-
تفريغ توضيح الورد االسادس عشر المجتمع والتعليم سأتناول آثار حركة العصر الجديد في المجتمع وفي التعليم، سأبدأ ببعض النظريات التي أدرجت في التعليم مما يمكن أن يُستغل في ترويج أفكار حركة العصر الجديد والباطنية الحديثة وكذلك ممكن أن يقال أنه مما اتفق مع أطروحاتهم ومن ثم كان مؤيدًا لما يريدون التوصل إليه. من ذلك ما يعرف بالنظريات الإنسانية المستخدمة في التعليم، وهذه النظريات ربما تكون نظريات متنوعة لكنها تجتمع على أفكار وأسس واحدة أوجزتُها في الكتاب بعدة نقاط ربما يكون من أبرزها ما يعرف بـالنسبية الثقافية، يعني بأن يُنكر أن يكون هناك قيم مطلقة تصح لجميع المجتمعات أو لجميع الناس، كذلك عدم التركيز على الثقافات المحلية بحيث يكون هناك نوع من الثقافة العامة أو نوع من العالمية فتغيب ما يعرف بالعزة والهوية والتميز سواءً كان الديني أو الوطني أو غير ذلك إلى شخصية مائعة ليس لها أي نوع من الانتماء، ومثل هذه الشخصيات تكون سهلة الإقناع و سهلة تغيير الأفكار والمعتقدات لأنها ليس لها مرتكز تنتمي إليه. كذلك مما يتعلق بالمواطنة العالمية وما يتعلق بالترويج للسلام المطلق ووحدة الأديان وهذه كلها ربما تكون متعلقة ببعضها البعض أو تعتبر خطوات متتالية ومتراكمة ومتعاقبة. ومما يؤيد مثل هذه النظريات الإنسانية أو يشجعها أو يساندها: إدخال فرضيات ما بعد الذات في التعليم، بحيث يُدرَج العمل على النمو الروحاني أو الاهتمام بخوارق العادات واستعراض الثقافات المتنوعة الشرقية ونحوها والتركيز على القدرات الكامنة والقدرات الداخلية وحقيقة الإنسان الباطنة، كل هذه مفاهيم هي مفاهيم قريبة جدًا من مرتكزات حركة العصر الجديد وهي كذلك أيضًا قريبة من علم نفس ما بعد الذات والنظريات المتعلقة به. أما آثار الحركة أو النتائج لاعتناق هذه المعتقدات على المجتمع وعلى الأسرة فحقيقةً تحتاج إلى دراسات مسحية وتحتاج إلى دراسات ميدانية وإلى استبانات وإلى استطلاعات، لكن يمكن أن يُتصور بالتسلسل المنطقي للأسس التي تقوم عليها الحركة بأن يتمكن الإنسان من توقع الإشكالات التي قد تقع في الأسرة، خاصةً ما يتعلق بالتحرر من السلطة أو ما يسميه بعضهم الأصنام التي يجب أن تُحطم، فأي سلطة دينية أو أي سلطة حكومية أو أي سلطة أسرية لا يقبلها المنتمي إلى أفكار العصر الجديد، بل يعتقد أن كل إنسان حَكَم نفسه ولا يصح لأي إنسان أن يفرض على آخر رأي أو معتقد أو حكم أو سلطة ومن ثم فإن هذا بلا شك من أكثر الأمور التي تفكك الأسر؛ لأن الأسرة قائمة على مجموعة من الحقوق والواجبات والاحترام المتبادل والسلطات التي أعطاها الله عز وجل لكل فرد من أفراد الأسرة؛ فللزوج سلطة على زوجته وللأم سلطة على أبنائها وللأب كذلك ففيه نوع من التنظيم للعلاقات بحيث لا يكون كُل إنسان هو حكم نفسه بل يجب على بعض الأشخاص طاعة بعض الأشخاص الآخرين في داخل إطار الأسرة، وهذا ما لا يشجعه معتنقي أفكار العصر الجديد. أضف إلى ذلك الضعف الشديد في التمايز بين المجتمع المسلم والمجتمع الكافر وغياب معالم الولاء والبراء بحيث تكون معاملة الكافر كالمسلم ومعاملة المسلم كالكافر لا فرق، وهذا بلا شك مخالف للأصول التي بني عليها المجتمع المسلم؛ لأنه مما بني عليه المجتمع المسلم أصل الولاء و البراء، وأن الإنسان يحب في الله ويبغض في الله فمعاملته للمسلم وحق المسلم عليه ليس كحق الكافر ومعاملة الكافر، لكن بلا شك أن الذين يعتقدون بوحدة الوجود ووحدة الأديان والسلام العالمي وغير ذلك من المعاني لا يمكن أن يُتصور منه أن يميز بين مسلم وكافر وبين صالح وبين فاسق بل كل هؤلاء عنده سواء ولربما كان عنده الكافر أكرم عنده من المسلم؛ لأنه في كثير من الأحيان تجدهم ينتقدون المنهج الذي عليه المسلمين خاصة إن كانوا أتباع لمنهج السلف فإنهم عند الباطنية في المجتمع العربي غير محبذين، غير مقبولين، ومنبوذين. فيقدَّم عليهم الكافر وربما اعتُبر أكثر روحانية وأكثر قربًا من الله وأكثر تعليمًا للدين من هذا الذي ثنى ركبه عند العلماء لعقود طويلة والله المستعان.. وبهذا أختم الجزئية المتعلقة بالأسرة والمجتمع، وهي حقيقةً واضحة يمكن بقراءتها استيعاب جميع الجوانب، وأُذكِّر بأن هذا الجانب حقيقةً يحتاج إلى مزيد دراسة ويحتاج إلى مزيد عناية، خاصةً من لديهم القدرة على إقامة دراسات ميدانية مسحية يمكنها أن تقيس حقيقة أثر هذه الأفكار على المجتمع والأسرة.
لم ينشر المقطع الصوتي
التفريغ بالأسفل
000:00
تفريغ توضيح الورد االسادس عشر
المجتمع والتعليم
سأتناول آثار حركة العصر الجديد في المجتمع وفي التعليم، سأبدأ ببعض النظريات التي أدرجت في التعليم مما يمكن أن يُستغل في ترويج أفكار حركة العصر الجديد والباطنية الحديثة وكذلك ممكن أن يقال أنه مما اتفق مع أطروحاتهم ومن ثم كان مؤيدًا لما يريدون التوصل إليه.
من ذلك ما يعرف بالنظريات الإنسانية المستخدمة في التعليم، وهذه النظريات ربما تكون نظريات متنوعة لكنها تجتمع على أفكار وأسس واحدة أوجزتُها في الكتاب بعدة نقاط ربما يكون من أبرزها ما يعرف بـالنسبية الثقافية، يعني بأن يُنكر أن يكون هناك قيم مطلقة تصح لجميع المجتمعات أو لجميع الناس، كذلك عدم التركيز على الثقافات المحلية بحيث يكون هناك نوع من الثقافة العامة أو نوع من العالمية فتغيب ما يعرف بالعزة والهوية والتميز سواءً كان الديني أو الوطني أو غير ذلك إلى شخصية مائعة ليس لها أي نوع من الانتماء، ومثل هذه الشخصيات تكون سهلة الإقناع و سهلة تغيير الأفكار والمعتقدات لأنها ليس لها مرتكز تنتمي إليه.
كذلك مما يتعلق بالمواطنة العالمية وما يتعلق بالترويج للسلام المطلق ووحدة الأديان وهذه كلها ربما تكون متعلقة ببعضها البعض أو تعتبر خطوات متتالية ومتراكمة ومتعاقبة.
ومما يؤيد مثل هذه النظريات الإنسانية أو يشجعها أو يساندها: إدخال فرضيات ما بعد الذات في التعليم، بحيث يُدرَج العمل على النمو الروحاني أو الاهتمام بخوارق العادات واستعراض الثقافات المتنوعة الشرقية ونحوها والتركيز على القدرات الكامنة والقدرات الداخلية وحقيقة الإنسان الباطنة، كل هذه مفاهيم هي مفاهيم قريبة جدًا من مرتكزات حركة العصر الجديد وهي كذلك أيضًا قريبة من علم نفس ما بعد الذات والنظريات المتعلقة به.
أما آثار الحركة أو النتائج لاعتناق هذه المعتقدات على المجتمع وعلى الأسرة فحقيقةً تحتاج إلى دراسات مسحية وتحتاج إلى دراسات ميدانية وإلى استبانات وإلى استطلاعات، لكن يمكن أن يُتصور بالتسلسل المنطقي للأسس التي تقوم عليها الحركة بأن يتمكن الإنسان من توقع الإشكالات التي قد تقع في الأسرة، خاصةً ما يتعلق بالتحرر من السلطة أو ما يسميه بعضهم الأصنام التي يجب أن تُحطم، فأي سلطة دينية أو أي سلطة حكومية أو أي سلطة أسرية لا يقبلها المنتمي إلى أفكار العصر الجديد، بل يعتقد أن كل إنسان حَكَم نفسه ولا يصح لأي إنسان أن يفرض على آخر رأي أو معتقد أو حكم أو سلطة ومن ثم فإن هذا بلا شك من أكثر الأمور التي تفكك الأسر؛ لأن الأسرة قائمة على مجموعة من الحقوق والواجبات والاحترام المتبادل والسلطات التي أعطاها الله عز وجل لكل فرد من أفراد الأسرة؛ فللزوج سلطة على زوجته وللأم سلطة على أبنائها وللأب كذلك ففيه نوع من التنظيم للعلاقات بحيث لا يكون كُل إنسان هو حكم نفسه بل يجب على بعض الأشخاص طاعة بعض الأشخاص الآخرين في داخل إطار الأسرة، وهذا ما لا يشجعه معتنقي أفكار العصر الجديد.
أضف إلى ذلك الضعف الشديد في التمايز بين المجتمع المسلم والمجتمع الكافر وغياب معالم الولاء والبراء بحيث تكون معاملة الكافر كالمسلم ومعاملة المسلم كالكافر لا فرق، وهذا بلا شك مخالف للأصول التي بني عليها المجتمع المسلم؛ لأنه مما بني عليه المجتمع المسلم أصل الولاء و البراء، وأن الإنسان يحب في الله ويبغض في الله فمعاملته للمسلم وحق المسلم عليه ليس كحق الكافر ومعاملة الكافر، لكن بلا شك أن الذين يعتقدون بوحدة الوجود ووحدة الأديان والسلام العالمي وغير ذلك من المعاني لا يمكن أن يُتصور منه أن يميز بين مسلم وكافر وبين صالح وبين فاسق بل كل هؤلاء عنده سواء ولربما كان عنده الكافر أكرم عنده من المسلم؛ لأنه في كثير من الأحيان تجدهم ينتقدون المنهج الذي عليه المسلمين خاصة إن كانوا أتباع لمنهج السلف فإنهم عند الباطنية في المجتمع العربي غير محبذين، غير مقبولين، ومنبوذين. فيقدَّم عليهم الكافر وربما اعتُبر أكثر روحانية وأكثر قربًا من الله وأكثر تعليمًا للدين من هذا الذي ثنى ركبه عند العلماء لعقود طويلة والله المستعان..
وبهذا أختم الجزئية المتعلقة بالأسرة والمجتمع، وهي حقيقةً واضحة يمكن بقراءتها استيعاب جميع الجوانب، وأُذكِّر بأن هذا الجانب حقيقةً يحتاج إلى مزيد دراسة ويحتاج إلى مزيد عناية، خاصةً من لديهم القدرة على إقامة دراسات ميدانية مسحية يمكنها أن تقيس حقيقة أثر هذه الأفكار على المجتمع والأسرة.
المجتمع والتعليم
سأتناول آثار حركة العصر الجديد في المجتمع وفي التعليم، سأبدأ ببعض النظريات التي أدرجت في التعليم مما يمكن أن يُستغل في ترويج أفكار حركة العصر الجديد والباطنية الحديثة وكذلك ممكن أن يقال أنه مما اتفق مع أطروحاتهم ومن ثم كان مؤيدًا لما يريدون التوصل إليه.
من ذلك ما يعرف بالنظريات الإنسانية المستخدمة في التعليم، وهذه النظريات ربما تكون نظريات متنوعة لكنها تجتمع على أفكار وأسس واحدة أوجزتُها في الكتاب بعدة نقاط ربما يكون من أبرزها ما يعرف بـالنسبية الثقافية، يعني بأن يُنكر أن يكون هناك قيم مطلقة تصح لجميع المجتمعات أو لجميع الناس، كذلك عدم التركيز على الثقافات المحلية بحيث يكون هناك نوع من الثقافة العامة أو نوع من العالمية فتغيب ما يعرف بالعزة والهوية والتميز سواءً كان الديني أو الوطني أو غير ذلك إلى شخصية مائعة ليس لها أي نوع من الانتماء، ومثل هذه الشخصيات تكون سهلة الإقناع و سهلة تغيير الأفكار والمعتقدات لأنها ليس لها مرتكز تنتمي إليه.
كذلك مما يتعلق بالمواطنة العالمية وما يتعلق بالترويج للسلام المطلق ووحدة الأديان وهذه كلها ربما تكون متعلقة ببعضها البعض أو تعتبر خطوات متتالية ومتراكمة ومتعاقبة.
ومما يؤيد مثل هذه النظريات الإنسانية أو يشجعها أو يساندها: إدخال فرضيات ما بعد الذات في التعليم، بحيث يُدرَج العمل على النمو الروحاني أو الاهتمام بخوارق العادات واستعراض الثقافات المتنوعة الشرقية ونحوها والتركيز على القدرات الكامنة والقدرات الداخلية وحقيقة الإنسان الباطنة، كل هذه مفاهيم هي مفاهيم قريبة جدًا من مرتكزات حركة العصر الجديد وهي كذلك أيضًا قريبة من علم نفس ما بعد الذات والنظريات المتعلقة به.
أما آثار الحركة أو النتائج لاعتناق هذه المعتقدات على المجتمع وعلى الأسرة فحقيقةً تحتاج إلى دراسات مسحية وتحتاج إلى دراسات ميدانية وإلى استبانات وإلى استطلاعات، لكن يمكن أن يُتصور بالتسلسل المنطقي للأسس التي تقوم عليها الحركة بأن يتمكن الإنسان من توقع الإشكالات التي قد تقع في الأسرة، خاصةً ما يتعلق بالتحرر من السلطة أو ما يسميه بعضهم الأصنام التي يجب أن تُحطم، فأي سلطة دينية أو أي سلطة حكومية أو أي سلطة أسرية لا يقبلها المنتمي إلى أفكار العصر الجديد، بل يعتقد أن كل إنسان حَكَم نفسه ولا يصح لأي إنسان أن يفرض على آخر رأي أو معتقد أو حكم أو سلطة ومن ثم فإن هذا بلا شك من أكثر الأمور التي تفكك الأسر؛ لأن الأسرة قائمة على مجموعة من الحقوق والواجبات والاحترام المتبادل والسلطات التي أعطاها الله عز وجل لكل فرد من أفراد الأسرة؛ فللزوج سلطة على زوجته وللأم سلطة على أبنائها وللأب كذلك ففيه نوع من التنظيم للعلاقات بحيث لا يكون كُل إنسان هو حكم نفسه بل يجب على بعض الأشخاص طاعة بعض الأشخاص الآخرين في داخل إطار الأسرة، وهذا ما لا يشجعه معتنقي أفكار العصر الجديد.
أضف إلى ذلك الضعف الشديد في التمايز بين المجتمع المسلم والمجتمع الكافر وغياب معالم الولاء والبراء بحيث تكون معاملة الكافر كالمسلم ومعاملة المسلم كالكافر لا فرق، وهذا بلا شك مخالف للأصول التي بني عليها المجتمع المسلم؛ لأنه مما بني عليه المجتمع المسلم أصل الولاء و البراء، وأن الإنسان يحب في الله ويبغض في الله فمعاملته للمسلم وحق المسلم عليه ليس كحق الكافر ومعاملة الكافر، لكن بلا شك أن الذين يعتقدون بوحدة الوجود ووحدة الأديان والسلام العالمي وغير ذلك من المعاني لا يمكن أن يُتصور منه أن يميز بين مسلم وكافر وبين صالح وبين فاسق بل كل هؤلاء عنده سواء ولربما كان عنده الكافر أكرم عنده من المسلم؛ لأنه في كثير من الأحيان تجدهم ينتقدون المنهج الذي عليه المسلمين خاصة إن كانوا أتباع لمنهج السلف فإنهم عند الباطنية في المجتمع العربي غير محبذين، غير مقبولين، ومنبوذين. فيقدَّم عليهم الكافر وربما اعتُبر أكثر روحانية وأكثر قربًا من الله وأكثر تعليمًا للدين من هذا الذي ثنى ركبه عند العلماء لعقود طويلة والله المستعان..
وبهذا أختم الجزئية المتعلقة بالأسرة والمجتمع، وهي حقيقةً واضحة يمكن بقراءتها استيعاب جميع الجوانب، وأُذكِّر بأن هذا الجانب حقيقةً يحتاج إلى مزيد دراسة ويحتاج إلى مزيد عناية، خاصةً من لديهم القدرة على إقامة دراسات ميدانية مسحية يمكنها أن تقيس حقيقة أثر هذه الأفكار على المجتمع والأسرة.
لا يوجد مناقشات
لا يوجد اقتباسات
مريم إبراهيم
هل ما يسمى بـ (المدارس العالمية) في المملكة لها علاقة بنظريات التعليم الإنساني؟
د.هيفاء بنت ناصر الرشيد
بحسب المناهج والأساليب المستخدمة في التعليم فيها.