-
تعليق على الورد الخامس
بصوت الكاتب
0400:00
ترك النبي عليه الصلاة والسلام
من: 80 — إلى: 80
القول بأن صلاة التراويح بدعة ليس بوارد، وإنما يُقال هل هي من سنن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأنها لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفعلت في عهده أو هي من سنن النبي صلى الله عليه وسلم ؟! فادعى بعض الناس أنها من سنن عمر، واستدل لذلك بأن عمر بن الخطاب " أمر أبيّ بن كعب وتميماً الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة " وخرج ذات ليلة والناس يُصلُّون فقال: نعمت البدعة هذه " وهذا يدل على أنه لم يسبق لها مشروعية ولكن هذا قول ضعيف غفل قائله عما ثبت في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم ( قام بأصحابه ثلاث ليال وفي الثالثة أوفي الرابعة لم يُصلّ ، وقال : إني خشيت أن تُفرض عليكم ) رواه البخاري (872) وفي لفظ مسلم ( ولكني خشيت أن تُفرض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عنها ) ( 1271) فثبتت التراويح بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم المانع من الاستمرار فيها ، لا من مشروعيتها ، وهو خوف أن تُفرض ، وهذا الخوف قد زال بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه لما مات صلى الله عليه وسلم انقطع الوحي فأمن من فرضيتها ، فلما زالت العلة وهو خوف الفريضة بانقطاع الوحي ثبت زوال المعلول وحينئذ تعود السنية لها .أهـ وثبت في الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَدَعُ الْعَمَلَ وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ خَشْيَةَ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ النَّاسُ فَيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ ... رواه البخاري \ ومسلم صلاة المسافرين/1174 قال النووي : وَفِيهِ : بَيَان كَمَالِ شَفَقَته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَأْفَته بِأُمَّتِهِ .أهـ فلا وجه للقول بأن صلاة التراويح ليست من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هي من سنة النبي صلى الله عليه وسلم تركها خشية أن تُفرض على الأمة فلما مات زالت هذه الخشية ، وكان أبو بكر رضي الله عنه منشغلاً بحروب المرتدين وخلافته قصيرة ( سنتان ) ، فلما كان عهد عمر واستتب أمر المسلمين جمع الناس على صلاة التراويح في رمضان كما اجتمعوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فقصارى ما فعله عمر رضي الله عنه العودة إلى تلك السنة وإحياؤها. انظر الشرح الممتع لابن عثيمين ج/4 ص/78. اعتاد الناس الاحتفال باليوم الثاني عشر من ربيع الأول على أنه يوم مولده صلى الله عليه وسلم، وتواتر كلام العلماء على أن ذلك بدعة في الدين. * قال الشيخ تاج الدين عمر بن علي المالكي المشهور بالفاكهاني: لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة ولا يُنقل عمله عن أحد من علماء الأمة. * أرّخ عمر باتفاق الصحابة رضي الله عنهم بالهجرة رمز انتصار دينه عليه السلام ولم يؤرخوا بمولده ولا بوفاته؟ ثم أين يوم مولده في حياة الصحابة؟ لم أجد إلى الآن دليلاً يدل على ثبوته من كتاب ولا سنة ولا إجماع ولا قياس ولا استدلال بل أجمع المسلمون أنه لم يوجد في القرون المفضلة.. الشوكاني. أول من أَحدث الموالد هم الفاطميون في القرن الرابع لإفساد الدين فابتدعوا ستة موالد: المولد النبوي ومولد على وفاطمة والحسن والحسين والخليفة الحاضر. ومقصدهم من هذه الموالد / استغفال العوام ليتمكنوا من نشر مذهبهم الإسماعيلي الباطني وعقائدهم الفاسدة بين الناس وإبعادهم عن دين الله وعملوا المولد النبوي وموالد أهل البيت وأقاموا الموائد وأحسنوا إلى الفقراء خبثا ودسيسة على أهل الإسلام لاستمالة قلوب العوام ومن لا دراية لهم بدينهم. فمن جاء ينكر فما ينكر؟ ينكر إطعام الطعام أم الصدقة أم تلاوة القرآن أم مدح الرسول وإظهار حبه؟! فلما حاربوا السنة انفسح لهم المجال لنشر البدع. *ومن اطلع على مكرهم لم يستطع الإنكار لما ينتظره من القمع والتعذيب وشيئاً فشيئاً راجت البدعة واعتادها الناس وتعلقوا بها لما حفّها من الترغيب والترهيب. *فالعبيد يون الروافض هم مَن فتح باب الاحتفالات البدعية على مصراعيه حتى إنهم كانوا يحتفلون بأعياد المجوس والنصارى لبعدهم عن الإسلام ومحاربتهم له. الشيخ/ محمد صالح المنجد. والموالد وسيلة للغلو والشرك، ووسيلة للغلو في الأنبياء والصالحين، فإنهم قد يعظمونهم بالغلو والمدائح، التي فيها الشرك بالله، الشرك الأكبر. لم يحتفل عليه الصلاة والسلام بمولده ولا الخلفاء من بعده ولو كان خيرا لسبقونا إليه إنما أحدثه الرافضة الفاطميون ثم تابعهم بعض المسلمين جهلا منهم. وينبغي أن نعلم جيدا أننا عبيد مأمورون لا مشرعون علينا أن نمتثل أمر الله وعلينا أن ننفذ شريعة الله. وليس لنا أن نبتدع في ديننا ما لم يأذن به الله. موقع العلامة/ بن باز. وقال الشيخ محمد بن إبراهيم: ذكرى المولد شيء محدث في الدين لا أصل له في صدر هذه الأمة. وتعظيم وقت أو مكان معين وتمييزه على ما عداه باطل. ولو كانت هذه الاحتفالات خيراً لكان السلف الصالح أحق بها منا فإنهم كانوا أشد منا محبة وتعظيماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم على الخير أحرص. ليلة المولد ليست معلومة على الوجه القطعي وحينئذ فالاحتفال بها ليلة 12ربيع أول لا أصل له من الناحية التاريخية ومن الناحية الشرعية فالاحتفال بدعة. وهذا الاحتفال إن كان من كمال الدين فلابد أن يكون موجودا قبل موت الرسول عليه السلام وإن لم يكن من كمال الدين فإنه لا يمكن أن يكون من الدين. *ولو كان خيرا ما حرمه الله تعالى سلف هذه الأمة وفيهم الخلفاء الراشدون والأئمة وما كان الله ليحرم سلف الأمة الخير ثم يمن به على أهل الرفض. العلامة / بن عثيمين
نورة محمد
يحتج البعض في تذكير الناس بالهجرة والدروس المستفادة منها في بداية كل سنة هجرية بأنها من باب التذكير بأيام الله احتجاجا بقوله تعالى(وذكرهم بأيام الله)وغيرها من المصالح فكيف يرد عليهم؟
أ.د. محمد بن حسين الجيزاني
هنا سؤال أيضاً قريب منه وهو قضية تذكير الناس بالهجرة، وقضية التوبة إلى الله، وأن الإنسان يحاسب نفسه، يعني في بداية السنة الهجرية أو في نهايتها في الجمعة التي توافق ذلك اليوم، في الخطبة وكذا. أو إرسال رسائل بخصوص الهجرة وبخصوص التوبة والاستغفار ومحاسبة النفس في هذه الأيام، احتجاجاً بقوله تعالى:( وذكّرهم بأيّام الله) نقول هذا النص آية عامة واستدلال عام والاستدلال العام لا تثبت به العبادة الخاصة، وهذا التذكير أمر خاص. ونسأل سؤالاً: أنت لماذا تفعل هذا يا أخي الكريم؟ أنت الذي تقول أنك تريد أن تذكّر الناس بيوم الهجرة وما يُستفاد من الهجرة، وتذكرهم بالتوبة ومحاسبة النفس في أول أيام السنة أو في آخرها، لماذا تفعل هذا؟ قال يا أخي من باب دعوة الناس إلى الخير واستغلال هذا الموسم وكذا وكذا، وتربية النفوس وكذا، ممتاز وجيد، هذا المقتضي وهذا الباعث عندك ألم يكن موجوداً عند الصحابة وعند التابعين وعند النبي صلى الله عليه وسلم؟ بلى كان موجوداً، لمَ لم يفعل النبي صلى الله عليه وسلم؟ لم يكن يجمع الصحابة في يوم هجرته، ولا في يوم بدر، ولا في يوم مولده، يجمعهم ويذكرهم ويفعل ما يُفعل الآن؟ ولم يفعل ذلك الصحابة، ما كانوا يفعلون ذلك في يوم الهجرة من ذلك الأمور. مع أن الباعث موجود وهو قضية الرغبة في الأجر وتذكير الناس وتربيتهم وكذا. ولم يمنعهم مانع من ذلك. إذاً هم تركوا ذلك، هؤلاء من السلف والصحابة والتابعين وتابعيهم، بل النبي صلى الله عليه وسلم ترك ذلك، ليبيّن لنا أن هذا الأمر لا يُشرع، ليس للأمة إلا عيدان عيد الفطر وعيد الأضحى. هناك مواسم عبادة ينبغي أن يُذكّر الناس بها، موسم الحج، إذا اقترب موسم الحج على الأئمة والخطباء وأهل العلم أن يُذكّروا الناس بالحج وبأعمال الحج وبما يجب في تلك الأيام وما يُشرع في أيام عشرة ذي الحجة من عبادة. وإذا اقترب يوم عاشوراء أن يُذكّرهم الإمام والخطيب والواعظ بصيام يوم عاشوراء، وإذا اقترب شهر رمضان عليه أن يُذكّرهم بآداب الصوم وأحكام الصوم وفضل الصيام وما يُشرع في رمضان من عبادات، وإذا جاء يوم العيد عيد الأضحى أو عيد الفطر يذكرهم بما يُفعل في هذا اليوم. هذا كله أمر مطلوب من باب تهيئة الناس للعبادات والمواسم الشرعية، لكن في يوم المولد وفِي يوم الهجرة وفي يوم بدر (يوم السابع عشر من رمضان) هذا لم يرد عن الصحابة ذلك ولا يوجد له مسوّغ شرعي. بارك الله فيكم.
(تفريغ للإجابة الصوتية للشيخ)
نورة محمد
يحتج البعض في الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم أنه من قبيل العادات لا العبادات خصوصا أنهم لايلتزمون بتاريخ مولده عليه الصلاة والسلام للاحتفال فقد يكون قبله أو بعده في أي يوم من أيام السنة فكيف يرد عليهم؟
أ.د. محمد بن حسين الجيزاني
هذه الدعوى لا تُقبل أبدا، هو من قبيل العبادات لأنه مرتبط بشخص النبي صلى الله عليه وسلم وهو إمام التعبد وهو دليلنا ومُرشدنا إلى العبادة، وهو الذي جاء لنا بهذا الدين، كيف يكون هذا الاحتفال أمر عادي، هذا لا يمكن، هذه دعوى خيالية وهذا لا يُقبل، هذا كلام لا يُقبل ويُرد على صاحبه، هذا غير مستساغ. الاحتفال بالنبي صلى الله عليه وسلم، بمولده، بانتصاراته، بهجرته، كل هذا أمر مرتبط به صلى الله عليه وسلم وهو إمام الدين، أمر ديني واحتفال ديني. كونه يقول لا أريد به التعبد ولا أقصد به القُربة، هذه دعوى غير صحيحة. كيف لا يقصد به القربة؟! ربما بعض الناس يفعلونه من باب الطرب، من باب إظهار الفرح وكذا، هذا أمر يحصل، هناك ناس يبنون المساجد ويزينونها من باب المفاخرة، هناك من يطبع المصاحف وهو يريد بذلك المباهاة والمفاخرة. لكن طباعة المصحف وبناء المسجد هذه كلها من العبادات التي ينبغي أن تُفعل لوجه الله، وكذلك الاحتفال بالنبي صلى الله عليه وسلم ينبغي أن يُفعل لوجه الله. أما أن يقول أنا أحتفل بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا أريد التعبد ولا أريد التقرب ولا أريد الأجر، هذه دعوى غير مقبولة. فإن قال أنا أريد التقرب، نقول نعم، تمام، تريد التقرب تقرب إلى الله بما شرع وليس بما لم يشرع. التقرب يكون لله بما شرعه الله. أما قضية التمييع هذه التي يفعلها بعض الناس يقولون نحن لا نلتزم بتاريخ معين في الاحتفال بالمولد يعني أحياناً نقدم قبله بيوم أو بعده بيوم أو بأيام أو في أي يوم من أيام السنة.
نقول إذا كان الأمر كذلك وإذا كنتم صادقين في هذا الأمر وهو أنكم تجتمعون لذكر الله ولقراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ولتربية الناس على محبته، وتعليم الناس سيرته وترسيخ خُلق النبي صلى الله عليه وسلم في نفوس الناس والمؤمنين، فنقول جزاكم الله خيراً، دون أن تلتزموا بيوم معين، فهذا أمر صحيح ومشروع بل هو سنة صحيحة مطلوبة، لا غبار على هذا الصنيع أبداً، ولكن أنا أتحدى أن يفعل هؤلاء الناس هذا الأمر دون أن يمر عليهم يوم الثاني عشر من ربيع الأول دون أن يُعظّم ودون أن يلحقه شيء من التعظيم. من فعل الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم في أي يوم من أيام السنة وكان يوم الثاني عشر عنده كأي يوم من أيام السنة فهذا مُتبع لا مُبتدع، وفعله سنة لا بدعة. ولكن واقع الحال هو أن هؤلاء الذين يفعلون المولد في أيام متفرقة من السنة وإذا جاء يوم المولد وهو الثاني عشر من شهر ربيع الأول كان يوماً مُعظماً عندهم، وكان الاحتفال فيه أعظم وأكبر، هذا هو الواقع.
(تفريغ للإجابة الصوتية للشيخ)
نورة محمد
يشترط في المقتضي الذي يوجد بعد عهد النبي صلى الله عليه وسلم ألا يكون حدث بسبب تفريط الناس وتقصيرهم أرجو توضيح ذلك مع المثال المذكور ولماذا لايعد تقديم الخطبة على الصلاة من قبيل المصالح المرسلة؟
أ.د. محمد بن حسين الجيزاني
نعم، بالنسبة لهذا المثال لا يُعد من قبيل المصالح المرسلة، لأن المصالح المرسلة إنما هي تكون في الوسائل، إذا كانت في باب العبادات تكون في وسائلها وليس في هيئتها وكيفيتها، أو أن تكون المصالح المرسلة في باب العادات والأمور العامة. مثل ما فعل عمر رضي الله عنه من تدوين الدوواين ومن تجنيد الجند، كل هذا من المصالح المرسلة. وأما ما فعله أبو بكر رضي الله عنه من المصالح المرسلة. قتال المرتدين وقتال مانعي الزكاة وجمع القرآن فهذا كله، وإن كان هو من العبادات، لكنه من الوسائل، من وسائل العبادات. أما ما حصل بسبب تفريط الناس، يعني مثلاً،، الآن الناس يتأخرون في الحضور إلى المساجد و في الحضور إلى الصلاة. هل نقول نُشرّع لهم أن يؤذن المؤذن مرتين أو ثلاث مرات للصلاة، فنُوجد ثلاث أو أربع آذانات لأن الناس ما يستجيبون إلا بعد وقت وكذا. أو نضع منبهات أو أجراس على المآذن كنواقيس النصارى في كنائسهم. هذا كله بسبب تفريط الناس
لا يُلتفت إليه. لكن أحياناً تحصل الأمور ليس بسبب تفريط الناس لكن بسبب النوازل التي استجدت، مثلاً اتساع الآن المكان في المسجد الحرام، في مسجد الكعبة وما حولها من الساحات وصار الآن المسجد متعدد الأدوار، في مناطق في وسط المسجد الحرام لا يرون الكعبة ولا يرون الصفوف، مثلاً مكان في السطوح أو في أقصى السطوح أو في البدروم، في الأماكن القاصية من وراء الجدران في بدروم المسجد الحرام فهؤلاء يوضع لهم البلاط أو تُوضع لهم الخطوط لتوضح لهم إتجاه القبلة واتجاه الكعبة. هذا لم يحصل بسبب تفريط الناس، هذا إنما حصل بسبب الاتساع، هذه مسألة مُستجدة بسبب كثرة الناس وتكاثر الأعداد. فهذا يكون من قبيل المصالح المرسلة، لم يحصل هذا بسبب التفريط، و ما نقول لهذا أنه بدعة، لأنه لم يحصل بسبب تفريط الناس، لكن مثل قصة تقديم الخطبة على الصلاة، هذا بسبب تفريط الناس. كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: لو أنه خطب وذكر في الخطبة ما ينفع الناس وما ينتفع به الناس لجلس الناس واستمعوا للخطبة حتى لو بعد الصلاة، يعني يصلون العيد ثم يبدأ يخطب. لأنهم لو كانوا ينتظرون ويتوقعون أن يأتي ويذكر لهم في خطبته ما ينفعهم فأنهم سيجلسون ويستمعون للخطبة. لكنه أراد أن يلزمهم بسماع الخطبة وهو لا يذكر في الخطبة ما ينفعهم فأراد أن يقدم الخطبة على الصلاة فأنكر عليه الصحابي الجليل أبو سعيد.
(تفريغ للإجابة الصوتية للشيخ)