-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المقطع اليوم عن أهم المبادئ والمعتقدات لحركة العصر الجديد التي هي كما أسلفنا أنها امتداد للتيار الباطني وهذا التيار من أبرز العقائد التي يركز عليها عقيدة وحدة الوجود ولذلك تهتم كل برامج الحركة بتطوير الإنسان بالمعنى الباطني, أي تطويره إلى أن يكون إلهًا, تطويره من ناسوت إلى لاهوت, كيف يصبح إلهًا, كيف يصل إلى المعرفة مباشرة, كيف يصبح هو مصدر المعرفة, كيف يصبح مجرد تفكيره هو الذي يخلق واقعه, كيف يصبح هو المسيطر على هذا الكون بعامة.
ونستطيع أن نلخص المبادئ والمعتقدات لهذه الحركة بعد فحص جميع أدبياتها بأنها تهتم بدرجة كبيرة لإيصال الناس إلى هذه الفكرة سواءً بمجرد المعرفة أو القناعة أو التطبيق أو الإيمان العميق والممارسة الكاملة لهذا الأمر لهذا تدعو بدرجات متفاوتة إلى تطبيق الإشراق أو العرفان الباطني إلى حالات الوعي المغيرة, الدخول إلى حالات اللاوعي, ممارسات قانون الجذب, التأمل التجاوزي الموصل إلى مرحلة من النشوة أو من الغشية أو من الجذب الذي تصل فيه إلى المعرفة مباشرة.
يمكن تلخيص العقائد بأربعة أمور رئيسية: الاعتقاد بأن كل ما في هذا الكون هو شيء واحد التي هي عقيدة وحدة الوجود فالإله هو كل شيء وكل شيء هو الله أو هو الإله هذه أصح لأنهم لا يؤمنون بالله سبحانه وتعالى فلفظة الله أو العَلَم الدال على ذات الإله سبحانه وتعالى (الله) هذه لا يعرفها الباطنيون أبدًا ولا يعرفها أصحاب أي دين ليس لديهم إله له ذات لا تَحَل ولا يُتَّحَد بها, فهذا العلم دال على ذات الإله سبحانه وتعالى جل في علاه, الإله الحق, بينما كلمة إله تدل على آلهتهم المختلفة سواءً كان إلهًا حقًا أو إلهًا غير حق كما يعبدون من دون الله سبحانه وتعالى , كذلك من اعتقاداتهم الإيمان بأن الإنسان هو الإله بما أن كل شيء هو الله فالإنسان هو جزء من هذا الشيء وهو الإله كذلك, الإنسان لا يموت تابعة لنفس المعنى, الإنسان يخلق واقعه الخاص فهو إله نفسه وهو إله هذا الكون بل هو والكون شيء واحد.
هذه المبادئ هي أجزاء أو صور متنوعة حقيقة مأخوذة في الأصل أو تطبيقات مختلفة لعقيدة وحدة الوجود لكنها مأخوذة كذلك لو تتبعناها دراسة تتبعية من عدد من العقائد الموجودة والمبثوثة في ديانات مختلفة وفي صور مختلفة, منها قضية تأليه الطبيعة أو تأليه الوجود التي هي وحدة الوجود كما أسلفنا, ومنها عقائد تناسخ الأرواح, ومنها عقيدة الإلحاد والكفر بالله سبحانه وتعالى, وعقيدة وحدة الأديان, ومنها كذلك العقائد الهرمسية التي هي مبادئ وأسرار مأخوذة من كتب مقدسة مختلفة في ديانات وثنية في الأوروفية والأفلاطونية والرواقية وغيرها من الديانات الوثنية.
تعتمد برامج الحركة بشكل كبير على تأليه الذات الإنسانية وتعظيمها بحيث أن الإنسان هو مُوجد هذا المحيط الذي حوله ولا حاجة إليه بشيء يأتي إليه من خارجه.
سنلاحظ أن هذه العقائد المختلفة تعود كلها غلى تصور أن الإنسان شيء كامل كما قلنا في عقيدة وحدة الوجود وتعظيم الإنسان وأنه كل شيء, ولذلك اعتمدت كثير من الحركات والتطبيقات التي تؤكد هذا المعنى كحركة القدرات البشرية الكامنة أو حركة الوعي أو حركة الفكر الجديد هذه الحركات كلها أكدت وكان ظاهرها ليس ظاهرًا دينيًا, لم تأتِ بأوراد وبدع معينة في صوامع أو في مساجد أو في كنائس أو في غير ذلك, وإنما جاءت بدورات وبتطبيقات وبكتب ثقافية وببرامج حوارية وبجلسات فكرية وبرامج بناء وعي كما يقال لتغيير فكر الإنسان عن نفسه من أنك أنت إنسان تحتاج إلى أن تتعرف على الأشياء من خارج نفسك إلى أنك إنسان تحتاج أن تعرف نفسك لتكون كل شيء وتصل إلى كل شيء تريده.
من أبرز الطرق التي روجت هذا الفكر ونشرته حقيقة عدد من البرامج الكثيرة عشرات البرامج لم تكن كلها من إنتاج حركة العصر الجديد في معهد إيسالن بل كثير منها كان مما تبنته الحركة من الطقوس والديانات الوثنية المختلفة ومن التطبيقات بعضها العلمية وأضافت إليها جمعت ولفقت وتبنت حتى أخرجت عدد من البرامج كبير تحت مجالات مختلفة من مجالات الحياة تم ربطها بعناية بهذه المجالات لتكون أكثر موافقة لاحتياجات الناس والظهور بشكل حيادي لا علاقة له بدين كما قلت ليست أوراد ولا جلسات عبادية في ظاهرها العام وإن كان بعضها للمتخصصين هو من لبها كجلسات اليوغا وجلسات التأمل وجلسات التنفس ولكن الذي يظهر أنها جلسات علاجية جلسات تطويرية ليس أكثر. سُوقت بشكل برامج متعددة المستويات حتى تضمن زرع الفكر والمبادئ في نفوس المتدربين والمتلقين لهذا الفكر بتدرج, ففي كل مستوى تزاد بعض الأمور البسيطة وتُحذف بعض الأمور حتى تظهر متوافقة مع الجوانب الحياتية ولا تواجه الدين أو تزاحم الدين أو تظهر حتى بصورة أنها تقدم أمور دينية بل أمور حيادية حياتية عامة, وسنتناول فيما بعد البرامج بتفصيل أكثر لكننا يمكن القول بأن هذه البرامج لاقت انتشار واسع لأن حركة العصر الجديد أضفت عليها صبغة علمية من وجه أنها حمّلتها مع العلم جوانب كثيرة مشبعة بالروحانيات الشرقية وهذا وافق كثير الجفاف الروحي الموجود في الغرب, كذلك ساعد وأسهم في انتشارها بشكل واسع وسائل الاتصال الحديثة التي سهّلتها عبر البرامج الجماهيرية التي كان لها دعاية واسعة لبرامج الحركة تحت إطار عام أنها برامج تطويرية عامة أو أفكار جديدة أو طفرة في عالم علم النفس واكتشاف الذات وغير ذلك.
التعليق الصوتي على الورد الثالث
بصوت المؤلفة
1500:00
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المقطع اليوم عن أهم المبادئ والمعتقدات لحركة العصر الجديد التي هي كما أسلفنا أنها امتداد للتيار الباطني وهذا التيار من أبرز العقائد التي يركز عليها عقيدة وحدة الوجود ولذلك تهتم كل برامج الحركة بتطوير الإنسان بالمعنى الباطني, أي تطويره إلى أن يكون إلهًا, تطويره من ناسوت إلى لاهوت, كيف يصبح إلهًا, كيف يصل إلى المعرفة مباشرة, كيف يصبح هو مصدر المعرفة, كيف يصبح مجرد تفكيره هو الذي يخلق واقعه, كيف يصبح هو المسيطر على هذا الكون بعامة.
ونستطيع أن نلخص المبادئ والمعتقدات لهذه الحركة بعد فحص جميع أدبياتها بأنها تهتم بدرجة كبيرة لإيصال الناس إلى هذه الفكرة سواءً بمجرد المعرفة أو القناعة أو التطبيق أو الإيمان العميق والممارسة الكاملة لهذا الأمر لهذا تدعو بدرجات متفاوتة إلى تطبيق الإشراق أو العرفان الباطني إلى حالات الوعي المغيرة, الدخول إلى حالات اللاوعي, ممارسات قانون الجذب, التأمل التجاوزي الموصل إلى مرحلة من النشوة أو من الغشية أو من الجذب الذي تصل فيه إلى المعرفة مباشرة.
يمكن تلخيص العقائد بأربعة أمور رئيسية: الاعتقاد بأن كل ما في هذا الكون هو شيء واحد التي هي عقيدة وحدة الوجود فالإله هو كل شيء وكل شيء هو الله أو هو الإله هذه أصح لأنهم لا يؤمنون بالله سبحانه وتعالى فلفظة الله أو العَلَم الدال على ذات الإله سبحانه وتعالى (الله) هذه لا يعرفها الباطنيون أبدًا ولا يعرفها أصحاب أي دين ليس لديهم إله له ذات لا تَحَل ولا يُتَّحَد بها, فهذا العلم دال على ذات الإله سبحانه وتعالى جل في علاه, الإله الحق, بينما كلمة إله تدل على آلهتهم المختلفة سواءً كان إلهًا حقًا أو إلهًا غير حق كما يعبدون من دون الله سبحانه وتعالى , كذلك من اعتقاداتهم الإيمان بأن الإنسان هو الإله بما أن كل شيء هو الله فالإنسان هو جزء من هذا الشيء وهو الإله كذلك, الإنسان لا يموت تابعة لنفس المعنى, الإنسان يخلق واقعه الخاص فهو إله نفسه وهو إله هذا الكون بل هو والكون شيء واحد.
هذه المبادئ هي أجزاء أو صور متنوعة حقيقة مأخوذة في الأصل أو تطبيقات مختلفة لعقيدة وحدة الوجود لكنها مأخوذة كذلك لو تتبعناها دراسة تتبعية من عدد من العقائد الموجودة والمبثوثة في ديانات مختلفة وفي صور مختلفة, منها قضية تأليه الطبيعة أو تأليه الوجود التي هي وحدة الوجود كما أسلفنا, ومنها عقائد تناسخ الأرواح, ومنها عقيدة الإلحاد والكفر بالله سبحانه وتعالى, وعقيدة وحدة الأديان, ومنها كذلك العقائد الهرمسية التي هي مبادئ وأسرار مأخوذة من كتب مقدسة مختلفة في ديانات وثنية في الأوروفية والأفلاطونية والرواقية وغيرها من الديانات الوثنية.
تعتمد برامج الحركة بشكل كبير على تأليه الذات الإنسانية وتعظيمها بحيث أن الإنسان هو مُوجد هذا المحيط الذي حوله ولا حاجة إليه بشيء يأتي إليه من خارجه.
سنلاحظ أن هذه العقائد المختلفة تعود كلها غلى تصور أن الإنسان شيء كامل كما قلنا في عقيدة وحدة الوجود وتعظيم الإنسان وأنه كل شيء, ولذلك اعتمدت كثير من الحركات والتطبيقات التي تؤكد هذا المعنى كحركة القدرات البشرية الكامنة أو حركة الوعي أو حركة الفكر الجديد هذه الحركات كلها أكدت وكان ظاهرها ليس ظاهرًا دينيًا, لم تأتِ بأوراد وبدع معينة في صوامع أو في مساجد أو في كنائس أو في غير ذلك, وإنما جاءت بدورات وبتطبيقات وبكتب ثقافية وببرامج حوارية وبجلسات فكرية وبرامج بناء وعي كما يقال لتغيير فكر الإنسان عن نفسه من أنك أنت إنسان تحتاج إلى أن تتعرف على الأشياء من خارج نفسك إلى أنك إنسان تحتاج أن تعرف نفسك لتكون كل شيء وتصل إلى كل شيء تريده.
من أبرز الطرق التي روجت هذا الفكر ونشرته حقيقة عدد من البرامج الكثيرة عشرات البرامج لم تكن كلها من إنتاج حركة العصر الجديد في معهد إيسالن بل كثير منها كان مما تبنته الحركة من الطقوس والديانات الوثنية المختلفة ومن التطبيقات بعضها العلمية وأضافت إليها جمعت ولفقت وتبنت حتى أخرجت عدد من البرامج كبير تحت مجالات مختلفة من مجالات الحياة تم ربطها بعناية بهذه المجالات لتكون أكثر موافقة لاحتياجات الناس والظهور بشكل حيادي لا علاقة له بدين كما قلت ليست أوراد ولا جلسات عبادية في ظاهرها العام وإن كان بعضها للمتخصصين هو من لبها كجلسات اليوغا وجلسات التأمل وجلسات التنفس ولكن الذي يظهر أنها جلسات علاجية جلسات تطويرية ليس أكثر. سُوقت بشكل برامج متعددة المستويات حتى تضمن زرع الفكر والمبادئ في نفوس المتدربين والمتلقين لهذا الفكر بتدرج, ففي كل مستوى تزاد بعض الأمور البسيطة وتُحذف بعض الأمور حتى تظهر متوافقة مع الجوانب الحياتية ولا تواجه الدين أو تزاحم الدين أو تظهر حتى بصورة أنها تقدم أمور دينية بل أمور حيادية حياتية عامة, وسنتناول فيما بعد البرامج بتفصيل أكثر لكننا يمكن القول بأن هذه البرامج لاقت انتشار واسع لأن حركة العصر الجديد أضفت عليها صبغة علمية من وجه أنها حمّلتها مع العلم جوانب كثيرة مشبعة بالروحانيات الشرقية وهذا وافق كثير الجفاف الروحي الموجود في الغرب, كذلك ساعد وأسهم في انتشارها بشكل واسع وسائل الاتصال الحديثة التي سهّلتها عبر البرامج الجماهيرية التي كان لها دعاية واسعة لبرامج الحركة تحت إطار عام أنها برامج تطويرية عامة أو أفكار جديدة أو طفرة في عالم علم النفس واكتشاف الذات وغير ذلك.
مريم إبراهيم
حركة العصر الجديد ترى الفرق بين الخالق والمخلوق ثنائية مرفوضة ، ثم تأخذ بعض
أفكارها من عقائد أخرى منها العقائد الهرمسية التي تقرر وجود إله على قمة الوجود ...مع
اختلاف في تفسير، هل نقول مع اختلافهما في نقطة الإله ، والتي تعد من أصول اعتقاد
الفريقين ، لكن ذلك لم يمنع من اجتماعهما أو من استفادة حركة العصر الجديد من العقائد
الهرمسية؟
د.فوز بنت عبد اللطيف كردي
في الباطنية العالمية الحديثة ستجدين عقائد متناقضة كثيرا ومنها القول بالثنائية والتعددية وكذا بوحدة الوجود, وهذا يفهم في ضوء معرفة نسبية الحقيقة وذاتية الفكر التي يؤمنون بها فليس هناك حقيقة ثابتة عندهم ومن ثم فكل عقيدة يمكن أن تكون هي الحقيقة وكل شخص له ذات وتصورات تخصه لا يمكن أن يقيدها أحد أو يحكم عليها ولذا تجتمع المتناقضات للدارس والفاحص من بعد أما عند الأتباع فكل واحد يهتم بما يراه هو ويعتقده فقط.