الإنسانوية المستحيلة

الأوراد/ الورد الثامن (١٩٧ - ٢٢٢)

هذا ملخص يتضمن أهم النقاط الرئيسية والأفكار المهمة؛ لذا هو لا يغني عن الكتاب، صممناه لكم بشكل مريح يساعد على ترتيب المعلومة وفهمها

  • تعليق على الورد الثامن

    بصوت الكاتب

    16
    25
    00:00
    تحميل
لا يوجد مناقشات

"الحداثة تستصحب الحكم السلبي عن الدين في كل انتاجاتها " تم بحمدالله📚
حصر مفهوم الدين في معاملة الخالق وحده (رهبانية مبتدعة)، وحصره في معاملة الخلق وحدهم (دنيانية غالية)، والحنيفية جمعت بينهما.
"لقد عظّم الله سبحانه الحيوان، لا سيّما ابن آدم، حيث أباحه الشّرك عند الإكراه وخوف الضّرر على نفسه، فقال: {إلّا من أُكره وقلبه مطمئنٌ بالإيمان} [النّحل: ١٠٦].
من قدّم حرمة نفسك على حرمته، حتّى أباحك أن تتوقّى وتحامي عن نفسك بذكره بما لا ينبغي له سبحانه، لحقيقٌ أن تُعظِّم شعائره، وتقرَّ أوامره، وزواجره.
وعصم عرضك بإيجاب الحدّ بقذفك، وعصم مالك بقطع يد مسلمٍ في سرقته، وأسقط شطر الصّلاة لأجل مشقّتك، وأقام مسح الخفّ مقام غسل الرجل إشفاقًا عليك من مشقّة الخلع واللّبس، وأباحك الميتة سدًّا لرمقك.
أيحسن بك -مع هذا الإكرام- أن تُرى على ما نهاك منهمكًا، وعمّا أمرك متنكّبًا، وعن داعيه معرضًا، ولسنّته هاجرًا، ولداعي عدوّك فيه مطيعًا؟ يعظّمك وهو هو، وتهمل أمره وأنت أنت. هو حطّ رتب عباده لأجلك، وأهبط إلى الأرض من امتنع من سجدةٍ يسجدها لك...
ما أوحش ما تلاعب الشّيطان بالإنسان بينا يكون في حضرة الحقّ! وملائكة السّماء سجودٌ له، تترامى به الأحوال والجهالات بالمبدأ والمآل، إلى أن يُوجد ساجدًا لصورةٍ في حجر، أو لشجرةٍ من الشّجر، أو لشمسٍ أو لقمر، أو لصورة ثورٍ خار، أو لطائر صفر. ما أوحش زوال النّعم، وتغيُّر الأحوال، والحَورَ بعد الكور!
لا يليق بهذا الحيّ الكريم الفاضل على جميع الحيوان أن يُرى إلّا عابدًا لله في دار التّكليف، أو مجاورًا لله في دار الجزاء والتّشريف، وما بين ذلك فهو واضعٌ نفسه في غير مواضعها".

•ابن رجب.
لا يوجد استفسارات