الإنسانوية المستحيلة

الأوراد/ الورد الأول (١٩ - ٤١)

هذا ملخص يتضمن أهم النقاط الرئيسية والأفكار المهمة؛ لذا هو لا يغني عن الكتاب، صممناه لكم بشكل مريح يساعد على ترتيب المعلومة وفهمها

  • تعليق على الورد الأول

    بصوت الكاتب

    41
    32
    00:00
    تحميل

الرواقي يرى أن السعادة في الفضيلة، وأن الحكيم لا يبالي بما تنفعل به نفسه من لذة وألم، حتى أن عدم مبالاته بالألم قد يبلغ درجة النفي والإنكار. وإذا كان الرواقي يعيش عيشة راضية مرضية فمرد ذلك إلى اعتقاده أن الإنسان جزء من الكون، وأن كل ما يقع في الطبيعة فهو إنما يقع بتأثير العقل الكلي أو القدر، ولذلك وجب على الإنسان أن يجعل سلوكه مطابقا لما تمليه عليه الطبيعة، منصرفا عن العواطف والأفكار التي تجعله يحيد عن جادة القانون الطبيعي، ومعظم الرواقيون يرون أن المادة تتجزأ إلى غير نهاية، وأن النار أصل الوجود وأنها توجد أجزاء الجسم وتربط أجزاء العالم بعضها ببعض، وأن العالم لا ينفصل عن الله.

انظر: المعجم الفلسفي، جميل صليبا، 622-623

الراديكالية كلمة سياسية تستخدم للتعبير عن الحاجة الى البحث عن مظاهر الظلم و الجور في المجتمع ومحاولة القضاء عليها فالاشخاص الراديكاليون يبحثون عن مصادر الأخطاء السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المجتمعات للتخلص منها، وتعتبر الراديكالية نوع من أنواع الفلسفة السياسية التي تطمح لتغيير الواقع السياسي.

انظر: https://sotor.com

أو قائم بنفسه: مستقل، حر، غير خاضع لغيره ولا متعلق به، جوهري، أصلي، ذاتي. حقيقي خاص بنفسه.
انظر: تكملة المعاجم العربية، 424/8

الذين  يشكون في كل شيء، الذين يشكون فلا يجزمون بنفي ولا إثبات.

انظر: الفتاوى الكبرى لابن تيمية، 365\6 - والقائد إلى تصحيح العقائد، 57

الإلحاد السلبي، أو اللاأدري ، (Agnosticism) وهو الإلحاد الذي لا يؤمن صاحبه بوجود الخالق، لكنه أيضا لا يؤمن بعدم وجوده، بل يقول: ليس عندي دليل يدل على وجوده فلست مؤمن بوجوده، ولا عندي دليل أيضا يدل على عدمه فلست مؤمنا بعدمه ، بل متوقف في شأنه لا أثبت ولا أنفي. وقد يتبنى بعضهم إمكانية الوصول لجوابه، لكن تكافأت في عينه الأدلة إيجابا وسلبا، وقد ينكر بعضهم إمكانية معرفة الجواب، لعدم وجود أدوات التوصل أصلا إلى مثل هذا الجواب.

انظر: ميليشيا الإلحاد، عبد الله العجيري، 20

ميليشيا:جماعة مكونة من مواطنين مسلحين تقوم بتداريب عسكرية لمواجهة حالات الطوارئ، وهي غالبا ما تكون في البلدان التي لا تملك جيشا نظاميا، وتنتمي إلى طائفة من الطوائف.

انظر: معجم المعاني الجامع http://almaany.com

وتم وصف الإلحاد بذلك بسبب النمط العدائي الشديد الذي يتميز به الخطاب الإلحادي فإنه شديد العداء للدين، و لمبدأ التدين، ولقضية الإيمان بالله.

انظر: ميليشيا الإلحاد، عبد الله العجيري، 43.

لا يوجد مناقشات

الإنسانوية المستحيلة:
في بيان الإنسانوية وتطلعاتها الذي ظهر في عام ٢٠٠٣ من قبل الجمعية الانسانوية الامريكية ورد فيه:
" القيم الأخلاقية تستمد من حاجة الإنسان واختبارها يكون من خلال التجربة"
وفي هذا السياق "ينكر الإنسانويون الاعتقاد بأن لا يمكن وجود قيمة أخلاقية دون الإله وأن البشر لن يكونوا أخيار دون وجود دين يرشدهم" ص٣٣/ ٣٥
"فالاتجاه الإنسانوي، وإن ادعى تسامحا مع الأديان، إلا أنه بلهجة جازمة، يحاول احتكار الحقيقة وتعميم رؤيته على الآخرين، ويرى أن الفضائل الأخلاقية هي من نصيب الاتجاه الإنسانوي وحده دون غيره."ص/40
"يشير معنى الإنسانية إلى تصور عام للحياة السياسية والاقتصادية والأخلاقية، والمبدأ الذي يؤسسها هو الاعتقاد في خلاص الإنسان بواسطة القوى الإنسانية" ص22
وجد رموز الإلحاد الجديد أن التبشير بالإنسانوية أكثر قبولا عند الناس من التبشير بالإلحاد المجرد، لذا أنشؤوا المنظمات الإلحادية ذات الطابع الإنساني .
عام 1933م ظهر البيان الإنسانوي الأول
على يد روي سيلرز وريمون براغ.

عرفت الانسانوية باعتبارها حركة دينية تهدف لتعالي وتجاوز الأديان السابقة ذات الأصل الإلهي.
"المبادئ الناظمة للنزعة الإنسانية هي:
- التوجه إلى الإنسان وحده والانفصال عن تشريع الإله.
- التعويل على العقل وحده والانفصال عن توجيه الوحي.
- التعلق بالحياة الدنيا وحدها والانفصال عن أيّة دلالة أخروية".

الإنسانوية المستحيلة، د. إبراهيم الرماح، ص٢٣.
"إنّ المبادئ النّاظمة للنّزعة الإنسانيّة هي:
-التّوجه إلى الإنسان وحده والانفصال عن تشريع الإله.
-التّعويل على العقل وحده والانفصال عن توجيه الوحي.
-التّعلّق بالحياة الدّنيا وحدها والانفصال عن أيّة دلالةٍ أُخرَويّة."

•إبراهيم الرّمّاح.
•الإنسانويّة المستحيلة، ص٢٣📚.
"مع ظهور الثّورة العلميّة في القرن السّادس عشر، صار النّاس في أوروبا يؤمنون بأنّ العقل البشريّ يستطيع سبر أغوار الكون."

•إبراهيم الرّمّاح.
•الإنسانويّة المستحيلة، ص٣٠📚.
"ظهر البيان الإنسانويّ الأوّل على يد روي سيلرز Roy Sellars وريمون براغ Raymond Bragg عام (١٩٣٣م)، وعرّف الإنسانويّة باعتبارها حركةً دينيّةً تهدف إلى التّعالي وتجاوز الأديان السّابقة ذات الأصل الإلهيّ."

•إبراهيم الرّمّاح.
•الإنسانويّة المستحيلة، ص٣٢📚.
"ظهر البيان الإنسانويّ الثّاني في (١٩٧٣م) على يد باول كرتز Paul Kurtz وإدوين ويلسون."

•إبراهيم الرّمّاح.
•الإنسانويّة المستحيلة، ص٣٢📚.
"ظهر البيان الإنسانويّ الثّالث عام (٢٠٠٣م) تحت عنوان: الإنسانويّة وتطلّعاتها، بواسطة الجمعيّة الإنسانويّة الأمريكيّة."

•إبراهيم الرّمّاح.
•الإنسانويّة المستحيلة، ص٣٣📚.
"طرح الإنسانويّ الإنجليزيّ ستيفن لو Stephen Law في مقدّمته عن الإنسانويّة سباعيّةً تمثِّل الرّؤية الكلّيّة للإنسانويّين، فيقول:
١- يؤمن الإنسانويّون أنّ العلم والعقل أداتان لا ينبغي النّظر لأيّ معتقداتٍ على أنّها ممنوعٌ الخوض فيها، وغير خاضعةٍ للاستقصاء العقلانيّ.
٢- الإنسانويّون إمّا ملحدون، وإمّا على الأقلّ لاأدريُّون. إنّهم يتشكّكون في الزّعم بوجود إلهٍ أو آلهة، وكذلك يتشكّكون في وجود الملائكة والشّياطين وغيرها من مثل هذه الكيانات فوق الطّبيعة.
٣- يؤمن الإنسانويّون أنّ هذه الحياة هي الحياة الوحيدة للبشر؛ فلا توجد حياةٌ أخرى تعود فيها أرواح النّاس إلى أجسادهم بعد الموت، كما لا توجد جنّةٌ أو نار.
٤- تنطوي الإنسانويّة على إيمانٍ شديدٍ بوجود وأهميّة القيمة الأخلاقيّة. كما يؤمن الإنسانويّون بأنّه ينبغي أن تُستمدّ الأخلاق عن طريق دراسة الطبيعة الفعليّة للبشر وما يساعدهم على الازدهار في هذه الحياة، لا الحياة الآخرة. وينكر الإنسانويّون الزّعم بأنّه لا يمكن وجود قيمة أخلاقيّة بدون الإله، وأنّ البشر لن يكونوا أخيارًا دون الإله أو دون دينٍ يرشدهم.
٥- يؤكّد الإنسانويّون على الاستقلال الأخلاقيّ الفرديّ؛ فمن مسؤولية البشر أفرادًا أن يصدروا أحكامهم الأخلاقيّة الخاصّة لا أن يحاولوا تسليم تلك المسؤولية إلى سلطةٍ خارجيّةٍ ما -مثل زعيمٍ سياسيٍّ أو عقيدةٍ دينيّةٍ- لتُصدر تلك الأحكام نيابةً عنهم.
٦- يؤمن الإنسانويّون أنّه ممكنٌ أن يكون لحياة البشر معنًى دون أن يَهَبَهم الإله إيّاه.
٧- الإنسانويّون علمانيّون؛ بمعنى أنّهم يفضّلون مجتمعًا ديمقراطيًّا تتّخذ فيه الدّولة موقفًا حياديًّا فيما يتعلّق بالدّين، وتحمي حرّيّة الأفراد في اتّباعِ واعتناقِ، أو رفضِ ونقدِ الأفكار الدّينيّة والإلحاديّة على حدٍّ سواء."

•إبراهيم الرّمّاح.
•الإنسانويّة المستحيلة، ص٣٤-٣٥📚.
"من أنشطة الجمعيّات الإنسانويّة -غير التّرويج للإلحاد-: السّعي للقضاء على التّمييز ضدّ الملحدين، ومعارضة التّعليم الدّينيّ في المدارس، والدّفاع عن المرتدّين عن الإسلام."

•إبراهيم الرّمّاح.
•الإنسانويّة المستحيلة، ص٣٩📚.
  • عهود عبدالقادر اليوبي
    عهود عبدالقادر اليوبي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    سؤالي هو عن " ادعاء الرواقيون محبة الجنس البشري بأسره ... من أجل ذاته لا لغاية أو منفعة... " ص٢٦
    وعن البيان الإنسانوي الثالث ٢٠٠٣م
    "تستمد القيم الأخلاقية من حاجة الإنسان والفائدة واختبارها من خلال الخبرة." ص٣٣

    هل يمكننا القول أن الإنسانوية في بدايتها لم تكُن نفعية وأنها اعتنقت مذهب الفلسفة النفعية في العصر الحديث..؟
    أم مجرد إدعاء والنفعية كانت متأصلة منذ العصور القديمة في النزعة الإنسانوية؟

    0
    • د.إبراهيم بن عبدالله الرمّاح
      د.إبراهيم بن عبدالله الرمّاح

      هذا سؤالٌ عن ادعاء الرواقيين محبةَ الجنس البشري بأسره من أجل ذاته لا لغاية أو منفعة، ومقابلة ذلك بما ورد في البيان الإنسانوي الثالث: "تستمد القيم الأخلاقية من حاجة الإنسان والفائدة واختبارها من خلال الخبرة"، والسؤال عن كون الإنسانوية في بدايتها لم تكن نفعية أو كانت نفعية من البداية ولكنها تدعي أنها متعالية على النفعية.

      تعليقًا على ذلك أقول: الذي يظهر أن النفعية لم تنفك أبدًا عن هذه المذاهب التي تسمي نفسها "إنسانية" وإن زعمت التسامي عن ذلك، فلا يوجد غالبًا من يفعل الخير خالصًا لوجه الإنسان من غير فائدةٍ تعود على الفاعل. "من يفعل المعروف لا يخلو أن يكون فعله للمكافأة، فإنه إلى الربح ذاهب، أو يكون فعله للذكر والثناء، ففي حظه سعة وفي حبله حطب، أو فعله رحمةً له ورقةً وضعت في قلبه، فإنّما سكّن بتلك العطية علته وداوى بها من دائه" كما ذُكر في بعض الكتب التراثية. فالشاهد: أن من يفعل المعروف غالبًا -وربما دائمًا- إنما يفعله لمنفعة، ثم يأتي تعريف هذه المنفعة: فبعضهم زعم حتى التسامي على المنفعة التي هي قصد الدار الآخرة بهذا العمل، فبعض المعاصرين يقول: إنه ليس من الكمال أن تقدم المعروف للناس لتبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة، وإنما يجب أن تفعل الخير للإنسان لذات الإنسان. هكذا يقولون، وهكذا يقول بعض الإنسانويين، أنه يُفعَل الخير للإنسان لذات الإنسان وليس لأجل قصد الدار الآخرة، لكنهم مع ذلك هل فعلًا فعلوا الخير لذات الإنسان؟ الواقع يكذِّب هذه الدعوى. من الآثار السيئة لفصل الدين عن الأخلاق، والزعم بأن فعل الخير يجب أن يكون لوجه الإنسان لا لوجه الله، أن يقال: أولًا، هذه دعوى كاذبة لا حقيقة لها، فلا يوجد أحد يفعل الخير لذات الخير للإنسان وإنما لا بد من كونه يقصد مصلحةً ما تعود عليه، من سمعة حسنة، أو إرضاء للذات، أو بحث عن الراحة النفسية، أو تسويق للنفس، وأنت ترى أيضًا تهالُكَهم على توثيق إحسانهم وتصويره على الملأ حتى لو أدى ذلك إلى كسر قلب المحتاج الضعيف. ومن الشخصيات الإنسانوية العالمية من لا يتحرك لفعل الخير وإغاثة المنكوبين إلا ومعه جيشٌ من المصورين لينشروا عمله على الملأ؛ لأنه لا يؤمن بربٍ ينظرُ إليه، وبعض هؤلاء فعلًا يمتنع من فعل أي معروف إن لم يكن ثمة من يصوره، ثم يقول هؤلاء "إننا نفعل الخير لذات الإنسان ولا نفعل الخير ابتغاء وجه الله تعالى والدار الآخرة"!
      أيضًا، لو سلّمنا بوجود من يفعل الخير لذات الخير، لا لمصلحةٍ تعود إليه، فإنه قد فوَّت على نفسه شرطًا لقبول العمل وهو أن يكون العمل ابتغاء وجه الرب الأعلى، ففوات ذلك غبنٌ وخسران، خصوصًا إذا اقترن مع ذلك محاولةٌ لتجريد الدين من كل جمالياته، فإذا فعل مثلًا شخصٌ ما عملًا سيئًا ربطوه بالدين وقالوا: إنّ الدين هو الذي حمله على هذا الفعل السيء، مثلًا الدين هو الدين حمله على اضطهاد الناس وقتلهم والإساءة إليهم، وإذا فعل هذا الشخص أو غيره عملًا خيِّرًا نسبوه إلى الدوافع الإنسانية التي تتعالى على الدين في زعمهم، وكأنّ الدين لم يأتِ بالرحمة والشفقة على الناس؛ فهم بذلك يسيؤون إلى الدين إساءةً ظاهرة.
      هؤلاء الذين يريدون إلغاء دافع السعي لتحصيل الأجر الأخروي، غالبًا ما يتحدثون عن مثُلٍ خيالية لا وجودَ لها، وهم بذلك يخذّلون أغلب الناس عن عمل الخير؛ فإن العاقل لا يزعم أنه يعملُ عملًا بغير مقابل، وهذا المقابل إما أن يكون عملًا دنيويًا حقيرًا، أو يكون سلعة غالية وهي الجنة ورضا الله سبحانه وتعالى. أيضًا قد أثنى الله على أنبيائه وأوليائه الذين يفعلون الخير ويدعونه رغبًا ورهبًا، فهؤلاء الذين يقصدون وجه الله تعالى هم أكمل الخلق، وأولئك الذين يزعمون أنهم يقصدون وجه الإنسانية -وهم أيضًا كاذبون في هذه الدعوى- يزعمون أنهم يفعلون الخير لذات الإنسان وأنهم أكمل ممن يفعله للأجر والمثوبة. وذكرت أن كثيرًا ممن ينخرطون في العمل التطوعي في السياقات الغربية إما يبحثون عن تحقيق الذات أو ملء السيرة الذاتية لتعزيز فرص التوظيف مثلًا، أو يقصدون الشهرة والأضواء وجلب الأنظار، أما فعل الخير لذات الإنسان فهو غالبًا وهمٌ لا حقيقة له، فالمسلمون يفعلون الخير لوجه الله سبحانه وتعالى، وهذه هي المنفعة، لكن هناك طائفة تزعم أنها أكمل من ذلك فتفعل الخير لوجه الإنسان وليس لوجه الله تعالى.
      والذي أقوله هنا أن هذا لا يوجد أصلًا، فهناك فائدة دنيوية تعود على فاعل الخير، أقلها الذكر الحسن والشعور بالراحة وربما تحقيق بعض المكاسب الدعائية، فالمقصود من هذا كله أن النفعية لم تنفك أبدًا عن هذه الاتجاهات الانسانية وإن زعمت أنها تفعل الخير لذات الإنسان.

      0
    • أظهر المزيد من الردود
  • أفنان يوسف
    أفنان يوسف

    "مادة الإنسانية في المعجم الكبير... الحركة الفكرية... وقد استهدفت –من خلال عودتها إلى الأصول القديمة-... إعادة الفكر النقدي والتأمل الذاتي، وصياغة تطور جديد عن الجمال والفن". ص22 عادة ما أربط الأصول القديمة (وأظن المشار إليه هنا هو العصور الوسطى؟) بالتبعية الفكرية، ولكن هنا تشير إلى فكر نقدي وتأمل ذاتي وتصور جديد، هل تصوري خاطئ أم أن المقصود إعادة النظر إلى الأصل القديم بعين ناقدة؟

    0
    • د.إبراهيم بن عبدالله الرمّاح
      د.إبراهيم بن عبدالله الرمّاح

      لعلي أعيد صياغة هذا السؤال حسب ما فهمت بعبارةٍ أخرى، وهي: كيف يمكن الجمع بين قولنا إن عصر النهضة دعا إلى الفكر والتأمل النقدي الذاتي، وفي الوقت نفسه عاد إلى الأصول القديمة، فالعودة إلى الأصول القديمة تعني التبعية الفكرية؟

      والجواب: قد يقال إنّ عصر النهضة في القرن الخامس عشر، أراد تجاوز القديم والموروث في زمنه، الذي هو تراث القرون الوسطى، الذي يمتد من القرن الرابع الميلادي إلى القرن الرابع عشر الميلادي تقريبًا، فهو بتجاوزه هذه العشرة قرون، قد مارس نوعًا من النقد والمحاكمة لهذا الموروث، وأما عودة عصر النهضة إلى ما قبل ذلك، إلى ما قبل أكثر من ألف سنة، وهو تراث اليونان والرومان، فهي في نظرهم عودة إلى تراثٍ أكثر عقلانية ومنطقية "وأكثر إنسانية" ، فتراث اليونان والرومان كان في نظرهم أقرب إلى الدراسات الإنسانية، بخلاف تراث القرون الوسطى الذي غلب عليه الطابع اللاهوتي أو الثيولوجي والاسخاطولوجي الذي هو علم الأخرويات أو اليوم الآخر وما يكون فيه وما قبله من إرهاصات وعلامات يوم القيامة، فانشغلوا بدلًا عن ذلك بعلم الاكسيولوجي، الذي هو علم القيم وما يتضمنه من علم الأخلاق وعلم الجمال الذي يسمونه الإستاطيقا.

      0
    • أظهر المزيد من الردود
  • Sakhaa majed mashharawi
    Sakhaa majed mashharawi

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    سؤالي هو عن فكرة عبيد الفطرة التي اكدها أرسطو في كتابه (السياسات)
    هل المقصود بها أن هناك ميولاً فطرياً لدى هؤلاء الأفراد ليكونوا عبيداً (رقيقاً)
    لبشرٍ مثلهم ؟
    أم المقصود بها الميول الفطري الطبيعي لدى كل إنسان لعبودية الله تعالى
    وهو حاجة الإنسان الفطرية للمعبود
    الله تبارك وتعالى

    وإن كان هنالك أفراد لديهم استعداداً للعبودية لبشرٍ مثلهم فمن المؤكد أن يعود ذلك لأسباب نفسية أو وراثية مثلاً ؟؟

    ما المقصود بنظرية اللامساواة الطبيعية
    ونظرية الإنسانية المساواتية

    0
    • د.إبراهيم بن عبدالله الرمّاح
      د.إبراهيم بن عبدالله الرمّاح

      المقصود في نظر أرسطو أن لدى العبيد ميولاً طبيعية ليكونوا أرقاء لبشرٍ مثلهم وذلك لانحطاط همتهم وقصور تفكيرهم أحياناً. وأيضاً لقوة أجسادهم ومناسبتها للعمل البدني، وفِي نفس الوقت لانحطاط همتهم وقبولهم أن يخضعوا للسادة الذين يسومونهم خطة خسفٍ وإذلال ولا يلقون المقاومة من هؤلاء العبيد.
      وحتى لايكون الكلام مرسلاً أو دعاوى ليس لها مايؤيدها أنقل بعض المقاطع من كتاب "السياسات" لأرسطو وبالتحديد في الكتاب الأول منه في الباب الثاني وهو المتعلق بالرق ، يقول أرسطو في الكتاب المنسوب إليه: "ذلك هو أيضاً القانون العام الذي يجب ضرورةً أن يسود بين الناس فمتى كان المرء أحط من أمثاله كما يكونه الجسم بالقياس إلى النفس والبهيمة إلى الإنسان وهذا هو مركز جميع أولئك الذين لديهم استعمال القوى البدنية هو أحسن مايمكن أن يُنتفع به كان هو الرقيقٌ بالطبع، وفِي حق هؤلاء الناس كما هو في حق الموجودات الأخرى التي تكلمنا عليها آنفاً يحسن بهم أن يخضعوا لسلطة سيّد لأن هذا الذي يؤتي نفسه غيره هو رقيقٌ بالطبع وما يجعله يؤتي نفسه غيره هو أنه لايستطيع أن يذهب إلا إلى حد أن يفهم الحق متى أظهره غيرٌ عليه لكن لا إلى حدٍ أنه يملكه هو في نفسه. إن الحيوانات الأخرى لاتستطيع أن تفهم الحق وإنها لتُطيع على عمايةٍ غرائزها".
      أيضاً يقول أرسطو : " على أن منفعة الحيوانات المستأنسة ومنفعة العبيد كأنها شيءٌ واحد تقريباً فإن الأولى والآخرين يساعدوننا بقواهم المادية في قضاء حاجات المعيشة والطبع ذاته يريد ذلك مادام يجعل أجسام الناس الأحرار مغايرة لأجسام العبيد؛ إذ يعطي هؤلاء الشدة الضرورية في الأعمال الغليظة للجمعية ويخلق على ضد ذلك أجسام أولئك غير صالحة لأن تحني قوامها المستقيم لتلك الأشغال الشاقة بل يُعدّهم لوظائف الحياة المدنية فحسب، تلك الحياة التي تتنازعها فيهم مشاغل الحرب ومشاغل السلام" وله كلام طويل في ذلك. وفِي تقرير موضوع الرق يقول أيضاً: "ومهما يكن من شيء فبيّنٌ أن البعض هم أحرار والآخرين هم عبيد وأن الرق في حق هؤلاء نافع بمقدار ماهو عادل" ويقول أيضاً: "يمكن بالبديهة إذن أن نسمو بهذه المناقشة ونقرر بفعل الطبع أنه يوجد عبيد وأناس أحرار، ويمكن أن يؤيد أن هذا التمييز أن يبقى قائماً أن كلما كان نافعاً لأحدهما أن يخدم باعتباره عبداً وللآخر أن يحكم باعتباره سيداً بل يمكن أن يؤيد الآخر الأمر أنه عادل، إن كلاً عليه تبعاً لمشيئة الطبيعة أن يقوم بالسلطة أو أن يحتملها، وعلى هذا فسلطة السيد على العبد هي عادلة ونافعة".
      تلك بعض العبارات التي ذكرها أرسطو في كتاب "السياسات" لتقرير وجود عبيد بالفطرة .

      وأما ما يتعلق بنظرية "اللا مساواة الطبيعية" فهي النظرية التي ترى أنه لا ينبغي أن يُعامل البشر على قدم المساواة لأنهم مختلفون و متفاوتون في ملكاتهم العقلية وقدراتهم البدنية واستعداداتهم الذهنية. ونظرية "الإنسانية المساواتية" على النقيض من ذلك، فعلى ضوءها يجب أن يُعامل الناس على قدم المساواة لأنهم مشتركون في أصل الخلقة والتكريم ومغايرون لما سواهم من الكائنات.

      0
    • أظهر المزيد من الردود