معنى الحياة في العالم الحديث

الأوراد/ الورد الحادي عشر (٢٩٥ - ٣٢٢)

هذا ملخص يتضمن أهم النقاط الرئيسية والأفكار المهمة؛ لذا هو لا يغني عن الكتاب، صممناه لكم بشكل مريح يساعد على ترتيب المعلومة وفهمها

  • تعليق على الورد الحادي عشر

    بصوت الكاتب

    4
    5
    00:00
    تحميل
لا يوجد مناقشات

"وهكذا انتقلت دلالة مصطلح التجربة من استعماله في سياقات ضمن مدلول يحكي عن فعل وتأثير، إلى أن أصبحت دلالته تحكي عن انفعال وتأثر"
ص298
"وفي العقود الأخيرة تكاثرت المؤلفات التي تتناول الحب وصلته بالمعنى، ككتاب الفيلسوف الفرنسي بول ريكور..... وتلتقي هذه الأطروحات كلها -المختلفة في منطلقاتها وأهدافها النظرية- في نقطة مركزية هي: ..... تحميل الحب مسؤولية استنقاذ معنى الحياة"
ص300-301
"والحب الرومانسي في صيغته المعاصرة يعكس الرغبة البشرية الدفينة في الكمال والإطلاق (الرغبات الفردوسية بتعبير جوليا كريستيفا)، التي كانت تجد إشباعها في أشكال التدين التقليدي، وبعد فقدان هذا التدين لموقعه المركزي القديم، بقيت الحاجة نفسها ولكن أعيد توجيهها إلى مسار أرضي، لذا تضع كريستيفا التقديس المعاصر للحب في سياق التعويض عن تدين مفقود"
ص303-304
"يعلل المؤرخ الاجتماعي جاك غودي سبب الاحتفاء بالسردية التي تحتكر الرومانسية الزواجية في النموذج الأوروبي الحديث بأن هذا الشكل من الحب كانت مركزيا لمؤرخي الحداثة -الموجهين توجيها أيديولوجيا-؛ لأنه ينطوي على حرية الاختيار، وعلى الفردية، اللتين ينظر إليها بوصفهما قيمتين غربيتين بشكل جوهري"
حاشية ص308
"وهكذا انتقل سياق إنشاء العلاقة الزوجية والعاطفية واستدامتها من المعاني والطقوس المشتركة علنا -بما أن كُلًّا من المرأة والرجل ينتميان إلى عالم اجتماعي مشترك- إلى التفاعلات الخاصة التي تقوّم فيها ذات أخرى؛ وفقا لمعايير متعددة ومتقلبة، مثل الجاذبية الجسدسة، والكيمياء العاطفية، وتوافق الأذواق، والتركيب النفسي"
ص310
"وتسويق حب الذات بوصفه علاجا وحماية للذات من الآثار السلبية لرفض الآخرين وتجاهلهم، هي محاولة فاشلة لحل مشكلة أكثر تعقيدا، فمثل هذه النصيحة تنكر الطبيعة الجوهرية والأساسية للقيمة الذاتية، فهي تطالب الجهات الفاعلة بأن تخلق ما لا يمكنها خلقه بمفردها"
ص315
"والحاصل أن الأزمة الروحية والوجودية التي تعتري الفرد الطامح إلى تحقيق ذاته المجردة عن دعم البنى الثقافية والاجتماعية والدينية تدفعه إلى تفعيل وتنشيط وجوده الفيزيائي وبنيته العضوية والنفسية تنشيطا مفرطا؛ لتعويض النقص الفادح في موارد الطمأنينة، ومصادر التوجيه والتعاليم الغائية، ومن هنا اتخذ الفرد المعاصر من شعوره وأحاسيسه موقعا مركزيا لابتكار معنى لحياته، ثم تركز ذلك كله ليفيض في ساحة العلاقات العاطفية، بغية إشباع الرغبة في اقتناص الكمال والجمال والجلال في ذات محبوبة يقف المعنى على حدود وجودها"
ص322
فالنموذج الثقافي المهيمن يخلط بين العلاقة العاطفية والصلة الروحانية ، ويطمح للحصول على تلك « الرغبات الفردوسية » في الحب الدنيوي ، ويجهل أو يتجاهل أن « الكمال الذي نشتاق إلى تجربته في الحب الأرضي لا وجود له إلا في الحرم الإلهي ؛ ومن ثم فعندما نخلع على شريكنا الأوصاف الإلهية ، راجين منه انتشالنا من الدنيوي إلى السامي ؛ فإننا نحدث -كما يقول روبرت جونسون « خلطا آثما ، من محبتين مقدستين » ، وستكون النتيجة الحتمية لهذا المزيج المشوه هي خيبة الأمل » ص305
وإلى جوار هذه التأسيسات و التحليلات النظرية يعطي الغرام شعورا محذرا وإحساسًا إدمانيًا للشركاء في العلاقة ، وهو بذلك يساعد الذات على تعويض عطشها الروحي الدفين ، فالعشق والحميمية الغرامية « تخذر » الفرد -كما في الاقتباس الذي صدرت به هذا الفصل- ، وتخمد شعوره بعذابات العيش ، وهذا ليس تعبيرا مجازيا فقط ، بل هو صياغة لنتيجة علمية تجريبية ، ففي عام ٢٠٠٣ م أجرى باحثون في علم الأعصاب دراسة على مجموعة أفراد يعيشون في حالة « غرام جنوني » ، وفقا لمعايير محددة ، ولحظوا أنه عندما ينظر أفراد عينة الدراسة العشاق إلى صور محبوبيهم يظهر التصوير الوظيفي بالرنين المغناطيسي ( FMRI ) « نشاطا قويا في المناطق الدماغية المرتبطة بالبهجة والمكافأة ، ونقصانًا في نشاط المناطق المرتبطة بالحزن ، والخوف ، والقلق » ، والنتيجة اللافتة أن « نمط هي النشاط الدماغي الذي يظهر عند رؤية المشاركين لمحبوبيهم لا يختلف عن نشاط الدماغ الذي يظهر عندما يكون الشخص تحت تأثير العقاقير المخدرة کالکوکائين » ، ولم تكن هذه تجربة يتيمة ، بل توصلت أبحاث أخرى إلى نتيجة مشابهة ، وأكدت خاصية « الادمان » التي تظهر عند العشاق ( 3 ) .ص306
لا يوجد استفسارات