حركة العصر الجديد - مفهومها ونشأتها وتطبيقاتها

الأوراد/ الورد السادس (١٩٣ - ٢١٩)

هذا ملخص يتضمن أهم النقاط الرئيسية والأفكار المهمة؛ لذا هو لا يغني عن الكتاب، صممناه لكم بشكل مريح يساعد على ترتيب المعلومة وفهمها

  • تفريغ توضيح الورد السادس في هذا النصاب سنتحدث عن أهم عقائد حركة العصر الجديد وأكثرها خطورة وهي حقيقةً العقيدة التي تفرعت عنها سائر المعتقدات التي يعتقدون بها، فهي تعتبر بمثابة العقيدة الأم التي تعتبر سائر معتقداتهم هي عبارة عن فروع ونتائج لها . هذه العقيدة هي: عقيدة وحدة الوجود. يمكننا تلخيص عقيدة وحدة الوجود: هي الاعتقاد بأنه ما ثمة إلا موجود واحد، أن الوجود الحقيقي إنما هو واحد وأن التعدد الذي نراه هو تعدد وهمي. قد يقع نوع من الاختلاف الصوري في ماهية هذا الوجود الواحد فبعضهم يطلق عليه الإله وهؤلاء الذين ينتسبون للأديان التي تُقِر أو تعتقد بوجود إله فيطلقون على هذا الوجود المطلق الذي هو كل شيء يطلقون عليه اصطلاح الإله حتى لا يكون ثمة نوع من الاصطدام بينهم وبين الدين الذي ينتسبون إليه, مثل ما هو موجود عند غلاة الصوفية المنتسبين إلى الإسلام فإنهم يطلقون على هذا الوجود الكلي: الله وإن كان لا يتفق بكل تأكيد مع المعتقد الصحيح للمسلم في الله تبارك وتعالى . القول الثاني أو التيار الثاني الذي يتبنى عقيدة وحدة الوجود لا يرضى بإطلاق مصطلح الإله على هذا الوجود الكلي وإنما يطلق عليه مصطلحات عامة كقوله المطلق أو الوجود الكلي أو نحو ذلك ولا يطلق عليه الألفاظ المقدسة كلفظة الإله أو الله أو ما شابه ذلك . ومما يلفت الانتباه أنه يوجد من الملحدين الماديين من يتبنى مثل هذه العقيدة لكنه يعترض على الاستخدام المجازي للألفاظ الدينية؛ لأنه بطبيعة الحال الملحد المادي في حرب مع الدين وفي حرب مع الله ولذلك لا يرضى باستخدام هذه المصطلحات ويرى أنها تحمل معها خلفيات عقدية وثقافية لا يصح أن تُسقَط على هذا المصطلح الذي لا يتفق معها في حقيقته, وحقيقةً هم أقرب إلى الصواب بلا شك, أن مذهبكم مذهب منحرف ولا يصح أن يُلصَق بالمعتقدات الدينية . لكن الخلاف بين الاتجاهين في مسألة عقيدة وحدة الوجود هو في واقعه اختلاف صوري وليس اختلاف حقيقي لأنهم في النهاية محصلة القولين واحد . أما مذاهب القائلين بوحدة الوجود في طبيعة هذا العالم وحقيقته فيمكن أن نوجزها في عدة أقوال : القول الأول: هو قول القائلين بنفي العالم كليًا بمعنى أنهم يجعلون العالم والكائنات المشاهدَة إنما هي تصورات عقلية فقط ليس لها وجود حقيقي خارجي . القول الثاني: هو الذي يقول بأن العالم الخارجي المشاهد إنما هو عين الإله أو هو عين الوجود المطلق. والقول الثالث: هو القول الذي يقرر بأن ثمة وجودين سابقين لكنهما بالاتحاد صارا وجودًا واحدًا ففي النهاية المحصلة هي أن اتحد الموجودين الإله والمخلوقات المطلق والمتعين والمفردات أصبح وجودًا واحد لا يتمايز ولا يفترق . القول الأخير والذي يقول بأن هذا العالم يعتبر جزء من المطلق وليس هو كله. لكن على كل حال الأقوال في محصلتها تصل إلى نتيجة واحدة وهي عدم التفريق بين خالق ومخلوق . على كل أقوال القائلين بوحدة الوجود ليس فيهم من يجعل الخالق منفصل مباين عن مخلوقاته, فهذه نقطة مركزية في معتقداتهم وفي أقوالهم على تنوعها . أما إذا تحدثنا عن الطرق المتنوعة التي قد يعبر بها رواد حركة العصر الجديد عن عقيدة وحدة الوجود سنجد هناك طرق متنوعة وكثيرة لكن من أبرزها طريقتين: الطريقة الأولى هي التعبير بالفلسفات الشرقية بالطاو أو بالين واليانغ على سبيل المثال . الين واليانغ هي عبارة عن تعبير عن وحدة الوجود لكنها بصورة ثنائية, كأنها تعبير بأن الثنائيات في أصلها متحدة وأن هذه المتناقضات التي نشاهدها إنما هي في حقيقتها شيء واحد, هذا باختصار عقيدة الين واليانغ وهي عقيدة نابعة من العقيدة الطاوية أو الفلسفة الطاوية . الطريقة الثانية التي يعبَّر بها عن وحدة الوجود في حركة العصر الجديد هي التعبير بمصطلح الطاقة, والطاقة التي يستخدمونها في ممارساتهم وفي علاجاتهم وفي ممارسات وتطبيقات كثيرة جدًا ترجع إلى هذه الفلسفة بأن الوجود في حقيقته كله طاقة فيعبِّرون عن هذا الوجود الأصلي الذي هو كل شيء بأنه طاقة, فيجعلون الطاقة هي مرادف للإله عند من يُقرون بإله ممن يقولون بوحدة الوجود . فعلى كل حال, يُعبَّر بهذا ويُعبر بذاك لتقرير هذا المعتقد المنحرف، أضف إلى ذلك طرق انتشرت مؤخرًا أيضًا في مسألة تقرير عقيدة وحدة الوجود وهي الممارسات المتعلقة بالوعي . الطرح الروحاني الجديد الذي أصبح ينتشر بشكل مخيف في مجتمعاتنا يطرح فلسفة الوعي ليس بمعنى الوعي اللغوي المعروف الذي هو زيادة الثقافة أو نحو ذلك, لا, وإنما بمعناه الفلسفي القائم على عقيدة وحدة الوجود، عندما تحدثنا في النصاب السابق عن الوجود المطلق والتسميات التي تطلق عليه، ذكرنا أن من ضمن هذه التسميات مصطلح الوعي فالممارسات التي تُطرَح ضمن إطار الروحانيات الحديثة إذا أطلقت الوعي في هذا السياق فإن المراد به الوعي المطلق, والمراد به الوجود المطلق, والمراد به ما يكون مرادفًا للإله عند أصحاب الديانات, فهذه أيضًا طريقة خطيرة وملتبِسة يُروَّج لها بعقيدة وحدة الوجود من قِبل أتباع الروحانيات وحركة العصر الجديد . ولا يشك عاقل ولا يشك مسلم في أن هذا الاعتقاد وهذا المعتقد يناقض أصول الدين وأصول العقيدة الإسلامية؛ لأنه ينسف الدين من أساسه وينسف الاعتقاد بالإله من أصله, فهو لا يمكن أن يكون متفقًا مع الدين فضلاً أن يكون هو الدين؛ لأنهم الآن لما يأتون يحاولون ترويج هذه المعتقدات المنحرفة يجعلونها هي قراءة جديدة للدين يجعلونها هي معنى الأحاديث والآيات الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم والرب تبارك وتعالى, فهذه الأقوال هي مناقضة للدين تمامًا لا يمكن أن تتفق معه فضلاً على أن تكون هي إياه أو تكون مفسره لمعانيه . وقد ذكرت في الكتاب عددًا من اللوازم الدينية والاعتقادية واللوازم العقلية التي تلزَم من هذا القول المنحرف والتي تكون بلا شك كما ذكرتُ مناقضة لأصول الاعتقاد . ثم خُتم هذا المبحث بنُقول عن بعض العلماء والسلف في تكفير القائلين بوحدة الوجود وهذا مما لا شك فيه ولكنه إنما سيق لأجل التأكيد والتوثيق وإلا المسألة بلا شك مستقرة في الاعتقاد .
    لم ينشر المقطع الصوتي

    التفريغ بالأسفل

    1
    00:00
تفريغ توضيح الورد السادس

في هذا النصاب سنتحدث عن أهم عقائد حركة العصر الجديد وأكثرها خطورة وهي حقيقةً العقيدة التي تفرعت عنها سائر المعتقدات التي يعتقدون بها، فهي تعتبر بمثابة العقيدة الأم التي تعتبر سائر معتقداتهم هي عبارة عن فروع ونتائج لها .
هذه العقيدة هي: عقيدة وحدة الوجود.
يمكننا تلخيص عقيدة وحدة الوجود: هي الاعتقاد بأنه ما ثمة إلا موجود واحد، أن الوجود الحقيقي إنما هو واحد وأن التعدد الذي نراه هو تعدد وهمي.
قد يقع نوع من الاختلاف الصوري في ماهية هذا الوجود الواحد فبعضهم يطلق عليه الإله وهؤلاء الذين ينتسبون للأديان التي تُقِر أو تعتقد بوجود إله فيطلقون على هذا الوجود المطلق الذي هو كل شيء يطلقون عليه اصطلاح الإله حتى لا يكون ثمة نوع من الاصطدام بينهم وبين الدين الذي ينتسبون إليه, مثل ما هو موجود عند غلاة الصوفية المنتسبين إلى الإسلام فإنهم يطلقون على هذا الوجود الكلي: الله وإن كان لا يتفق بكل تأكيد مع المعتقد الصحيح للمسلم في الله تبارك وتعالى .
القول الثاني أو التيار الثاني الذي يتبنى عقيدة وحدة الوجود لا يرضى بإطلاق مصطلح الإله على هذا الوجود الكلي وإنما يطلق عليه مصطلحات عامة كقوله المطلق أو الوجود الكلي أو نحو ذلك ولا يطلق عليه الألفاظ المقدسة كلفظة الإله أو الله أو ما شابه ذلك .

ومما يلفت الانتباه أنه يوجد من الملحدين الماديين من يتبنى مثل هذه العقيدة لكنه يعترض على الاستخدام المجازي للألفاظ الدينية؛ لأنه بطبيعة الحال الملحد المادي في حرب مع الدين وفي حرب مع الله ولذلك لا يرضى باستخدام هذه المصطلحات ويرى أنها تحمل معها خلفيات عقدية وثقافية لا يصح أن تُسقَط على هذا المصطلح الذي لا يتفق معها في حقيقته, وحقيقةً هم أقرب إلى الصواب بلا شك, أن مذهبكم مذهب منحرف ولا يصح أن يُلصَق بالمعتقدات الدينية .
لكن الخلاف بين الاتجاهين في مسألة عقيدة وحدة الوجود هو في واقعه اختلاف صوري وليس اختلاف حقيقي لأنهم في النهاية محصلة القولين واحد .
أما مذاهب القائلين بوحدة الوجود في طبيعة هذا العالم وحقيقته فيمكن أن نوجزها في عدة أقوال :
القول الأول: هو قول القائلين بنفي العالم كليًا بمعنى أنهم يجعلون العالم والكائنات المشاهدَة إنما هي تصورات عقلية فقط ليس لها وجود حقيقي خارجي .
القول الثاني: هو الذي يقول بأن العالم الخارجي المشاهد إنما هو عين الإله أو هو عين الوجود المطلق.
والقول الثالث: هو القول الذي يقرر بأن ثمة وجودين سابقين لكنهما بالاتحاد صارا وجودًا واحدًا ففي النهاية المحصلة هي أن اتحد الموجودين الإله والمخلوقات المطلق والمتعين والمفردات أصبح وجودًا واحد لا يتمايز ولا يفترق .
القول الأخير والذي يقول بأن هذا العالم يعتبر جزء من المطلق وليس هو كله.
لكن على كل حال الأقوال في محصلتها تصل إلى نتيجة واحدة وهي عدم التفريق بين خالق ومخلوق .
على كل أقوال القائلين بوحدة الوجود ليس فيهم من يجعل الخالق منفصل مباين عن مخلوقاته, فهذه نقطة مركزية في معتقداتهم وفي أقوالهم على تنوعها .

أما إذا تحدثنا عن الطرق المتنوعة التي قد يعبر بها رواد حركة العصر الجديد عن عقيدة وحدة الوجود سنجد هناك طرق متنوعة وكثيرة لكن من أبرزها طريقتين: الطريقة الأولى هي التعبير بالفلسفات الشرقية بالطاو أو بالين واليانغ على سبيل المثال .
الين واليانغ هي عبارة عن تعبير عن وحدة الوجود لكنها بصورة ثنائية, كأنها تعبير بأن الثنائيات في أصلها متحدة وأن هذه المتناقضات التي نشاهدها إنما هي في حقيقتها شيء واحد, هذا باختصار عقيدة الين واليانغ وهي عقيدة نابعة من العقيدة الطاوية أو الفلسفة الطاوية .

الطريقة الثانية التي يعبَّر بها عن وحدة الوجود في حركة العصر الجديد هي التعبير بمصطلح الطاقة, والطاقة التي يستخدمونها في ممارساتهم وفي علاجاتهم وفي ممارسات وتطبيقات كثيرة جدًا ترجع إلى هذه الفلسفة بأن الوجود في حقيقته كله طاقة فيعبِّرون عن هذا الوجود الأصلي الذي هو كل شيء بأنه طاقة, فيجعلون الطاقة هي مرادف للإله عند من يُقرون بإله ممن يقولون بوحدة الوجود .
فعلى كل حال, يُعبَّر بهذا ويُعبر بذاك لتقرير هذا المعتقد المنحرف، أضف إلى ذلك طرق انتشرت مؤخرًا أيضًا في مسألة تقرير عقيدة وحدة الوجود وهي الممارسات المتعلقة بالوعي .
الطرح الروحاني الجديد الذي أصبح ينتشر بشكل مخيف في مجتمعاتنا يطرح فلسفة الوعي ليس بمعنى الوعي اللغوي المعروف الذي هو زيادة الثقافة أو نحو ذلك, لا, وإنما بمعناه الفلسفي القائم على عقيدة وحدة الوجود، عندما تحدثنا في النصاب السابق عن الوجود المطلق والتسميات التي تطلق عليه، ذكرنا أن من ضمن هذه التسميات مصطلح الوعي فالممارسات التي تُطرَح ضمن إطار الروحانيات الحديثة إذا أطلقت الوعي في هذا السياق فإن المراد به الوعي المطلق, والمراد به الوجود المطلق, والمراد به ما يكون مرادفًا للإله عند أصحاب الديانات, فهذه أيضًا طريقة خطيرة وملتبِسة يُروَّج لها بعقيدة وحدة الوجود من قِبل أتباع الروحانيات وحركة العصر الجديد .

ولا يشك عاقل ولا يشك مسلم في أن هذا الاعتقاد وهذا المعتقد يناقض أصول الدين وأصول العقيدة الإسلامية؛ لأنه ينسف الدين من أساسه وينسف الاعتقاد بالإله من أصله, فهو لا يمكن أن يكون متفقًا مع الدين فضلاً أن يكون هو الدين؛ لأنهم الآن لما يأتون يحاولون ترويج هذه المعتقدات المنحرفة يجعلونها هي قراءة جديدة للدين يجعلونها هي معنى الأحاديث والآيات الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم والرب تبارك وتعالى, فهذه الأقوال هي مناقضة للدين تمامًا لا يمكن أن تتفق معه فضلاً على أن تكون هي إياه أو تكون مفسره لمعانيه .
وقد ذكرت في الكتاب عددًا من اللوازم الدينية والاعتقادية واللوازم العقلية التي تلزَم من هذا القول المنحرف والتي تكون بلا شك كما ذكرتُ مناقضة لأصول الاعتقاد .
ثم خُتم هذا المبحث بنُقول عن بعض العلماء والسلف في تكفير القائلين بوحدة الوجود وهذا مما لا شك فيه ولكنه إنما سيق لأجل التأكيد والتوثيق وإلا المسألة بلا شك مستقرة في الاعتقاد .
لا يوجد مناقشات

لا يوجد اقتباسات
  • منيرة حامد الغامدي
    منيرة حامد الغامدي

    عبارة: الطاقة هي (الأنا العليا) ومن ثم يمكن الارتقاء (بالوعي الإنساني) حتى تتواصل خلاياه بالطاقة الكونية فتصبح خلايا كونية (غير منعزلة وغير محدودة) ص٢٠٥، ما معنى هذه العبارة خاصة مابين الأقواس؟

    0
  • مريم إبراهيم
    مريم إبراهيم

    هل الجوهر الكلي نفس المطلق الكلي ص١٩٨؟
    _ هل تحقق مذهب وحدة الوجود عند فرعون مع تخصيصه الألوهية في نفسه ونفيها عن غيره بينما
    وحدة الوجود اعتقاد الآلهة في الجميع ص٢١٤؟

    0
    • د.هيفاء بنت ناصر الرشيد
      د.هيفاء بنت ناصر الرشيد

      نعم ، يراد بهما شيء واحد. لكن "الجوهر" يعبر به عن "مادة" الوجود، بينما المطلق لا يحمل هذا المعنى. لكن عمومًا المقصود واحد.
      - لا لم يتحقق، ولكن لم يكن كفره هو دعوى الربوبية، فهذا لا بأس به عندهم، وإنما كفره لأجل تخصيص الربوبية بنفسه ، والحق - عندهم - أنها تعم كل شيء.
      فالمراد أن ادعاء فرعون الربوبية لا إشكال فيه في ذاته.

      0
    • أظهر المزيد من الردود