قواعد معرفة البدع

الأوراد/ الورد السابع (١٠٨-١٢٤)

هذا ملخص يتضمن أهم النقاط الرئيسية والأفكار المهمة؛ لذا هو لا يغني عن الكتاب، صممناه لكم بشكل مريح يساعد على ترتيب المعلومة وفهمها

  • تعليق على الورد السابع

    بصوت الكتاب

    1
    3
    00:00
    تحميل

القاعدة الأولى: "كل ما كان من خصائص الكفار الدينية، والعادية فإنه يحرم التشبه بهم فيه مطلقاً دون التفات إلى القصد": وقد أشرت إلى هذا المعنى قبل قليل في شرح ضابط، أو معنى التشبه. هذه القاعدة إذا حفظناها انحلت كثير من الإشكالات، فكل ما كان من خصائص الكفار الدينية، والعادية فإنه يحرم التشبه بهم فيه مطلقاً دون التفات إلى قصد الفاعل. فلو أن أحداً من الناس لبس زُنَّاراً - وهو ما يشده النصارى على أوساطهم - فإن ذلك لا ينظر فيه إلى قصد الفاعل، بل يحرم عليه ذلك مطلقاً؛ لأنه من خصائصهم الدينية. وكذلك لو أنه فعل شيئاً من خصائصهم العادية، وقال: أنا لا أقصد ذلك، فإنه لا يجوز له هذا الفعل، وإن كان قصده سليماً. فالقصد لا يتعلق بهذه القضية، بل إذا وجد القصد السيئ في المحاكاة فإن الذنب يكون أعظم، وأشدّ، وبهذا نعرف أن الأمور المشتركة بين الناس من قضايا العادات، والأزياء، وما إلى ذلك لا تدخل في باب التشبه، وبهذا نعرف أن القضايا الدينية، والعبادية تتعلق بموضوع التشبه سواءً انتشرت عند الناس، أو لم تنتشر. فلو أنه انتشر بين الناس موضة من الموضات - وهي لبس الزنار مثلاً - فهذه لا تغير من حقيقة الحكم، ولو لبسه أهل الأرض جميعاً؛ فإنه لا يجوز للمسلم أن يلبسه. كذلك لو أن الناس لبسوا الصليب - مثلاً - أو أن النساء لبست القلائد التي عليها الصليب، فإن ذلك لا يجوز، ولو فعله أهل الأرض جميعاً؛ لأن هذا من خصائصهم الدينية، فهذا لا يؤثر فيه الانتشار، وغلبة الفعل على الناس من المسلمين، والكفار. وبهذا نعرف أيضاً أن قضايا العادات يتغير الحكم معها بالانتشار، فالأمور التي هي من عاداتهم، ولا تتعلق بدينهم إذا صارت من غير ما يختص بهم فإنه يجوز للناس أن يفعلوها، وأن يقوموا بها، أو يلبسوا هذه الأزياء؛ لأن ذلك لم يعد مما يتميز به الكفار. حقيقة التشبه: التشبه هو المحاكاة، فإذا حاكيت غيرك في قوله، أو في فعله أوفي سائر شؤونه فإنك تكون قد تشبهت به. وحقيقته في معناه الشرعي: هو محاكاة من تقصد مباينته في شيء من خصائصه مطلقاً، وفي غير ما يختص به قصداً. إذا حاكينا غيرنا ممن أراد الله أن نباينه في شيء من خصائصه فإن هذا هو التشبه، سواء قصدنا بذلك المشابهة، أو لم نقصد ذلك، وأما في الأمور التي لا تختص به فإن ذلك يعود إلى قصد الفاعل فهذا الماء لا شك أنه شيء حلال، ولا يقول أحد بأنه محرم، ولكن متى يأثم الإنسان إذا شرب هذا الكأس؟ لو أن أحداً من الناس شرب هذا الماء على طريقة شرب الخمر - كما يفعل شُرّاب الخمور - حيث يضرب كأساً بالآخر، ثم يضربه، ويقول بعض الكلمات، عند ذلك لا شك أن هذه المحاكاة محرمة، ويأثم بهذه الطريقة التي شرب فيها هذا الماء الزلال، وقد ذكر هذا جمع من أهل العلم كالشاطبي - رحمه الله - وغيره إذن: إذا حاكينا غيرنا ممن قُصد مباينته في أمر يختص به فهذا أمر لا يرجع إلى القصد، ولا يلتفت فيه إلى نية الفاعل، وإذا حاكينا غيرنا في الأمور التي يشترك بها هذا الغير مع غيره من الناس فإن ذلك ينظر فيه إلى قصد الفاعل، فإن قصد بذلك التشبه بهذا الذي لا يجوز أن يتشبه به فإنه يكون بذلك آثماً، وقد فعل شيئاً محرماً... فما معنى محاكاة الكفار، والتشبه بهم؟ هو محاكاتهم في شيء من عقائدهم، أو عباداتهم، أو عاداتهم المختصة، أو غير ذلك من أنماط سلوكهم التي تكون من خصائصهم، والتي يتفردون بها دون غيرهم، والتي عرفوا بها، وصارت شعاراً عليهم. فالقضايا الدينية لا يجوز أن نشابههم بها بحال من الأحوال - على تفصيل سيأتي - وأما القضايا العادية فإنها على قسمين: القسم الأول: لا يجوز أن نتشبه بهم فيه، وهي الأمور التي هي بمثابة الشعار لهم، أو التي يفعلونها دون غيرهم، وهي من خصائصهم في العادات، والأزياء، وما إلى ذلك، فهذا أمر يحرم محاكاتهم فيه. القسم الثاني: أمور العادات الأخرى فالأصل فيها الإباحة، ويجوز للناس أن يفعلوها، لكن بشرط أن لا يكون ذلك بقصد محاكاة الكافر، وعلى أن يكون ذلك فيما ليست من خصائصهم. القواعد والضوابط العامة في باب التشبه: القاعدة الأولى: "كل ما كان من خصائص الكفار الدينية، والعادية فإنه يحرم التشبه بهم فيه مطلقاً دون التفات إلى القصد" وأما ضابط كون الشيء من خصائص الكفار فذلك بأن يكون مما يفعلونه دون غيرهم، أو أن يكون ذلك شعاراً لهم بحيث يُظن بمن فعله أنه منهم، وإن وجد من يفعله من بعض الأفراد الذين قد يحسبون على المسلمين، فإن ذلك يبقى من خصائصهم، وفعل هؤلاء الأفراد ممن تقحموا هذا الفعل، وأقدموا عليه لا يغير من حقيقة الحكم شيئا.ً ومرجع هذا - أي أن الشيء يكون من خصائصهم في باب العادات، أو ليس من خصائصهم - مرجع ذلك إلى العرف، فإذا شاع في أعراف الناس، وذاع أن هذا الأمر يفعله سائر الناس، وهو ليس من قضاياهم الدينية فإنه يجوز للمسلم أن يفعل ذلك. القاعدة الثانية: "كل ما زال اختصاصه بالكفار من العادات فإنه ليس من التشبه": وهذه ذكرتها مفردة من أجل أن تحفظ، وتضبط، وإلا فقد أشرت إليها في شرح القاعدة السابقة. كل ما زال اختصاصه بالكفار من العادات فإنه ليس من التشبه، والمثال على ذلك: الأكل على الطاولة: فلربما كان ذلك قد فعله ابتداءً غير المسلمين، ولكنه انتشر في الناس، وليس من خصائص الكفار الدينية، فصار ذلك مشتركاً بين المسلمين، وبين الكفار، فهذا يجوز للمسلم أن يفعله، أي يجوز لنا أن نأكل على هذه المقاعد، وعلى هذه الطاولات، وما إلى ذلك؛ لأن ذلك لم يعد مما يختص بهم. كذلك لبس البنطال - مثلاً - والقميص إذا لبسها المسلم فما الحكم من ذلك. نقول: ذاك صار شائعاً في بعض بلاد المسلمين، وصار هو الزي المنتشر المتعارف بينهم، فصار مما لا يختص بالكفار، ولا يتميزون به عن غيرهم، ولم يعد ذلك من شعارهم الذي يميزهم عن غيرهم، ولا يظن بمن لبس هذه الألبسة أنه من الكفار، ومن ثمَّ فلا يقال: إن هذه الأشياء من اللباس المحرم، اللهم إلا إن وجد في بعض هذه الألبسة أنواعاً خاصة بهم كالشعار لهم بحيث إذا لبسه المسلم فإنه يذكر بأولئك، ففي هذه الحال يُقال: لا يلبس هذا النوع بخصوصه، وأما بقية الأنواع من هذه الألبسة التي انتشرت في بلاد المسلمين فلا بأس بها، وإن كانت في أول أمرها مأخوذة من الكفار. القاعدة الثالثة: "ما كان منهياً عنه للذريعة فإنه يفعل للمصلحة الراجحة": وهذه من أنفع القواعد؛ ذلك أن الأمور المنهي عنها إما أن تكون منهي عنها قصداً، وإما أن تكون منهي عنها من باب النهي عن وسائل الفساد فمثلاً : البناء على القبور، وتجصيص القبور أمر محرم، لكن هل هو محرم لذاته؟ أو أنه محرم لأنه يفضي إلى أمر نهى عنه الشارع، وحرمه، وهو عبادة هذه القبور من دون الله تبارك، وتعالى؟ لا شك أن النهي عن الكتابة على القبور، وعن تجصيصها، وعن البناء عليها، وعن الصلاة في المقابر إنما كان من باب الوسائل؛ لأنه يفضي إلى عبادة هؤلاء المقبورين، وتعظيمهم من دون الله - تبارك وتعالى. القاعدة الرابعة: "المخالفة للكفار تكون في أصل الفعل، أو في وصفه، أو في حكمه": فتكون في أصله إذا كان هذا الفعل في أصله ليس مشروعاً لنا، كعيد الميلاد عند الكفار، أو ما يسمى بعيد رأس السنة، فهذا ليس مشروعاً لنا من أصله، فعندئذٍ لا يجوز لنا أن نفعله أصلاً، وتكون المخالفة في وصفه إذا كان أصله مشروعاً لنا، وذلك أننا نصوم يوم عاشوراء، واليهود يصومون في يوم عاشوراء؛ لأن الله نجى فيه موسى ﷺ فعندئذٍ نخالفهم في وصفه، وذلك أننا نتسحر، واليهود لا يتسحرون، والنبي ﷺ بين أن الفرق بين صومنا، وبين صوم أهل الكتاب أكلة السحر. وكذلك أرشدنا النبي ﷺ إلى صوم يوم التاسع من محرم حين صام رسول الله ﷺ يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود، والنصارى، فقال رسول الله ﷺ: فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع كل ذلك لتحقيق مخالفة الكفار في مثل هذا، فلذلك نقول: إذا كان أصل الفعل مشروعاً فإنه يُشرع لنا أن نخالفهم في وصفه. الحالة الثالثة: في حكمه، وذلك إذا كان هذا الفعل قد شرعه الله لنا وهم أيضاً يفعلونه، وقد استوت فيه الصورة الظاهرة فنختلف معهم ونفترق في الحكم. لقاعدة الخامسة: "كل ما يعمله المسلم من تشبه بالكفار، أو ما يفضي إلى التشبه فإنه لا يُعان عليه الله بأي لون من الإعانة؛ لأن الله تعالى يقول: ( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة: 2]: فإذا كان هذا المسلم - مثلاً - يريد أن يشارك المشركين في عيد الميلاد، أو هذه المرأة أرادت أن تلبس لباساً هو من خصائص الكفار العادية، أو من خصائصهم الدينية، فإنها لا تُعان على ذلك، فلا يجوز للخياط أن يفصل لها هذا الثوب، ولا يجوز للبائع أن يبيعها هذا الثوب. فإذا جاء من يشتري هذه الكعكة ليشارك اليهود، أو النصارى في عيد من أعيادهم، فإنه لا يجوز للمسلم أن يبيعه ذلك، ولا يجوز له أن يعينه على هذه المشاركة بحال من الأحوال. القاعدة السادسة: "الأمر بمخالفة الكفار إما أن تكون مقصودة لذاتها، وإما لما يتضمن ذلك من المفسدة، أو في تركه المصلحة": فما كان مقصوداً لذاته، يعني أنه قُصد فيه فقط المخالفة، فإن هذا لا يجب على المسلم أن يفعله، ومثال ذلك: صبغ الشيب، وتغيير لون الشيب بالحناء، والصفرة، والكتم، وما إلى ذلك - أي بغير السواد - فهذا أمرٌ مطلوب شرعاً، ولكنه لا يجب علينا، وهل هو مطلوب لذاته، أو أنه مطلوب من أجل مخالفة المشركين؟ هو مطلوب من أجل مخالفة المشركين فقط، وإلا فليس فيه مصلحة خاصة، لو تجرد من مخالفة المشركين، فعندئذٍ لا يجب علينا أن نصبغ هذا الشيب، وأن نغيره، ولكنه يستحب، ويحسن، ويجمل بالمسلم أن يفعله. الحكمة من تحريم التشبه بالكفار: أولاً: قطع الطريق المفضية إلى محبة هؤلاء الكفار، وما يتبع ذلك من استحسان ما هم عليه، ثانياً: أن يتميز المسلم عن الكافر بشخصيته، وأن يحافظ على تفرده، وأن يحافظ على سمات الشخصية الإسلامية التي يفترق بها عن غيره من الكفار. ثالثاً: من حكم الشارع في تحريم مشابهة الكفار: هو أن نثق تماماً أن هذه الأعمال التي يعملها الكفار، وينفردون بها أنها إما باطلة، وإما ناقصة، والمسلم ليس بحاجة لأن يجلب لنفسه ذلك النقص ليكون ناقصاً، أو يجلب لنفسه ذلك الفساد، فيكون ذلك خللاً فيه. رابعاً: ما في مخالفتهم من تحقيق معنى البراءة منهم، ولا يخفى أثر المخالفة - أيضاً - في نفس هؤلاء الذين نخالفهم من شعورهم بالذل، والصغار، بخلاف ما إذا وافقناهم فإنهم ينتفشون، وتتضخم نفوسهم، ويتعالون. بتصرف/ من محاضرة للدكتور/ خالد بن عثمان السبت

لا يوجد مناقشات

لا يوجد اقتباسات
  • سارة يماني
    سارة يماني

    هل إقامة أعياد الميلاد بدعة أم معصية أم ماذا؟ واذا كانت بدعة فتحت اي قاعدة يندرج؟

    0
    • أ.د. محمد بن حسين الجيزاني
      أ.د. محمد بن حسين الجيزاني

      إقامة أعياد الميلاد، لا أدري ما المراد بأعياد الميلاد ولكن يبدو أن المراد بأعياد الميلاد عيد مولد الإنسان نفسِه، يعني هذا وُلد في يوم كذا السنة الفلانية وليس المقصود عيد مولد المسيح الذي هو رأس السنة الميلادية الذي هو ١ يناير أو ٢٤ ديسمبر، على كل حال نحن نجيب على سواء هذا أو هذا، هل إقامة أعياد الميلاد -يعني الإنسان عيد ميلاده- هل يُعتبرَ بدعةً أو معصية؟
      هو بدعة، وكل بدعة معصية، كل بدعة هي داخلة في معنى المعاصي، فالبدع كلها معاصي أما المعصية فقد تكون بدعة وقد لا تكون. إذًا هو بدعة. لماذا هو بدعة؟ لعدة وجوه: فيه تشبّهٌ بالكفار، هذا من جهة.. احتفال الإنسان بعيد ميلاده أو بعيد زواجه فيه تشبه بالكفار، وفيه أيضًا مُضاهاةٌ لأعياد المسلمين لأنه ليس للمسلمين إلا عيدان عيد الفطر وعيد الأضحى، فهذا مُخالفٌ لقوله صلى الله عليه وسلم: (قد أبدلكم الله بيومين خير منهما). فقضى صلى الله عليه وسلم بنفي جميع الأعياد، فالمسلمين أعيادهم توقيفية، الأصل في الأعياد التوقيف، فهذا مُخالِف لقاعدة التوقيف وفيه تشبه بالكفار، أيضًا هذا فيه مُضاهاة ومُزاحمة لأعياد المسلمين لأن الفرحة ينبغي أن نعبّر عنها بشكل كبير ونجعل الفرحة كبيرة في الأعياد الرسمية الدينية التي هي عيد الفطر وعيد الأضحى، أما إذا جعلنا هناك عيد ثالث ورابع فتكون الأعياد الأساسية الإسلامية يكون الفرح بها أقل، لأن هذه الأعياد البدعية تأخذ عنها البريق، وإذا كانت بدعة فتحت أي قاعدة تندرج؟ ذكرنا هذا نعم. إما تحت قاعدة التشبه أو قاعدة التوقيف. الأعياد توقيفية، يوجد قاعدة تقول أن الأعياد توقيفية.
      (تفريغ للإجابة الصوتية للشيخ)

      0
    • أظهر المزيد من الردود
  • نورة محمد
    نورة محمد

    تنتشر الكثير من الرسائل في الأيام الفاضلة بالحث على عمل صالح كالصدقة في العشر الأواخر من رمضان اغتناما لليلة القدر مع الأعمال الأخرى المشروعة فيها فهل هذا من قبيل البدع؟

    0
    • أ.د. محمد بن حسين الجيزاني
      أ.د. محمد بن حسين الجيزاني

      هذا ذكرناه سابقًا، هذا ليس من قبيل البدع يعني بصرف النظر عن المثال الذي ورد في السؤال لكن نقول نحن إن الدعوة إلى الطاعات الموسمية مثل (رمضان والعشرة الأواخر وليلة القدر وعيد الفطر وست شوال وشعيرة الحج والعشر ذي الحجة وصيام يوم عرفة والأُضحية والأضاحي ويوم عيد الاضحى وعاشوراء) كل الأيام الموسمية، كل المواسم الشرعية فإنه يُندب بل أحيانًا يجِبُ ويتعين أن يُدعى إليها الناس وأن يُعلّم الناس فيها ما هو مطلوبٌ منهم.
      يعني الأب أو الأم الولي الامر مسؤولٌ في بيته أن يعلم أبناءه ومن تحت حكمه أن يعلمهم ما يجب عليهم في هذه المواسم، يجب عليه ذلك وجوبًا أن يعلمهم خاصةً في الفرائض يعني في رمضان، في الصلوات إذا جاء وقت الصلاة وكذا.
      فنقول أما ما عدا ذلك من المواسم المُستحبة فيُستحب له ذلك ويُستحب لإمام المسجد أن يبين للناس والخطيب أيضًا في يوم الجمعة يُبين لهم كيفية إخراج مثلًا زكاة الفطر، كيفية الأُضحية وكذا.
      هذا ليس من البدع في شيء أبدًا، هذا مما هو مطلوبٌ شرعًا.
      (تفريغ للإجابة الصوتية للشيخ)

      0
    • أظهر المزيد من الردود
  • نورة محمد
    نورة محمد

    هل الذكر بعدد معين في اليوم من أجل تحفيز النفس بدعة؟

    0
    • أ.د. محمد بن حسين الجيزاني
      أ.د. محمد بن حسين الجيزاني

      الجواب على ذلك أن هذا لا يكون بدعةً، يعني لو أن أحدًا قرر على نفسه أنه يستغفر مئة مرة في اليوم ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة الابراهيمية مئة مرة مثلاً أو عشرين مرة في اليوم أو في الصباح وعشرين مرة في المساء ويقول سبحان الله وبحمده ٥٠٠ مرة، ١٠٠٠ مرة، ١٠٠مرة ويقول الحمد لله ويقول لا حول ولا قوة إلا بالله ١٠٠مرة مثلًا عدد معين ويلتزم بهذا العدد يوميًا أو كل صباح وكل مساء هذا ليس بدعةً، لكن بشرط ألا يُظهر ذلك أمام الناس حتى لا يُظن، قد يقتدي به من هو دونه أو من هو تحته.
      (مثلا الأم قد يقتدي بها أبنائها، الأخت الكبيرة قد يقتدي بها أخواتها الصغار، المعلم يقتدي به طلابه، الأب يقتدي به أبناؤه، الشيخ يقتدي به تلاميذه)
      فإذا أُمِن هذا الجانب يعني كان بين الإنسان وبين نفسه إنما فعله من أجل التحفيز ومن أجل الضبط والانضباط ولتيسير الطاعة على نفسه ولكي يدخل تحت قوله تعالى: {يا أيها الذي آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيرا} وتحت الثناء الوارد في قوله تعالى: {والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات}
      لا بأس بذلك بل هذا داخل تحت عموم هذا الفضل وهو مطلوب فإن ما لا يتم المطلوب إلا به فإنه مطلوب.
      إذًا يعني يُشترط في ذلك أمن الخلل، الخلل يأتي من جهتين؛ إما من جهة أنه يشاع وينتشر ويُقتدى به، هذه مشكلة، ويظن الناس أنه من الدين، هذا هو الاشكال الأول.
      الإشكال الثاني هو أنه هو في ذاته الشخص الذي يفعل هذا ويتقيد بهذا ربما أنه لا يجوز له أن يعتقد أن هذا مطلوب، بل إنه يفعله من أجل التوسل به إلى الفضل العام الذي ورد، يعني ألا يقترن به اعتقاد أفضلية هذا العدد وألا يقترن به إظهاره ممن يُقتدى به. نكتفي بهذا.
      (تفريغ للإجابة الصوتية للشيخ)

      0
    • أظهر المزيد من الردود
  • نورة محمد
    نورة محمد

    هل تدخل البدع في باب الرقى؟

    0
    • أ.د. محمد بن حسين الجيزاني
      أ.د. محمد بن حسين الجيزاني

      نعم تدخل البدع في باب الرقى لأن الرقى أيضاً توقيفية، يعني يُلتَزم فيها بما ورد من أدعية صحيحة وردت في الكتاب والسنة، ولذلك ورد في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:( اعرضوا عليّ رقاكم). البدعة في الرُقى تكون بالإتيان بألفاظ لا معنى لها مثل الطلاسم أو بألفاظ فيها شرك أو فيها غلوّ، هذا كله من باب البدع في باب الرُقى.
      نعم، هنا إضافة وتعليق على السؤال الذي يتعلق بالرُقى، القول بأن الرُقى توقيفية، هذا صحيح ولكن ينبغي أن يُفسّر التوقيف تفسيراً صحيحاً. التوقيف يأتي بمعنيين؛ يأتي بمعنى التوقيف الخاص وهو مثل الأدعية التي تُقال في الأحوال الخاصة، عند هبوب الريح وعند دخول المسجد والخروج منه ودخول البيت والخروج منه وتشميت العاطس ونحو ذلك، هذه كلها يُلتَزم فيها بالتوقيف الخاص. أما التوقيف العام فهو الذي ينبغي أن يُخضع إلى الضوابط العامة، الدعاء مثلاً، دعاء الإنسان لنفسه ولغيره هذا توقيفي، ليس بالمعنى الخاص بل بالمعنى العام يعني أنه ينبغي أن يكون منضبطاً بالضوابط الشرعية، وكذلك الرُقى وهي الأدعية التي تُقال للعلاج و للتداوي و لإزالة الغموم والهموم و أحياناً مسّ الجان و السحر والعين ونحو ذلك - نسأل الله العافية لنا وللمسلمين - فهذه الرُقى توقيفية بالمعنى العام.
      بمعنى أنه يجب أن تخضع هذه الرُقى للضوابط الشرعية، وليس معنى أن الرُقى توقيفية أنها مقيّدة بنصوص وأدعية خاصة، لا! هذا هو التوقيف الخاص، هنا الذي يرد في حق الرُقى هو التوقيف العام وليس التوقيف الخاص. بارك الله فيكم.
      (تفريغ للإجابة الصوتية للشيخ)

      0
    • أظهر المزيد من الردود
  • نورة محمد
    نورة محمد

    كيف نفرق بين التخصيص المستند إلى سبب معقول وبين التخصيص المذموم؟

    0
    • أ.د. محمد بن حسين الجيزاني
      أ.د. محمد بن حسين الجيزاني

      الفرق بينهما ،، السبب المعقول هو الذي تُدركه العقول السليمة ويسعى إليه -أو نقول- ويعتبره أهل النشاط وأهل الجد والاجتهاد، والدليل على ذلك أن السبب إذا زال أو تغيّر فإن العمل يتوقف. يعني مثلاً هناك رجل يقول أنا أصوم يوم الأربعاء، كل أربعاء أنا أصوم يوم الأربعاء وأيضاً ليلة الأربعاء يوم الثلاثاء في المساء أقوم الليل، يخصص هذه الليلة بالذات في الأسبوع بالقيام ويخصص يومها بالصيام، لماذا تفعل هذا يا أخي؟ قال أنا أفعل هذا لأن يوم الأربعاء عندي إجازة، إذاً هذا سبب معقول، نعم. آه!! تغيّرت إجازته، صارت إجازته هي يوم الأحد، فينتقل صيامه إلى يوم الأحد وينتقل قيامه إلى يوم السبت ليلة الأحد، نعم هذا هو معنى السبب المعقول. السبب المعقول أيضاً أن الناس في الإجازة الصيفية مثلاً يمكن أن يُقبلوا على الدروس العلمية فنضع لهم برنامجاً ونشاطاً ودورة علمية وكذا وكذا. هذا سبب معقول، مرتب هو ومقنن ! نعم، وله تاريخ وله بداية ونهاية، لكن هذا كله داخل تحت الأسباب المعقولة. وطبعاً يُستثنى من ذلك كل المواسم الشرعية، يعني قبل رمضان بأيام تكون هناك دروس عن فقه الصيام، قبل الحج بأيام قريبة تكون هناك دروس عن فقه الحج. هذا أمر سائغ لا إشكال فيه، هذا سبب معقول، سبب شرعي كما ذكرنا في جواب سابق. لكن ما هو التخصيص المذموم؟ التخصيص المذموم هو الذي لا ينبني على سبب معقول. هذا يصوم، لماذا تصوم هذا اليوم؟! لابد أنه قد أنقدح في نفسه تعظيمٌ لهذا اليوم واعتقاد فضله، ما الدليل يا أخي، لماذا تصوم هذا اليوم، لماذا تقوم هذه الليلة، تخصصها من أيام السنة، هذه الليلة بالذات، أو من أيام الأسبوع، أو من أيام الشهر؟! ما عنده جواب واضح، هو عنده اعتقاد قطعاً، عنده اعتقاد، هو بنى عمله هذا، وتخصيصه العبادة في هذا التوقيت المعيّن هذا مبني على عقيدة، العمل دائماً مبني على اعتقاد. لا يكون هناك عمل وإنسان يكلف نفسه في هذه الليلة وفي هذا التوقيت، إلا على اعتقاد، إلا إذا وافق فراغه فإنه لا يلتزم، نحن نتكلم عن الالتزام، السؤال يقول التخصيص؟ فالتخصيص الذي هو عبارة عن التزام، ورد معين، قدر معين، أيام معينة، هيئة معينة، مكان معين
      هذا الرجل مثلاً يخصص ما بين المغرب والعشاء لقراءة القرآن ويلتزم بقراءة مثلاً جزأين من القرآن ويجلس في المسجد في ناحية من المسجد، إذاً هو خصص الطاعة هنا والعبادة بمكان معين، وهو المسجد الفلاني، بل في موضع معين من المسجد وبقدرٍ معين وهو جزءان من القرآن وبوقتٍ معين وهو بين المغرب والعشاء وبذكرٍ معين وهو القرآن الكريم لا ينشغل بأذكار أخرى غير القرآن، لا ينشغل بالتسبيح والتهليل والدعاء، إنما هو قراءة قرآن ومراجعة قرآن فقط، آه!! هذا التخصيص نقول مُستند إلى سبب معقول. لأنه وضع في برنامجه تخصيص هذا الوقت لقراءة القرآن ووضعه في هذا المكان لأن هذا المسجد قريب منه أو على طريقه، وخصص هذا الموضع المعيّن من المسجد لأن هذا مثلاً بعيد عن الإزعاج أو ربما فيه مكان يتكئ عليه أو فيه مكيفات، أو هو يريد مكان بارد أو يريد مكان دافئ وهذا يناسبه، أو بعيد عن الإزعاج أو لا يُشغله الناس، بعيد عن الأبواب وعن الداخل والخارج، يعني إذا كانت هناك أسباب منطقية معقولة فلا بأس. لكن أحياناً بعض الناس يعتقد فضل هذه البقعة أو هذا الوقت دون غيره وهذا الذي يقع فيه إشكال..
      (تفريغ للإجابة الصوتية للشيخ)

      0
    • أظهر المزيد من الردود
  • نورة محمد
    نورة محمد

    ماوجه كون القاعدة السادسة بدعة من جهة الوصف؟

    0
    • أ.د. محمد بن حسين الجيزاني
      أ.د. محمد بن حسين الجيزاني

      هنا سؤال عن القاعدة السادسة التي تقول: كل تقرب إلى الله بفعل شيءٍ من العادات أو المعاملات من وجهٍ لم يعتبره الشارع فهو بدعة. السؤال يقول: ما وجه كون هذه القاعدة بدعة ؟
      هو أنه تقرُّبٌ إلى الله بما لم يشرعه الله. وهنا يتبين أن التقرب إلى الله من حيث الأصل لا يكون إلا بما أمر الله به. إمّا أمرَ وجوبٍ أو أمرَ ندبٍ فقط. إذًا العبادات نوعان لا ثالث لهما، ما هما؟
      - النوع الأول: الواجبات
      - النوع الثاني: المندوبات
      الذي يجمع هذا وهذا نقول هذه هي الطاعة، إذًا العبادة والتقرب إلى الله وتعبد الله وابتغاء الأجر لا يكون إلا بفعل ما أمر الله به وهو المندوبات والواجبات.
      أما العادات والمعاملات فيمكن أن يُكتسب بها الأجر والثواب لكن لا لذاتها إنما من وجهٍ آخر،
      مثل الذي ينام ويبتغي بنومه أن ينشط للطاعة،
      مثل الذي يكتسب ويعمل لكي يطعم أولاده فهو بهذه الطريقة إمّا أنه يقترن بهذه العادة نيّة صحيحة أو أن تكون هذه العادة وسيلةً إلى العمل الصالح ومعينةً عليه.
      مثل الذي يمشي إلى المسجد أو الذي يسافر إلى الحج، فالسفر وسيلة والمشي وسيلة.
      قال صلى الله عليه وسلم:(ولستَ تُنفق نفقةً تبتغي بها وجه الله الا أُجِرت بها، حتى اللقمة تجعلها في فِيّ امرأتك))
      (تفريغ للإجابة الصوتية للشيخ)

      0
    • أظهر المزيد من الردود