقر إلى دليل ووصفه بأنه علوي كلها فيها نوع من المدح للروح, والروح ليست ممدوحة بإطلاق بمعنى أن الروح تابعة لصاحبها فإما أن تكون روح طيبة و إما أن تكون روح خبيثة, أما ما اذكرها الشيخ من أوصاف فإنها لا يمكن أن تنطبق على كل روح.
المسألة الثانية: هي المتعلقه بأنواع الاتصال بين الروح والجسد وأحواله وذكر العلماء أن للروح مع الجسد عدة أحوال قد بُيِّنت في الكتاب.
المسألة الثالثة: وهي ربما تكون من أهم المسائل في هذا الباب لتعلقها بإشكالات كثيرة في الطرح الباطني الحديث وفي معتقدات و تطبيقات حركة العصر الجديد، وهي مسألة هل الروح قديمة أم محدَثة؟ بمعنى هل الروح مخلوقة أم ليست مخلوقة. وهذا السؤال حقيقه قديم وكان يطرح من أزمنة بعيدة جدًا وكانت الإجابة عند السلف واضحة وظاهرة أن الروح مخلوقة ولم يوجد خلاف بين علماء المسلمين المعتبرين في هل الروح مخلوقة أو ليست مخلوقة وإنما هذا جاء من جهة الفلاسفة و المتصوفة ونحوهم.
والشبهات حول هذه المسألة التي كانت تُذكر قديمًا هي نفسها الشبهات التي تذكر اليوم, سواءً كان شبهات نقلية أو شبهات يُظَن أنها عقلية.
مسألة أخرى وهي مسألة مستقر الأرواح بعد الموت وأين تذهب الروح بعد موتها؟ لأنه أيضًا هذا موطن إشكال مع التيارات الباطنية والفلسفة الشرقية بإجمال؛ لأن الفلسفة الشرقية تقرر أن الروح بعد خروجها من البدن لا تستقر في مكان معين وإنما تجول في الدنيا و تخرج من جسد إلى جسد إلى ما لا نهاية حتى إن الإنسان يتحرر ويتحد بالإله ومن ثَم يتخلص من هذه الدوّامة اللامنتهية من التناسخ.
فقضية معرفة المعتقد السليم في مسألة الروح وأين مستقرها بعد موت الإنسان وبعد خروجها من الجسد قضية مهمة وأصيلة يحتاج الإنسان أن يعرف أصلها في العقيدة حتى يستطيع أن يرد الأقوال المخالفة في هذا الباب.
المسألة الأخيرة في ما يتعلق بالتأصيل العقدي في مسألة الروح هو ما يتعلق بالتواصل مع الأرواح، والذي يترجح عندي وأميل إليه من أقوال العلماء هو انقطاع التواصل تمامًا بين أرواح الاموات وأرواح الأحياء بحيث لا يمكن أن يدرك الميت شيءٌ من أحوال الحي ولا يمكن أن يتصل به ولا يتواصل معه إلا في نطاق ضيق جدًا ورد به النص الشرعي.
بعد ذلك ننتقل إلى أبرز المخالفات العقدية في عقيدة حركة العصر الجديد في ما يتعلق بالروح، ويتمثل ذلك في نقطتين:
المخالفة الأولى: في ما يتعلق بتناسخ الأرواح، لاعتقادهم بعقيدة التناسخ وخروج الروح من جسد الإنسان ودخولها في غيره -كما ذكرت- إلى ما لا نهاية حتى تتحد بالإله أو بالمطلق كما يزعمون.
المخالفة الثانية -البارزة في باب الروح-: هي ما يتعلق بالتواصل مع الأرواح، حيث تعتبر هذه سمة بارزة عند أتباع الحركة وعند المتأثرين عمومًا بالتيارات الباطنية الحديثة أو حتى الفلسفات الشرقية، قضية التواصل مع أرواح؛ أرواح موتى أو أرواح غائبين أو أرواح سادة هي قضية بارزة في الطرح الباطني.
ثم يختم هذا النصاب بالرد الشرعي على هاتين المخالفتين العقديتين ما يتعلق بالتناسخ و ما يتعلق بالتواصل مع الأرواح.
أما بالنسبة لعقيدة التناسخ فبلا شك أن النصوص الشرعية تبطل هذه العقيدة والإجماع قائم على تكفير القائلين بتناسخ الأرواح. بل إن القول بالتناسخ لا يصح ولا يستقيم حتى في العقل والحس. ومن ثم ذكرت بعض الأدلة العقلية أو الحسية التي تدل على بطلان التناسخ.
الجانب الثاني هو ما يتعلق بتواصل الأرواح، وقدّمت هنا باحتمالات ثلاث حول ما يمكن أن يراه هذا الشخص الذي يدعي أنه تواصل مع روح، فهل الروح التي يراها هي روح حقيقية؟ هل هو فعلا يرى شيء, أم هو من صنع خياله؟ هناك عدة احتمالات لا بد
أن نُقدم بها قبل أن نبدأ بالحكم على هذه الممارسة، ثم يأتي بعدها الحكم على كل حالة من هذه الحالات وما هو الموقف الشرعي من مثل هذه الدعاوى.
ثم ختمت المبحث بمسألة استطرادية إلى حدٍ ما تتعلق بحكم التواصل مع الجن والاستعانه بهم والخلاف الوارد في هذه المسألة.
لا يوجد مناقشات
لا يوجد اقتباسات
مريم إبراهيم
هل تناسخ الأرواح عند حركة العصر الجديد لا متناهية؟ أم لها نهاية كالديانات الوثنية تنتهي
بالاتحاد مع البراهما؟
د.هيفاء بنت ناصر الرشيد
نعم، تنتهي بالاستنارة أو الإشراق.
مريم إبراهيم
التبست عليّ عدّة مسائل: هل تُفسّر الروح بأنها الأنفس الثلاث؟
إن كان كذلك فلم اقترن ذكر المفارقة بالموت فقط ؟ << تموت بمفارقة البدن لها ثم تعود >> أليست
المفارقة تقع في الحياة -كأن ينعدم الاطمئنان أو اللوم- ؟ وهل تتلازم الأنفس -مجتمعة- عند كل أحد؟
د.هيفاء بنت ناصر الرشيد
تفسّر النفس بأكثر من معنى، يُفهم بحسب السياق. ومن تلك المعاني: الروح.
فإذا قلنا إن الروح هي النفس، كانت الأنفس الثلاث المذكورة ( المطمئنة، واللوامة، والأمارة بالسوء ) هي من صفاتها. وغياب بعض الصفات لا يعني غياب الموصوف. خاصة إذا كانت الصفات متضادة.
فمثلًا لو قلت هذا خبزٌ حلو أو مالح، كانت الحلاوة والملوحة من صفات الخبز، لا يتوقع اجتماعهما، بل هو خبز حلو أو خبز مالح، وغياب صفة الحلاوة أو صفة الملوحة لا يعني انعدام الخبز.
وهنا لو قلنا النفس/الروح لا تفارق البدن إلا بالموت لم يشكل عليه أن النفس قد لا تكون لوامة مثلًا، لأن هذا غياب لصفة من صفاتها وليس غياب لها هي.