"التغيرات الرئيسية في تاريخ الغرب الحديث في نظم المعرفة وأنساق الوجود، ومصادر القيم والأخلاق، وبنى الاجتماع والثقافة، تركت آثارها الحاسمة على وعي الفرد وعلاقته بالزمان والمكان، فضيقت العلمنة من أبعاد الوجود، وانحسرت تبعا لذلك آفاق التاريخ الذي يعلو على الوجود المرئي"
ص13

"إن انفجار المعلومات لم يفعل سوى تدمير الأساس الذي تقوم عليه عملية الفهم، ووسط انشغالنا بالمنظورات والمسالك الجانبية للمعلومات التي تتمدد بلا تتوقف في كل الاتجاهات، نفقد القدرة على تقبل إمكان تجميع الصور كاملة، وبدلا عن ذلك نكرس طاقاتنا في عملية إدارة المعلومات.... فهناك علاقة وثيقة بين كثرة المعرفة المنتجة في الثقافة المعاصرة وتقلص الفهم والاستيعاب الكلي؛ فكلما ازداد إنتاج هذه المعرفة كان نصيب كل فرد منها أقل، أي: كلما عرفنا أشياء أكثر يكون نصيب ما يعرفه المرء أقل بصفة مهمة نسبيا"
حاشية ص15

"فهو (المقصود به الفرد الحداثي) -وإن لم يعان من أعطاب جذرية تمس جوهر الإدراكات الذاتية- إلا أنه يقاسي أعطابا روحية وهوياتية تورثه ارتباكات حادة في الموقف من الذات والهوية الشخصية، يتيه بسببها في صحراء مقفرة من المعنى، مع فقده للمرساة الأخلاقية، والتوجيه القيمي، والارتكاز الاجتماعي المؤسس"
ص22

"كلما ازداد إنتاج هذه المعرفة كان نصيب كل فرد منها أقل، أي: كلما عرفنا أشياء أكثر يكون نصيب ما يعرفه المرء أقل بصفة مهمة نسبيًا"

ص١٥

"أول خطوة لهدم سطوة الثقافة المعاصرة هو إثبات تاريخانيتها، أي كونها ناتجة عن مسببات وظروف تاريخية محددة، ونتاج لإرث مجتمعي خاص، فهي طارئة ومصنوعة وليست نتيجة بدهية للعيش، أو مسلمات كونية مطلقة لا غنى عنها، مهما بدت أو ادّعت أنها كذلك"

ص١٦

"أول خطوة لهدم سطوة الثقافة المعاصرة هو إثبات تاريخانيتها، أي كونها ناتجة عن مسببات وظروف تاريخية محددة، ونتاج لإرث مجتمعي خاص، فهي طارئة ومصنوعة، وليست نتيجة بدهية للعيش أو مسلمات كونية مطلقة لاغنى عنها مهما بدت و ادعت أنها كذلك، وهذا يشمل تصورات الحرية الليبرالية، والأصالة الفردانية، والاستقلال الهوياتي، وما يتبعها من نماذج العيش المثلى، وأنماط العلاقات التي يطمح إليها الفرد"

[ البحث النقدي في تأريخ نشأة وتطورات الذات والهوية الحديثة والثقافة الفردانية المعاصرة وانعكاساتها على «معنى الحياة» يسهم في تحطم بداهات عديدة تسيطر على الجماهير المستهلكة للمنتج الثقافي الغربي . . ]

صـ ١٦

"هناك علاقة وثيقة بين كثرة المعرفة المنتجة في الثقافة المعاصرة وتقلُّص الفهم والاستيعاب الكلي، فكلما ازداد إنتاج هذه المعرفة كان نصيب كل فرد منها أقل، أي: كلما عرفنا أشياء أكثر يكون نصيب ما يعرفه المرء أقل بصفة مهمة نسبيًّا".

معنى الحياة في العالم الحديث
أ. عبدالله بن عبدالرحمن الوهيبي
هامش صـ ١٥.

"يملك كل واحد منا قصة حياة، أو حكاية داخلية تشكِّل استمراريتها ومعناها حياتنا الفعلية، إن كلًّا منَّا يؤلف قصة ويعيشها، وهذه القصة هي نحن، أو هي هويتنا. إذا أردنا أن نعرف فلانًا، فنحن نسأل: "ما قصته؟" ونقصد قصته الحقيقية الأعمق؛ لأن كل واحد منا هو سيرة وقصة. كل واحد منا هو حكاية فريدة، يتم تركيبها باستمرار، ودون وعي، بواسطتنا ومن خلالنا وفينا، من خلال إدراكاتنا ومشاعرنا وأفكارنا وأفعالنا، وبواسطة حديثنا أيضا وحكاياتنا المنطوقة. نحن نتشابه بيولوجيا وفسيولوجيا، أما تاريخيا -باعتبارنا قصصا- فكلٌ منا فريد ...."

معنى الحياة في العالم الحديث
أ. عبدالله بن عبدالرحمن الوهيبي
صـ٢٠ / اقتباس منقول من أوليفر ساكس، الرجل الذي حسب زوجته قبعة.