حركة العصر الجديد

الأوراد/ الورد الأول

هذا ملخص يتضمن أهم النقاط الرئيسية والأفكار المهمة؛ لذا هو لا يغني عن الكتاب، صممناه لكم بشكل مريح يساعد على ترتيب المعلومة وفهمها

  • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    حياكم الله جميعا أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعله علمًا نافعًا فمعرفة الباطل من أهم الأمور التي ينبغي حقيقة أن يهتم بها طالب العلم في العصر الحديث فالباطل يتلون  ويتشكل ويتزين فيقع فيه للأسف كثير من الناس دون أن ينتبهوا لذلك.

    الكتاب محل الدراسة (حركة العصر الجديد) هو دراسة لجذور هذه الحركة وفكرها العقدي ومخاطرها على الأمة كما هو موجود في عنوانها, كانت أهمية هذه الدراسة من تتبّع تطبيقات لحركة كُبرى معاصرة بدأت في العصر الحديث لم يُنتبه لها لأنها أخذت طابع علمي وطابع تدريبي في حين كان الناس يهتمون كثيرًا بما يسمى صناعة الإنسان والدورات التدريبية فجاءت بهذا الظاهر الذي اغتر به كثير من الناس ونَشَر برامجها وتدرّب على تطبيقاتها كثير حتى من طلبة العلم بل والدعاة وليس فقط عموم الناس وغفلوا وحقيقة هم  جهلوا في الأصل باطنها العقائدي الخطير وزاد الطين بلة أن هؤلاء بدأوا يلفقون بين فلسفاتها وتطبيقاتها وبين نصوص الكتاب والسنة هؤلاء الذين يحملون فكرًا إسلاميًا في الأصل أو رغبة في التقدم والنجاح بالمنهج الإسلامي لكن حقيقة ضلّوا الطريق فبدلاً من أن يتجهوا مباشرة إلى نصوص الكتاب والسنة وإلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وإلى تاريخ الأمة يستلهمون منه ذهبوا إلى هنا وهناك ثم لفّقوا ولووا ربما أعناق النصوص أحيانًا ودلالات السيرة أحيانًا لكي يأكدوا أو لكي يشرعنوا ويأسلموا ما وصل إليهم وتشربته نفوسهم من هذه التطبيقات التي -كما قلت- ظاهرها حسن.

    كتاب حركة العصر الجديد في أصله بحث علمي مقدم لمجلة جامعة أم القرى للعلوم الشرعية ونُشر هناك ثم أخذته جمعية الدراسات الفكرية المعاصرة في جامعة القصيم (فكر) ونشرته ضمن سلسلة الدراسات الشرعية.

    الكتاب في حقيقته يتضمن أربعة مباحث تشمل الحديث عن هذه الحركة التي هي أبعد بكثير من أن تكون حركة فكرية جزئية خاصة بمنطقتها وبمكانها هي حركة عالمية باطنية تهدف إلى نشر فكر معيّن مستقى من  الديانات الشرقية وتحديدًا هو فكر عقيدة وحدة الوجود إلى العالم أجمع بطرائق مختلفة.

    فالمبحث الأول يتحدث عن نشأة الحركة جذورها التاريخية سواءً القريبة أو البعيدة, أما المبحث الثاني فيتحدث عن أهم المبادئ والمعتقدات والمستقاة جميعها من الديانات الشرقية والعقائد الوثنية والقائمة بشكل كبير على عقيدة وحدة الوجود, في المبحث الثالث الحديث عن طرق نشر الفكر وأبرز البرامج التطبيقية سواءً ما هو بشكل دورات تطويرية أو بشكل علاجات ثم في المبحث الرابع مخاطر الحركة على الأمة الإسلامية وعلى عقيدة المسلمين.

    حركة العصر الجديد حركة باطنية غنوصية، ماذا نقصد بباطنية غنوصية؟ كقارئين أو مثقفين أو باحثين شرعيين مهتمين بالثقافة الإسلامية أعتقد أن كلمة الباطنية كلمة تمر علينا كثيرًا وأكثر ما يعبرَ عنها في العصر الحديث: التشيع, الشيعية, الفرق الشيعية المختلفة والفرق الصوفية المختلفة, لكن من المهم أن نعرف أنها هي أوسع بكثير من هذا التحديد, ليست فرقًا معينة, هذه فرق ضمن الفرق الباطنية, لكن الباطنية منهج أوسع بكثير من هذه الفرق وهو منهج يسري أو يدخل في كثير من الديانات؛ دخل في الديانة اليهودية وأفسدها عن أصولها ودخل في الديانة النصرانية وأفسدها كذلك, فرق القبالة من الفرق الباطنية اليهودية, فرق الغنوصية من الفرق الباطنية النصرانية, وكذلك كثير من الفرق الإسلامية أو المنتسبة للإسلام من المتصوفة بفرقها المختلفة والتشيع والنصيرية والقرامطة وغيرهم كل هؤلاء من الفرق الباطنية.

    الباطنية تعني هذا اللفظ بمعناه الواضح؛ فهي ظاهر وباطن, فهي لها ظاهر جذاب قد يظهر بشكل تنسك وتصوف وتزهد , قد يظهر بشكل تدريب وتطوير وعلاجات, قد يظهر بأشكال مختلفة, ولها باطن هو عقيدة وحدة الوجود وتعتمد بدرجة كبيرة على التأويل الباطني الذي كذلك يطبّق ذات المعنى فالنصوص والدلالات والقصص والسير لها ظاهر ولها باطن يزعمونه هو الذي يفسرون به هذه النصوص وهذه الأحداث وغيرها للتدليل على حقيقة أو على شرعية أو على أن الحق فيما يزعمونه.

    كلمة الغنوصية هي ذاتها كلمة الباطنية ولكنها ذات أصل يوناني يعني المعرفة أو العرفان الداخلي الذي هو باطن لظاهر ليس هو الذي يعرفه كل الناس بل هو باطن هو سر, أسرار, لذلك يقال عنها معرفة سرية, يقال عنها معرفة باطنية, يقال عنها معرفة حدسية, إلهامات, معرفة لدنية, تسمّى بكثير من هذه الأسماء باختلافها في السياقات المختلفة وكثير ما يعبر عنها بالتجليات وغير ذلك.

    التعليق الصوتي على الورد الأول

    بصوت المؤلفة

    7
    5
    00:00
    تحميل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


حياكم الله جميعا أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعله علمًا نافعًا فمعرفة الباطل من أهم الأمور التي ينبغي حقيقة أن يهتم بها طالب العلم في العصر الحديث فالباطل يتلون  ويتشكل ويتزين فيقع فيه للأسف كثير من الناس دون أن ينتبهوا لذلك.


الكتاب محل الدراسة (حركة العصر الجديد) هو دراسة لجذور هذه الحركة وفكرها العقدي ومخاطرها على الأمة كما هو موجود في عنوانها, كانت أهمية هذه الدراسة من تتبّع تطبيقات لحركة كُبرى معاصرة بدأت في العصر الحديث لم يُنتبه لها لأنها أخذت طابع علمي وطابع تدريبي في حين كان الناس يهتمون كثيرًا بما يسمى صناعة الإنسان والدورات التدريبية فجاءت بهذا الظاهر الذي اغتر به كثير من الناس ونَشَر برامجها وتدرّب على تطبيقاتها كثير حتى من طلبة العلم بل والدعاة وليس فقط عموم الناس وغفلوا وحقيقة هم  جهلوا في الأصل باطنها العقائدي الخطير وزاد الطين بلة أن هؤلاء بدأوا يلفقون بين فلسفاتها وتطبيقاتها وبين نصوص الكتاب والسنة هؤلاء الذين يحملون فكرًا إسلاميًا في الأصل أو رغبة في التقدم والنجاح بالمنهج الإسلامي لكن حقيقة ضلّوا الطريق فبدلاً من أن يتجهوا مباشرة إلى نصوص الكتاب والسنة وإلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وإلى تاريخ الأمة يستلهمون منه ذهبوا إلى هنا وهناك ثم لفّقوا ولووا ربما أعناق النصوص أحيانًا ودلالات السيرة أحيانًا لكي يأكدوا أو لكي يشرعنوا ويأسلموا ما وصل إليهم وتشربته نفوسهم من هذه التطبيقات التي -كما قلت- ظاهرها حسن.


كتاب حركة العصر الجديد في أصله بحث علمي مقدم لمجلة جامعة أم القرى للعلوم الشرعية ونُشر هناك ثم أخذته جمعية الدراسات الفكرية المعاصرة في جامعة القصيم (فكر) ونشرته ضمن سلسلة الدراسات الشرعية.


الكتاب في حقيقته يتضمن أربعة مباحث تشمل الحديث عن هذه الحركة التي هي أبعد بكثير من أن تكون حركة فكرية جزئية خاصة بمنطقتها وبمكانها هي حركة عالمية باطنية تهدف إلى نشر فكر معيّن مستقى من  الديانات الشرقية وتحديدًا هو فكر عقيدة وحدة الوجود إلى العالم أجمع بطرائق مختلفة.


فالمبحث الأول يتحدث عن نشأة الحركة جذورها التاريخية سواءً القريبة أو البعيدة, أما المبحث الثاني فيتحدث عن أهم المبادئ والمعتقدات والمستقاة جميعها من الديانات الشرقية والعقائد الوثنية والقائمة بشكل كبير على عقيدة وحدة الوجود, في المبحث الثالث الحديث عن طرق نشر الفكر وأبرز البرامج التطبيقية سواءً ما هو بشكل دورات تطويرية أو بشكل علاجات ثم في المبحث الرابع مخاطر الحركة على الأمة الإسلامية وعلى عقيدة المسلمين.


حركة العصر الجديد حركة باطنية غنوصية، ماذا نقصد بباطنية غنوصية؟ كقارئين أو مثقفين أو باحثين شرعيين مهتمين بالثقافة الإسلامية أعتقد أن كلمة الباطنية كلمة تمر علينا كثيرًا وأكثر ما يعبرَ عنها في العصر الحديث: التشيع, الشيعية, الفرق الشيعية المختلفة والفرق الصوفية المختلفة, لكن من المهم أن نعرف أنها هي أوسع بكثير من هذا التحديد, ليست فرقًا معينة, هذه فرق ضمن الفرق الباطنية, لكن الباطنية منهج أوسع بكثير من هذه الفرق وهو منهج يسري أو يدخل في كثير من الديانات؛ دخل في الديانة اليهودية وأفسدها عن أصولها ودخل في الديانة النصرانية وأفسدها كذلك, فرق القبالة من الفرق الباطنية اليهودية, فرق الغنوصية من الفرق الباطنية النصرانية, وكذلك كثير من الفرق الإسلامية أو المنتسبة للإسلام من المتصوفة بفرقها المختلفة والتشيع والنصيرية والقرامطة وغيرهم كل هؤلاء من الفرق الباطنية.


الباطنية تعني هذا اللفظ بمعناه الواضح؛ فهي ظاهر وباطن, فهي لها ظاهر جذاب قد يظهر بشكل تنسك وتصوف وتزهد , قد يظهر بشكل تدريب وتطوير وعلاجات, قد يظهر بأشكال مختلفة, ولها باطن هو عقيدة وحدة الوجود وتعتمد بدرجة كبيرة على التأويل الباطني الذي كذلك يطبّق ذات المعنى فالنصوص والدلالات والقصص والسير لها ظاهر ولها باطن يزعمونه هو الذي يفسرون به هذه النصوص وهذه الأحداث وغيرها للتدليل على حقيقة أو على شرعية أو على أن الحق فيما يزعمونه.


كلمة الغنوصية هي ذاتها كلمة الباطنية ولكنها ذات أصل يوناني يعني المعرفة أو العرفان الداخلي الذي هو باطن لظاهر ليس هو الذي يعرفه كل الناس بل هو باطن هو سر, أسرار, لذلك يقال عنها معرفة سرية, يقال عنها معرفة باطنية, يقال عنها معرفة حدسية, إلهامات, معرفة لدنية, تسمّى بكثير من هذه الأسماء باختلافها في السياقات المختلفة وكثير ما يعبر عنها بالتجليات وغير ذلك.

لا يوجد مناقشات
"تمكنت الباطنية من تسريب مختلف الشركيات الاعتقادية والقولية والعملية على أنها نظريات وفرضيات علمية أو تمارين حركية" ص٤
  • مريم الغامدي
    مريم الغامدي

    أن تنسب الحركات الباطنية الغربية إلى الغنوصية أمر واضح لكن لماذا تنسب الصوفية والإسماعيلية وغيرها إلى الغنوصية النصرانية ولماذا نسبت إلى الغنوصية دون القبالا اليهودية ؟

    0
    • د.فوز بنت عبد اللطيف كردي
      د.فوز بنت عبد اللطيف كردي

      كلمة الغنوص ترد في سياق التعريف بالفرقة الغنوصية النصرانية ، وفي سياق تعريف معناها ( العرفان الباطني) وهو مشتهر ايضا ،ولذلك يقول البعض ( غنوص اسلامي) راجعي ص١٣ في المطبوع .
      اما كلمة القبالا فاطلاقها فقط على الفرقة اليهودية الباطنية

      0
    • أظهر المزيد من الردود
  • منيرة حامد الغامدي
    منيرة حامد الغامدي

    إذا كانت الباطنية تقوم على التفسير الباطني للنصوص وهذا واضح في نصوص الديانات السماوية, لكن كيف يكون في الديانات الوضعية وهي أقوال بشر ولا قدسية للنص؟

    0
    • د.فوز بنت عبد اللطيف كردي
      د.فوز بنت عبد اللطيف كردي

      هذا جانب من جوانب الباطنية, ومع ذلك هو كذلك موجود في الديانات الوضعية فكتب الأسرار لديهم أكثر بكثير من الكتب المقدسة في الديانات السماوية.

      0
    • أظهر المزيد من الردود
  • مريم إبراهيم
    مريم إبراهيم

    أرجو ضرب أمثلة من الواقع عن أفعال الحركات الباطنية والغنوصية؟

    0
    • د.فوز بنت عبد اللطيف كردي
      د.فوز بنت عبد اللطيف كردي

      لا أعرف ما المقصود بأفعال. الباطنية في أصلها هي عقيدة وحدة الوجود وكل تطبيقات الحلول والاتحاد والإشراق ونحوه مؤدية لها, وهذا واقع في المستويات العليا لكثير من تطبيقات (الطاقة الحيوية) كالريكي والتأمل التجاوزي والتنفس العميق وما يسمى بتطبيقات الوعي العالي وغيرها.

      0
    • أظهر المزيد من الردود