ينبوع الغواية الفكرية

الأوراد/ الورد الأول (١١-٤١)

هذا ملخص يتضمن أهم النقاط الرئيسية والأفكار المهمة؛ لذا هو لا يغني عن الكتاب، صممناه لكم بشكل مريح يساعد على ترتيب المعلومة وفهمها

  • التمهيد بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد .. في البداية أشكر الأخوات القائمات على مركز رسيل، كما أثني بالشكر كذلك على جميع المشاركين في هذا البرنامج اسأل الله عز وجل ان يكون طيباً مباركاً ونافعاً، برنامج كاتبٌ وكتاب، وأشكر للأخوات حسن ظنهن في الكتاب الذي ألّفته بعنوان "ينبوع الغواية الفكرية" وقد طُلب مني تقديم كلمة مختصرة فيما يتعلق بشيء من شأن هذا الكتاب: بواعث تأليف كتاب "ينبوع الغواية الفكرية" أنني بدأت أهتم بالظاهرة الفكرية، وجزء من الاهتمام بالظاهرة الفكرية كان الاهتمام بمسببات موجبات الانحرافات الفكرية المتنوعة .. من خلال الملاحظة وتتبع الكثير من مظاهر الانحراف الموجودة في الفضاء الفكري استبان لي أن الخيط الناظم الذي يستطيع الإنسان ملاحظته في كثير من الانحرافات الفكرية هو ضعف مبدأ الانقياد والتسليم والخضوع وتعظيم الوحي ، وبدأت أبلور رؤية معينة أراها مسببة لكثير جدا من ألوان الانحراف في المجال الفكري ، هذه الرؤية تتلخص إجمالا بأننا نعيش في زمان يغلب عليه المزاج اللبرالي يهيمن فيه نموذج ثقافي أجنبي على الحضارة الإسلامية،والمشكله انه يصادف حاله من حاللت الضف بما يتعلق ب مدى تعظيم كثير من المسلمين للوحيو ادعانهم له وانقيادهم له وخضوعهم له وتسنيم لأثاره ودلالاته ،اذا اجتمع عند المسلم اشكاليه بما يتعلق بقضية التسليم و الاذعان الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وصادف ايضا هذه الاشكالية ان يكون الانسان واقعاً تحت نموذج ثقافي مهيمن فسنجد انه ثمة نوع من أنواع القابلية الكبيرة لإعادة ترتيب المنظومة الدينية والعقدية الإسلامية لتتوافق مع معطيات ذلك النوذج الثقافي المهيمن وبالتالي يجد الإنسان أنه في نفوس كثير من أبناء المسلمين اليوم حرج من كثير من المقررات والأحكام الشرعية ، يعني فيما يتصل على سبيل المثال بموضوع الحريات .. حرية الضمير ،حرية التعبير والاعتقاد "على سبيل المثال" ومناقضة بعض هذه المعاني بما يتعلق ببعض التشريعات الشرعية ك قضية "حدة الردة" لما ينتقل الانسان وينظر الى بعض الأحكام الشرعية والحدود على سبيل المثال "حد الرجم" و "حد السرقة" في الإسلام تجد أن بعض الناس عنده نوع من أنواع الحرج بما يتعلق بهده الأحكام الشرعية .. "علاقة المسلم بالكافر" على سبيل المثال، ما يتصل بعقيدة الجهاد وما يتصل بعقيدة التكفير وكثير جدا من المقررات الشرعية التي تبدو للناظر غير متوافقة مع كثير من معطيات الحضارة الغربية نجد كثيرا من المسلمين عندهم نوع من أنواع الحسكة في قلوبهم ويتمنون بلسان الحال أن الله سبحانه وتعالى لو لم يشرع هذه المسائل لكان ذلك أعون لهم على الخضوع لمعطيات الدين وقد يرون أن ذلك قد يكون أعون لقبول المخالفين للإسلام كثير في المقررات الشرعية. فكرة الكتاب باختصار شديد وهو المعبر عنه بالعنوان *ينبوع الهواية الفكرية* وعنوان فرعي يعبر عن الفكرة التي طرحتها قبل قليل غلبة المزاج اللبرالي وأثره في تشكيل الفكرة والتصورات ونبهت إلى هذا المعنى في بداية الكتاب ، الكتاب حقيقة يدور حول محورين أساسيين أو مركزيين، المحور الأول بعض التأصيلات الشرعية المتعلقة ب مبدأ التسليم الله تبارك وتعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم وكنت قد قدمت قبل ذلك قضية أعتقد أنه من المهم جدا التنبه لها وهي فكرة عبرت عنها بفكرة محركات الأفكار أن الذي يحدد هوية الإنسان الفكرية والعقدية والثقافية في كثير من الأحيان ليس المعامل المعرفي وحده بل قد يكون هنالك ثمة مسببات هي أبلغ في التأثير في الإنسان من المعامل المعرفي ف ذكرت عل على سبيل المثال بما يتعلق ب أثر الأقران، ما يتعلق ب أثر الكبر ، ما يتعلق ب أثر الحسد ، ما يتعلق بغير ذلك من معطيات ومن هنا كنت أريد التنبيه أن أحد المعطيات التي تؤثر في حياتنا الفكرية هو نوع من أنواع الضعف الذي تسرب في كثير من النفوس أمام نموذج ثقافي مهيمن فما لم يكن الإنسان محصن بالتعظيم الواجب للوحي قد يكون عرضة للانحراف معطيات الوحي، بعد ذلك دلفت مباشرة عما يتعبق بالتقريرات والتأصيلات الشرعية المتعلقة بمبدأ التسليم بحد ذاته ، ماهي الدلالات الشرعية التي تدل على فضيلة القيام بهذه العبودية القلبية العظيمة ،ما هي الأضرار الإيمانية اللي ممكن تلحق المسلم متى ما خالف أمر الله تبارك وتعالى في تحقيق هذا المقام الإيماني ما هي المعززات ما هي المحركات ما هي الدوافع ما هي المثبتات التي يمكن من خلالها أن يثبت الإنسان المسلم على هذه القضية وحرصت في تتميم ما يتعلق بهذه القضية وهي التسليم الله عز وجل أن أذكر صورا ونماذجا لمواقف عظيمة لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم حتى ندرك أن السبب الموجب لثبات الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم مع لحظة تماسمهم مع الحضارة الفارسية والحضارة الرومانية كان تسلميهم لله تبارك وتعالى يعني كان يثور في نفسي سؤال وأن أقرأ كثيرا جدا من الأخبار والقصص المتعلقة بصحابة النبي صلى الله عليه وسلم أنهم عندما فتحوا الأمصار وعندما بدأوا يتماسون مع الحضارة الرومانية والحضارة الفارسية لما لم يقع منهم نوعا من أنواع الانبهار نوعا من أنواع الذوبان في المعطى الحضاري الفارسي أو الرومي فوجدت ان الأمر عائد لنوع من أنواع الاعتزاز بالقيم الشرعية نوعا من أنواع الاعتزاز بدين الله تبارك وتعالى وهو معنى لم يكن نتيجة ليوم وليلة بل كان نتيجة تربية نبوية عميقة وعظيمة و أشرت إليها في ثنايا الكتاب ونبهت اليها بمن شاء في محاضرة منشورة في فضاء اليوتيوب بعنوان (هكذا تألق جيل الصحابة) كنت أشير فيها إلى هذه الفكرة وهذا المعنى ما هو السبب الموجب لثبات صحابة النبي صلى الله عليه وسلم في ظل غلبة مزاج مهيمن ثقافي مخالف للمعطيات الشرعية بعد ذلك عالجت عنوان آخر وأجنبي نسبيا او قد يتوهم الانسان الاجنبي عن محل البحث وهو بعنوان "مزالق هدر النصوص الشرعية" فكرة هذا المبحث وهو مبحث مطول يستغرق من الكتابة قرابة الثلثي ان حتى أولئك المسلمين ممن يقع منهم نوع من أنواع التقصير والضعف في تحقيق مقام التسليم لله تبارك وتعالى كثير من الأحيان لا تجدون منهم الاعتراف الكافي بأنهم واقعون في هذه الإشكالية بل في كثير من الأحيان يتمظهر هذا الاشكال في مظاهر متعددة ومتنوعة وكثيرة ف ما تجد مسلم عندما يرد دلالة الحديث من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بنوع من أنواع التأييل أنه يقلك فعلا أنا مقصر في تحقيق هذا المقام أو أجد في نفسي نوع من أنواع الحرج مما يتعلق بهذا المقرر الشرعي بل يحاول أن يغلف هذا الإشكال بأدوات بأساليب بقضايا معنية كأنها حجب تحجب القلب عن الإفضاء إلى تحقيق مقصود الله تبارك وتعالى بتقرير هذه الأحكام الشرعية فتجده على سبيل المثال يستمسك بما يتعلق بتأويل النص واعادة القراءة يستمسك بالنظرية المقاصدية يستمسك ب اعتبار الخلاف الفقهي يستمسك ب تغير الفتوى بتغير الزمان والمكان يستمسك بالمعارضة بالعقل وغيرها من ما عبرت عنه بمزالق هدر النصوص الشرعية ودعني أسرب يعني لهذا الجمع الطيب الكريم خبر هذه الثلثين كان البحث في أصالته قرابة الستين صفحة تقريبا وقد عرضت تلك الستون صفحة على مجموعة من الزملاء والأحبة وكان ممن عرضت عليه الشيخ (ابراهيم السكران) فأبدى إلي الشيخ ملاحظاته مشكورا على ال ٦٠ صفحة لكنه نبهني إلى معطاً استفدت منه وانتفعت في أبحاثي قال لي الشيخ أن قيمة البحث من عدد الجوابات التي يقدمهم على سؤالات المتكثرة والمتنوعة يقول إشكالية البحث الأساسية أنه يقتصر في جوابه على سؤالٌ واحد فلو أنك استطعت أنك تكثر السؤالات البحثية فتتكاثر الجوابات لكن ذلك أنفع للبحث فبدأت أفكر في الإشكالية اللي يتحدث عنها هل فعلا المأزق يقتصر فقط على مبدأ ضعف التسليم لله عز وجل والرسول صلى الله عليه وسلم أم أن الإشكالية تحتاج لنوع من أنواع التكميل في تلك الأغلفة التي يغلف بها هذه الإشكالية فكان البحث المطول لقفز البحث كما يقال من ٦٠ صفحة إلى قريب ال ٦٠٠ صفحة هذا ما تيسر ذكره عسى الله عز وجل أن يكون فيما تقرأونه من مادة الكتاب فائدة ونفع وأن يوفقنا و إياكم إلى ما يحبه ويرضاه وأن يعلمنا علما نافعا ويرزقنا العمل به شاكر ومقدر مرة أخرى لحسن ظن الجميع وعسى الله عز وجل أن يوفقكم جميعا.
    تعريف بالكتاب

    بصوت الكاتب

    49
    9
    00:00
    تحميل
التمهيد

بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ..
في البداية أشكر الأخوات القائمات على مركز رسيل، كما أثني بالشكر كذلك على جميع المشاركين في هذا البرنامج اسأل الله عز وجل ان يكون طيباً مباركاً ونافعاً، برنامج كاتبٌ وكتاب، وأشكر للأخوات حسن ظنهن في الكتاب الذي ألّفته بعنوان "ينبوع الغواية الفكرية" وقد طُلب مني تقديم كلمة مختصرة فيما يتعلق بشيء من شأن هذا الكتاب:
بواعث تأليف كتاب "ينبوع الغواية الفكرية" أنني بدأت أهتم بالظاهرة الفكرية، وجزء من الاهتمام بالظاهرة الفكرية كان الاهتمام بمسببات موجبات الانحرافات الفكرية المتنوعة .. من خلال الملاحظة وتتبع الكثير من مظاهر الانحراف الموجودة في الفضاء الفكري استبان لي أن الخيط الناظم الذي يستطيع الإنسان ملاحظته في كثير من الانحرافات الفكرية هو ضعف مبدأ الانقياد والتسليم والخضوع وتعظيم الوحي ، وبدأت أبلور رؤية معينة أراها مسببة لكثير جدا من ألوان الانحراف في المجال الفكري ، هذه الرؤية تتلخص إجمالا بأننا نعيش في زمان يغلب عليه المزاج اللبرالي يهيمن فيه نموذج ثقافي أجنبي على الحضارة الإسلامية،والمشكله انه يصادف حاله من حاللت الضف بما يتعلق ب مدى تعظيم كثير من المسلمين للوحيو ادعانهم له وانقيادهم له وخضوعهم له وتسنيم لأثاره ودلالاته ،اذا اجتمع عند المسلم اشكاليه بما يتعلق بقضية التسليم و الاذعان الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وصادف ايضا هذه الاشكالية ان يكون الانسان واقعاً تحت نموذج ثقافي مهيمن فسنجد انه ثمة نوع من أنواع القابلية الكبيرة لإعادة ترتيب المنظومة الدينية والعقدية الإسلامية لتتوافق مع معطيات ذلك النوذج الثقافي المهيمن وبالتالي يجد الإنسان أنه في نفوس كثير من أبناء المسلمين اليوم حرج من كثير من المقررات والأحكام الشرعية ، يعني فيما يتصل على سبيل المثال بموضوع الحريات .. حرية الضمير ،حرية التعبير والاعتقاد "على سبيل المثال" ومناقضة بعض هذه المعاني بما يتعلق ببعض التشريعات الشرعية ك قضية "حدة الردة" لما ينتقل الانسان وينظر الى بعض الأحكام الشرعية والحدود على سبيل المثال "حد الرجم" و "حد السرقة" في الإسلام تجد أن بعض الناس عنده نوع من أنواع الحرج بما يتعلق بهده الأحكام الشرعية .. "علاقة المسلم بالكافر" على سبيل المثال، ما يتصل بعقيدة الجهاد وما يتصل بعقيدة التكفير وكثير جدا من المقررات الشرعية التي تبدو للناظر غير متوافقة مع كثير من معطيات الحضارة الغربية نجد كثيرا من المسلمين عندهم نوع من أنواع الحسكة في قلوبهم ويتمنون بلسان الحال أن الله سبحانه وتعالى لو لم يشرع هذه المسائل لكان ذلك أعون لهم على الخضوع لمعطيات الدين وقد يرون أن ذلك قد يكون أعون لقبول المخالفين للإسلام كثير في المقررات الشرعية.
فكرة الكتاب باختصار شديد وهو المعبر عنه بالعنوان *ينبوع الهواية الفكرية* وعنوان فرعي يعبر عن الفكرة التي طرحتها قبل قليل غلبة المزاج اللبرالي وأثره في تشكيل الفكرة والتصورات ونبهت إلى هذا المعنى في بداية الكتاب ، الكتاب حقيقة يدور حول محورين أساسيين أو مركزيين، المحور الأول بعض التأصيلات الشرعية المتعلقة ب مبدأ التسليم الله تبارك وتعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم وكنت قد قدمت قبل ذلك قضية أعتقد أنه من المهم جدا التنبه لها وهي فكرة عبرت عنها بفكرة محركات الأفكار أن الذي يحدد هوية الإنسان الفكرية والعقدية والثقافية في كثير من الأحيان ليس المعامل المعرفي وحده بل قد يكون هنالك ثمة مسببات هي أبلغ في التأثير في الإنسان من المعامل المعرفي ف ذكرت عل على سبيل المثال بما يتعلق ب أثر الأقران، ما يتعلق ب أثر الكبر ، ما يتعلق ب أثر الحسد ، ما يتعلق بغير ذلك من معطيات ومن هنا كنت أريد التنبيه أن أحد المعطيات التي تؤثر في حياتنا الفكرية هو نوع من أنواع الضعف الذي تسرب في كثير من النفوس أمام نموذج ثقافي مهيمن فما لم يكن الإنسان محصن بالتعظيم الواجب للوحي قد يكون عرضة للانحراف معطيات الوحي، بعد ذلك دلفت مباشرة عما يتعبق بالتقريرات والتأصيلات الشرعية المتعلقة بمبدأ التسليم بحد ذاته ، ماهي الدلالات الشرعية التي تدل على فضيلة القيام بهذه العبودية القلبية العظيمة ،ما هي الأضرار الإيمانية اللي ممكن تلحق المسلم متى ما خالف أمر الله تبارك وتعالى في تحقيق هذا المقام الإيماني ما هي المعززات ما هي المحركات ما هي الدوافع ما هي المثبتات التي يمكن من خلالها أن يثبت الإنسان المسلم على هذه القضية وحرصت في تتميم ما يتعلق بهذه القضية وهي التسليم الله عز وجل أن أذكر صورا ونماذجا لمواقف عظيمة لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم حتى ندرك أن السبب الموجب لثبات الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم مع لحظة تماسمهم مع الحضارة الفارسية والحضارة الرومانية كان تسلميهم لله تبارك وتعالى يعني كان يثور في نفسي سؤال وأن أقرأ كثيرا جدا من الأخبار والقصص المتعلقة بصحابة النبي صلى الله عليه وسلم أنهم عندما فتحوا الأمصار وعندما بدأوا يتماسون مع الحضارة الرومانية والحضارة الفارسية لما لم يقع منهم نوعا من أنواع الانبهار نوعا من أنواع الذوبان في المعطى الحضاري الفارسي أو الرومي فوجدت ان الأمر عائد لنوع من أنواع الاعتزاز بالقيم الشرعية نوعا من أنواع الاعتزاز بدين الله تبارك وتعالى وهو معنى لم يكن نتيجة ليوم وليلة بل كان نتيجة تربية نبوية عميقة وعظيمة و أشرت إليها في ثنايا الكتاب ونبهت اليها بمن شاء في محاضرة منشورة في فضاء اليوتيوب بعنوان (هكذا تألق جيل الصحابة) كنت أشير فيها إلى هذه الفكرة وهذا المعنى ما هو السبب الموجب لثبات صحابة النبي صلى الله عليه وسلم في ظل غلبة مزاج مهيمن ثقافي مخالف للمعطيات الشرعية بعد ذلك عالجت عنوان آخر وأجنبي نسبيا او قد يتوهم الانسان الاجنبي عن محل البحث وهو بعنوان "مزالق هدر النصوص الشرعية" فكرة هذا المبحث وهو مبحث مطول يستغرق من الكتابة قرابة الثلثي ان حتى أولئك المسلمين ممن يقع منهم نوع من أنواع التقصير والضعف في تحقيق مقام التسليم لله تبارك وتعالى كثير من الأحيان لا تجدون منهم الاعتراف الكافي بأنهم واقعون في هذه الإشكالية بل في كثير من الأحيان يتمظهر هذا الاشكال في مظاهر متعددة ومتنوعة وكثيرة ف ما تجد مسلم عندما يرد دلالة الحديث من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بنوع من أنواع التأييل أنه يقلك فعلا أنا مقصر في تحقيق هذا المقام أو أجد في نفسي نوع من أنواع الحرج مما يتعلق بهذا المقرر الشرعي بل يحاول أن يغلف هذا الإشكال بأدوات بأساليب بقضايا معنية كأنها حجب تحجب القلب عن الإفضاء إلى تحقيق مقصود الله تبارك وتعالى بتقرير هذه الأحكام الشرعية فتجده على سبيل المثال يستمسك بما يتعلق بتأويل النص واعادة القراءة يستمسك بالنظرية المقاصدية يستمسك ب اعتبار الخلاف الفقهي يستمسك ب تغير الفتوى بتغير الزمان والمكان يستمسك بالمعارضة بالعقل وغيرها من ما عبرت عنه بمزالق هدر النصوص الشرعية ودعني أسرب يعني لهذا الجمع الطيب الكريم خبر هذه الثلثين كان البحث في أصالته قرابة الستين صفحة تقريبا وقد عرضت تلك الستون صفحة على مجموعة من الزملاء والأحبة وكان ممن عرضت عليه الشيخ (ابراهيم السكران) فأبدى إلي الشيخ ملاحظاته مشكورا على ال ٦٠ صفحة لكنه نبهني إلى معطاً استفدت منه وانتفعت في أبحاثي قال لي الشيخ أن قيمة البحث من عدد الجوابات التي يقدمهم على سؤالات المتكثرة والمتنوعة يقول إشكالية البحث الأساسية أنه يقتصر في جوابه على سؤالٌ واحد فلو أنك استطعت أنك تكثر السؤالات البحثية فتتكاثر الجوابات لكن ذلك أنفع للبحث فبدأت أفكر في الإشكالية اللي يتحدث عنها هل فعلا المأزق يقتصر فقط على مبدأ ضعف التسليم لله عز وجل والرسول صلى الله عليه وسلم أم أن الإشكالية تحتاج لنوع من أنواع التكميل في تلك الأغلفة التي يغلف بها هذه الإشكالية فكان البحث المطول لقفز البحث كما يقال من ٦٠ صفحة إلى قريب ال ٦٠٠ صفحة هذا ما تيسر ذكره
عسى الله عز وجل أن يكون فيما تقرأونه من مادة الكتاب فائدة ونفع وأن يوفقنا و إياكم إلى ما يحبه ويرضاه وأن يعلمنا علما نافعا ويرزقنا العمل به شاكر ومقدر مرة أخرى لحسن ظن الجميع وعسى الله عز وجل أن يوفقكم جميعا.

قال الشاطبي –رحمه الله-: «ولذلك سمي أهل البدع أهل الأهواء، لأنهم اتبعوا أهواءهم فلم يأخذوا الأدلة الشرعية مأخذ الافتقار إليها، والتعويل عليها، حتى يصدروا عنها، بل قدموا أهواءهم، واعتمدوا على آرائهم، ثم جعلوا الأدلة الشرعية منظورًا فيها من وراء ذلك». [ الاعتصام ]

قال ابن تيميّة- رحمه الله تعالى-: ( صاحب الهوى يعميه الهوى ويصمّه، فلا يستحضر ما لله ورسوله في الأمر ولا يطلبه أصلا، ولا يرضى لرضا الله ورسوله، ولا يغضب لغضب الله ورسوله، بل يرضى إذا حصّل ما يرضاه بهواه، ويغضب إذا حصّل ما يغضب له بهواه، فليس قصده أن يكون الدّين كلّه لله، وأن تكون كلمة الله هي العلياء، بل قصده الحميّة لنفسه وطائفته أو الرّياء، ليعظّم هو ويثنى عليه، أو لغرض من الدّنيا فلم يكن لله غضبه، ولم يكن مجاهدًا في سبيل الله، بل إنّ أصحاب الهوى يغضبون على من خالفهم وإن كان مجتهدًا معذورًا لا يغضب الله عليه، ويرضون عمّن يوافقهم، وإن كان جاهلاً سيّء القصد، ليس له علم ولا حسن قصد، فيفضي هذا إلى أن يحمدوا من لم يحمده الله ورسوله، ويذمّوا من لم يذمّه الله ورسوله، وتصير موالاتهم ومعاداتهم على أهواء أنفسهم لا على دين الله ورسوله ). [ منهاج السنة النبوية ]

« فالمتعصِّبُ له دورٌ سلبيٌ عميقٌ على التفريطِ في أصلِ التسليمِ للنص الشرعي، إذ قد يدفع بصاحبِه إلى القَدحِ في بعضِ النصوصِ المعارضة للرأي المتعصِّب له أو إلى تقديم وترجيح الدلائل لكونها متوافقة مع رأيه الذي يريد، وقد يلجأ إلى الإعراض عن الدليل والانشغال والاهتمام بالرأي والمذهب المتعصِّب له ». [ التسليم للنص الشرعي || صـ ٢٤٢ ]

قال العلامة ابن القيم- رحمه الله تعالى-: "وَمَنْ تَكَبَّرَ عَنِ الِانْقِيَادِ لِلْحَقِّ- وَلَوْ جَاءَهُ عَلَى يَدِ صَغِيرٍ، أَوْ مَنْ يُبْغِضُهُ أَوْ يُعَادِيهِ-، فَإِنَّمَا تَكَبُّرُهُ عَلَى اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ، وَكَلَامُهُ حَقٌّ، وَدِينُهُ حَقٌّ، وَالْحَقُّ صِفَتُهُ، وَمِنْهُ وَلَهُ، فَإِذَا رَدَّهُ الْعَبْدُ وَتَكَبَّرَ عَنْ قَبُولِهِ: فَإِنَّمَا رَدَّ عَلَى اللَّهِ، وَتَكَبَّرَ عَلَيْهِ", وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [ المدارج ج3 / ص118 ]

أنواع الكبر: للكبر أنواع ثلاثة: - الأوّل: الكبر على الله تعالى وهو أفحش أنواع الكبر، وذلك مثل تكبّر فرعون ونمرود حيث استنكفا أن يكونا عبدين له. - الثّاني: الكبر على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بأن يمتنع المتكبّر من الانقياد له تكبّرا وجهلا وعنادا كما فعل كفّار مكّة. - الثّالث: الكبر على العباد بأن يستعظم نفسه ويحتقر غيره ويزدريه فيتأبّى عن الانقياد له ويترفّع عليه.. وهذا وإن كان دون الأوّلين إلّا أنّه عظيم إثمه أيضا؛ لأنّ الكبرياء والعظمة إنّما يليقان بالله تعالى وحده. [ نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم ]

مؤدلج: "الإيديولوجيا" مصطلح يستخدم للدلالة على العلم الذي ينظر في طبيعة الأفكار ليبين خصائصها وقوانينها وعلاقتها بالعلاقات المشيرة إليها محاولاً اكتشاف أصلها. ثم صرف إلى معنى ينطوي على السخرية والتحقير، دالاً على التحليل الأجوف للمعاني المجردة بعيداً عن الواقع. [ معجم الشواهد والمصطلحات الفلسفية لجلال الدين سعيد ]

لا يوجد مناقشات
التركيز على تقوية مناعة الأمة بتقوية مناعة أفرادها حاجةٌ ملحّة، وخير ما يقوّي هذه المناعة من الانحراف في المجال العقدي الفكري هو في ترسيخ أصل الانقياد والخضوع والإذعان والتسليم للوحي في النفوس.

ينبوع الغواية الفكرية / ٢٣
  • أحمد
    أحمد

    لتعظيم الوحي، وليسير الخلف على طريقة السلف كيف الخطوات العملية أن أنشيء وأربي أبنائي وأغرس في نفسي هذا التأصيل ؟

    0
    • أ.عبدالله بن صالح العجيري
      أ.عبدالله بن صالح العجيري

      طبعاً هذا السؤال ضخم ويستحق ندوة تعقد أو ورشة عمل ليُفَكر في بعض الطرائق والوسائل المتعلقة بهذا الباب لكن من الأفكار العملية التي نتلمس أثرها بشكل كبير جداً في غرس هذا المعطى سواء في نفوس الأبناء والإخوة والمجتمع بشكل عام، أذكر فقط بأداتين، وإلا فالأدوات والوسائل متعددة وكثيرة جداً:
      الأداة الأولى / جانب القصص والأخبار: وقد سعيت في كتابي ( ينبوع الغواية الفكرية ) وفي المحاضرة ( هكذا تألق جيل الصحابة) إلى التنبيه إلى هذا المعطى من خلال استعراض بعض القصص التفصيلية المتعلقة لمقام تعظيم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم للوحي , فالذي وجدته كما عبر أهل العلم : أن القصص من جند الله تعالى . والله عز وجل في القرآن قد استعمل أداة القصص بالتأثير، وبالتالي من الحكايا والقصص المتعلقة بحجم خضوع وانقياد وتسليم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم أو السلف عموماً لمعطيات الوحي أعتقد أنها أحد الأدوات الجيدة والمهمة التي يمكن أن يُربى الأبناء من خلالها، أن يُجمع الأبناء , يُتحدث معهم في هذا القصص والأخبار في رحلة، في تنقل، في المنزل نشاهد أنه يستطيع الإنسان أن يستثمر الجانب القصصي في ترسيخ هذا المبدأ في النفوس.
      المعطى الثاني / ( الأداة) : القدوة :
      وهو كذلك أشرت إليه في الكتاب وهو معطى (القدوة) يعني من الضروري أن يستشعر الأبناء أن الإنسان يمثل قدوة في هذا الباب ونبهت في الكتاب أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان يبشر ويدعو أصحابه للقيام بمبدأ التسليم كان يمارس هذا الدور عملياً من خلاله صلى الله عليه وسلم , ونبهت أنه على سبيل المثال، ذلك الرجل الذي أتى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو أن أخيه يشكو بطنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اسقه عسلاً) فمضى الرجل وقال إنه لم يُشفى فعرض النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الأمر ثلاثاً , ثم قال في الأخيرة : (صدق الله وكذب بطن أخيك) نبهت أن هذا الحديث يتضمن إشارة إلى هذا المعنى التربوي العميق وهو ممارسة فعل (التسليم ) وتربية الصحابة على هذا المبدأ من خلاله هو صلى الله عليه وسلم بتمثّله هو قدوةً، فقد يعرض للإنسان عوارض معينة , من المناسب. من الجميل. أن لا يراك أبناءك على سبيل المثال / وأنت مقصر في تحقيق هذا المقام وما من شك أن تأثير القدوة العملية المشاهدة، المعاينة لها تأثير بليغ في هذه القضية . يعني : دعني ما في بأس أن أسرب حكايةً وقصةً في هذا السياق، كان يستشعر الإنسان وهو قد ابْتُلي إلى حد ما بهذه القضية، بهذا المعنى التربوي :
      "أذكر أنني كنت مع مجموعة من الاصحاب وكنا في المرحلة الثانوية وكنا أحد الرحلات وسكب لنا الشاي , وأثناء تناول الشاي في مجموعة من الزملاء والأحبة سقطت ذبابة في الكأس الذي كنتُ أشرب منه الشاي، طبعا بمجرد ما سقطت لاحظتُ ابتسامات الزملاء من حولي، ابتسامات كأنها تدعو إلى نوع من أنواع الامتحان والابتلاء والاختبار، النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه ثم ليطرحه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء) . أنه هل فعلاً ستلتزم بهذا الفعل ؟!فوجدتُ نفسي مدفوعاً بهذا البعد التربوي , يعني ليس ثمة أمر شرعي يوجب على الإنسان أنه يشرب ذلك الشاي الذي وقع فيه الذباب، يعني لو عافتْه نفسه واطرحه جانباً لما كان عليه بأس، لكن ما أخفيكم استشعرت أن ذلك المقام من المقامات التي يناسب أن يُرسّخ هذا المفهوم من خلال تلك الممارسة العملية، أذكر أني غمسته وطرحت الذبابة جانباً وشربته وكما يقال: لم يحصل لي إلا الخير والعافية ".

      0
    • أظهر المزيد من الردود